أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - حلبة التنافس السياسي في تونس اليوم














المزيد.....

حلبة التنافس السياسي في تونس اليوم


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 4794 - 2015 / 5 / 2 - 17:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بـدأ الإعلام السياسي في تونس يمد خيوط شبكته العـنكبوتية ليوقع بالعامة في الاختيار المضاد لمصالحها في الانـتخابات القادمة. منذ مدة تم الاعتراف بان حزب "نداء تونس" هو مجرد صناعة إعلامية فرجوية، تم بموجبها نـقـل التوجه العام في رفض حركة النهضة الإسلامية من القوى السياسية الثورية التي تعبر عن حـقيقة مصالح الشعب الكادح إلى حزب "نـداء تـونس"...
كان الهـدف من تأسيس هذا الحزب واضحا و هو خلق التوازن في المشهد السياسي مع حركة النهضة. أي ان حياته مرتبطة بحياة حركة النهضة و هذا هو السبب العميق في التآلف بينهما في المشهد السلطوي الحالي. و الآن امتداد لسياسة الاقـتراض و رهن البلد كحزمة مالية في البنك الدولي و مختلف الصناديق الامبريالية المجـوعة للشعـوب و القاهرة لمستـقبلها في حياة حرة كريمة. و الحقيقة الواضحة الآن ان كلا الحزبين يفـتـقـر إلى ايديولجية سياسية تمكنه من بناء تصورات سياسية مبدئية تـتجه نحو الحلول الجذرية أي الثورية أي المتطابقة مع اللحظة الثورية التي يراد وئدها بمختلف الأشكال بما فيها التـشجيع على شتم السلطة و سبها..
فباعتراف قيادات حركة النهضة فان شعار الإسلام هو الحل مجرد وهم لا علاقة له بالواقع مثلما قال الشيخ "عبد الفتاح مورو" نائب رئيس الحركة. كما ان رئيس الحركة "راشد الغنوشي" اقر مؤخرا بحرية المثـليـين جنـسيا و بالتالي بالحرية الجنسية إضافة إلى دعـوته بإحداث حوار وطني اجتماعي بين كل القوى السياسية على غـرار الحوار الوطني الذي أزاح حركة النهضة من الحكم. كما ان دموع السبسي أمام امرأة قالت ان اللحم لم يدخل إلى بيتها منذ أشهر أثبتـت زيـفها بعد أشهر من رئاسته للجمهورية و سيطرة حزبه على مقاليد الحكم و سعر اللحوم لم ينخـفض و مازال لم يدخل بعـد إلى بيـوت عـديد التونسيـين..
و الصورة العامة الآن هي تـقـدم ملحوظ في مجهودات الأمن فيما يخص الإرهاب الإسلامي يقابـله انـتكاسة قضائية في نـفـس الملف. الغلاء الفاحش للأسعار و لا خبر يذكر عن استـثمارات جديدة و تعـطل في إنتاج الفسفاط لعـدم حل قضية قـفصة برمتها، و احتجاجات هنا و هناك و إضرابات متوالية و انتهاكات متوالية لكل رمزية بما فيها رمزية رجل التعـليم من طرف السلطة الحاكمة و أذنابها من الإعلاميـين البؤساء المفـتـقرين إلى الفكر و المبادئ..
التـقـدم الوحيد الذي لا يعتبر نهائيا بحكم علامات الفشل لنداء تونس هو إزاحة الكابوس الإسلامي من السلطة برغم عدم وضوح المسالة. اليوم لا تجد من يحدثنا عن الشريعة الإسلامية في البرلمان.
وسط أجواء الغموض و الانتـظار المشوب باليأس، يطلع عـلينا المرزوقي من جديد عبر ما اسماه بحراك شعب المواطنين عشية إعلان اعترافه بالهـزيمة في الانتخابات الرئاسية. حراك يفـتـقـد إلى المعنى في اسمه و مضمونه. يـريد ان يخلط بين اليساريـين الذي يدعـوهم و الإسلاميـين الغاضبين على حركة النهضة التي تعمل على تغيـير جلـدها من اجل البقاء.. خطاب هـزيل يقـفـز على التـناقضات الواقعية و الإيديولوجية. من جهة أخرى البدء في تكون جبهة جديدة تضم بالأساس حزب التكـتل و الحزب الجمهوري تحت عنوان الأحزاب الاجتماعية الوسطية، و إصرار على الانهزام و الموت فالوسطية لا مكان لها اليوم.
و بدأ الإعلام يسمي هذين التحركين بالمعارضة في مواجهة الائتلاف الحاكم المتكون من نداء تونس و النهضة و الوطني الحر و حزب آفاق تـونس و هي جميعها ذات توجه ليبرالي يوغل في التبعية الاقـتـصادية للامبريالية الأوربية و الأمريكية..
و هنا قـفـز واضح و غـريب على الحقـيقة الواقعية التي يعترفون بها بين الحين و الآخر ، و هو الجبهة الشعبية اليسارية الثورية التي تمثل المعارضة الحـقيقية من حيث تـركيـبـيتها الإيـديولوجية و من حيث امتدادها في الشارع و تكونها من مناضلي اليسار الذي يشهد لهم التاريخ بصولاتهم و جولاتهم في عهد الدكتاتورية، كما ان الجبهة الشعبية كانت هي القوة الرئيسية التي أسقـطت حكومة النهضة من خلال تحركاتها في الشارع فيما سمي باعتصام الرحيل. كما ان الجميع يعـلم ان الجبهة لها برنامج حكم واضح و قد نـشرته و فيه مجمل الحلول للازمة الاقتصادية. الحلول التي تركز على تـدخل الدولة المباشر في العملية الاقـتصادية..
و لكن يتم استبعاد خط رفض المذلة و الاعـتماد على الذات من قبل من شرب الـذل دهرا. و على الجبهة الشعبية ان تعمل على ضم كل اليساريـين خارجها بمن فيهم اليسار الثوري الراديكالي، كما انه يتوجب على المكون الثاني فيها أي حركة البعث ان يلم شمل البعثيـين في الحركة و بالتالي في الجبهة فالبعثيون خارج الجبهة أكثر ممن هم داخلها، كما يتوجب دعـم المستـقـلين الأقـرب إلى التعبير عن الجبهة بما انهم لا يرتبطون بالاحزاب. كما يتوجب على الجبهة الاهتمام أكثر بالعمل الـفكري الثـقافي و العمل على بناء خطاب أكثر التصاقا بجماهير الشعب و خاصة الشباب، هذا إضافة إلى إعادة تـنظيم نـفـسها بالشكل الذي يسهل حركتها في الواقع و يقوي من شانها. يجب على الجبهة الشعبية ان تـنـفـتح على البورجوازية الصغيرة و المتوسطة و البورجوازية المنتجة لان برنامج الجبهة هو ليس برنامج الأحزاب الشيوعية و هو يعمل على حماية الإنتاج الوطني و دعمه بشكل مباشر من خلال إعادة هيكلة القطاع البنكي بالشكل الذي يسهل إنشاء استـثمارات صغرى و متوسطة و كبرى. على الجبهة كذلك ان تهتم بالجانب الإعلامي و بناء نشريات و جرائد و مواقع تتسم بالتماهي مع مختـلف مشاغل الشباب و المراة و الشيوخ و ليس التركيز على التناقضات الوطنية الكبرى فقط.. على الجبهة ان تبني معناها خطابيا على فـلـسفة المحبة لأنها في مضمونها رسالة حب و سلام بين أفراد الشعب الواحد...



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من مآثر المفكر - يوسف صديق-
- إبداعات الدم
- الداعشية ديدان جثثنا
- صنم -بورقيبة- أم تمثاله ؟
- لوثة العبادة أم نقاؤها ؟
- الإنخطاف بالأنثى و الخطف
- جدار الدكتاتورية و مستنقع الأخوان
- مطرقة التعري على الرأس العربي المنافق
- الإرهاب و أزمة الانتماء
- دائرة الوهم في العالم العربي
- من انت؟
- الكائن و الإيروتيك
- عالم عربي يحتضر
- متى يخرج العربي من كهفه
- العالم مقذوف الى المستقبل
- ثقافة الجامع و ثقافة الكتاب
- الرأس العربي الأجوف
- المسلم الكافر
- معترك اسلامات
- النفس الواحدة القرآنية و الإسلام


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - حلبة التنافس السياسي في تونس اليوم