أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - اليمن تدفع ثمن أخطائها وأخطاء الآخرين














المزيد.....

اليمن تدفع ثمن أخطائها وأخطاء الآخرين


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 4789 - 2015 / 4 / 27 - 23:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



نحن في الدول العربية وأقصد فقط الجمهوريات ، لم نمارس الحرية والديمقراطية ، ولم نشهد تبادلا سلميا للسلطة ، إلا في حالة واحدة لم تتكرر في تاريخنا ، ألا وهي عندما تنازل الفريق سوار الذهب عن الحكم في السودان ، بعيد الوصول إلى سدة الحكم ، وقد أجريت معه حوارا صحافيا في الكويت بعدها ، وتحدثنا عن هذه الواقعة اليتيمة ، وأقسم لي أنه غير نادم على ما فعله ، وهو صادق لطبيعة الرجل .
وبما أننا في الجمهوريات مارسنا الحكم بصورة أكثر حدة من الملكيات ، فقد وصلت الأمور عندنا إلى ما هي فيه وعليه ، ولأن الشعوب العربية يسهل تدجينها ، وتسجيلها في نوادي السحيجة ، فإنها هي التي تدفع الثمن ، ولنا في سوريا وليبيا واليمن خير مثال.
ولأن عنوان الموضوع هو اليمن ، فسأقصر الحديث عن هذا البلد المنكوب ببعض أبنائه وجيرانه ، لأن من وصل من أبنائه إلى الحكم وإستمر فيه ، مارس الفحش السياسي من أوسع أبوابه ، ولنا في النذل علي عبد الله الصالح الصورة الواضحة .
لو أن الحاكم في اليمن ، خرج من شرنقة القبيلة ، وإرتضى بالحزب الطبيعي ، وليس حزب القبيلة أو العشيرة ، الذي يعتمد تبادلية السلطة سلميا ، سبيلا، لوجدنا يمنا غير اليمن الحالي ، ولو كانت هناك أحزاب ديمقراطية لا تقوم على الأسس العشائرية ، بل هي أحزاب وطن ، لإستقام الموقف ، وكانت النهايات سليمة ، وهذا حال سوريا وليبيا ، ولكن ما جرى كان "تطويب " البلد ، وتسجيلها في دائرة الطابو كمزرعة بإسم الرئيس الواحد الأوحد الملهم ، الذي لولاه ولولا ذكائه ونباهته وحذقه وبركاته ، لما عاش الشعب .
كان هذا الرئيس الملهم يتصرف على أن البلد هو عبارة عن مزرعة مقفلة له ولأبنائه ولأهل زوجته ، ولا بأس من السماح لقراد الخيل من مص بعض أصابعهم ، وكذلك العسس الذين يتم تثبيت النظام بهم ، ولا يوجد من يسألهم أو يسائلهم عما يفعلون .
كان النذل علي صالح مدللا من قبل حكام دول الخليج العربية ، وكان يتصرف بالمساعدات التي تقدمها هذه الدول إلى الشعب اليمني ، تذهب إلى حساباته في الداخل والخارج ، مع حفظ نصيب زبانيته الأقربين والأبعدين ، وبسبب ذلك كان الشعب اليمني يقتات على كرامته وعزة نفسه ، ومع ذلك فقد باع النذل البلد للحوثي رغم انه خاض العديد من الحروب معه .
لقد وقفت دول الخليج العربية مع النذل علي عبد الله صالح ضد حكام اليمن الجنوبي ، وآزروه عندما إتفق على الوحدة في قمة بغداد في شهر أيار 1990 ، وأصبح هو الرئيس الواحد الأوحد لليمن الموحد ، وقاد البلاد إلى الدمار الذي نراه اليوم.
لو أن النذل صالح كان حاكما منتخبا شرعيا ديمقراطيا ، يفهم أصول الحكم بعيدا عن القبيلة والعشيرة ونفاق المنافقين وتسحيج المسحجين ، لما تصرف هكذا ، فعندما ثار الشعب اليمني مطالبا بالإصلاح والحرية ، كان يتوجب على النذل وزبانيته أن يرحلوا ويكتفوا بما لهفوه من قوت الشعب اليمني ، ولكن ، ولأن النذل صالح كان متكئا على قبيلته وحزبه المتهتك ، فقد أصر على البقاء في الحكم ، وعندما أزفت الآزفة ، باع اليمن للحوثي ، وكان قبل ذلك قد عقد مقاولة مع القاعدة ، وهكذا دواليك .

أما دول الخليج العربية ، فإنها كما قلت آنفا إرتتكبت العديد من الأخطاء في اليمن ، أولها التحالف غير المقدس مع النذل صالح الذي كافأها ببيع البلد للحوثي ، وتوريطها بحرب غير مدروسة تمثلت بعاصفة الحزم التي كلفت السعودية 20 مليار دولار ، وهذا هو الرقم المعلن ، ذهبت للشيطان الرجيم القابع في مصانع الغرب لصناعة السلاح ، وعملت على تنشيط سوق العمل فيها ، بينما نحن كعرب نقبع في الفقر والحرمان ، وشبابنا غارق في البطالة والمخدرات والجريمة بسبب الفقر .
قبل أيام تبرع العاهل السعودي الملك سلمان بمبلغ 274 مليون دولار لليمن إستجابة لنداء الأمين العام للأمم المتحدة ، ولعمري لو ان هذا الرقم تقرر سنويا لدعم التنمية في اليمن لما ثار الشعب ، ولما وصلت البلاد إلى ما هي عليه .
لقد تكالبت المصائب الداخلية والخارجية على أهلنا في اليمن وهم أصل العرب ومنجم الرجولة والبطولات والشهامة ، وقد كانت مشاركة الشباب اليمني في الثورة الفلسطينية دفاعا عن فلسطين ، تسجل في دفاتر وأقلام من ذهب ، ولكننا جميعا ، لم نقدر لهذا الشعب أنه أصلنا إن كنا حقا عربا.



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ندوة للمركز العربي بالدوحة : باحثون يؤكدون أن العمليات ال ...
- العربية لحماية الطبيعة ..الأردن وفلسطين النماء والإنتماء
- عاصفة الحزم..الستارة لما تسدل بعد
- إطمئنوا ..الأمور تسير حسب المخطط المرسوم
- الإعلام الأردني ..لا عزاء للسحيجة
- داعش يكشف صهيونيته في مخيم اليرموك
- ويل للعرب من شر قد إقترب ...الإندثار
- البرلمان الباكستاني ..شكرا
- عاصفة الحزم ..المحراث الأمريكي يعبث في الجزيرة العربية
- عاصفة الحزم تحرق ما تبقى لنا من أوراق
- يعقوب زيادين .. أصحاب المباديء لا يموتون
- المكتبة الوطنية تناقش كتاب الشرق الأوسط الجديد للباحث أسعد ا ...
- خنجر إسرائيل المسموم
- إكتملت اللعبة
- لنا عدو واحد ..إسرائيل
- أن تكون قوميا عربيا
- داعش ..حصان طروادة الأمريكي
- مهرجان جماهيري تضامناً مع جمهورية فنزويلا البوليفارية وإحياء ...
- نتنياهو رئيسا للوزراء مجددا ...آلحمد لله
- الحرب على الإرهاب ..أسيرون في ما نطرح لا أصيلون


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - اليمن تدفع ثمن أخطائها وأخطاء الآخرين