أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - الميتا سردية والبطولة المضادة في تل الصنم















المزيد.....

الميتا سردية والبطولة المضادة في تل الصنم


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4788 - 2015 / 4 / 26 - 15:45
المحور: الادب والفن
    


لا تنتمي "تل الصنم" للروائي الإماراتي علي أبو الريش إلى نمط الروايات التقليدية لأنها لا تنطوي على قصة محددة، فلقد عمدَ الروائي منذ مُفتتح النص وحتى نهايته إلى تشتيت البؤرة القصصية وتوزيعها بالتساوي على مدار النص الروائي، وقد نجح في ذلك من خلال وجود الشخصيات المتنامية التي انتظمت في أنساق سردية مكثفة أوصلتنا في خاتمة المطاف إلى تحرر الشخصيات الرئيسة من عقدة الخوف التي ظلت جاثمة على صدورهم لمدة زمنية طويلة.
إنّ مَنْ يدقِّق في الشخصيات الأساسية لهذه الرواية سيكتشف من دون عناء أنها ثلاث شخصيات رئيسة يرتكز عليها الهيكل المعماري للنص الروائي وهي المعتوه والضرير والمرأة الطيبة لكن هذا لا يلغي دور الشخصيات الثانوية التي لعبت أدواراً خاطفة ثم واجهت مصائرها المحتومة أو انزوت أو تلاشت لسبب من الأسباب مثل صلّوحة المجنونة التي لفظت أنفاسها في مستشفىً بائس، وحميد الخِبلة الذي فارقت روحه جسده في خرابة، وحمود البيدار الذي انفجر في لحظة غضب ورفض الانصياع لأوامر سيده ومصدر رزقه صاحب النخل.
وبما أن القصة المحورية للرواية مشتتة فلابد من تجميع ثيماتها الرئيسة التي تتوهج على ألسنة الشخصيات الثلاث وإن كان الضرير أكثرهم إنتاجاً للأفكار وأقدرهم على صياغة الرؤى التي تتماوج أمام بصيرته الثاقبة التي أدهشت الناس وجعلتهم يشكّون في عماه خصوصاً حينما فضّ النزاع بين مشترٍ كان يظن أن السمكة التي اقتناها فاسدة وبين بائع السمك الذي كان يدافع عن جودة بضاعته فما كان من الضرير إلا فتح خيشوم السمكة وجعله يرى غلاصمها الحمراء التي تثبت سلامتها من الفساد.
لم يكن "معتوه"، الاسم الذي يشير إلى صاحبه، معتوهاً بحق لكن إسناد هذا الاسم إليه جعله أشهر من نارٍ على علَم. لم يهبط هذا الاسم من السماء وإنما اجترحه صاحبه اجتراحاً نتيجة لسلوكه اليومي الذي لا يخلو من شقاوة فهو يضرب هذا الصبي، ويشاكس ذاك، ويسرق من هذه النبقة ويتسلق إلى أعشاش العصافير لأنه يحبها مُحطماً أغصان الأشجار ومستثيراً غضب نساء الحي لكن السؤال الأكثر أهمية هو: مَنْ يحدِّد مفهوم المجنون مِن العاقل؟ ومَنْ يضع العقل في مَنْ؟ لابد مِن وجود قوى خفية قادرة على هذا الفعل الذي يبدو خارجاً عن المألوف وخارقاً للعادة!
يتعرّف القارئ على طفولة معتوه من خلال مشاكساته التي أصبحت جزءاً من الماضي الذي ظل يلاحقه حتى الوقت الراهن الذي استوى فيه شاباً لفت أنظار المرأة الطيبة التي لكزته في باطن قدمه واستثارت حمم البركان الثاوية في أعماقه. فـ "لم تمضِ سوى دقائق حتى غدت الأرض تستحم ببركة ماء تتدفق من الزوايا، شهقات أشبه بنداء الولادة لعالم جديد، ثم انطفاء لكل الأرجاء، واختفاء لعيون لمعت قبل قليل". قد تنسى المرأة كل شيئ وتمحو أية واقعة من شريط ذاكرتها لكنها لن تنسى الرجل الذي غمرها بفحولته. لذلك فإن مرور المرأة الطيبة على معتوه لن يكون عابراً وإنما ستعرّج عليه لتقلب حياته رأساً على عقب.
لم يكن معتوه هو الشخصية الإشكالية الوحيدة في هذا النص الروائي وإنما هناك شخصية الشيخ الضرير التي تنطوي على قدرٍ كبير من الإثارة فهو "يرى ما لا يراه الآخرون. ويبصر ما لا يبصرونه" فحينما جاء شاب يسأل عن معتوه ورفع يده لكي يصفع الضرير تفادى هذا الأخير الضربة وأمسكه من يده الأمر الذي جعل هذا الشاب يعتقد بأن الضرير ليس أعمى مثلما اشتطّ اعتقاده بأن معتوه ليس معتوهاً أيضاً!
يمكننا القول ببساطة شديدة بأن الضرير هو منبع للحكمة، ومنجمٌ للأقوال المأثورة التي ستفعل فعلها في شخصية المعتوه الذي أوشك أن يوقن تماماً بأنه مجنون طالماً أن الأسرة والحي والمجتمع برمته لا يرونَ فيه الإنسان العاقل، ولا يلمسونَ فيه الشخصية السوية مع أنه في نظر الضرير قد "تجاوز الجدران ليرى ما يجري خلفها".
ولكي يكسر أبو الريش إيقاع الشخصيتين الرئيستين، معتوه والضرير، كان لا بد له أن يُعرِّج على شخصيات أخر مثل الرجل الأعرج الذي فقد ساقه بعد رحلة غوص رهيبة فما إن بلغ سطح البحر حتى سمع الغواصين يرددون اسم حميد الصايغ الذي ظل في قاع البحر الأمر الذي دعا الأعرج لأن يغوص ثانية لينقذ الصايغ بعمل بطولي متفرد أثار حسد زملائه وغيظهم في آنٍ معاً. لكنه ما إن أصيب بالداء الخبيث الذي أفضى إلى بتر ساقه حتى تنكّر له الجميع وعلى رأسهم النوخذة عبيد المترف الذي طعنه في الصميم حينما أخبره بأنه لم يعد يصلح للسفر وأن الغوص بحاجة إلى أناس أكفاء قادرين على مقارعة البحر.
إذا كان الرجل الأعرج أنموذجاً للشجاعة فإن حمود البيدار هو أنموذج للشخصية التحريضية المناضلة التي تحدّت "صاحب النخل" ورفضت أن "تخرف" النخل لأحد زبائنه. وعلى الرغم من الضرب الشديد الذي تعرّض له البيدار إلاّ أنه ظل متلزماً بموقفه الرافض الذي يشجّع الآخرين على الرفض والتمرد لكي ينتزع جميع العاملين والأجراء حريتهم. وبما أن رواية "تلّ الصنم" تتمحور على عدد من المجانين أيضاً فلابد أن نشير إلى بعضهم مثل "صلّوحة" التي كانت تقية ورعة لكنها فقدت عقلها بقدرة قادر إلى أن لقيت حتفها في مستشفىً بائس ومع ذلك فإنها كانت تعيش مع حفيدها الوحيد الذي أغرقته بمحبتها الفائقة. أما حميد الخبلة فقد كان يتلذذ بأكل السمك النيء والفاسد في بعض الأحيان وقد وُجد ميتاً في خرابة مهجورة. ربما يتفرد أحمد قنوة في جنونه عن بقية المجانين فحينما يحنق يتحول إلى وحش كاسر خصوصاً حينما ينادونه بكلمة "قنوة" التي يمقتها مقتاً شديداً لأنها تستفزه وتقلّب مواجعه.
تتحرش الرواية بالتابو السياسي من خلال شخصية معتوه الذي يحب الأحلام كثيراً ويجد فيها تعويضاً لانكساراته وهزائمه اليومية التي تتمثل بالعزلة والنأي عن المجتمع الذي نبذه بطريقة أو بأخرى جعلته يلجأ إلى الضرير الذي لاذ هو الآخر بغرفة خربة في مواجهة تل الصنم. فالعلاقة بين المعتوه والضرير أبعد من البوح والمكاشفة والمناجاة. فمعتوه يحتاج إلى أفكار الضرير النيّرة وفلسلفته العميقة التي تمنح الحياة معنىً حقيقياً يستحق أن نعيش من أجله. بينما يحتاج الضرير إلى معتوه بوصفه العينين اللتين يبصر بهما على الرغم من أنه يرى ما لا يراه الآخرون.
يتفرّد معتوه بولعه بالأحلام وتبدو "الدنيا رائعة حينما يكون الحلم بمستوى الطموح"، لكن الضرير يحذِّر معتوهاً من مغبِّة أحلامه ويمنعه منها لأن أحلامه سياسية! والحلم السياسي ممنوع في مضاربنا العربية لذلك يتعوذ معتوه من السياسة التي تلاحقه حتى في أحلامه الجميلة التي تخفف عنه وطأة حياته اليومية التي لا تخلو من منغصات على الرغم من جفافها اللهم إلاّ إذا استثنينا لقاءاته المتكررة والمفيدة بالضرير ولقاءه الوحيد مع المرأة الطيبة التي مرّت في شريط خياله مثل حلم خاطف.
لقد أصبح معتوه أسطورة في أحلامه السياسية بنظر الضرير مثلما أصبح أيقونة للفحولة في نظر المرأة الطيبة التي تماهى معها في لحظة توحّد جسدي. ترى، هل غدا هذا الصبي المعتوه رجلاً وأصبح مثل عُبيد وحُميد وزيد" كما تتمنى أمه أم أنه "لا يزال أعوجاً مثل ذيل الكلب الذي لا يمكن إصلاحه"؟
ظل معتوه على مدار النص يشعر بأنه قد انصاع لتصورات أمه، مثلما اقتنع بمفاهيم أهل الحي الذين يرون فيه مجنوناً لا غير فلاغرابة أن يحتفظ بالتعويذة المربوطة على زنده لأنها تطرد الشياطين، وتُجنّبه عيون الأشرار والحاسدين. فلقد اتفق الجميع على جنونه ولم يبدِ معتوه أية مقاومة تُذكر، فلقد كان ضعيفاً ومنصاعاً ومُستسلماً بعكس والده الذي كان قوياً لأنه لم يعترف بضعفه أبدا.
يمثل الضرير العقل المتوقد والمستنير لذلك فهو لا يؤمن بالشياطين، ولا يقيم وزناً للخرافات، ولا يعترف بالخزعبلات التي تُثار في أرجاء المدينة. وربما يكون الضرير هو الشخص الوحيد الذي يشعر بمعتوه ويرى فيه أملاً كبيراً فلا غرابة أن يشجِّعه على التخلص من عنصر الخوف "لأن الخوف مقبرة الأحياء"، وهو يعزو هذا الخوف إلى أمه التي "صنعت منه هذا الشاب الخائف دوماً حتى من الصغار". كما ستلعب المرأة الطيبة في نهاية النص دوراً مشابها لدور الضرير التحريضي الذي سوف ينقذ معتوه من سايكولوجية الإنسان المذعور الذي انعتق من قوانين التحريم وتحرر من قناعات المجتمع القديمة البالية.
يؤكد الضرير بأن الأحلام الكبيرة بحاجة إلى نفوس كبيرة وإلى إرادة عظيمة مثل إرادة حمود الذي قرر في لحظة غضب واستياء أن يثور بوجه صاحب النخل آخذين بنظر الاعتبار أن بركان النفس عندما ينفجر هو أشدُّ عنفاً من براكين الأرض. وعلى وفق هذه الرؤية فإن الضرير ينظر إلى معتوه كشخص مختلف ومتميز وغير عادي.
يشكِّل موت الضرير في خرابته المهجورة انعطافة أساسية في النص الروائي، فهو لم يمت ميتة طبيعية وإنما بفعل فاعل ويكفي أن يكون جحوظ العينين دليلاً على هذا الفاعل الغامض الذي سيتكشّف شيئاً فشيئاً حينما نعرف أن الضرير قد مات لأنه تحدث عن الطموحات الكبيرة والإرادة العظيمة لحمود البيدار الذي رفض في الأقل وثار على الظلم والعسف والاستبداد.
لا شك في أن إطلالة المرأة الطيبة من جديد تدلل على أهمية الدور الذي ستلعبه في حياة معتوه فهي تردد نفس الجُمل التي كان يرددها الضرير عن الأحلام الكبيرة، والإرادة العظيمة، وقتل الخوف. وإذا كانت المرأة الطيبة ضد العادة فإن معتوه قد اخترق هذه العادة، وعشق الدخول من النوافذ، وأحب كسر الأبواب المغلقة. تذكَّر معتوه الكثيب الرملي في المعيريض الذي شهد معارك طاحنة فأصبح رمزاً لمقاومة المحتل على الرغم من أن البيوت قد تهدمت على رؤوس ساكنيها.
قرّر معتوه والمرأة الطيبة في نهاية المطاف أن يكتبا كلام الضرير ويدوِّنا أفكاره المستنيرة فاتجها صوب المدينة بعد أن خلّفا وراءهما التل، وحينما يحثّان الخطى تستقبلهما المدينة والأناشيد.
لا يمكن قراءة "تل الصنم" قراءة واقعية فقط لأنها مكتظة بالرموز والدلالات والإيحاءات التي تضطرنا لأن نزاوج في الأقل ما بين القراءة الواقعية والقراءة الرمزية آخذين بنظر الاعتبار أن هذا النص ينتمي إلى التيار الميتا-سردي قدر تعلّق الأمر بتشتيت القصة الروائية وانضواء "معتوه" الشخصية الهامشية تحت مفهوم البطل المضاد الذي أضفى على الرواية لمسة جمالية خاصة لا تخطئها عين القارئ الحصيف.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرقص في الصحراء بعيداً عن أعين الباسيج
- النص الروائي المهجّن
- المزج بين الحقيقة الدامغة والخيال المجنّح في فيلم مدغشقر جزي ...
- الإسلاموفوبيا . . تنميط المسلمين وتحنيط الثقافة الإسلامية
- حدود الرقابة على السينما (2 - 2)
- حدود الرقابة على السينما العربية (1 -2 )
- حضور الهولوكوست في السينما البولندية بعد خمسين عاما
- التناص الروائي مع الأحداث التاريخية
- الهاوية . . رواية لا تحتمل الترهل والتطويل
- مذكرات كلب عراقي
- أوراق من السيرة الذاتية لكلاويج صالح فتاح
- الغربة القسرية والحنين إلى الوطن في منازل الوحشة
- حدائق الرئيس
- مشرحة بغداد
- ماذا عن رواية «دعبول» لأمل بورتر
- النحات البلغاري سفيلِن بيتروف وثيماته الإماراتية
- كيم دونغ-هو في فيلمه الروائي الأول صُنع في الصين
- رانيا توفيق وليلى حطيط تستكشفان علاقتهما بالوطن الأصلي
- فرادة الابتكار وأصالة الصوت الشعري في -قلعة دزه- لصلاح نيازي
- ملامح الحداثة في الثقافة العراقية


المزيد.....




- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - الميتا سردية والبطولة المضادة في تل الصنم