أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني نور - هل يصلح زهران علوش كبديل عن بشار الأسد ؟















المزيد.....

هل يصلح زهران علوش كبديل عن بشار الأسد ؟


هاني نور

الحوار المتمدن-العدد: 4792 - 2015 / 4 / 30 - 16:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لاشك بأن الزيارة الأخيرة التي قام بها زهران علوش قائد مليشيا " جيش الإسلام " إلى كل من تركيا التي التقى فيها برئيس المخابرات المقرب من أردوغان, و من ثم السعودية حيث كانت الزيارة سرية و تم التعتيم عليها بشكل كامل, و بعد ذلك عودته إلى الغوطة الشرقية بريف دمشق و إستقباله من قبل تنظيمه ببروباغندا عسكرية تمثلت بتخريج دفعة من مئات الجهاديين من مختلف الاختصاصات الأمنية و العسكرية, في الوقت اللذي تتوالى فيه هزائم عصابات الأسد في الشمال والتي تحولت من موقع الهجوم إلى الدفاع ثم الهروب أمام التقدم السريع لمليشيات الإسلاميين مفسحةً المجال لهم لإحكام سيطرتهم على محافظة إدلب مع كامل ريفها , و تلميح إحدى الشخصيات الإيرانية المقربة من نظام طهران بأن على النظام السوري أن يستعد قريباً للانتقال إلى الساحل لاتخاذه كعاصمة بديلة لدمشق, و الضربات الجوية التي نفذتها طائرات إسرائيلية منذ أيام ضد قواعد عسكرية و مستودعات ذخيرة تابعة للنظام في ريف دمشق, كل تلك الأحداث المتسارعة تشير إلى أن مشهد سقوط النظام قد إقترب من نهايته, على الأقل إنهياره في العاصمة دمشق.

و عند السؤال عن البديل المطروح للحكم إن سقط النظام غداً فلاشك بأن زهران علوش هو المرشح الأكثر حظاً اليوم لهذا الدور, ليس لوجود قاعدة شعبية كبيرة يستند إليها أو قوى ثورية تدعمه و لكن لأنه الشخصية المفضلة اليوم عند تركيا و السعودية صاحبتا الثقل الأكبر في توجيه معارضة الخارج و في تسليح المليشيات الإسلامية في الداخل, فالسعودية استبقت زيارة علوش لها بالاتصال بشخصيات معارضة بهدف تأسيس كيان معارض جديد قد يكون أشبه بمجلس حكم إنتقالي, على أن تتعهد بتأمين إعتراف دولي كامل به, و قد يكون هذا الكيان هو الأساس السياسي التي ستحاول الإستناد إليه لتسويق علوش كبديل عن بشار الأسد اللذي استنفذ كل أوراقه و اقترب رحيله . و لكن هل يصلح علوش لذلك ؟

ممارسات علوش في ماضيه القصير على الساحة تشهد بعدم أهليته لحكم سوريا فقد كان و لا يزال محل شكٍ و مثار جدل و الإتهامات الموجهة إليه كثيرة و لم يتمكن من تبرئة نفسه من أي منها, و هنا لابد من التذكير ببعض النقاط السوداء في تاريخ هذا الرجل :

- مشاركته في مخطط أسلمة الثورة السورية, حيث كان واحداً من آلاف الإسلاميين اللذين أفرج عنهم نظام الأسد و سلطهم على الثورة بعد أشهر من قيامها ضمن مخطط النظام لإغراق الثورة بالفكر الإسلامي و تفريغها من محتواها الوطني لتتحول إلى ثورة دينية لضمان تشويه صورتها أمام العالم و بالتالي حرمانها من أي دعم أو تعاطف دولي بعد أن أن تتشح بسواد الإسلاميين, و بالنهاية تبرير استخدام القوة المفرطة لسحقها, و ما خطط له بشار الأسد قد حدث علي أيدي علوش و رفاقه المُفرج عنهم كحسان عبود و أبو عيسى الشيخ و أبو خالد السوري اللذي قاموا بدورهم بتأسيس جماعاتهم الإسلامية الأخرى في شمال سوريا, و قد إعترف علوش بلسانه في إحدى المقابلات بأنه لم يشارك في الثورة السلمية بعد خروجه من المعتقل, بل انتظر إلى حين عسكرة الثورة فقام بتشكيل ( سرية الإسلام ) و كانت من أوائل الجماعات التي إنحرفت عن خط الثورة و تبنت الفكر الإسلامي كمنطلق لقتال النظام .

- مسلسل دخوله في جبهات قتال في بعض المناطق و خصوصاً مدن القلمون ثم إنسحابه المشبوه منها ما تسبب بجر الويلات على الأهالي و مجازر مروعة راح ضحيتها مئات من النساء و الأطفال على يد مليشيات الأسد و العراق و إيران.

- تحييده لمنظومة الدفاع الجوي الروسية ( الأوسا ) التي غنمها من معسكرات النظام في عمليات تحرير الغوطة الشرقية قبل عامين, و قامت جماعته بإدخالها فوراً إلى أرض المعركة لتتهاوى على إثرها طائرات النظام فوق أرض الغوطة, و قد توعدت الجماعة وقتها بإستخدام المنظومة لفرض منطقة حظر جوي في سماء الغوطة الشرقية بعد تمكن كتيبة الهندسة في الجماعة من فك شيفرات المنظومة, لتختفي بعد عدة أسابيع المنظومة تماماً و يُغلق ملفها بشكل مريب آثار علامات إستفهام حول إحتمال حدوث صفقة بين النظام و علوش تم بموجبها تحييد تلك المنظومة.

- تلقيه أموال و أسلحة من ( محمد حمشو ) الرجل المقرب من النظام و الواجهة الإقتصادية لماهر الأسد, بعض الجهات قدرت المساعدات بملايين الدولارات.

- مشاركته في الحصار و التجويع اللذي يفرضه تظام الأسد على أهالي مدينة دوما منذ سنتين, من خلال شراكته التي أقامها مع التجار المحتكرين المرتبطين بدورهم بالنظام, و الحماية التي أمنها لهم. و الأحداث التي وقعت في دوما أواخر العام الماضي تؤكد ذلك, عندما اقتحم الاهالي أحد مستودعات الأغذية في دوما ليكتشفوا وجود أطنان من الأغذية المُخبأة في الوقت اللذي بلغت فيه أسعارها في السوق حد الجنون و كان مبرر التجار هو ندرة وجودها في المدينة. و إنحازت حينها جماعة علوش إلى الجهة المحتكرة , و عوضاً عن معاقبتها قامت بمعاقبة أحد مقاتلي الجيش الحر اللذي تدخل للدفاع عن الأهالي المحتجين بعدما تمت مواجهتهم بالرصاص الحي من قبل حراس المستودع.

- اختطافه للناشطة الحقوقية رزان زيتونة و ثلاثة من رفاقها العاملين في مركز توثيق الانتهاكات الواقع بدوما منذ أكثر من عام, و نفيه المتكرر لأية علاقة له في حادثة الإختطاف, رغم أن الحادثة وقعت في الأراضي التي تقع تحت هيمنته المطلقة.

- سجونه المنتشرة في الغوطة الشرقية و التي تحوي آلاف المُختطفين من مقاتلي الجيش السوري الحر و المدنيين و المثير للسخرية أن بعض تلك السجون يحمل مسميات إنسانية براقة ( كسجن التوبة ) ! .

- تشكيله لـ ( مجلس القضاء الموحد ) في الغوطة الشرقية و اللذي أصبح أداته الاستئصالية لملاحقة و تصفية خصومه و إخضاع جميع القوى و الكتائب لحكمه و تثبيت نفسه كقائد أوحد في تلك المنطقة.

- إجهازه على ما تبقى من كتائب الجيش السوري الحر في دوما و التي كانت قد اجتمعت في كيان واحد أسمته ( جيش الأمة ) متهماً قادة هذا الجيش بالتعامل مع النظام و داعش, و لم يتمكن علوش إلى اليوم من تقديم دليل واحد على هذه التهمة رغم أنه أصلاً لا يمتلك الحق القانوني في ملاحقة أية جهة.

- قذائفه و صواريخه العشوائية التي طالت في فترات مختلفة سكان دمشق و قتلت المئات منهم و لم تميز بين مباني عسكرية و مباني سكنية في استهتار واضح بأرواح المدنيين و تماهي مع نظام الأسد في أسلوبه الحاقد بقصف المدن التي تخرج عن سيطرته.

للتذكير أخيراً, زهران علوش استمر لأشهر و حتى أواخر العام 2013 كأحد قادة الجبهة الجنوبية في هيئة أركان الجيش السوري الحر و كان ملتزماً بأوامر مجلس قيادة الهيئة ثم انشق عنها مستبدلاً علم الثورة بالراية السوداء بعدما جاءته الأموال السعودية و معها تفاصيل الدور الجديد اللذي سيلعبه في سوريا كقائد إسلامي منادي بحكم الشريعة في سوريا, ليتبين لاحقاً أن إنضمامه لهيئة أركان الجيش الحر لم يكن إيماناً منه بالثورة السورية و أهدافها بإسقاط النظام و إقامة الحكم المدني في سوريا و إنما للإستفادة القصوى مما كان يُقدم لهيئة الأركان من دعم عسكري دولي.

قد تشهد الفترة القادمة بروباغندا إعلامية و تسليط للأضواء حول الرجل خصوصاً في وسائل الإعلام الخليجية مع محاولة تبييض صفحته من قبل بعض الجهات و الشخصيات السورية المحسوبة على الثورة و المعارضة, لذا يجب على أحرار سوريا الانتباه و عدم نسيان تاريخه و عدم القبول به كبديل و لو بشكل مؤقت لقيادة سوريا فهو وجه آخر من وجوه الاستبداد الأسدي, و قد تحول اليوم لمجرد أداة سلفية إخوانية لتنفيذ أجندات السعودية و تركيا في سوريا الرامية إلى تحويل سوريا لحظيرة دينية إستبدادية, فمرجعيته لم تكن يوماً الثورة السورية و تطلعات الشعب الثائر و لكن فتاوى أساتذته و كهنة الدين اللذين تتلمذ على أيديهم في مكة و المدينة.









#هاني_نور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تحول الإسلاميون في سوريا إلى ثوار !


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني نور - هل يصلح زهران علوش كبديل عن بشار الأسد ؟