أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد مهدي - سيد الارض المعظم..ليتقدس اسمك..ليات ملكوتك على الارض ايها الانسان















المزيد.....

سيد الارض المعظم..ليتقدس اسمك..ليات ملكوتك على الارض ايها الانسان


وليد مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 1332 - 2005 / 9 / 29 - 11:20
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هو الذي رآى كل شيء..فغني بذكره يا بلادي
كلكامش


قبل أيام كنت أتناقش وفي ساعة متاخرة من الليل مع صديقي الأقرب ....وربما كان هذا الصديق الشخص الوحيد الذي يفهم الحدود السياسية للرقعة الفكرية التي افكر في نطاقها والتي لاتحدها الا " المالانهاية " !!
حيث اخبرني صديقي انه يريد اصلاح " مركبته الفضائية " ليعود الى عالمه الذي اتى منه تاركا كل القرف في هذه الدنيا...!!
فهو يعتقد انه يتميز عن الناس بافكاره...وهو بحاجة الى هدوء وانزواء لانتظار الموت...لان وراء الموت فقط تسكن الحقيقة وكل ما دون الموت مزيف...!!
كان ردي عليه غير متوقع...وجعله يصاب بالذهول...فقد اعتدنا على التفكير سوية...والاشتراك في الراي في اغلب الحالات...خصوصا في مسالة مثل هذه ...، لكنني اضطررت الى اظهار رايي بهذا الموضوع بكل صراحة ..واخبرته مستشهدا :
أءنا سائر ٌ في الدرب ام الدرب يسير...؟
ام كلانا واقف ٌ والدهر يجري؟
نعم....لقد اخبرت صديقي...اننا وعلى الرغم من اتفاقنا باننا " جنود " جاؤا لاداء مهمة في هذا العالم....الا انني اكتشفت الحقيقة متأخرا..وهي إن عالم البداية الفردوسي الجميل ...عالم افلاطون ..لايقل قرفا ً عن عالمنا هذا بل ربما يكون اسوأ..!!
فلو افترضنا اننا...اصلحنا " المركبة "....او وجدنا " الدابة " التي ستقلنا الى نهاية الطريق..فاننا...وفي آخر المطاف لابد وان نشعر بالسام من جديد..!
ماذا يعني الفردوس...لعقول تحلق عاليا في فضاءات الاسرار..؟
ماذا تعني الجنة...لالهة هي التي خلقتها...!
ماذا تعني العودة الى نقطة نكتشف انها مجرد بداية وليست نهاية...حيث لن تكون هناك نهاية...!!
والان اسالك يا صاحبي...هل بالفعل اننا بحاجة الى دابة توصلنا لنهاية الطريق....!
هل الدابة هي التي ستحملنا....ام نحن الذين نحمل الدابة....!
فهي وان حملت اجسادنا الى نقطة...فان عقولنا هي التي حملتها لتصل بها الى هذا المقام ..!
نعم ..خرجت عن واقعيتي كثيرا هذه المرة...ولذا ساحاول توضيح نقطة مهمة..، نحن بني الانسان...ما حياتنا ( بوجهة نظري ) الا عبارة عن مسيرة ارتدادية للعودة الى البداية ليس الا...!
لقد بدانا كبارا وان لم نبدا من الصفر وانما ، كنا موجودين منذ الازل ، بدانا بقيمة مطلقة ...مثل الاله..، والوهم الذي نحيا به في هذا العالم ...هو : بطاقة الاحوال المدنية..وهي اكبر كذبة دنيوية نعيشها كل يوم من حياتنا ...!
تاريخ الميلاد...ثم الاسم...ثم هوية الوطن...والجنس..، كلها مسميات ابعدتنا ..وخدرتنا لنعيش في دوامة هذا العالم الذي فرضته علينا القوة الكونية ( .....) المجهولة التي نراها متعددة في احيان ( مجموعة الهة ) كما في بداية عصر الادراك الانساني ...في الحقبة التي تمتد منذ عصور ما قبل السلالات السومرية وحتى بزوغ فجر اليونان وروما...كانت القوة الكونية عبارة عن منظومة مركبة من عدة نظم مسيطرة على هذا العالم حسبما كنا نفهمها....لماذا..؟
لان العالم اصلا كان بهيئة منظومات تتمثل في الحضارات المتعددة في الشرق ..والشرق الاوسط...وامريكا ذات الحضارات القديمة الغامضة ، لكن وبعد هجرة ابراهيم الخليل من بلاد بابل الى ارض الكنعايين حيث استقرت زوجته سارة...والى ارض الحجاز حيث استقر النوى بهاجر ..، قام هذا العبقري العملاق بتاسيس منظومة فكرية جديدة ..وثقافة دينية جديدة استوحاها من انفاس " الحضارة البابلية " الا وهي التسليم بالتفكير الفطري...والذي ظهر لدى اولاد " هاجر " باسم : الاسلام..، ولدى اولاد سارة باسم المبشرين بها من اولاد ابراهيم كالموسوية...أو المسيحية...وبتقادم الأيام والسنين....وصلنا للقرن الحادي والعشرين...والعالم عبارة عن افكار متضاربة...ففيها " الالحاد " وفيها التوحيد ...وفيها التثليث..وفيها من يرى هذا العالم منظومات متعددة..وان لم يسميها صراحة بالالهة...لكنه يعتقد انها تؤثر في المنظومة الكونية بصورة او باخرى....فاين الحقيقة ...؟
ليس للحقيقة وجه واحد يا صاحبي...فبالوثنية البلهاء هناك حقيقة ...وبالأسطورية الفضفاضة تجد أيضا الحقيقة...وبعقيدة التوحيد تجد الحقيقة...وفي ملة الإلحاد والكفر تجد الحقيقة....لكنها حقائق منفصلة ..لو اجتمعت سوية ظهرت للعالم حقيقة جمعية جديدة مبنية على ثوابت أساسية تحترم الإنسان وكيانه ووجوده...وتقدس حضارته وتاريخه...وعندها نكون قد عرفنا "الحقيقة " بأنها تأتي إلينا من تلقاء نفسها ..وتخبرنا إن أعظم مراتب الإيمان التي ( تفوق ) تقديس الله....هي تقديس الذات الإنسانية..!
نعم ، لا توجد حقيقة أسمى من الإيمان بالذات ، لا توجد قوة تفوق الإيمان بالإنسان وطاقة الإنسان ...فهو يأكل خبزه بعرق جبينه...ويحيا حياته بعرق جبينه....ويموت ويدفن بعرق جبينه أيضا..مشكلته الوحيدة انه أتى لهذا العالم بدون إرادته...حسبما يعتقد ..!
إنها شهادة الميلاد...وسجن الــ( أنا) الذي تضعنا فيه..حيث نعتقد إننا في يوم ما كنا...وفي يوم ما لن نكون..!
مر َ بيديك على صفحات التاريخ...وتلمس الكلمات بفكرك..وعقلك ووجدانك..خصوصا لو كنت تقرا " قصة الحضارة " لول ديوارنت..، ستجد نفسك تولد في كل صفحة من صفحات الحضارة... وستكتشف لك اسما جديدا في كل حقبة من حقب التاريخ...ولو تمعنت جيدا في معاني ما تشعر به...ستكتشف...إن حياتك البسيطة...وشهادة الميلاد...والحبيبة...والزوجة وألام...والعائلة ...والقومية والوطن..التي تحملها " هذه اللحظة" ما هي إلا قراءة لذاتك العليا في سفر القدر..!
نعم، إنها ذاتك العليا...تقرا لك قصة الممثل الذي يعيش هذا الدور الذي يسميه الناس ( أنت ) في هذا العالم ، فأي مركبة فضائية تنشد...والى أي مكان تريدها أن تأخذك....؟
أنت من يأخذها...ويطير بها..في فضاء ذاتك اللامحدود أيها الإنسان...وليست هي من تحملك..!
فمهما وصلت بك إلى بقعة بعيدة من هذا العالم ...ولنفترضها الجنة...أو السماء...فانك ستعود لتطلب منها أن تأخذك لمكان ابعد...وبعد أن تنطلق من جديد في رحلة طويلة ستكتشف الحقيقة في النهاية.....أنت...من يخلق المكان...والزمان ، أنت من يصنع التاريخ والقدر..أنت هو الطريق بدايته ونهايته...ما عليك إلا " التسليم " بحقيقة ذاتك...والإيمان والهيام الصوفي بها هو الذي يريك ما لم تره العيون...وتكتشف سر الرؤيا في ملحمة كلكامش : هو الذي رآى كل شيء....فغني بذكره يا بلادي
مالذي يمكن أن تراه فينعش توقك للحقيقة...ورغبتك الجامحة لمعرفة ما سيكون في نهاية الطريق...!
هو ذات السر الذي عرفه كلكامش....إن الحقيقة هي بقيمة ما نجتهد في هذا العالم...في كل لحظاته..فليس هناك من عالم أسمى من اللحظة التي نحياها ففيها تحقيق الذات..الأصيلة ..التي يدور كل الوجود حولها..ولا تدور حول محور..الذات التي يأتي إليها الزمن في هذه اللحظة...ولا تبحث لها عن زمن آخر لتحقق به قيمها ..!



#وليد_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقيقة الدين بين الوحي والفطرة
- الدخول الى فضاء العقل الكوني
- سفينة ٌ تبحث عن مرفأ
- الإعلام العربي.....بين مصداقية الشرف المهني...وطوفان العولمة ...
- نظام اسلامي في العراق.....محطة لابد من المرور عليها
- تناقض مفهوم العقلانية الإسلامي...الديمقراطية والتصحيح
- قناة الجزيرة....عادت تتحرش بالعراق مرة اخرى ؟؟
- ما يجب أن تكون فعلته أمريكا بعد احتلال العراق..إنها الأسرة . ...
- العراق بين ثورتين
- الاستمناء الثقافي العربي..تعريف جديد للارهاب ؟؟
- إقليم ســــومــــــر....بين الإمكان من عدمه ..؟؟
- الليبرالية العربية.....هل ستكون سفينة نوح إذا ما حل الطوفان ...
- اسس ومبادئ الارسال والاستقبال التخاطري
- الى لجنة كتابة الدستور العراقي مع التحية
- عبير الناصرية...تحيي الكرامة...وتصفع الذل..وتقول - لا - للمس ...
- عالم ما بعد الموت...حقيقة أم وهم ؟؟ - الجزء الثاني
- عالم ما بعد الموت..حقيقة ام اوهام ؟ _ الجزء الاول
- اسئلة..واجوبة...في الابداع..والرغبة
- لماذا نشعر بالملل ؟
- امريكا راعية الارهاب


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد مهدي - سيد الارض المعظم..ليتقدس اسمك..ليات ملكوتك على الارض ايها الانسان