أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المهاجر - الإستبداد وآثاره الكارثيةُ في الوطن العربي.















المزيد.....

الإستبداد وآثاره الكارثيةُ في الوطن العربي.


جعفر المهاجر

الحوار المتمدن-العدد: 4788 - 2015 / 4 / 26 - 13:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الاستبداد كلمة كريهة منبوذة تستهجنها كل النفوس التواقة إلى استنشاق نسيم الحرية. ورب العائلة إذا كان مستبدا ظالما بحق أسرته ولم يكسب ودها ويعاملها بالعدل والخلق العالي والحسنى دون تمييز بين فرد وآخر في جميع الأمور المادية والمعنوية فإ نه يحول حياة الأسرة إلى جحيم. وكذلك رئيس المؤسسة أو الوزير فإن أفراد المؤسسة والوزارة يضيقون ذرعا بهذا الشخص الذي تسلط عليهم. ويتمنون الخلاص منه ومن تسلطه واستبداده. فكيف إذا كان حاكما مستبدا يتحكم برقاب الملايين، ويسومهم سوء العذاب ويجعل من نفسه شبه إله على الجميع وعليهم أن يرضخوا له، ويقبلوا يديه ورأسه وأنفه، وينقادوا لمشيئته الفردية الاستبدادية دون أن يتأوهوا أو يشكوا من ظلمه وجبروته مهما طال حكمه. وإذا تململ فرد أو جماعة فالويل لهم والسيوف جاهزة لقطع الرقاب . والسجون مفتوحة لابتلاعهم وخنق العدالة في دهاليزها المظلمة مادام الحاكم وأجهزته القمعية قادرة على قلب الحقائق. وكلما طال عهد الاستبداد طالت معاناة الشعوب، وكثر الفساد ، وتعطلت الطاقات الخلاقة، وانحسرت القيم الفاضلة،وعم الخراب الروحي، وازداد عدد الفقراء، وانتهكت الحرمات والقوانين. وتبقى الأجهزة القمعية والدعائية التابعة للحاكم الفرد تصول وتجول في الساحة وتطلق مايحلو لها من معسول الكلام لتجميل وجه الحاكم القبيح. ولو غرق الوطن في مأساة لها أول وليس لها من آخر.ولا يتم الخروج من هذه الطاحونة المهلكة إلا بزوال الفرد المستبد وأجهزته القمعية عن طريق الكفاح المرير للطلائع المؤمنة بحرية الإنسان وحقه في الحياة الحرة الكريمة التي سلبها ذلك الحاكم المستبد منه وليست القوى الإرهابية الإجرامية المتعطشة للقتل وروح الإنتقام والتي تدعي إنها ضد الحاكم لكن أفعالها تدل إنها لاتقيم وزنا لقيمة الإنسان.
ويصف الشيخ عبد الرحمن الكواكبي في كتابه المعروف (طبائع الاستبداد) المستبد بقوله:
(المستبد يتحكم في شؤون الناس بإرادته لابإرادتهم ويحكم بهواه لابشريعتهم، ويعلم نفسه أنه الغاصب المعتدي فيضع كعب رجله على أفواه الملايين من الناس يسدها عن النطق بالحق والتداعي لمطالبته. والمستبد عدو الحق، عدو الحرية وقاتلها، والحق أبو البشر، والحرية أمهم والأمة لاتجد لها مكانا تحت الشمس إلا بزوال الاستبداد السياسي وتفرعاته.)
فلا حياة للشعوب مع هذه الرموز الصنمية التي زيفت كل شيء في الحياة، ومنحت لنفسها حق التحكم برقاب الملايين بالنار والحديد لكي تبقى في السلطة ألى آخر رمق من حياتها. وكل إنسان واع ومتابع لحالات الإستبداد في العالم يجد الوطن العربي وكأنه تحول إلى غابة للمستبدين يمارسون فيها أعتى حالات القهر والظلم وأخطرها وشعارهم العلني (أما أنا وإلا فليأت من بعدي الطوفان.) ولا أدري أية (شرعية) دستورية تسمح لحاكم أن يبقى أعواما طويلة في الحكم دون أي دستور أو برلمان يحاسبه ؟ وأية شرعية دستورية تعطيه الحق بشن الحروب وهي من أخطر القررات حين يقررمع عدد من أفراد العائلة بسلب أرواح الناس وقتلهم دون خجل أو وازع من ضمير أو وجدان؟
وهاهم آل سعود يقومون بكل هذا الإستبداد الطاغي بشنهم الحرب على جارهم الفقير اليمن وقبل هذه الحرب تم غزو البحرين لقمع شعبها الذي رفض إستبداد حكم آل خليفة الفاسد، ثم بذله الأموال الطائلة لتدمير سوريا بحجة إسقاط حاكمها.فآل سعود يثبتون بالدليل القاطع إنهم رأس الأفعى في المنطقة العربية.وهل يصدق عاقل إن هذا النظام الملكي الاستبدادي الوراثي المطلق الذي يحكم بعقلية القرون الوسطى، ويحرم المرأة من أبسط حقوقها وهي قيادة السيارة يسعى لنشر الحرية والديمقراطية في الدول المجاورة.؟
إن هذا النظام له تأريخ أسود في سلب الحقوق الشرعية للبشر. وفي سجونه المظلمة يقبع المئات من الأبرياء من سجناء الضمير وعلى رأسهم الشيخ النمر الذي رفض الإستبداد بفمه فضُرب بالرصاص ، وأهينت كرامته، وزُج به في أحد السجون الرهيبة وجراحه تنزف ، ثم حكم عليه بالإعدام من قبل إحدى محاكمه الصورية.
لقد لوث آل سعود الأرض التي يعيشون عليها جراء ماآقترفت أياديهم الآثمة من جرائم. وشعار وعاظهم الذي يرفعونه بوجوه الناس هو:
(عليك السمع والطاعة لولي الأمر وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك )
إنها عبودية القرون الوسطى تطبق في هذه المملكة بآسم الإسلام ولايقرها دين ولا قانون يؤمن بكرامة الإنسان وهو مخالف لآيات الله البينات الواضحات مخالفة صريحة بصورة لاتقبل الشك والتأويل وكتاب الله العزيز وسنة رسوله ص الطاهرة يرفضان الظلم رفضا تاما والآيات والأحاديث كثيرة وتحتاج إلى بحث طويل. وأورد آيتين كريمتين ترفضان مايدعيه وعاظ آل سعود:
بسم الله الرحمن الرحيم:
(وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ.) هود- 113
(لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ( البقره 256.
وهل يعقل أن هذا الدين العظيم الذي كرم الإنسان وجعله أفضل من الملائكة وخلقه الله ليكون خليفة في الأرض وجادل الله سبحانه الملائكة من أجله يرضى بأن يكون مهانا خاضعا ذليلا يضربه الجلادون والظالمون على ظهره ويسرقوا ماله ويقول لهم سمعا وطاعة أنا عبدكم بين يديكم أفعلوا بي ماتشاؤون بأمر الله!!!. فأي عاقل يرضى بهذا المنطق الغريب .؟
إن هذا الكلام الذي يتفوه به وعاظ سلاطين آل سعود ودعايتهم الإعلامية من أجل أن يبرؤا حكامهم من الفواحش التي غرقوا فيها حتى الثمالة وهم الذين يتحكمون بكل شيئ في الوطن. ويحتقرون المواطن البسيط ويمارسون طائفيتهم البغيضة ضد مناطق معينة في مملكتهم أمام مرأى ومسمع من حلفائهم الأمريكان الذين يدعون كذبا وزورا بأنهم مع الشعوب المضطهدة ولم نسمع أية إدانة صريحة من الأمريكان اليوم لهذا النظام الاستبدادي مثلما نسمع من لهجة حادة ضد أنظمة أخرى في المنطقة . فهل الإستبداد يختلف من منطقة إلى أخرى .؟ لقد درج الأمريكان والغرب على هذه الازدواجية الصارخة منذ زمن طويل .ومصالحهم المادية والإستراتيجية مع نظام آل سعود هو الذي يسكتهم سكوت أبي الهول على جرائمهم الكثيرة.
ولا أدري كيف يعد فقهاء الاستبداد كل معارضة وتململ تحت وطأة أعتى أنواع الاستبداد (بغيا وخروجا عن طاعة الحاكم عقوبتها قطع رؤوس المعارضين !!! ) ألا فالويل لكم مما تصفون. وأعود لما قاله عبد الرحمن الكواكبي في طبائع الاستبداد:
(أشد أنواع الاستبداد التي يتعوذ بها من الشيطان هي حكومة الفرد المطلق، الوارث للعرش، القائد للجيش، الحائز على سلطة دينية.) وهذا ينطبق تماما على سلطة آل سعود الاستبدادية الجائرة.
إن المنطقة العربية برمتها تغلي كالبركان ضد الاستبداد الذي يمارس فيها من عقود طويلة من السنين. ولا يظن آل سعود ومن يسير في ركابهم من مشايخ الخليج الذين يتوارثون الحكم منذ مئات السنين خلافا لشرع الله وسنة الكون بأنهم في مأمن من النار التي سيشتد سعيرها في المنطقة نتيجة هذا الاستبداد الذي استشرى وتوسع وتفاقم وستحرق بعون الله وبهمة الشعوب الناهضة كل الأنظمة المستبدة بنيران ظلمها وجبروتها إن لم يراجع حكام الظلم والاستبداد حساباتهم، ويغيروا من نهجهم الاستبدادي . ولا يمكن للشعوب أن تنام على مهد الأذى ،وتتوسد خد الرغام ،وتذيقها آلهة الطغام ألوان العذاب والقهر والاستبداد إلى الأبد كما يرغب السلاطين ووعاظهم . فاصحوا من سكرتكم أيها المستبدون في منطقتنا العربية قبل فوات الأوان.
جعفر المهاجر./ السويد
26/4/2015.



#جعفر_المهاجر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آل سعود مجرمون دوليون بآمتياز.
- أشرعةُالوجه الآتي.
- من ملعب اليرموك إلى مخيم اليرموك الهدف واحد.
- جُرح صنعاءْ.
- يالمصيبة بعض أعراب هذا الزمن.!
- فصلٌ من جرائمٍ البعث الصدامي.
- إشراقاتُ الوجع الفيلي.
- قممٌ هُتكتْ فيها الحُرُماتْ
- من عاصفة الصحراء إلى عاصفة الحزم.
- اليمن لن يكون لقمة سائغة لأنظمة الإستبداد.
- كلمات ٌخجلى إلى نبع الحنان الأزلي.
- نتنياهو وأباطرة البترول والسيدة الكبرى.
- ماهكذا تُطلق الإتهامات يافضيلة شيخ الأزهر.
- العراق ومعركة المصير والإعلام الطائفي.
- أيام لاتُنسى في بعقوبه.
- مَعين الأجيال.
- هولاكو يعود مع أحفاده.
- متى يُراجع الطائفيون أنفسهم.؟
- وعاظ السلاطين وفتاوى الجهاد.
- نظرة موضوعية للعلاقات العراقية الإيرانية.


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المهاجر - الإستبداد وآثاره الكارثيةُ في الوطن العربي.