جاموسة الموسيقار المصري

نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4794 - 2015 / 5 / 2 - 10:46
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

جاموسة الموسيقار المصري
نعيم عبد مهلهل

يأتي طيف وجه الموسيقار المصري سيد درويش عبر اثير اغنيات فيروز القادم من راديو صباحانا التي نغسل فيها وجوهنا بمياه الاهوار ، وفي الليل يصادفنا في النشيد الوطني المصري ، بلادي ..بلادي ..لك حبي وفؤادي.
غير أن سيد درويش يرتبط في المكان المتشح بالمياه والقصب بأغنية يأتي فيها ذكر الجاموسة في اغنيته ( طلعت ياشمس الشموسة ) التي استعيد معها ذلك الكائن الذي تركت رؤياه من ثلاثين عام عندما نأت بي محطات المهجر الى يافطات تحذر سواق السيارات من دهس الغزلان ، فلا جواميس في المانيا ، ولا اعرف حتى ماذا يطلق عليها في الالمانية لكني تعجب ان كثير من الالمان يعرفون اسم اهوار (Marshlands ) والكثير من القساوسة هنا تحدث لي أن تلك المناطق هي ليست فقد مكان ولادة النبي ابراهام بل انبياء كثيرون آخر. وحتى محامي اللجوء الذي تبنى قضيتي اول وصول لي الى المانيا واسمه يواخيم وهو يهودي تحدث لي عن نبي يهودي موجود في مناطق الاهوار اسمه ( العزير ).
فكلما أتذكر جاموسة الموسيقار المصري سيد درويش يلاحقني ظل هذا الحيوان والذين كانوا يعتبرونه نصف حياتهم لأنه يوفرهم لهم المال واللبن.
لبن الجاموسة الذي تتحدث عنه اغنية سيد دوريش قد لايشبه لبن جاموسة شغاتي ( رعشه ) لأن جاموسة الموسيقار المصري تتحدث عن ريف صنعه الفراعنة من الحلم النيل القادم من اعالي افريقيا وربما تكونت بعض الاهوار الصغيرة في الاراضي التي تقترب من ضفاف النهر لكنها ابدا تكون بسعة وبيئة وطبيعة أولئك الطيبين الذي اجد في اغنية طلعت يا محله نورها ، صورة ذلك النور الذي كان يسكن وجوههم عندما يعلن شغاتي : أن اليوم الماطر نعمة ، ولكن الشمس حياة.
بين شمس الحياة وامطار الصباح الالماني يظل صوت فيروز في اغنيها الشمسية والرائعة الاخرى لسيد درويش ( انا هويت وانتهيت ) تعيد بهجة تلك النهارات الذي يرتدي فيها شغاتي قبعة صنعها من القصب ويهمس لي : قل للمدير ان يعيرني ساعة لأطمئن فيها على جاموستي ( رعشة ) العائمة في قيلولتها.
أسأله :وأم مكسيم.
ــ نائمة تصطنع المرض ولا تريد ان ترافق رعشه.
ــ ربما تغار من اسمها الموسيقي.
ــ استاذ هي من سمتها لأنه أم رعشة كان مخاضها عسيرا يوم ولادتها عسيرا وكانت ترتعش بشدة .
ــ والحل ؟
ــ عندي رأي مخابيل .
ــ ماهو ؟
ــ فيما انا احصل على ساعة لتفقد رعشة ، خذ انت مسجلتك ، وضعه اغنية صاحب اغنية الجاموسة المصرية.
ضحكت وقلت :تقصد سيد درويش ؟
قال :نعم .
قلت :وما الذي تستفيد منه عندما تسمعها .
قال :ستحن على جاموستها ، ولا تتعبني انا بحلبها. رعشة لا ترتاح سوى الى اصابع ام نسيم كي تداعب ضرعها.
أغمض عيني ، ثمة حلمة يابانية تفترش العطر بين شفتي ، لكنه حتما لا يشبه ضرع رعشة يوم تحلبها ام مكسيم ،فيما يردد فوق رأسها شغاتي اغنية سيد درويش ولكن بصوت فيروز.!

#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات