أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - بين الفشل والنجاح ثمة - أسس موسكو-















المزيد.....

بين الفشل والنجاح ثمة - أسس موسكو-


منذر خدام

الحوار المتمدن-العدد: 4794 - 2015 / 5 / 2 - 10:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



انقسم المعارضون الذين شاركوا في لقاء موسكو التشاوري، في تقويمهم لنتائج اللقاء، إلى ثلاث فئات: فئة عدت اللقاء ناجحاً، وفئة عدته فاشلاً، وفئة عدته بين البينين، في حين اعتبر وفد النظام أن اللقاء قد حقق أهدافه. شملت الفئة الأولى المعارضة الرسمية، أي المرخصة من قبل النظام، في حين شملت الفئة الثانية بصورة رئيسية هيئة التنسيق الوطنية ومنبر النداء الوطني والحزب الديمقراطي الكردي، وبعض المعارضين المستقلين القادمين من خارج سورية، أما جبهة التغيير والتحرير فقد أخذت موقعاً بين البينين.
المشكلة تكمن أساسا في مستوى الرهان على اللقاء، بعض القوى المعارضة ذهبت إلى لقاء موسكو وهي تحسبه المسار الصحيح، وربما الوحيد الصالح لإيجاد حل للأزمة السورية، في حين راهن عليه آخرون كي يمهد الطريق إلى جنيف 3 من خلال خلق مناخات ملائمة للتفاوض على أساس بيانه العتيد. رغم اختلاف منطلقات الفئة الأولى من المعارضة عن منطلقات الفئة الثانية، إلا أن كلتا الفئتين يشتركان في مسألة أساسية وهي رهانهم على أن روسيا بحكم علاقاتها التاريخية مع سورية، ومع النظام أيضاً، تستطيع أن تمارس ضغوطا عليه للاستجابة لبعض مطالب المعارضة، خصوصا في المجال الإنساني، كي تستطيع تقديمها للسوريين كإنجاز، لكن رهانهم لم يكن في محله.
وكما في حال اللقاء الأول أعلن الجانب الروسي عن التوصل إلى وثيقة مشتركة حملت اسم " أسس موسكو " زعم أنها من إعداد المتفاوضين أنفسهم، وليست من إعداد منسق اللقاء. ما حقيقة هذه الوثيقة، وماذا جاء فيها؟!!
لقد جاء في البند أولاً منها توافق الطرفين المعارض والحكومي على "تسوية الأزمة في سورية بالوسائل السياسية على أساس توافقي بناء على مبادئ بيان جنيف1 الصادر بتاريخ 30 حزيران 2012" . يمكن عد ما جاء في هذا البند مكسبا للمعارضة لأنه يتضمن موافقة رسمية من قبل النظام على بيان جنيف كأساس للحل، في حين لم يعلن موافقته عليه أثناء مفاوضاته مع الائتلاف السوري في جنيف2.
بدوره ما جاء في البنود ثانياً الذي نص على "مطالبة المجتمع الدولي بممارسة الضغوط الجدية والفورية على كافة الأطراف العربية والإقليمية والدولية التي تساهم في سفك الدم السوري لتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصِّلة بمكافحة الإرهاب ووقف كافة الأعمال الداعمة للإرهاب من تسهيل مرور الإرهابيين إلى الداخل السوري وتدريبهم وإيوائهم وتمويلهم وتسليحهم". والبند ثالثاً الذي نص على " مطالبة المجتمع الدولي للرفع الفوري والكامل للحصار ولكافة الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري ومؤسساته" وكذلك البند سابعاً " مطالبة المجتمع الدولي للمساعدة بإعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم والعمل على تهيئة الظروف المناسبة لعودة المهجرين"، إضافة إلى البنود الفرعية (أ) و(ب) و(هـ) من البند ثامناً، تمثل مصلحة سورية عامة من حيث المضمون، وقد أحسنت المعارضة بإصرارها على عدم ذكر أية دولة بعينها كما كان يريد وفد النظام، وخصوصا ذكر السعودية وتركيا وقطر.
من جهة أخرى فإن وفد النظام يحقق مكاسب سياسية واضحة في البنود رابعا: " إن حامل ونتائج أي عملية سياسية يجب أن يستند إلى السيادة الوطنية والإرادة الشعبية التي يتم التعبير عنها عبر الوسائل والطرق الديمقراطي". وخامسا: " إن إنتاج أي عملية سياسية يتم بالتوافق بين السوريين حكومة وقوى وأحزابا وفعاليات من المؤمنين بالحل السياسي" .وسادسا: "دعم وتعزيز المصالحات الوطنية التي تسهم في تحقيق التسوية السياسية ومؤازرة الجيش والقوات المسلحة في عملية مكافحة الإرهاب " لأنها خلت من أية ضمانات للتنفيذ. فنظراً لعدم ثقة المعارضة بالنظام ، ومسؤوليته الكبيرة عما جرى لسورية وشعبها، إضافة إلى التدخلات الدولية في الصراع الجاري فيها، فإنها كانت تطالب دائما بضمانات دولية لتنفيذ مخرجا ت الحوار أو التفاوض، ومن هنا جاء تمسكها بمسار جنيف. بدوره حاول النظام جاهدا إبعاد أي احتمال لإعطاء أي اتفاق مع المعارضة بعدا دولياً ملزما له، فهو يريد أن تبقى إجراءات التنفيذ خاضعة لإرادته ومشيئته، وقد تحقق له ذلك من خلال ما ورد في وثيقة " أسس موسكو"، وخصوصا في البند الفرعي (و) من البند ثامناً الذي نص على أن " الطريق الوحيد لإنجاز الحل السياسي هو الحوار الوطني السوري - السوري بقيادة سورية وبدون أي تدخل خارجي". من الناحية العملية هذا يعني أن النظام لا يريد حلا حقيقياً، بل يريد المحافظة على النظام السابق وإن بحلة جديدة لا تحدث فيه أي تغيير جذري وشامل كما تطالب المعارضة. يؤكد ذلك ما جاء في البند الفرعي (ج) من البند ثامناً والذي ينص على " الحفاظ على مؤسسات الدولة( الدولة الحالية) وتطويرها والارتقاء بأدائها". لقد غاب عن وثيقة " أسس موسكو" أية إشارة إلى أن هدف التسوية السياسية هو الانتقال إلى نظام ديمقراطي كما تطالب المعارضة، في حين أشارت بوضوح إلى ما يطمح إليه النظام من " إن التسوية السياسية ستؤدي إلى تكاتف وحشد طاقات الشعب في مواجهة الإرهاب وهزيمته ويجب أن تؤدي هذه التسوية إلى حصر السلاح بيد مؤسسات الدولة"، المقصود الدولة الحالية بالطبع وليس الدولة الديمقراطية المنشودة.
منذ البداية لم يكن النظام موافقا على بيان جنيف1، ولا على مساره التفاوضي، وهو في وثيقة "أسس موسكو" يحاول تجاوزه نهائياً، من خلال ما جاء في البند عاشراً أي "مطالبة المجتمع الدولي بدعم التوافق الذي سيتم التوصل اليه حول الحل السياسي الشامل في لقاءات موسكو تمهيدا لاعتماده في مؤتمر جنيف 3 ". بموجب ما جاء في البند عاشرا يصير توافق موسكو بديلا لبيان جنيف.
لقد كشف لقاء موسكو الثاني ضعف القدرات التفاوضية للمعارضة بالمقارنة مع خبرات ومؤهلات وفد النظام، من هنا جاءت وثيقة " أسس موسكو" محابية كثيراً للنظام الذي عدها إعلامه إنجازا كبيرا. لقد ساهم في حصول هذه النتيجة أيضا طبيعة قوى المعارضة المشاركة في اللقاء والتفاوت الشديد في درجات معارضتها للنظام، إضافة إلى الدور الروسي الذي كان محابيا في تدخلاته لوفد النظام وأطروحاته أكثر من المعارضة. السؤال هل سوف يكون هناك موسكو 3؟ هيئة التنسيق الوطنية، وعلى لسان منسقها العام، أجابت بأنه لا موسكو 3 بعد الآن، بل جنيف 3، في استجابة مباشرة لما تروجه أوساط ديمستورا من عزم هذا الأخير تحريك مسار جنيف بداية شهر أيار القادم.



#منذر_خدام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحولات استراتيجية خطيرة
- دائرة النفوذ الإيرانية
- الحل خطوة خطوة على الطريقة الروسية
- اغتيال الحلم
- تحولات سياسية استعدادا لمواجهة بين قطبين مذهبيين
- تمرين تركي لمنطقة عازلة في سورية
- هل تنجح موسكو فيما فشلت فيه جنيف
- حقيقة الموقف الأمريكي من الأزمة السورية
- ما بين لقائي القاهرة وموسكو عشر نقاط سحرية
- حقية دور روسيا في الأزمة السورية
- هل يشهد عام 2015 حلا للأزمة السورية
- خارطة طريق لانقاذ سورية
- وادي الضيف واليوم التالي
- الربيع العربي- وراء در
- المهمة شبه المستحيلة
- موسكو ودي ميستورا والتسوية من - تحت إلى فوق-
- اقتصاديات العنف في سورية
- حيتان السلطة
- عندما تمارس السياسة والثقافة ب - المقاولة --حازم نهار نموذجا ...
- تيفان دي ميستورا والمهمة شبه المستحيلة


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - بين الفشل والنجاح ثمة - أسس موسكو-