أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد صلاح سليم - أحلام مريضة














المزيد.....

أحلام مريضة


محمد صلاح سليم

الحوار المتمدن-العدد: 4797 - 2015 / 5 / 5 - 01:45
المحور: كتابات ساخرة
    


مشهد (1):
يجلس عم حسين المواطن المصري البسيط في المسجد يستمع لخطبة الجمعة ويمسك بيديه "مسبحة " و ينصت باهتمام "للشيخ " إمام المسجد وهو يخطب بعصبية وحرقة وموضوع الخطبة عن "تأسيس ملحدين للحزب العلماني ".

الشيخ يصرخ : أيها المسلمووووووون إنها والله لا أراها إلا علامات الساعة، إنهم يريدون أن يطفئو نور الله، يريدون نشر الفجوووووور، والزنااااا، والشذووووووذ اعاذكم الله،
يصمت الشيخ قليلا يبكي ويبكي معه الحضور ثم يستكمل بصوت أهدى يحمل عمق الأسى :
أيها المسلم، أخى في الله، هل تقبل أن يصبح ابنك شاذا وابنتك عاااهرة سااافرة عاااارية، هل تعلم معنى العلمانية؟ إنها الالحاااااااد، كفر بوااااح، حكم الجااااهلية، إنها الصهيونية والماسونية والأمركة والصليبية والكفر ملة وااااحدة فالحذر يا أمة الاسلاااااام.
.. وهنا ينتفض جسد عم حسين وتدمع عيناه وتتبلور في عقله صورة أبي لهب وأبي جهل ( أبطال فيلم فجر الإسلام ) وهم يجتمعون في مقر الحزب العلماني.
...ثم تقام الصلاة ويقرأ الشيخ سورة الكافرون وسورة المنافقون ثم ينصرف الجميع لمنازلهم.

مشهد (2):

عم حسين يستعد لينام فترة القيلولة ومازال صوت الشيخ يتردد في عقله فيستعذ بالله ويقول : هى الدنيا جرى فيها ايه؟ فيستغفر ثم يغط في النوم، ومن كثرة التفكير يحلم حلما عجيبا مفاده أن " الحزب العلماني " والعلمانيين وصلو للسلطة وحدث الآتي :
.. يدق جرس الباب بطريقة مزعجة مخيفة فيفتح عم حسين الباب متخوفا فيرى مجموعة رجال فى ملابس سوداء ونظارات سوداء.
...عم حسين : خير ياباشا انتو مين وعاوزين إيه؟
..قائد المجموعة : انت متعرفناش؟ احنا " هيئة النهي عن المعروف والأمر بالمنكر العلمانية " التابعة لمحاكم التفتيش الالحادية العظمى وجايين نطمن إن مفيش مخالفات.
...عم حسين : عارفكو طبعا ياباشا وانا علماني وكل أهلى وأنا من أول الناس اللي وقفت جنبكو وبنتي ومراتي بيحبوا اللبس العريان جدا وبنسمع اغانى سافلة وافلام السكس مبتفارقش البيت اتفضل فتش.
..القائد: كويس كويس واضح انك مواطن علماني مثالي بس هنبص بصة على العيلة والبيت.
** يدخل فريق التفتيش يلقي نظرة في البيت وقد اجتمعتا زوجة وابنة عم حسين و هو معهم يكتمون أنفاسهم، ثم بعد التفتيش:
....مجموعة التفتيش : كله تمام يافندم مخالفات بسيطة كتبناها في الورقة دي ويعطي أحدهم الورقة للقائد.
...القائد: ممم انتو كويسين لكن احنا ظبطنا سجادة صلاة ايه تفسيرك؟
..عم حسين : حضرتك ده من مخلفات الماضي بس بقينا نستعملها فرش زي الكليم يغطى البلاط مش اكتر.
...القائد: ممم أوك بس الاحسن تجيب سجادة أو حصيرة حتى، ثم يوجه بصره للفتاة بنت عم حسين ويقول: انتى ياشاطرة عديتي ال18 مش شايف يعني عشيقك معاكى عمالين تبوسوا في بعض؟!! انتى مش علمانية؟؟
....الفتاة : ابدا يافندم انا علمانية ونص بس حضرتك انا "ليزبيان " ومليش إلا في السحاق وصاحبتي عندها ظروف عشان كدا مش معايا الوقتي.
...القائد سعيدا : ممتاز ممتاز انتو عائلة علمانية حقيقي بس انا عاتب عليكو بعض حاجات منها :
لازم تجيبو ولد مثلي برضه
مراتك ياعم حسين سلمت على المجموعة من غير بوس!!
فين كتاب أصل الأنواع وكتاب وهم الإله مش لاقيهم في المكتبة ودي فيها غرامة
صورة صافيناز اللي معلقها ياحسين مش عريانة أوي وهى ليها صور أحلى كتير!!
عموما المرادي هكتفي بتحذير سلام.
..عم حسين : ألف شكر ياباشا واوعدك والطبيعة وحياة سيدي داروين هعمل كل اللي ناقصنى، قومي ياولية بوسي البشوات

مشهد (3):
يستيقظ عم حسين فزعا من النوم وقلبه وانفاسه تكاد تنخلع من صدره وهو يردد اعوووذ بالله أعوذ بالله لطفك ياااااارب ثم ينادي على أهله.
..عم حسين : مراتي حبيبتي .. بنتي حياتي احضنوني اوعدكم انى هحافظ عليكم من العلمانيين الكفرة اوعو تعرفو أى علماني اوعوووو.
الزوجة : ايه علماني دي ياخويا ده مرض بعد الشر؟ ؟
..عم حسين : لا ناس كفرة عاوزين ينشرو الإلحاد.
...الزوجة : أعوذ بالله ده ربنا هيسخطنا هو جرى ايه والحكومة سايباهم المفروض يحرقوهم بجاز وسخ لحد مايروحو جهنم.
..الفتاة : يانهاار ده فيه واحدة صاحبتي عالفيسبوك بتقول أنها علمانية أنا كنت هفهم الأول.
...عم حسين : تفهمي؟؟؟؟ الشيخ بنفسوووووو سامعه بيكفرهم ده شيييييييخ تفتكري هيكدب؟ اقطعي علاقتك بيها والاحسن اقفلي الزفت الفيس ده.
ثم يبكي عم حسين و يعانق زوجته وابنته و يضمهم ويقول أنا مليش غيركم عمرى ماهقبل تقلعو أو تبقي شاذة يابنتي أو تبقو ملحدين.
وينظر الثلاثة للسماء ويعلو البكاء ويصرخو رحمتك ياااااارب رحمتك ياااارب.



#محمد_صلاح_سليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين بين الحقيقة والضرورة!
- لا تسأل .... فالله يحب الصامتين!
- الوهم المقدس
- الدين بين الغاية والحقيقة .. ودور العلم في نقد النص الديني !
- ......محاربة الإله .... حقيقة أم خيال ...؟؟


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد صلاح سليم - أحلام مريضة