أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمرقند الجابري - مسرحية - إعزيزة - صوت يتفرد بالتغريد















المزيد.....

مسرحية - إعزيزة - صوت يتفرد بالتغريد


سمرقند الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 4788 - 2015 / 4 / 26 - 14:08
المحور: الادب والفن
    



شهد منتدى المسرح في بغداد وعلى مدى أسبوعين عرض المسرحية الشعبية الهادفة " إعزيزة " مسرحية ملفات اجتماعية مهداة الى ( ارواح شهداء معسكر سبايكر ) وهي من اخراج باسم الطيب .
قدم العرض ممثلون من " استوديو نقطة " وهم مجموعة من الشباب تأسست سنة 2013 وكان انتاجها الأول عرض مسرحية " اعزيزة" يهدف الاستوديو الى استقطاب طاقات شبابية جديدة وتطوير مهاراتهم من خلال بعض الورش التي تقدم على مدار الأسبوع ومن اهم هذه التمارين ورشة لتعليم الكتابة ، صوت وموسيقى ، تمارين رقص ، يوغا ، دروس لتعليم اللغة الإنكليزية .
العرض مغري ومبتكر ، يبدأ أولا بجلوس الجمهور في باحة المنتدى ليطالعك ممثل بثياب سومرية يرقص فوق سطح المبنى لترتفع الأنظار الى رقصة في ضوء الشمس وقربه مشعل نار وعازف دف .
ينقسم الجمهور بعد ذلك الى عدة مجاميع يقودهم دليل ليدخلهم الى باحة المنتدى ليروا عرضا جماعيا ، وهنا يقوم الممثلون الشباب بسكب الحضور وتوزيع المشروبات الغازية على الحضور هنا ينطلق صوت يتحدث عن تغير الحياة في بلادنا وكيف اننا لم نعد نبتسم وهنا يضرب الشباب بعضهم بعضا ويتعالى الصراخ حتى يرمي احدهم بالاخر ارضا على اصوات اغنية بانك فلويد الثائرة we don’t need your education .
يقوم الدليل باصطحاب مجموعته الى عدة غرف :
1- غرفة الظلام : يدخل المشاهدون في غرفة مظلمة يتصدرها تلفاز يعرض فلما عن الحرب غير ان النار تخرج من التلفاز بتقنية معينة .
2- المطبخ : يدخل المشاهدون مطبخا شبه مظلم وفيه امرأة تتحدث الى الخضروات بأسماء النساء اللواتي فكرن بالحرية وبالمطالبة بحقوقهن وتقوم بتقطيع تلك الخضروات بالسكين وهي تهيل اليهن الشتائم ..ترمز الى نظرة المجتمع المتخلفة لحقوق المراة.
3- غرفة الاعترافات : غرفة شاب يعلق على الجدار مجموعة تحاليل طبية ويقدم شرائح التفاح لزواره ويتحدث اليهم عن مرض الكذب والكراهية التي تدمران قلبه وانه يخشى على نفسه ان يصيب الاخرين بالعدوى .
4- الكوافير : أحببت تلك الغرفة البيضاء الصغيرة التي يدخل اليها كل مشاهد على حدة ليجد شاباً وشابة بملابس جميلة وهما يتسابقان لمنح زبونهما شكلا اجمل ويعرضان له منتجات تجميل حديثة ، وأخيرا يطلبان منه النظر في المرآة ليقولا له ( كل ما تحتاجه لان تكون اجمل هو ان تبتسم لان الابتسامة طاقة إيجابية )
5- غرفة التغيير : صف دراسي فيه مصاطب خشبية لجلس المشاهدين عليها كطلاب ، كتاب مسجون في قفص بلبل وفوق القفص خوذة عسكرية ،أستاذ عصبيي المزاج يعامل طلبته بتوتر وهو يصف انقسام البلاد وتغير اخلاق الناس حولنا.
6- غرفة الرسام : غرفة بيضاء ،شاب وسيم يشرح معاناة نشأته عن طريق رسوم كاريكاتيريه شارحا زواج امه من رجل اخر وزواج والده من امرأة أخرى وتحطيم طفولته.
7- غرفة الكاتب: كاتب سيناريو شاب يسجل تذمره على آلة كاتبة من سوء فهم المخرج لافكاره وتطلعاته.
8- غرفة الامل : صورة كبيرة لنصب الحرية وفي خلفها مباني حديثة جدا تكاد تكون من كوكب آخر ، ويسألك الشاب قبل دخول الغرفة :- " ألا تتمنى ان تكون بغداد اجل واكثر تطورأ "؟ فنجيب نحن :- "نعم" فيطلب منك دخول الغرفة لتكتشف كيف تكون بغداد اجمل ، الغرفة مظلمة وصوت رق وعود فيضيء لنا الشاب بمصباح صغير لنرى وجوه مبتسمة وهي تعزف ويقول لك :- "هل تريد ان تعرف من سيجعل بغداد اجمل " ، فنجيب نحن متسائلين ( من ) هنا يدخلك الى غرفة مظلمة لبضع ثواني ثم تضاء الغرفة فترى مرآة وأشكالنا منعكسة عليها ليقول ( أنتم من ستجعلون بغداد أجمل ) .
9- غرفة التنبؤات: فتاة جميلة ترتدي ثيابا حديثة وما ان ندخل حتة تضاء ملابسها بأضواء متحركة ابتداءا من ياقة قميصها الى خصرها الرشيق وخلفها سلالم وتنظر الينا مبتسمة وفي كل تنبؤ تقوله تصعد سلمة الدرج للاعلى ( أتوقع سنة 2015 ان يأتي للعراق حاكم يحب بلده اكثر من مصلحته الشخصية ، أتوقع سنة 2020 ان تنال المرأة حقوقها دستوريا لا على الورق فقط ، ..الخ
10- غرفة الكرسي الهزاز : طفل صغير يجلس امام كرسي هزاز ويدخل كل مشاهد على حدة فيطلب الطفل منك ان تضع السماعة على اذنيك وان تغمض عينك لتغرق الغرفة في ظلامها فيأتيك صوت طفلة تحلم ببلد آمن بلا حواجز كونكريتية او تفجيرات او قتل وهناك من يهز لك الكرسي الهزاز وعندما تنتهي الطفلة من عرض احلامها تضاء الغرفة فيقول لك الطفل الذي امامك ( أتمنى أن لا أرى سلاحا بعد الان ).
ونحن نتجول في الغرف تظل باحة العرض امامنا وهناك امراتان تتلفعان بالعباءة وتشدان وجوهها بضماد طبي ، تتحركان بيننا ،يدخلن ويخرجن من الغرفة بحركة مشي بطيئة كانها تشير الى حال المرأة العراقية البسيطة التي تتعرض كل يوم الى شتى الضغوط ، ويتابع الراقص السومري حركته الراقصة البطيئة جيئة وذهابا في الممر وهو يلف وجهه أيضا بضماد طبي بحركة تنم على الألم .
تنتهي تجولاتنا في الغرف العشرة لنعود الى الباحة ليجتمع الشباب كلهم ويهتف كل واحد منهم باهازيج شعبية اصلها يشير الى الفرح في المفهوم الشعبي العراقي غير ان الهاتف يحولها الى إشارة للموت المجاني الذي صار يحدق بنا كل يوم وهناك تنطلق موسيقى شعبية وبدل ان يرقص الشباب يقومون بحركات تشير الى لطم الصدور تلك الحركة الهستيرية التي نقوم بها في مآتمنا عندما نفقد عزيزا ويتفرق الشباب ليبقى في باحة المسرح امراتان بعباءة كالحة والشاب السومري الذي يرقص بهستيرية .
الجميل في العرض ان الممثلون في استوديو نقطة ينظرون الى عيونك مباشرة كأنهم يعرفونك فتشعر بمشاعرهم كمتلقى وهذا هو العرض الأول من نوعة الذي يكون فيه الممثل على مقربة متر منك وانت تسمعه بلا مكبر صوت ، تشعر به لا يفصل بينكما فاصل .
عشرة غرف وباحة كل غرفة بديكور خاص واضاءة تنقلك كانك ترى فلما سينمائيا والجميل انك تسال نفسك :- " ترى ما الذي تحويه الغرفة التالية " وتسال نفسك خصوصا في الغرف الفردية " هل يقوم الممثل بإعادة أداء وصلته المسرحية لـ 70 متفرج او اكثر على مدى الساعة والنصف للعرض وبروحية عالية باذلا كل ذلك الجهد الحسي والروحي أليس هذا عناءا كبيرا لشباب يفاجئونك بحبهم للحياة او غضبهم للوضع الحالي .
كل غرفة تثير فيك شعورا لا يشابه شعور الغرفة التي قبلها أو التي بعدها بين الحزن والفرح والغضب والالم .
انتهى العرض وكانت امنيتي ان احتضن هؤلاء الشباب واحدا واحدا على كل تلك الجهود التي فرحت بها والتي تبشر بمسرح حديث .
كنت وعلى مدى خمسة عشر يوما اسمع ان مسرحية ( إعزيزة ) تستحق المشاهدة غير ان حضوري اليوم أكد لي انها تستحق مشاعرا اكبر واعمق لهؤلاء الشباب الكبار .
ملاحظة : كلمة ( اعزيزة ) في المفهوم الشعبي العراقي تعني " قطعة من عظام الخروف تلقى عليها تعاويذ معنية وتلقى في بيت لتثور فيه المشاكل ولا تهدأ ثائرته أبدا ، وربما هذا اللي يحصل كل يوم لبلدي العراق منذ أربعة عقود بين دكتاتورية واحتلال وحروب طاحنة ومقابر جماعية وتهجير وإرهاب ، حماك الله يا بلدي واعادك آمنا مطمئنا بأذن الله .
نبذة عن المخرج باسم الطيب :
- مواليد 1977.
- عضو نقابة الفنانين العراقيين
- دبلوم تمثيل معهد الفنون الجميلة – بغداد
- دبلوم تقنيات فنون معاصرة – بلجيكا.
- دبلوم في العلاج بالدراما – بيروت
- مشاركات في اكثر من 40 عمل مسرحي .
- شارك في مهرجانات عربية ودولية كممثل وكمخرج.
- قدم العديد من الاعمال في بلجيكا
- له مشاركات في مهرجان بريطانيا للمسرح ، ومهرجان اسبانيا .
- مشارك في اكثر من 30 مسلسل تلفزيوني.

سمرقند الجابري - نيسان-2015



#سمرقند_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة - اتذكرك
- الطائر الناري في المسرح الوطني- تغطية اعلامية
- سأظل بخير
- قصيدتان ... كأسان ...وفأس
- قصيدة - امراة من نار
- نينيتي المهرجان الثالث للادب العالمي
- مقاطع شعرية ( كبريت)
- تقاسيم (قصة قصيرة )
- قصة قصيرة ( ارغفة وطن )
- فلم (تحت رمال بابل) انجاز سينمائي عراقي اخر
- مسرحية ( فوبيا) ألم عراقي يكرر نفسه
- الروائي العراقي نجم والي يضيء شارع المتنبي في اذار
- قصيدة ( الارض انثى) بمناسبة عيد المراة
- في عيد المرأة حداد في قصر المؤتمرات
- الاعصار يطرق الابواب، في المركز الثقافي الفرنسي
- ريشات مقاطعة في المركز الثقافي الفرنسي
- نظرات النساء في المركز الثاقفي الفرنسي
- مهرجان اربيل الثاني
- مسرحية راكور على مسرح الطليعة
- وسام الفراتي وياسمينه الاول


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمرقند الجابري - مسرحية - إعزيزة - صوت يتفرد بالتغريد