أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين العطواني - المواقف المشرفة














المزيد.....

المواقف المشرفة


عبد الحسين العطواني

الحوار المتمدن-العدد: 4788 - 2015 / 4 / 26 - 21:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المواقف المشرفة
من خلال ملاحظة مسار السياسة الامريكية تجاه العالم منذ الحرب الباردة , ان الولايات المتحدة الامريكية هي التي تحدد اعداءها وفقا لمصالحها واستراتيجياتها التي تتبناها في عملية الضغط على سياسيات الدول , فبعد سقوط عدوها الاول ( الاتحاد السوفيتي السابق ) , سعت الى ايجاد عدو جديد فكان ( الارهاب ) اكثر الاعداء توافقا وانسجاما مع توجهاتها لكونه لايحدد بمكان او زمان معينين , او في دولة محددة .
لذلك فان التوافق بين مصلحة الولايات المتحدة الامريكية و ( الارهاب الدولي ) كان من الاسباب التي ادت الى توسع وانتشار الارهاب في اغلب الدول العربية , وتأسيس قواعد له تعتمد على التطرف الديني كأهم العوامل نأثيرا في استقطاب الاخرين , والخطير في الامران يدفع البعض من العرب ايضا الى اضفاء شرعية على الجماعات الارهابية تجعلها اكثرقوة مما هي عليه , وثبت ان هذه الزمر الارهابية لم تكتسب قوتها من عدد الارهابيين المنضوين تحت لوائها وتنوع اساليبها في العمل , بل لان عملها نفسه قام على المساندة والتخطيط لا على العفوية او المصادفة .
وفي الوقت الذى لم يكتب فيه النجاح للعرب بوجه خاص في معرفة طبيعة النظام السياسي الامريكي نتيجة لمستوى النضج المتدني في جوانبه السياسية , والهيمنة العسكرية, كتب لهذا التنظيم الارهابي ان يجد طريقه نحو الانتشار , ومع ان العرب لا يدركون الخطر الجسيم لتمدد الارهاب في تحقيق غاياته , ضنا منهم انه يعمل تجاه خط معين بعيدا عن استهدافهم, لذلك اصبحوا طرفا في الارهاب من خلال المساهمة والدعم المادى , او التحريض والدعم المعنوى , او الاعلام الموجه .
فالعرب غالبا مايضعون انفسهم في مأزق يصعب عليهم الخروج منه نتيجة لتصرفاتهم غير المحسوبة وتقديراتهم الخاطئة , ففي التاريخ الحديث تجدر الاشارة الى بعض الامثلة الى ان ( السادات ) الرئيس المصرى السابق اعلن ان كل عام من الاعوام التي سبقت زيارته المعروفة عام 1977 الى اسرائيل هو عام انتصار على العدو الصهيوني على الرغم من الاخفاق الذى صاحبه , وكذلك الوعود التي كان يطلقها صدام حسين للشعب العراقي اثناء الحرب العراقية – الايرانية ان المعركة الحالية هي الحاسمة , والقادمة النصر النهائي , وهكذا تتوالى الوعود الفارغة والتي تنتهي بوضع اللوم على القادة العسكريين وما الى ذلك من تداعيات تنعكس على مصير القادة انفسهم وبعض المنتسبين .
وهناك الكثير من المواقف التي ظلت في الذاكرة فثورة 1952 في مصر وظاهرة القومية و(جمال عبد الناصر التي اعطت مدا واسعا على مستوى الوطن العربي ترك تأثيراته الى الآن , ومن بعدها حرب اكتوبر- تشرين اول 1973 التي استعاد فيها العرب مجدهم في احراز النصر على اليهود .
وفي الجانب السلبي كان نكسة حزيران 1967 في الحرب على اسرائيل التي دمر فيها الكثير من القوة العسكرية المصرية , والسورية واستولت اسرائيل على سيناء , والقدس الشرقية , ومرتفعات الجولان في مدة لاتتجاوز الستة ايام , تركت اثرا سيئا في نفوس الملايين من الشعوب العربية .
ولعل العبرة التي يمكن ان يخلص اليها المرء هي ان اغلب المواقف السياسية مهما كان نوعها ايجابية كاننت ام سلبية تبقى راسخة في الذاكرة ولايهمل التاريخ تفاصيلها ليتم تناقلها عبر الاجيال اللاحقة .
ومن القضايا التي يعيشها العراقيين اليها هو ان غزو العراق جاء نتيجة لتقديرات عسكرية خاطئة من زمر داعش الارهابية ومن زجهم بهذا الاتجاه لاسباب منها : وجود حواضن في المحافظات المستهدفة وهذا توضح للجميع باتفاق وتعهد مع بعض المسؤولين المؤيدين لفكر الدواعش , المغرر بهم من العملاء لقيام مايسمى ب ( الدولة الاسلامية ) , الطائفية التي هيمنت على تلك المحافظات ورفع شعارات مناوئة للحكومة , عملية العزل هذه للمحافظات والتدخل المفتوح السابق لبعض عناصر الدواعش اثناء الاعتصامات , الدعم المالى الذى تقدمه الدول المجاورة ,القنوات الفضائية الموجهه التي كانت تسمي الجيش بمسميات طائفية مختلفة ,فضلا عن هيمنة شعور الاستقلال على غرار اقليم كردستان , والفتاوى التكفيرية التي تصدر ممن اطلقوا على انفسهم علماء المسلمين , كل هذه الاسباب كانت حاضرة ومشجعة لدى هؤلاء عند قيامهم باحتلال عدد من محافظات العراق .
لكن الشئ الذى لم يكن في مخيلة الدواعش , او الذى غاب عن حساباتهم نهائيا الحس الوطنى او الغيرة العراقية التي هي اساس القوة والشموخ العراقي الرافض لكل مظاهر الذل والخنوع والتي جسدت بفضل المبادرة الحكيمة لفتوى المرجعية الرشيدة بشحذ همم الشعب وطاقاته الشعبية المساندة لابطال القوات المسلحة بالوقوف ليتعهدوا , والتعهد هنا ليس الادعاءات السابقة في العهود المظلمة والتي اشرنا اليها , فكان لوقفة حماة الوطن من الجيش والقوى الامنية , وفصائل المقاومة من الحشد الشعبي المجاهد , وابناء العشائر الغيارى بموقف لم يشهد له التاريخ مثيلا بسبب ان الاندفاع جاء بمحض اراداتهم بعيدا عن الضغوط السلطوية القاهرة لارادات الشعوب , او الحصول على المكاسب المادية والمعنوية كالمكافآت والتكريم او الشهرة وغيرها, وانما تضحية صادقة لاتهدف سوى الدفاع عن تراب الوطن وحماية شعبه وممتلكاته مضحين بانفسهم لمرضات الله سبحانه وتعالى , فهنيئا لاصحاب المواقف المشرفة نحو السمو والشموخ وكسر شوكة الحاقدين على الانسانية والتحرر , بهدف نبذ التطرف والغلو والتحريض على الفتنة والتكفير لكي لاينزلق العراق نحو مخاطر العنف والتمزق , وبالتالي التوجه لرحاب الاستقرار والديمقراطية والتنمية لعموم الشعب العراقي .



#عبد_الحسين_العطواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسليح ابناء العشائر


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين العطواني - المواقف المشرفة