أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوي - وضحكت الطفلة بدموع كالبكاء














المزيد.....

وضحكت الطفلة بدموع كالبكاء


نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)


الحوار المتمدن-العدد: 4791 - 2015 / 4 / 29 - 08:21
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


وقفت امرأة أمريكية تحمل لقب "البروفيسورة" تخصصت فى دراسة بلادنا التى سميت "الشرق الأوسط"، تكلمت عن نظريات "ما بعد الحداثة" ومنها الهوية الأصيلة والخصوصيات الثقافية، دافعت عن حجاب المرأة المصرية وختانها واعتبرتهما جزءا من هويتها الأصيلة وثقافتها الخصوصية الوطنية، وكنت أنقد هذه الأفكار فى كتبى 1983 كان ذلك فى مؤتمر دولى بمونتريال عام ومحاضراتي.
وقلت للمؤتمر: دراسة التاريخ تثبت أن الحجاب والختان وحزام العفة وجرائم الشرف والعذرية وضرب الزوجات ورجم الزانيات، كلها لا علاقة لها بقومية أو ثقافة أو هوية، فهى تعود للنظام "الطبقى الأبوى" الذى حكم العالم بعد الحضارات الأمومية، وكانت المرأة المصرية منذ خمسة آلاف عام تشتغل وتبدع فى كل مجال وكانت تحتل أعلى المناصب ومنها الألوهية، كانت "إزيس" ربة الحكمة والمعرفة، و"معات" ربة العدل والقضاء، و"سخمت" ربة الطب والعلم، بدأت القيم الأبوية المعادية للمرأة تظهر فى كتاب التوراة حواء الآثمة التى قطفت ثمرة المعرفة، الاثم الأول هو اكتساب المرأة للمعرفة، وتم عقابها بحرمانها من عقلها واعتبارها "جسدا بغير رأس" وكان يمكن قطع رأسها لولا الحاجة لإشباع الغرائز وإنتاج الأولاد، وأصبح الحل الوحيد هو اخفاء رأسها (كأنما غير موجود) ومن هنا نشأت فكرة الحجاب توارثتها الأديان من بعد اليهودية.
هبت اليهوديات بالمؤتمر غاضبات يصرخن "الحجاب لا تعرفه اليهودية" وامتد الحوار طويلا ثم انتهى بقراءة النصوص المطبوعة فى العهد القديم بالكتاب المقدس.
واعترفت البروفيسورة الأمريكية بأن قضية الحجاب ليست إسلامية وهى مسألة خاصة وحرية شخصية، وطالبت بالفصل بين العام والخاص، جميع الأمور الخاصة بالجنس والدين وتعدد الزوجات والنسب والارث وقوانين الأحوال الشخصية كلها قضايا عامة، وقضية الحجاب من أكبر القضايا العامة، وإلا فما هذه الضجة حول خلع الحجاب؟ لا تحدث هذه الضجة حين أخلع ضرسي؟ وضحكت النساء بالمؤتمر.
حين كنت طفلة فى السابعة من عمرى (عام 1938) كانت زميلاتى بالمدرسة الابتدائية يتعرضن جميعا لعملية الختان، المسلمات والقبطيات واليهوديات، كنا نعود إلى المدرسة بعد أيام الإجازات فخورات نزهو بخلاصنا من الجزء النجس بأجسادنا، كانت عملية الختان تسمى "الطهارة" طفلة اسمها "سميرة" رفضت أمها ختانها، فأصبحنا نبتعد عنها ولا نصافحها باليد لأنها ليست طاهرة مثلنا كنت أراها جالسة وحدها فى ركن بعيد تبكي، لكنها لم تستمر فى وحدتها وعذابها، انتهزت سفر أمها، وذهبت مع خالتها إلى الحكيمة "الداية"، وعادت سميرة للمدرسة طاهرة مثلنا تشعر بالسعادة.
فى علم النفس ما يسمى "السعادة الزائفة" يشعر بها نزيل السجن المؤبد أو المرأة حبيسة البيت، يقاوم الجسم الألم أو القهر، بأن يحبه ويستعذبه، يقاوم المدمن العقار السام بأن يحب مرارته ويطلب المزيد، تتعرض ربات البيوت لهذا المرض بدرجات متفاوتة حسب درجة الانحباس، أباحت النظم الأبوية ضرب النساء بقوة القانون الوضعى والإلهى معا، لتأديبهن وادخالهن بيت الطاعة ومؤسسة الزواج، يتحول القهر والاجبار فى الشعور واللاشعور، من أجل الراحة والسرور، إلى "حرية الاختيار" تتصور المرأة أنها اختارت سلاسلها وأساورها وحجابها بإرادتها الحرة، أو اختارت العرى والماكياج وعمليات التجميل وشفط الدهون. كلها اختارتها بإرادتها الحرة، وينقلب الألم عندها إلى لذة والحزن يصبح سعادة، وضرب الحبيب مثل أكل الزبيب.
حين كنت طالبة فى كلية الطب (عام 1954) لم تكن هناك طالبة محجبة إلا واحدة اسمها خديجة، تجلس فى ركن بعيد منكفئة على كتاب، ثم رأيناها ذات يوم فى ركنها وإلى جوارها طالب اسمه عمرو، وانتشرت قصة الحب بينهما، ثم انقطعت خديجة عن الدراسة وتزوحت عمرو الذى أصبح من الأطباء الناجحين فى السبعينيات، وأحد الدعاة الإسلاميين المشهورين.
حين كانت ابنتى بالجامعة (عام 1981) كانت أغلب الطالبات محجبات، وكان طلاب الجماعات الإسلامية ينتشرون فى الفناء، يهددون البنات غير المحجبات، يكسرون الآلات الموسيقية فى الحفلات، ويضربون من يتصدى لهم بالجنازير والمطاوي، وكان الداعية الشهير يردد الحكايات فى الميكرفونات عن الثعبان الأقرع وتعذيب الكافرات غير المحجبات، وتعليقهن من شعورهن فى القبور.
فى مايو 2008 أصدرت الحكومة المصرية قانونا يمنع ختان البنات، مع ذلك زادت نسبة المختتنات والمحجبات والمنتقبات، مع تزايد سطوة التيارات الإسلامية السياسية، وكانت قوافلهم تحمل اطباءهم للقرى والمحافظات، بمشارطهم وأسلحتهم وكتبهم ينشرون أوامر الله يجرون عمليات الختان يزوجون القاصرات، ويحجبون الطفلات بالمدارس الابتدائية.
قالت طفلة فى التليفزيون "أنا اخترت حجابى" فصفقت لها الإعلامية وفى عام 2012 المحجبة وضحكت الطفلة بدموع كالبكاء.



#نوال_السعداوي (هاشتاغ)       Nawal_El_Saadawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوجه الآخر لنيلسون مانديلا
- منذ اكتشف الرجل -الإسبرماتوزوم-
- إنه الدم -2-
- بشائر صوت الكروان
- لم يعد يراها
- من وراء ظهرها فى فراشها؟
- فتيات الصين والثورة الثقافية
- الإبداع والثورة والحدس باللا معقول
- ثقافة الخرافة فى تونس
- زينة وهدى ودموع التماسيح
- الثورات والتحرر من اللامعقول
- تاريخ الشعوب غير المكتوب
- جبل الثلج تحت الماء
- ثلوج النرويج ونساء العالم
- داعش ومخ الإيبولا
- الاشتراكيون فى لندن وغاندى
- مقطوعات الرؤوس والوجوه
- اللا محسوس أخطر الأنواع
- الخوف من حرية العقل والمرأة
- من يذكر زينب فواز وأروى صالح؟


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوي - وضحكت الطفلة بدموع كالبكاء