أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بنعيسى احسينات - قصيدة: ملقبة بالضاد.. / بنعيسى احسينات















المزيد.....

قصيدة: ملقبة بالضاد.. / بنعيسى احسينات


بنعيسى احسينات

الحوار المتمدن-العدد: 4788 - 2015 / 4 / 26 - 18:30
المحور: الادب والفن
    


مُلَقبَةٌ بالضاد..

(وضعية اللغة العربية في الوطن العربي)

[ بعد مراجعة قصيدتي، "لغة الضاد"، المنشورة في الموقع مؤخرا، تم ترميمها وتنقيحها من جديد؛ تعديلا وتغييرا وإضافة، من حيث الشكل والمضمون. أرى من اللازم إعادة نشرها تحت عنوان معدل وبشكل جديد. وذلك غيرة على لغة القرآن ودفاعا عنها، ومحاسبة وانتقادا للقائمين على شئونها.
ولقرائي الأعزاء، كل الاعتذار، مع الاحترام والتقدير الكبيرين، لأنني أحب دائما، أن أشاركهم في كل تجديد وتغيير، ينصب على موضوع قصيدة من قصائدي. فشكرا على تفهمكم، وشكرا لإدارة موقع الحوار المتمدن الجيد المتميز.]

بنعيسى احسينات - المغرب



مُلَقبةٌ بالضاد تَفردا،
بين لغات الكوْن الأصيلة.
هي لغةُ أهل قريش،
تتحدث بالعربية الفصيحة،
منذ قرون خلت،
في رحاب الجزيرة العربية.
اختيرت من السماء،
لسانا للوحي،
وامتدادا للحنفية.
إنها لغة القرآن والتوحيد،
لغة الرسالة المحمدية.

لغة الضاد اليوم،
تشتكي من وضعيتها الحالية.
من تهميش مخز،
وتحريف نحو اللغات المحلية.
من المصرية،
فاللبنانية،
فالعراقية،
فالفلسطينية.
إلى الحجازية،
فالشامية،
فالمغاربية،
فالخليجية.
أمة لا تكن التقدير للثقافة،
وتقرأ فقط للضرورة.
لم تعد تستمتع حقيقة،
بصفاء الفصاحة اللغوية.
لا في الحديث والحوار،
ولا في الدرس والكتابة.
تُدَرسُ كل المواد في المدارس،
باللغات المحلية.
وحتى العربية،
في تعليمها،
لم تنج من العامية.
بل يُعْتَمَدُ في تبليغها،
على المنهجية العتيقة.
واللغات الأجنبية،
تُدَرسُ أيضا بها،
بالارتجالية..
لغة لم تنل حقها إنصافا،
في المجالات العلمية.
ولم تنل حضها بالأفعال،
في المحادثة السليمة.
لقد وُصفتْ قدحا،
بالسقيمة،
العقيمة،
المتخلفة،
وهي عدلا،
من كل هذه النعوت،
بريئة كل البراءة.
لكن لا تزال محتفظة،
بامتيازات صفاتها العرقية.
سبقت الإسلام،
وتحتويه اليوم،
لتأكيد القومية.
اعتنقها أهل شمال إفريقيا،
برضا جُل الساكنة.
باسم الفتح الإسلامي،
باسم لغة أهل الجنة.
وفُرضَتْ حقا عليهم،
لا كلغة،
بل كانتماء للعروبة.
وتم التهميش والتعنيف قهرا،
للغتهم الأصلية.
واغْتُصبُوا كرها،
في هويتهم الإفريقية الأمزيغية.
والعربية كلغة،
معروفة بالحروف،
وبالرموز المتميزة.
تعبر عن لسان أهلها،
القاطنين بالمنطقة العربية.
نزل القرآن الكريم بها،
لتبليغ الرسالة الإسلامية.

فما تعيشه لغة الضاد من تأخر،
ليس بسببها.
فالعيب ليس فيها،
بل العيب كل العيب في ذويها.
في ناطقيها،
إن لم نقل في مستعملي حروفها.
العيب بالأساس،
في أولي الأمر الحاكمين بها.
في الفقهاء،
في المفكرين،
المدافعون عن تعاليمها.
لا في الشباب،
المحرومون من حرية تجديدها.
فاللغات كالعُمُلات،
تطرد القويةُ الضعيفةَ،
من أجل تهميشها.
نحن لا ننتظر من اللغة،
أن تبيض لنا ذهبا من ذاتها.
ولا ننتظر أن تنتج لنا من نفسها،
فكرا وأدبا كغيرها.
لا ننتظر منها أن تخرجنا،
من تخلف من تلقاء نفسها.
ولا ننتظر منها أن تكون لغة علوم،
خارج إرادة أهلها..
فهي اليوم نتاج تخلف عقلية،
وأمزجة جُل أصحابها.
فمظاهر تخلفها المتنامي،
تتجاوز تعْدَادَ حروفها.
في التركيبة المتناقضة،
لعقلية المدافعين عنها..
من اجتياح المغول والتتار،
وإغراق الكتب بالفرات.
من عصر الانحطاط إلى اليوم،
عبر تراكم النكبات.
من مظاهر تخلفها،
طغيان الأنانية وحب الذات.
وبث الدسائس،
ونشر المقالب بالمئات.
وتفريخ التعصب والتطرف،
وإذكاء نيران النعرات.
عقلية تسيطر عليها الخرافة،
باسم المقدسات.
تؤمن باسم التدين المذهبي،
بهيمنة المسلمات.
بقدرية، تستكين للخمول،
والاتكال بالتوسلات.
عقلية مُسْرفَةٌ،
يتحكم فيها عشق المال بجلاء.
تَصْرفُه على البذخ،
واللهو والجنس،
بكل سخاء.
كأولوية حيوية،
من أجل تحقيق تحسين البقاء..
والحفاظ على مكتسبات الاستهلاك،
بالاستعلاء.
وتأبى أن تصرفه في العلم،
والمعرفة بكل ذكاء.
عقلية ترى في المرأة،
بضاعة ووسيلة للإذلال..
تلُفها بمئزر أسود،
لتَحْجُبَها عن نظرات الأنذال.
دورها حقا،
أن تكون في خدمة سادتها الرجال.
وأن يقضوا فيها،
مآربهم الرديئة،
بكل استعجال.
عقلية أنانية مستبدة،
متسلطة بمكر الارتجال.
عقلية ترفع سيفها ظلما،
في وجه حرية التعبير.
ولا تؤمن بالاختلاف الساطع،
ولا بمنطق التفكير.
تحول دون بلورة فكر خلاق،
الجدير حقا بالتقدير.
عقلية تجمع بين الشيء ونقيضه،
خارج التنظير.
وكل فرد بداخله ضده،
يصارع ذاته بحثا عن التغيير.
خارج روح المسئولية،
يبحث عن الإشباع المثير.

تبقى العربية جَزْما،
لغة غنية بليغة،
جميلة بالأصالة.
لكن جعلوا منها قَصْرا،
حمالةٌ لأوجه وترادفٌ للعبارة.
لم يجعلوها في تفكيرهم حقا،
ناقلة العلم والمعرفة.
وتبقى عبر الزمان،
نفس الطبعة الناقصة المتجمدة.
تتكرر أبدا وباستمرار،
عبر كل العصور الغابرة والآتية..
تستنسخ نماذجَ،
من الأموية،
فالعباسية،
فالفاطمية.
بالأمس،
كان أهلها سباقين للعلم،
بين كل الأقوام.
فلولا سد باب الاجتهاد،
والدفع بالجمود إلى الأمام.
ولولا جشع العرب في الأندلس،
والعراق وبلاد الشام.
لرُفعتْ عاليا، رايةُ العلم والإسلام،
في كل بقاع العالم.
ولَمَا تقدمَ الغربُ اليوم،
وتخلف العرب حَصْرا،
بين الأمم.
ما أشبه الحاضر بالأمس،
لدى كاتمي الحس والأنفاس!
اللوم ليس فقط،
على الماسكين بالسلطة،
في الأساس.
اللوم على أهل الفكر والنظر،
أصحابُ القلم والقرطاس.
فما زلنا نستهلك معارف قديمة،
على أنها بنات الأمس..
تلك كانت حالة الماضي،
وهي حالة اليوم ،
ببصمة النحس.

من شر الأمور،
أن نحمل اللغة،
خطيئة أهلها بالجملة..
ولا يكفي اعتبارها قدرا،
لغة القرآن ولغة أهل الجنة.
لتكبيل الإرادة،
حتى لا ترقى،
إلى مصاف اللغات الحية..
ربطوها بالسماء،
وقطعوا صلتها بالبسيطة،
بالصيرورة.
إذ ليس للعرب اليوم،
ما يقدمونه حقا،
من علم ومعرفة.
حتى تَفْخَرَ وتتباهَى،
وتعْتَز به لغة الضاد،
بكل أنفة..
لقد حنطوها،
في المعلقات العشر،
وقيم الجاهلية.
اختزلوها في الكسب والغزل،
والفخر بشرف القبيلة.
حصروها دينا،
في القرآن والحديث،
والفقه والشريعة.
لقد ورطوها كلغة،
في السباب والتهكم،
وفنون البكاء.
وتفننوا في إبداع لغة منحطة،
لنشر الفواحش النكراء.
في أوصاف ما ظهرَ وما خفيَ،
عند الجواري والنساء1.
لا ننسى اعترافا،
مساهمة الأدباء،
والفلاسفة والعلماء.
رفعوا من شأن وهمة لغة الضاد،
عبر العصور بكل نقاء.
نتباهى بماض مجيد،
نتغنى به،
في كل صباح ومساء.
فعصر الأنوار وراءنا،
نحيا على استحضاره طوال البقاء.
لقد كنا في القديم،
وسيطا نشيطا،
في نقل المعرفة.
من اليونانية إلى العربية،
من الأندلس،
إلى الدول الغربية.
اسألوا ابن رشد،
عن شروحه للفلسفة الأرسطية.
وحينما آلت الأندلسُ إلى العرب،
بفعل حد السلاح.
انشغلوا في السمر،
بالأنغام والرقص،
وليالي الملاح.
انشغلوا في الخلافات الطائفية،
وفي قراع الأقداح.
كم هو مخز،
أن تبقى أبدا،
حبيس ماض بين الأنام.
وتتغنى به مستسلما،
كأنه لا يتغير على الدوام..
والحاضر المر،
شاهد على التخلف،
مع مرور الأيام..
تفتقت قريحة العرب الفذة،
على اختراع رقم الصفر.
وكان لهم السبق في الخَلْق،
وتخلفوا عن إتمام الأمْر..
استفاد منه الآخرون،
وحققوا تقدما،
ونصرا تلو النصْر.
أصبح الصفر اليوم،
مرتبتهم المتميزة في هذا العصْر..
بل توج البعض به هاماتهم،
متباهين بالأصل الأصيل.
فتحولوا إلى أمراء وسلاطين،
ينعمون بصفة التبجيل.
بفضل نعمة الذهب الأسود،
والغاز الطبيعي المُسال.

لقد أهينت اللغة العربية من أهلها،
بالحجة والدليل.
بسبب عقمهم وتخلفهم،
بسبب استبدادهم،
وتَخَليهم عن التفكير البديل.
ذنبها أنها وقعت في أَيْد،
مَنْ أساء إليها بفعل التجهيل.
لا من طبيعتها،
لا من تراكيبها،
لا من قدسيتها،
بل من ذويها في كل الأحوال.

-------------------------------
1- ما كتبه الحاكم الأموي هشام بن عبد الملك إلى عامله على إفريقية آنذاك : "أما بعد، فإنّ أمير المؤمنين لما رأى ما كان يبعث به موسى بن نصير إلى الملك بن مروان رحمه الله تعالى، أراد مثله منك، وعندك من الجواري البربريات المالئات للأعين الآخذات للقلوب ما هو معوز لنا بالشام وما والاه. فتلطف في الانتقاء، وتوخ أنيق الجمال، وعظم الأكفال، وسعة الصدور، ولين الأجساد، ورقة الأنامل، وسبوطة العصب، وجدالة الأسؤق، وجثول الفروع، ونجالة الأعين، وسهولة الخدود، وصغر الأفواه، وحسن الثغور، وشطاط الأجسام، واعتدال القوام، ورخامة الكلام" .



#بنعيسى_احسينات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لغة الضاد.. / / بنعيسى احسينات
- لعبة الانتخابات.. (سبع قصائد بعنوان واحد) بنعيسى احسينات - ا ...
- مارد الإرهاب.. / بنعيسى احسينات
- ما بعد الربيع العربي.. بنعيسى احسينات - المغرب
- قصيدة: سباعيات امرأة نكدية.. / بنعيسى احسينات
- مارد الإرهاب.. / بنعيسى احسينات
- ما بعد الربيع العربي.. / بنعيسى احسينات - المغرب
- غزة تستغيث.. (قصيدة قديمة بعنوان جديد)
- وضعية اللغة العربية الفصحى أمام اللهجات المحلية في العالم ال ...
- العلم المغربي واستعمالاته السيئة: وجهة نظر نقدية.. / ذ. بنعي ...
- سيدة السيدات.. / بنعيسى احسينات - المغرب
- أسئلة حول النظافة والأمن وما بينهما بالخميسات.. / أبو أمل
- من فظلكم، دعوني وشأني.. / بنعيسى احسينات (المغرب)
- وداعا (قصيدة مترجمة) / ترجمة بنعيسى احسينات (المغرب)
- الإنسان والبحر (قصيدة مترجمة) / ترجمة بنعيسى احسينات (المغرب ...
- قمر الحفلة (قصيدة مترجمة) / ترجمة بنعيسى احسينات (المغرب)
- شهور السنة (قصيدة مترجمة) / ترجمة بنعيسى احسينات (المغرب)
- ألوان.. (قصيدة مترجمة) / ترجمة بنعيسى احسينات (المغرب)
- بعد فصل الشتاء.. (قصيدة مترجمة) / ترجمة بنعيسى احسينات (المغ ...
- لماذا البكاء أيها الطفل؟ (قصيدة مترجمة) / ترجمة بنعيسى احسين ...


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بنعيسى احسينات - قصيدة: ملقبة بالضاد.. / بنعيسى احسينات