أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - بين النفخ والتضخيم ،ضاعت الشعوب














المزيد.....

بين النفخ والتضخيم ،ضاعت الشعوب


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 4796 - 2015 / 5 / 4 - 23:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بين النفخ والتضخيم ،ضاعت الشعوب

مروان صباح / نذهب أبعد وأعمق ،وأطرف من المستويات المتعارف عليها كي نقترب شيئاً فشيئاً من عُقدة الدولة والفرد ،معاً ،وقد تكون حادثة اخفاق الفرقة الموسيقية ،المصرية ،لعزف السلام الوطني الروسي ،كما يُفترض أن يعزف ،ليست بقيمة كبير ،لكنها ،دلالياً ،تفضح كثير من الأشكال والأنماط والأنساق ،على الصعيد الدولة وبمكوناتها ،وبالتالي ،تعكس صورة المجتمع وليس النظام ،فحسب ،وقد تكون مسألة التضخيم لأي شيء في العصر الحديث منقولة بحذافيرها من الولايات المتحدة الأمريكية ،كونها دولة حديثة المنشأ وبعيدة الجغرافيا ،أحبت وأحب مواطنيها لفت أنظار العالم ،لهذا ،كانت ومازالت تحرص على أن تكون صناعاتها ،جميعها ،حجم كبير ،رغم أن ،في جانب أخر من هذا الكوكب ،الذي يعج بالتناقضات ،لدينا نموذج حي يرزق ،في قلب أوروبا ،هي ،سويسرا ،اعتمدت وتعتمد ،على عقول تفانت في استقطاب أموال العالم عبر منظومة بنكية محترفة ،بالإضافة ،إلى تميزها بالسياحة ،خصيصاً ،للطبقة الغنية ،كما أنها عُرفت عنها بتصنيع دقيق ،ذات خصائص وجودة عالية للساعات ،وهذا ،إذ ،دل ، يدل ،على أن المسألة لم تكن متعلقة بالحجم أو الضخامة عبر الأزمنة بقدر ما هي كيفية استخدام الدماغ الذي يحتوي على نحو مئة مليار خلية عصبية للتخزين ،وهناك مثل شعبي مصري يقول ،الكبير كبير والصغير صغير ،أي عندما تكون الجغرافيا والديمغرافيا صغيرة وقليلة ،تحتاج إلى وسائل ابداعية وليس كما حال كثير من الدول العربية ،حيث ،تعتمد على ظاهرة النفخ والنفخ فقط .
نلاحظ بشدة أن الإنسان ( القصير ) ولكي يتخلص من قصره يحافظ على ارتداء الكعب العالي ،اعتقاداً منه ،أن بذلك يخفي طوله الطبيعي ،تماماً هي هكذا ،الدولة الفاشلة التى تحرص على تضخيم كل ما يتعلق بسيادتها ،من علم ونشيد وسجاد أحمر ،عملاق الحجم ،وأيضاً ،قصور وعديد من الأمور الشكلية كي تُقنع من حولها أنها ،تمام ،ولهذا النهج ،ادواته ،هم ماهرون في اداء ادوار بهلوانية ،بل ،هي في واقع الحال ،مدرسة تفرز من حين إلى أخر مجموعات تقيم في ثنايا الأنظمة ،مهمتهم النفخ المتواصل ،وتجدهم يصنعوا من وضع وترتيب السجادة الحمراء ،حكاية وحكايات ،وفي المجالس تتدخل المفاضلة بين ،سجادة ،أكبر من جغرافية وطن وبين سجادة البيت البيض ،بالطبع ،النتيجة معروفة مسبقاً ،سيدفع الوطن ثمن رعونة هؤلاء ،ونستذكر في هذه الحفلة التنفيخية ،جيش القدس في عهد صدام ،البالغ عدده في حينها ،مليون متطوع ،كان العرض العسكري ،السنوي ،يُظهر ذاك الحجم الكبير لجيش القدس ،الذي أتاح التضليل ،باختصار ،توريط الجموع ،بالفخر الكاذب والأمان الواهم والتحرير القريب ،لكن ،في جانب أخر ،كانت المعلومة والمعرفة لخفايا الحقيقة ،أكثر الماماً بإمكانيات جيش القدس وحقيقة جهوزيته .
المسألة في واقع حقيقتها ،لم تكن على الإطلاق ولا مرة ،بحجم العلم أو بعدد كلمات النشيد الوطني ،بل ،بالإنتاج العلمي وتعدد الاختصاصات ،التى تتحول مع مرور الوقت إلى أن تصبح علامة مسجلة باسم الدولة ،فهناك دول عرفت من خلال صناعة الأجبان وأخرى بالعطور والسيارات والقائمة تطول ،وبالرغم ،من أن الصين ،اليوم ،تُقلد جميع الصناعات ،لكن ،تبقى هناك صناعات ذات جودة عالية ،تُصنع في الصين وتحت إشراف شركات الأم ،وذلك لاعتبارات لها علاقة بتوفير كلفة الانتاج ،وبالرغم ،ما تمثل الصين من قوة إنتاج وفائض عافية بالاقتصاد ،إلا أن الحقيقة تقول بأنها تعافت من تضخيم الذاتي مقابل ارتفاع إنتاجها السوقي ،وهذا ،ما يفتقده العربي ،ففي الوطن العربي وللأسف ما كان أشبه بالبديهيات والمسلمات ،أصبح حلبة للسجال ، حيث ،تتضخم الذات بشكل كوميدي وتتبخر جميع الصناعات بما فيهم التقليدية ،اليدوية ،ألا ،يغار العربي من تلك الشعوب والدول التى لديها علامات مسجلة بأسمائهم ،أو مهلاً ،نعيد السؤال بطريقة أخرى ،ألم يتعب العربي وهو اللاهث طيلة الوقت وراء شراء إنتاجات الآخرين دون أن يسأل إلى متى سيبقى حال الأمة ،هذا الحال ،لا بد من التساؤل قبل أن يأذن للقيامة ،قيامتها ،على الأقل ،لعل تجتمع العروبة حول تصنيع إبرة وإدخالها السوق العالمي لكي يشار لها بأنها الأكثر جودة بين الإبر ،حتى لو كانت كلسعة العقرب أو النحلة ،لعلها ،تكون السبب في ايقاظ أمة استغرقت في سباتها العميق .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعاون يكشف عن حجم وأهمية العلاقة القائمة .
- طاعنون باللجوء والهجرة، لهم الله .
- تعاون يقطع الشك باليقين لأي عداء
- الوطنية المتعثرة
- اتفاق إطار أم مكافأة عن سلسلة تنازلات
- عراقة الأمة ،، بلغتها
- بين التفوق الإسرائيلي بالتكنولوجي والتميزّ الإيراني بالتشيع ...
- كتاب ،، حركة فتح بين المقاومة والاغتيالات
- اختلاف ايديولوجي عقائدي بين ايران وإسرائيل يقابله تقاطع مصال ...
- العبور من الدنيا كما قال السيد المسيح
- ملاحظات يتلمسها المرء حول المشروع المصري
- العقل والبطيخة
- استعادة الضمير ..
- انقلاب كوني يستدعي إلى اعادة ترتيب المنطقة
- اختيار الصديق
- تحولات بشرية دون اعتراض إنساني
- استبدال الأشخاص ،،، بالعزلة
- الصهيونية بعد مائة عام ،، إلى أين
- غسان مطر منحوت كالرجل الروماني ، مروان خسر رجل اخر .
- اللدغ الذاتي في حلقته الجنونية


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - بين النفخ والتضخيم ،ضاعت الشعوب