أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - عبد صموئيل فارس - الاقباط واسهاماتهم في الحضاره الانسانيه 7 ( الصناعه )















المزيد.....

الاقباط واسهاماتهم في الحضاره الانسانيه 7 ( الصناعه )


عبد صموئيل فارس

الحوار المتمدن-العدد: 4793 - 2015 / 5 / 1 - 19:19
المحور: الصناعة والزراعة
    


استطاع المصريين الاقباط ان يتقنوا العديد من الصناعات وتطويرها خلال الستة قرون الاولي التي عاشتها مصر مسيحيه محتفظه بهويتها الفرعونيه فقد اتقن الاقباط عدة صناعات كما هو مذكور في كثير من المراجع التاريخيه النادره التي سردت لنا هذه الحقبه المنسيه في تاريخ مصر

فقد أتقن الأقباط صناعة النسيج إتقاناً عظيماً وكانوا يصدرون منسوجاتهم إلى روما وبيزنطة.. ولما كان الفن القبطي فناً شعبياً لا يخضع للحكومة وقيودها فإن صناعة النسيج لم تقتصر على العواصم بل انتشرت بطول البلاد وعرضها فكانت المنسوجات الكتانية تصنع في مدن مصر السفلى لملائمة الجو لها.. أما المنسوجات الصوفية فكانت تصنع في مدن مصر العليا ولا تزال هذه الصناعة قائمة في بعض المدن حتى الآن.

ولقد تفنن النساج الاقباط في صناعة المنسوجات ويدل على هذا قطع النسيج الموجودة بالمتاحف المصرية والعالمية وقد استخدم النساج الاقباط أساليب متعددة غاية في الدقة للحصول على أنواع مختلفة من المنسوجات مثل: نسيج القباطي، النسيج الوبري، نسيج اللحمة الزائدة

ومع تطور هذه الصناعه وصلت لمرحله فنيه راقيه في الاتقان وقد حدث امتزاج طبيعي بين الموروثات القائمة والرؤية الفنية النابعة من العقيدة المسيحية أخرجت لنا فنًا جديدًا يجمع بين الفن المصري والروماني في روحانية ورمزية وتجريدية في أغلب الأحيان، وتعبر المنسوجات القبطية عن هذا الفن الجديد بصورة واضحة، والتي تميزت بغناء وغزارة عناصرها الزخرفية ذات الألوان البراقة، والتي نفذت معظمها بأسلوب القباطي أو اللحمات غير الممتدة وهو أسلوب اقرب إلى التطريزية منه إلى النسيج، حيث أتاح هذا الأسلوب للتصوير شبه المجسم للبورتريهات المنسوجة مشابها بذلك الرسوم الكلاسيكية القديمة، وذلك بمراعاة الظل والمنظور، وقد انتشرت مصانع النسيج في هذه الفترة بمدينة الإسكندرية.

وتجدر الإشارة إلى أن هناك صعوبة في تحديد هوية الحركة الفنية في مصر خلال الحقبة المسيحية، وربما كانت الصعوبة هنا تندرج تحت مفهوم الاختلاط الحادث في المجتمع المصري بتأثير الوجود اليوناني والروماني، ونتج عن ذلك ردود أفعال فنية وثقافية متباينة ومركبة عبرت عن المفهوم الشعبي في المجتمع المصري في تلك الحقبة، حيث جاء الفن مكملاً للمتغيرات التاريخية، ومواكبًا للرؤية الدينية الجديدة، ومعبرًا عن ثقافة شعب له من الجذور الحضارية الكثير، فقد مَثَل الفن القبطي كيان ومعاناة وهموم المصريون في رؤية جديدة نابعة من أفكارهم وتراثهم، وتمثل هذا الفن بوضوح في زخارف منسوجاتهم.

ولذلك أطلق العرب على النسيج المصرى ذو الشهرة الواسعة اسم نسيج القباطى، نسبة إلي أقباط مصر.

ويعتبر من أقدم المنسوجات المزخرفة، وأول محاولة للحصول على زخرفة نسجية مكونة من لونين أو أكثر.

كانت وسيلة صنعه تعد من أبسط الوسائل التي اتبعت في صنع أقمشة مزخرفة مصنوعة من الكتان والصوف. أشتهر أقباط مصر بعمل النسيج القباطي.

قد ذكر المؤرخ المقريزى فى كتابه "الخطط والآثار" أن المقوقس، حاكم مصر، أهدى سيدنا محمد عشرين ثوبا من قباطي مصر، كما كسا الكعبة منه أيضاً. والكعبة هي البناء الحجري المكعب الكائن بداخل الحرم الشريف بمكة، بالمملكة العربية السعودية، ومغطي بكسوة.

لقد اعجب العالم بقماش القباطى، وكان يصدر إلي بعض الدول المطلة على البحر المتوسط.

عندما بدأ يندثر من مصر لظهور طرق أخرى، فقد بعث من جديد فى زخرفة المنسوجات بفرنسا فى القرن السابع عشر فى عهد لويس الرابع عشر، وأخذ اسما جديدا هو الجوبلان. كذلك فى النسيج الذى عرف بالأبيسون، نسبة إلي مدينة أوبيسون فى فرنسا. لم تقتصر صناعة القباطي علي مصر فحسب، بل انتشرت إلي معظم بلاد الشرق الأوسط. ثم أقبلت إيران وتركيا منذ القرن السادس عشر على إنتاج منسوجات القباطي، عندما أخذت أوروبا تنتجه تحت اسماء أخرى مستعارة.

كان كهنة الكنيسة يرتدون ما يسمى بطرشيل، وهو الصدرية التي يرتديها الكاهن فوق تونية (جلباب الكاهن) والتي غالبا ما تصنع من الكتان الأبيض وعليها زخارف دينية مطرزة على الصدر. وتونية الكاهن كانت تصنع في الغالب من الكتان الأبيض، وعليها أشرطة بها زخارف نباتية. والتونية تكون متسعة إشارة إلي صبر الكاهن وسعة صدره، وتكون أيضا طويلة لتغطى الجسم وتستر عيوبه.

أما الحرير فيندر وجوده في قباطى هذه الفترة، ويرجع السبب في ذلك إلي قلة خامة الحرير وغلائها. كما اعتبر رجال الدين أن ارتدائها مناف للرجولة.



وقد شهدت هذه المرحلة زيادة استخدام الرموز المسيحية؛ حيث أصبح التصوير لأشكال الإنسان والحيوان أكثر تجريدًا، واستخدمت الأقمشة في الكنائس والأبنية العامة كستائر، وكذلك كأغطية للأسرة، ومفروشات ومناشف، وأغطية مناضد، وأكياس وحقائب، وزاد استخدام وشيوع الصوف؛ إذ كان سهل الصبغ بالأصباغ النباتية.

في نهاية القرن التاسع عشر بدأت الحفائر تكشف عن الآثار القبطية، وللأسف لم يحظى النسيج القبطي باهتمام كبير من جانب علماء الآثار بقدر اهتمامهم بالمنقولات الأثرية الأخرى، ويرجع ذلك إلى أن تلك المنسوجات في الغالب سلبت أثناء الحفائر الأثرية، وقد أدى هذا السلب إلى الاتجار بتلك القطع بعد تقسيمها إلى قطع صغيرة تفقد في النهاية أي أثر ينم عن نشأتها، وتضع الباحثين أمام صعوبات عديدة خاصة بتحديد مراكز صناعتها وتأريخ مناسب للقطع.

وقد قسم علماء القبطيات مراحل الفن القبطي إلى:

-;- المرحلة الأولى: يطلق عليها نسيج العصر الإغريقي الروماني، ويمتد (من القرن الأول إلي الثالث الميلادي)، وتمتاز منسوجات هذه الفترة من الناحية الزخرفية بكثرة استعمال الرسوم الآدمية والحيوانية، بجانب العناصر النباتية والهندسية. وتمثل هذه الرسوم الطبيعية أصدق تمثيل فهي مليئة بالحياة والحركة، كما تمتاز بحسن التأليف وبالتوزيع المنتظم والألوان الطبيعية إلى حد كبير.

-;- المرحلة الثانية: تطور الفن القبطي وتأثره بالزخارف الوثنية، وتعرف بعصر الانتقال (من القرن الرابع – نهاية القرن الخامس الميلادي)، ومنسوجات هذه الفترة هي همزة الوصل بين نسيج العصر اليوناني- الروماني ونسيج المرحلة الثالثة وهو "القبطي"، فهي لا زالت تستعمل رسوم وموضوعات النسيج الإغريقي- الروماني، وإن كانت تعوزها الحياة والحركة وصدق تمثيل الطبيعة، غير أنها تمتاز بكثرة استعمال الرموز المسيحية.

-;- المرحلة الثالثة: مرحلة ازدهار الفن القبطي بزخارفه المسيحية، وتعرف بنسيج العصر القبطي (من القرن السادس إلي التاسع الميلادي)، فقد اتسم النسيج بالرسوم الرمزية للأشخاص والحيوانات، والتي أصبحت فيما بعد من أهم مميزات هذا الفن.

صناعة الفخار

نبغ‏ ‏المصري‏ ‏القديم‏ ‏منذ‏ ‏عهد‏ ‏ما‏ ‏قبل‏ ‏التاريخ‏ ‏في‏ ‏صناعة‏ ‏الفخار‏ ‏وظلت‏ ‏تلك‏ ‏الصناعة‏ ‏مزدهرة‏ ‏في‏ ‏العصر‏ ‏القبطي‏ ‏حتي‏ ‏القرن‏ ‏الثالث‏ ‏عشر‏ ‏الميلادي‏ ‏وكثر‏ ‏استعمالها‏ ‏إلي‏ ‏درجة‏ ‏أنه‏ ‏يروي‏ ‏أن‏ ‏البائعين‏ ‏في‏ ‏ذلك‏ ‏الوقت‏ ‏كانوا‏ ‏يسلمون‏ ‏ما‏ ‏يبيعونه‏ ‏من‏ ‏المواد‏ ‏إلي‏ ‏المشترين‏ ‏في‏ ‏أوان‏ ‏من‏ ‏الفخار‏ ‏وأحيانا‏ ‏من‏ ‏الزجاج‏ ‏دون‏ ‏مقابل‏,‏ويرجع‏ ‏كثرتها‏ ‏ورخصها‏ ‏إلي‏ ‏سهولة‏ ‏الحصول‏ ‏علي‏ ‏المواد‏ ‏التي‏ ‏تصنع‏ ‏منها‏ ‏ووفرتها‏ ‏وكانت‏ ‏غالبيتها‏ ‏تصنع‏ ‏من‏ ‏الطين‏ ‏أو‏ ‏الطفل‏ ‏أو‏ ‏طمي‏ ‏النيل‏.‏
وقد‏ ‏انتعشت‏ ‏صناعة‏ ‏الفخار‏ ‏في‏ ‏العصر‏ ‏القبطي‏,‏وعلي‏ ‏الأخص‏ ‏علي‏ ‏الأطباق‏ ‏كبيرة‏ ‏الحجم‏ ‏والقدور‏ ‏لمختلفة‏ ‏الأحجام‏ ‏والتي‏ ‏كثر‏ ‏استعمالها‏ ‏في‏ ‏الأديرة‏ ‏والكنائس‏ ‏لحفظ‏ ‏النبيذ‏ ‏اللازم‏ ‏في‏ ‏الصلاة‏ ‏الدينية‏ ‏وكانت‏ ‏تزين‏ ‏أغلب‏ ‏تلك‏ ‏الأطباق‏ ‏والقدور‏ ‏برسوم‏ ‏جميلة‏ ‏مختلفة‏ ‏كأشكال‏ ‏الحيوانات‏ ‏والطيور‏ ‏والأسماك‏ ‏والصلبان‏ ‏ونبات‏ ‏الكرم‏ ‏وغيرها‏ ‏من‏ ‏الرسوم‏ ‏الرمزية‏ ‏وأحيانا‏ ‏تشاهد‏ ‏عليها‏ ‏رسوم‏ ‏القديسين‏ ‏ومن‏ ‏مميزات‏ ‏فخار‏ ‏ذلك‏ ‏العصر‏ ‏خلوه‏ ‏من‏ ‏الطلاء‏ ‏المعدني‏ ‏اللامع‏ ‏كما‏ ‏حدث‏ ‏في‏ ‏العصور‏ ‏الإسلامية‏.‏

وتقول‏ ‏الدكتورة‏ ‏فاطمة‏ ‏محمود‏ ‏محمد‏ ‏مدير‏ ‏عام‏ ‏البحث‏ ‏العلمي‏ ‏بالمتحف‏ ‏القبطي‏:‏

كان‏ ‏قدماء‏ ‏المصريين‏ ‏يعتقدون‏ ‏أن‏ ‏الإله‏ ‏خنوم‏ ‏مسئول‏ ‏عن‏ ‏تكون‏ ‏الطفل‏ ‏في‏ ‏بطن‏ ‏أمه‏,‏وكان‏ ‏يرسم‏ ‏دائما‏ ‏كالفخراني‏ ‏الذي‏ ‏يضع‏ ‏الطفل‏ ‏علي‏ ‏دولاب‏ ‏الفخار‏,‏وقد‏ ‏اهتم‏ ‏علماء‏ ‏الآثار‏ ‏في‏ ‏أواخر‏ ‏القرن‏ ‏الماضي‏ ‏بدراسة‏ ‏الأنواع‏ ‏المختلفة‏ ‏من‏ ‏الفخار‏ ‏وكثيرا‏ ‏ما‏ ‏نجد‏ ‏في‏ ‏أبحاثهم‏ ‏المعلومات‏ ‏التي‏ ‏ساعدتنا‏ ‏لمعرفة‏ ‏تاريخ‏ ‏القطع‏ ‏الفخارية‏ ‏تبعا‏ ‏لأشكاله‏ ‏وزخارفه‏ ‏مما‏ ‏يسهل‏ ‏علينا‏ ‏معرفة‏ ‏مصدر‏ ‏وعصر‏ ‏القطع‏ ‏الفخارية‏,‏وكان‏ ‏للفنان‏ ‏القبطي‏ ‏أسلوبه‏ ‏الخاص‏ ‏في‏ ‏الرسم‏ ‏علي‏ ‏الأواني‏ ‏الفخارية‏ ‏حيث‏ ‏استخدمت‏ ‏الرسوم‏ ‏الهندسية‏ ‏كالدوائر‏ ‏وأنصاف‏ ‏الدوائر‏ ‏والخطوط‏ ‏المتقاطعة‏ ‏والطولية‏ ‏والعرضية‏ ‏والأشكال‏ ‏المجدولة‏ ‏والمتموجة‏,‏وكذلك‏ ‏استخدم‏ ‏الرسوم‏ ‏النباتية‏ ‏مثل‏ ‏الكروم‏ ‏وأوراقه‏ ‏وزهرة‏ ‏اللوتس‏ ‏وسعف‏ ‏النخل‏, ‏هذا‏ ‏بخلاف‏ ‏الرسوم‏ ‏الحيوانية‏ ‏مثل‏ ‏الأسد‏ ‏والأرنب‏ ‏والغزال‏ ‏والحصان‏ ‏والحيوانات‏ ‏المحورة‏ ‏وأيضا‏ ‏الطيور‏ ‏مثل‏ ‏النسر‏ ‏والحمام‏ ‏والطاووس‏ ‏واستخدم‏ ‏الأسماك‏ ‏والضفدعة‏ ‏والحوت‏.‏

وكل‏ ‏أنواع‏ ‏الزخرفة‏ ‏المرسومة‏ ‏علي‏ ‏الفخار‏ ‏لها‏ ‏دلالة‏ ‏خاصة‏ ‏من‏ ‏الرمزية‏ ‏في‏ ‏الديانة‏ ‏المسيحية‏ ‏مثل‏ ‏السمك‏ ‏الذي‏ ‏يرمز‏ ‏إلي‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏والحمام‏ ‏إلي‏ ‏الروح‏ ‏القدس‏ ‏والكروم‏ ‏إلي‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏والأسد‏ ‏يرمز‏ ‏إلي‏ ‏القديس‏ ‏مرقس‏,‏ويميز‏ ‏الفنان‏ ‏القبطي‏ ‏في‏ ‏رسومة‏ ‏علي‏ ‏الأواني‏ ‏الفخارية‏ ‏هو‏ ‏تقسيم‏ ‏الإناء‏ ‏إلي‏ ‏خطوط‏ ‏طولية‏ ‏وعرضية‏ ‏ويوجد‏ ‏بداخلها‏ ‏الرسم‏ ‏المطلوب‏ ‏علي‏ ‏خلاف‏ ‏ما‏ ‏نجده‏ ‏في‏ ‏العصر‏ ‏البطلمي‏ ‏أو‏ ‏الروماني‏.‏

صناعة الدواء

قد ورث الاقباط عن اجدادهم الفراعنه براعه في الطب والتشريح والكيمياء والصيدله والهندسه والفلك واستمروا في نبوغهم لهذه العلوم طوال العصرين اليوناني والروماني
حتي اصبحت مدرسة الاسكندريه الوثنيه القديمه هي اقوي مدارس العالم في هذه الدراسات ثم تأسست المدرسه القبطيه المسيحيه وتابعة ايضا دراسة هذه المواد ونتج عن ذلك نهضه علميه لا مثيل لها وتخرج عليهم كثير من علماء العالم القديم

وظهر فيهم هيروفلاس مؤسس علم التشريح وإيرستسراتوس مؤسس علم وظائف الاعضاء وديموكريتوس صاحب نظرية الذره كما ظهر ايضا العالم الماهر كرنيليوس كلسوس الذي وضع تذكرته الطبيه الشهيره لمنع تلف الاسنان وسرابيون الاسكندري الذي تعمق في دراسة عقاقير قدماء المصريين ولاسيما الكريهة الطعم منها والذي قدمها للعصور المتتابعه فظلت الي القرن الثامن عشرووضع الاقباط في الاسكندريه اغلبية المصطلحات الطبيه ومنها مثلا كلمة ( medicina ) عقاقير (medicamentus ) دواء او سم و (abotheca ) مخزن الدواء

واخذ العالم منهم هذه المصطلحات التي لا تزال مستعمله وهذه الشهره التي نالتها مصر القبطيه في الطب والصيدله والكيمياء جذبت اليها العلماء من اقطار العالم كله للدراسه علي ايدي اساتذتها ومن امثلة ذلك جالينوس العالم المشهور الذي ظهر في القرن الثاني الميلادي والذي تنسب اليه مجموعة العقاقير الجالينوسيه المستعمله في العصور الحديثه فتتلمذ هذا العالم في الاسكندريه

واخذ من جامعتها فلسفته وطبه وصيدلته وقد نشط العالم لدراسة المخطوطات الطبيه القبطيه ولمس مافيها من فائده وقد ظهر هذا جليا في بحث الاستاذ ( تل ) في العقاقير الطبيه القبطيه يتبين منه مدي تقدم الاقباط في الصيدله والكيمياء والطب كما وضع ايضا الاستاذ دوسن 1924 كتابا عن تاريخ الطب عند الاقباط في القرون الاولي للمسيحيه وشرح بالاضافه للعقاقير ادوات الجراحه التي كانوا يستخدمونها

ومن اهم ما وصل من مخطوطات قبطيه طبيه بردية شاسيناه التي تمتاز بعلاج العيون ومداواة الخراجات وعلاج بعض امراض النساء والاطفال وقد كان فيها كثير من الوصف لامراض العيون وبعض قطرات والمساحيق منها قطره قابضه لمنع النزيف ولا تقل بردية زينون اهميه عن بردية شاسيناه وهذه البرديات تكشف ما وصل اليه الاقباط من معرفه باصول وفن صناعة الدواء وتركيباته الكيميائيه وبالاخص التفاعلات التي كانت تتم علي النيران

ويقول ( نيتولتسكي ) في كتابه الطب الشعبي المقارن ان كثيرا من العلاجات والمستحضرات المعروفه في اوروبا منذ القرون الوسطي تحمل الطابع المصري القديم الذي طوره الاقباط وحملوه الي الغرب ولم يقتصر براعة الاقباط في الطب والصيدله والكيمياء فقط بل امتد ايضا الي الحساب والرياضه

كما يذكر ايضا أن الذى قام بتدريب ابن النفيس هو طبيب قبطى، وكان المرجع الطبى الذى كتبه يوحنا النقاوى من أهم المراجع الطبية عند العرب، كم أن أول عمل علمى طبى مكتوب بالعربية هو لقبطى أيضا لمؤلفه اهرون السكندرى،كما أن المفضل ابن الماجد الذى كتب كتابا بعنوان " كيف نروى ظمأنا للمعرفة الطبية "كان قبطيا.


الهندسه

فقد برع الاقباط وظهر نبوغهم في الهندسه واعمال البناء فقد ذكر الازرقي في كتاب اخبار مكه ان الكعبه طغي عليها قبيل ظهور الاسلام سيل عظيم صدع جدرانها فاعادت قريش بناءها مستعينه في ذلك بنجار قبطي كان يسكن مكه واثبتت الاوراق ان الوليد استعان بالقبط في بناء مسجد دمشق والمسجد الاقصي

وفي اعادة بناء مسجد المدينه ايضاولما اعاد عمر بن عبد العزيز بناء الجامع النبوي في المدينه عهد في ذلك بمعماريين من القبط بنوا فيه اول محراب مجوف في تاريخ الاسلام وقد اخذوا شكله من حنية الكنيسه وقد اثبت العلماء ان قصر المشتي في شرق الاردن مأخوذمن الزخارف القبطيه ومن تخطيط بناء الديرين الاحمر والابيض في سوهاج

وتتجلي البراعه الفائقه في القبطي سعيد بن كاتب الفرغاني لجامع بن طولون بعد ان اقامه علي عمودين فقط بعد ان استقر كل مهندسي هذا الزمان علي انه لن يبني باقل من 300 عمود

صناعة السفن
وقد ساهم الأقباط فى بناء الاساطيل البحرية العربية بعد الغزو العربى، ويقول ج.ف. حورانى فى كتابه عن الملاحة عند العرب " أستغل العرب الأقباط فى بناء السفن بمدينة الإسكندرية حيث اتخذوها مقرا لأسطولهم البحرى، وأن العرب اعتمدوا بشكل أساسى على القباطنة الأقباط لعدم خبرتهم فى أمور البحر"، ويقرر المؤرخ المسلم الطبرى أن انتصار العرب على الاسطول البيزنطى عام 715 ميلادية كان بفضل تكامل البحارة الأقباط والمحاربين المسلمين حملة السيوف.

وقد قدم الأقباط للعالم أول موتور يعمل بالبخار اخترعه رجل عبقرى يدعى هيرو.

صناعة الأخشاب:

تجلى تفوق الأقباط فى فن النجارة فى درايتهم الكاملة بالأنواع المختلفة للأخشاب. فلم يتوقف استخدامهم على الأنواع المحلية ـ كما كان الحال عند قدماء المصريين ـ مثل خشب الجميز والنبق والسنط والنخيل، بل لجأوا إلى استيراد أجود الأنواع من الخارج مثل خشب الأبنوس من أثيوبيا وجنوب السودان، والأرز من لبنان وسوريا، والساج من الهند بالإضافة إلى خشب الجوز والبندق والبلوط من أوروبا وغرب آسيا وغيرها.

ففى بادئ الأمر عند استخدامهم للأخشاب المحلية، فإنهم كانوا يشقونها ألواحًا ويسكبون عليها المياه، ثم يتركونها معرضة للشمس مدة كافية حتى تجف، وحتى لا تلتوى بعد صنعها تبعًا لتغير حرارة الجو، ومنها ما كانت رائحته ذكية تساعد على منع الحشرات التى تفتك بها سريعًا.
وعندما استوردوا الأصناف الأخرى من الخارج نشأت لديهم طريقة تطعيم الخشب فيصنعون البرواز الخارجى من الخشب العادى ثم يزينون سطحه بحشوات منقوشة من أنواع أخرى فيزداد رونقها وبهاؤها.

وكان أعز أنواع الأخشاب عند الأقباط خشب الزيتون الذى ورد ذكره كثيرًا فى الكتاب المقدس، فكانوا يصنعون منه ـ وحتى الآن ـ الأختام المستخدمة فى ختم الخبز المقدس الذى يستخدم فى الصلوات الكنسية، وكذلك خشب الجميز، إذ يعتقد أنها شجرة مقدسة لكونها تعيش أجيالاً عديدة بدون رى بالماء حتى أن المصريين القدماء كانوا يكثرون من زراعتها بجانب المقابر والمعابد وصنعوا منها توابيت الموتى.

استمر تزيين الخشب ونقشه برسم صور دينية ومناظر من حياتهم وأعمالهم إلى حوالى القرن العاشر الميلادى فى عصر الفاطميين عندما تبدلت هذه الصور بأشكال هندسية ونباتية تتخللها صور الطيور والحيوانات.

وأهم ما يستلفت النظر فى صناعة الأبواب الدقيقة والحواجز الخشبية بالكنائس والتى يطلق عليها اسم حامل الأيقونات، أنها تتكون من عدة قطع صغيرة من الخشب المخروط أو المنقوش. وتتجلى روعة تلك الصناعة فى أنه يمكن تجميع أجزائها بعضها إلى بعض دون استعمال المسامير أو الغراء فى تثبيتها، وأن بين كل حشوة وأخرى تركت مسافة كافية مراعاة لما قد يحدث فى الأخشاب عادة من تمدد أو انكماش تبعًا لاختلاف فصول السنة فيتسنى لها بذلك أن تتكيف حسب اختلاف درجات الحرارة طوال العام.

هذه لمحات مختصره عن بعض الصناعات التي برع فيها الاقباط واتقنوها واسهموا بشكل كبير في اثراء الحضاره الانسانيه

المراجع
الموسوعه القبطيه ( عزيز سوريال )
تأثير الاقباط علي الحضاره ( امين مكرم عبيد )
مصر الخالده ( مكتبة الاسكندريه )
مصر في العصر القبطي ( مراد كامل )
الحياه اليوميه عند الاقباط ( مينا بديع عبد الملك )



#عبد_صموئيل_فارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاقباط واسهاماتهم في الحضاره الانسانيه 6 ( اوروبا )
- الاقباط واسهاماتهم في الحضاره الانسانيه 5 ( الحياه اليوميه و ...
- الاقباط واسهاماتهم في الحضاره الانسانيه 4 ( الفن القبطي )
- الاقباط واسهاماتهم في الحضاره الانسانيه 3 ( الموسيقي )
- الاقباط واسهاماتهم في الحضاره الانسانيه 2 (الفلك )
- هل اعتنق الريحاني الاسلام قبل رحيله ؟!!
- الاذرع الايرانيه في المنطقه !
- لماذا تغير موقف البابا من رهبان وادي الريان ؟!
- القمه الاقتصاديه في شرم الشيخ أمال وتحديات
- خطورة تفريغ الشرق الاوسط من المسيحيين ؟!
- من قتل الاقباط في ليبيا مصريين ؟!!
- طرطشة دماء مصريه ؟!!
- سيناء والارهاب !
- في ذكري ثورة يناير براءة ماضي وسجن مستقبل !!
- غلابة الاقباط في اسر داعش !
- رؤيه تحليليه لزيارة السيسي للكاتدرائيه
- تفجير كنيسة القديسين جريمة دوله !
- صلاحيات البرلمان القادم مرعبه للرئيس الحالي !
- هل رئاسة البرلمان القادمه للفريق احمد شفيق ؟!
- تعقيدات المشهد السياسي المصري ؟!


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- كيف استفادت روسيا من العقوبات الاقتصادية الأمريكية لصالح تطو ... / سناء عبد القادر مصطفى
- مشروع الجزيرة والرأسمالية الطفيلية الإسلامية الرثة (رطاس) / صديق عبد الهادي
- الديمغرافية التاريخية: دراسة حالة المغرب الوطاسي. / فخرالدين القاسمي
- التغذية والغذاء خلال الفترة الوطاسية: مباحث في المجتمع والفل ... / فخرالدين القاسمي
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي- الجزء ا ... / محمد مدحت مصطفى
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي-الجزء ال ... / محمد مدحت مصطفى
- مراجعة في بحوث نحل العسل ومنتجاته في العراق / منتصر الحسناوي
- حتمية التصنيع في مصر / إلهامي الميرغني
- تبادل حرّ أم تبادل لا متكافئ : -إتّفاق التّبادل الحرّ الشّام ... / عبدالله بنسعد
- تطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة، الطريقة الرشيدة للتنمية ا ... / احمد موكرياني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - عبد صموئيل فارس - الاقباط واسهاماتهم في الحضاره الانسانيه 7 ( الصناعه )