أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوان ديبو - كذبة اوجلان ام كذبة نيسان؟ PKK: من تغيير العَلَم الى طمس الوطن















المزيد.....

كذبة اوجلان ام كذبة نيسان؟ PKK: من تغيير العَلَم الى طمس الوطن


جوان ديبو

الحوار المتمدن-العدد: 4788 - 2015 / 4 / 26 - 09:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    










كان حرياً بزعيم حزب العمال الكوردستاني الانتظار لأيام معدودات أُخر، ليتزامن رسالته النوروزية المبنية على مبادرة السلام المزعومة مع الأول من نيسان حيث موعد الكذبة السنوية. ليكون وقع تلك الرسالة التي خلت من اسم الكورد وكوردستان، احد الأطراف ( المفترضين ) والمعنيين في عملية المفاوضات، اعتيادياً ووقتياً زائلاً مكتسية طابع المداعبة والتلاعب الذي أدمنه العمال الكوردستاني واكسبته للقضية الكوردية حيثما وطأت وحلت اقدام الحزب.
ربما يكون من الغلو والإجحاف تسمية ما يجري بين زعيم PKK من جهة وبين الاستخبارات التركية من جهة أخرى بعملية او مفاوضات سلام وذلك لأسباب كثيرة وجوهرية.
على الأرجح لا يوجد في التاريخ السياسي الحديث والمعاصر حالات نزاع مماثلة افضت الى ان يكون جهاز الاستخبارات ممثلاً وحيداً ورئيسياً عن احد أطراف النزاع، كما هو الحال في المثال التركي - الكوردي ( الاوجلاني ). كذلك لا يُشير التاريخ الى وجود شخص واحد فقط ممثلاً عن احد طرفي المباحثات ( المفترضة )، مهما كان ذلك الشخص عبقرياً وخارقاً وفيلسوفاً كما يحلو لمريدي واتباع اوجلان وصمه بذلك.
على سبيل المثال لا الحصر، المفاوضات التي حدثت في أوائل السبعينات من القرن الفائت والتي كانت ترمي الى منح جنوب كوردستان الحكم الذاتي، كانت تجري بين الحكومة العراقية من ناحية وبين القيادة الكوردية من ناحية اخرى ولم تكن الاستخبارات العراقية إلا جزءً من الطاقم العراقي المفاوض. كذلك هي المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية، وكذلك كانت عملية السلام والتسوية بين حكومة المركز في السودان من جهة وبين الجنوب من جهة اخرى.
كما كانت المرامي والنهايات في جميع الحالات المذكورة واضحة ومحددة ومتبلورة، بينما في الحالة التركية - الكوردية ( الاوجلانية ) يكتنفها الغموض والضبابية عند المعنيين ( الكورد )، وربما هي واضحة ومعروفة فقط عند العرّابين اوجلان وأردوغان.
عند الإمعان والنظر الى المسألة من كافة النواحي والاتجاهات والتقاطعات، يمكن الاستخلاص بأن ما يجري ما وراء كواليس ايمرالي من مباحثات سرية بين الاستخبارات التركية وزعيم حزب العمال الكوردستاني، يصبُّ بالدرجة الاولى والثانية والاخيرة في مصلحة الدولة التركية على المستويين القريب والبعيد، وفي مصلحة حزب العدالة والتنمية الحاكم والسلطان العثماني الجديد او ( اتاتورك ) الأسلمة في تركيا القرن الحادي والعشرين اردوغان.
المهزلة او العبثية التي تجري تباعاً بإسم مفاوضات عملية السلام التركية - الكوردية، اكبر واخطر بكثير مما قد يتصوره العقل. حيث يجري تدريجياً وبإسم حل القضية الكوردية في تركيا، تفريغ تلك القضية من محتواها التاريخي والجيوسياسي.
المساس بالمسلمات التاريخية والاستبسال في تغيير الذهنية السياسية والجماهيرية العامة لدى عموم أبناء الشعب الكوردي باتجاه إهمال او اغفال مسميات مثل كوردستان او الشعب الكوردي او محو اية صبغة جيوسياسية عن الموضوع، هو الضالة المنشودة لدى اردوغان وعموم مؤسسات الدولة التركية. وبعد ان عجزت تركيا عن تحقيق ذلك الحلم التاريخي طيلة عقود خلت عن طريق الحديد والنار، ها هي تنجح اخيراً بالبدء في إنجاز ذلك وبالوسائل السياسية وأقل التكاليف وبأداة محسوبة على الكورد. اوجلان وحزبه في شمال كوردستان يسابقون الزمن في الاجهاز على القديم المقدس بإسم التغيير والتجديد والامة الديمقراطية الهوجاء، وفرعه في غرب كوردستان يسير على نفس النهج حيث الكرتونات والاراكوزات، وكذلك في شرق كوردستان، وحتى في الجنوب حاولوا نشر سمومهم في شنگال وغيرها، إلا ان قيادة وشعب الجنوب كانوا لهم بالمرصاد. خاصة وان لهم تجارب سابقة مع الجنوب عندما حاربوا تجربته الفتية في أواخر القرن المنصرم، الأمل الحقيقي لجميع الكوردستانيين، ( والخنجر ) في ظهر العالم العربي وإيران وفق قناعات اداة تركيا الطيعة وخادمها الفيلسوف المبدع اوجلان.
يبدو ان هناك شبه اجماع وتوافق بين مختلف القوى والأحزاب السياسية وكذلك الإعلام في تركيا على تسمية المهزلة والعبثية الحالية بعملية السلام، بصرف النظر عن المواقف والتصريحات المعلنة التي تندرج في عداد الاتقان اللامتناهي للعبة ومقتضياتها. وذلك لتقوية موقع المفاوض الكوردي ( المفترض ) اوجلان في الشارع الكوردي والتركي وإضفاء الشرعية والمصداقية عليه وعلى فلوله المتوارين في جبال قنديل. الذين وكما يبدو لا يستطيعون الانصياع الكامل لمطالب زعيمهم المعتقل ( ورقة تركيا الرابحة ) لأن من فيهم من هو ورقة محور طهران - دمشق الرابحة، بالبعدين السياسي والمذهبي. وما لم يحدث توافق بين تلك الدول حول ما يسمى في تركيا زوراً وبهتاناً بعملية السلام، لن يُكتب لها النجاح والديمومة مهما كانت ظالمة بحق الكورد. علماً ان ما يحدث في تركيا باسم عملية السلام التركية - الاوجلانية، تسير تماماً كما تشتهي طهران ودمشق، طالما ان مؤداها هو اجهاض القضية الكوردية وتفريغها من مضامينها التاريخية الحقيقية.
الامر اللافت للنظر ان الكثير من الكتّاب في تلك الدول والمنطقة وخاصة العرب يباركون ما يسمى بمفاوضات عملية السلام التركية - الكوردية ( الآپوچية )، ويصفونها بالتجديد والانفتاح والحداثة، وكل ذلك لأن الكورد القائمين عليها قد تخلوا عن المسلمات الكوردستانية التاريخية لصالح السراب، وباتوا يصنفون الكورد بالقوميين التقليديين والقوميين الديمقراطيين الحداثويين.
بدأ حزب العمال الكوردستاني وزعيمه ( الفيلسوف الساحر ) مسيرته بتغيير العَلم الكوردستاني التاريخي، علم جمهورية مهاباد وإقليم جنوب كوردستان، وحارب الكورد بالسلاح في الجنوب وأرهب الكورد في الغرب وأفرغ مناطقهم من مئات الالاف من السكان، وقسّم مناطقهم الى كرتونات وهمية واهية في سبيل لجم الاطروحات والتطلعات الاخرى، وها هو يقدم صكوك الاستسلام دون مقابل الى بطل الآستانة، بعد ان تخلى عن الشعب والأرض والوطن، وبعد ان نسي اكثر من نصف الكورد في شمال كوردستان لغتهم الأُم كإحدى الإنجازات الإضافية في سلسلة إنجازات PKK ومنظومته اللا كوردستانية.
تشير معظم الوقائع والتطورات الى ان عملية اعتقال اوجلان سنة 1999 كانت بمثابة ورقة اليانصيب الكبرى التي ادرَّت وما تزال تدرُّ ارباحاً منقطعة النظير على الدولة التركية فيما يخص الامر بالقضية الكوردية هناك. على عكس ما يتم ترويجه من قبل أنصار اوجلان بأن اعتقاله كان بمثابة الفخ الذي وقعت فيه تركيا، او ان القبض عليه اصبح وبالًا اصابت تركيا بالحيرة والقلق.
بدأ الشاطر حسن ( اوجلان ) مشواره السياسي بتغيير العلم الكوردستاني ويبدو انه يسعى جاهداً بإنهائه بتغيير وتغييب الوطن كوردستان، وإحلال كرتونستان محله.



#جوان_ديبو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يحدث في كوردستان؟
- هل وقع المحظور في المناطق الكوردية من سوريا؟
- الكورد في سوريا واقتناص الفرصة التاريخية
- عندما تتأبد الضحية دورها
- جنيف 2: عُقد ولم يُعقد
- أضواء على زيارة رئيس اقليم كوردستان ( العراق ) الى آمد ( ديا ...
- مواسم الهجرة الى الجنوب


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوان ديبو - كذبة اوجلان ام كذبة نيسان؟ PKK: من تغيير العَلَم الى طمس الوطن