أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عمر المزين - تسابيح في صومعة إبليس














المزيد.....

تسابيح في صومعة إبليس


عمر المزين

الحوار المتمدن-العدد: 1332 - 2005 / 9 / 29 - 11:07
المحور: كتابات ساخرة
    


عد الخطيئة والعناد، إبليس يسبح ربه ويعلن توبته ... " سبحان الله ،لا إله إلا الله " سأحيل هذا الوكر إلى صومعة ، سأصلي ما بقي من ساعات الزمن وأيامه وسنينه ، لم أعد خيراً منه ، خلقته من طين وخلقتني من نار .... يا ربي لك الأمر والنهي ... لك العتبى حتى ترضى .... فقط ؛ اقبلني عائداً ، أريد أن أكون عابداً صالحاً مؤمنا كما كنت يوماً ما .....

سآتي بكل كلمات الوصل ... بما تحدث به الأولون وبما سيصبح على ألسنة الآخرين ، سأجعل كل قصائدي مدائح وعبودية ، سأخط كلماتي بنور إيماني ، سأعلن توبتي أمام القاصي والداني ، لن أكون متكبراً ولا مغروراً ، وسألبس ثياب التقاة العابدين وأعلن أنني كنت ذات يوم مغروراً حينما عصيت ربي وأني خانتني هيئتي وعلمي وعملي وعبادتي ....

آدم ... حواء ... رسالة الزمن التي اقترنت بالعابد إبليس ...

قالت إحداهن لرجل عشقته حتى الموت ... أكاد أحبك .... خر الرجل مغشياً عليه، وحينما أفاق من غيبوبته جعلت تمن عليه أنها قالت أكاد ولم تجزم ، إذ لو جزمت لخر ميتاً .... من هنا تصبح أفعال التحقيق بلفظ أكاد وماضيها كاد ...

وقال رجل لامرأة انها قد سكنت قلبه ، فأصرت أن يثبت لها ذلك ، احتار الرجل كيف يكون له أن يثبت مثل هذا الأمر ، فأتته بالحل ... شق قلبك نصفين فإن كان اسمي مكتوباً على كليهما صدقتك ....

حوار الرجال للنساء يشبه حوار الطرشان .... أذكر حينما وضع الدكتور جمال صورة كرتونية لرجل قال لإحدى النساء أحبك ... فجعلت من نفسها صماء وهو يكرر " أحبك" حتى خر على رأسه في واد سحيق ....

مجموعة من النساء أعلنّ الثورة على الرجال ... حالفن الشيطان ، فوعدهن خيراً ... وكان الخير فيما أتاهن به ... انظروا غرف التشات والفضائيات وانظروا الساحات والأسواق .... الشيطان يتجلى ....

الرجال أرادوا أن يصدوا النساء وثورتهن ... تحالفوا مع الشيطان أيضاً ، فوعدهم خيراً ، وكان الخير فيما أتاهم به ... الرجال في المواخير أثملهم الحب وقتلهم البعد والهجر .... رجالنا بائسون .... رجالنا ينصبون المصائد للنساء ، وحينما يقعن في حبال مكرهم يقولون " إنا براء منكن "...ويظل إبليس يتجلى للعبادة ...

الشيطان هو ذاته يجمع بين الرجل والمرأة .... بين الرجل والرجل ، وبين المرأة والمرأة ... وهو ذاته يلقي بهما في ناره ... ويظل يردد لهما أنتما خير مني ...أنتما من طين وأنا من نار .... لم يعد مهما من هو خير من الآخر ... فقد بررت بقسمي لأملأن جهنم منكم أجمعين ....

قال رجل لامرأة يغازلها وهي كارهة : أحبك ، فصفعته ، ثم ذهب إلى جارتها يخبرها أن الجارة الأولى هائمة به طمعاً في إثارة الغيرة ونيل أطماعه منها ، ويومئ للأخيرة "أحبك انت" لكن الأخيرة تصفعه أيضاً، ذهب الصياد يعلن على الملأ ... إنهن يلاحقنني .... إنهن يعلن الحب علي ، إنهن يعلن الحرب ... أنقذني يا شيخنا العابد إبليس ...

نظر إليه صاحب الرأي الحصيف إبليس وقال: حينما أحتار في أمري سآتيك فأنت خير مني حيلة ... فرغم الصفع ما زلت تدعي وتدعي ... ويصدقك الناس .... وما اراك إلا قاتلاً لهذا الجنس السخيف ...

حينما تكون المرأة مغرورة تقتل رجلاً بحب فاشل ، وحينما يجن الرجل ويصير مغروراً يجعل من نساء الأرض هدفاً لغروره فيقتل منهن كل من جعلت من نفسها فريسة لغروره ....

وقد تتساءل إحداهن كيف تجعل المراة من نفسها فريسة ؟ ليأتي الجواب ؛ حينما يجرؤ أحدهم ان يقول لها أحبك ... فلا يكون جوابه ... صفعة أو ....

كلمة أحبكِ على ألسنة كثير من الرجال كلمة حق أريد بها باطل ....

لو خلصت المشاعر كما يكون البوح بها لصارت الدنيا جنة .... الحمد لله أنها لم تصبح جنة وإلا لحسدنا عليها إبليس وأخرجنا منها ... لا إلى أرض غيرها وإنما إلى باطنها ....

حالات الحب التي نعيشها اليوم هي أشبه بتسابيح في صومعة إبليس ....

عفواً ؛ إبليس لا يصدق توبته ، وليس بعابد ، إنه ما زال على عهده يقول " لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين "

بقيت واحدة ... حينما تكون هذه الكلمة "أنا وأنتِ" ، فتصير إلى "يا انا" في ميزان الله .... بطهر كلمة الله ، وبقوة عهد الله .... حينئذ ستصبح قد بدأنا .... انتهى الحديث وبدات الحكاية ... قد بدأنا ... حقيقة الشيطان في تسابيحه ليست حباً إنما هي وساوس ... وتبقى كلمة الحب التي نسجت من روح الله وعهد الله لتعلن بداية جديدة ....قد بدأنا ....

لا يوجد فرق بين الشرقي والغربي حينما ينصب شباكه للفريسة فكل يريد ان يصطاد ، فالحذر الحذر ....



#عمر_المزين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاقة الرجل والمرأة


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عمر المزين - تسابيح في صومعة إبليس