أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طوني سماحة - حبّة مانغو على رأس الرئيس














المزيد.....

حبّة مانغو على رأس الرئيس


طوني سماحة

الحوار المتمدن-العدد: 4787 - 2015 / 4 / 25 - 19:52
المحور: كتابات ساخرة
    


لثمرة المانغو فوائد كثيرة صحية ونكهة لذيذة مميزة، لكننا اليوم لسنا بغرض عرض هذه الفوائد، إنما بصدد قصة طريفة بطلتها حبة هذه الثمرة.

عندما كان الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، يجول في ولاية أراجو، سقطت عليه من السماء فجأة حبة مانغو. لا، فسماء فنزويلا لا تمطر فاكهة كما أن آلهتها لا تجود على الناس بثمار الجنة، إنما كان مصدر حبة المانغو سيدة ألقتها عليه من بين الحشد وكان على الثمرة ورقة كتب عليها "اتصل بي إن كان بمقدورك".

قد يظن المرء للوهلة الاولى أن السيدة متيمة بالرئيس وتطلب منه موعدا غراميا، لكن ذلك أبعد ما يكون عن الحقيقة. عندما اتصل المسؤولون عن سلامة الرئيس بالسيدة انتابها الخوف، فبين الرؤساء وعامة الشعب متاهات وآفاق بعيدة، لكن هذه السيدة لم تصدق أذنيها عندما أعلن لها الرئيس أنه لن يعمل فقط على حل المشكلة السكنية التي تعاني منها، بل أن السلطات وافقت على منحها شقة للتوّ. وبعد ذلك قال الرئيس مازحا أنه لن يتوانى عن أكل الثمرة. (بالتصرف عن موقع العربية)

أتمنى ألا يكون الرئيس أصيب بأذى جراء تعرّضه للإصابة بحبة المانغو. لكن وعلى كل حال، قد يكون الرئيس اليوم أكثر تقديرا لنعمة الحياة، وهو الذي قد يكون خُيّل إليه للولهة الاولى أنه يتعرض لمحاولة اغتيال. لا بأس يا سيادة الرئيس، فكما يقول المثل اللبناني "خيرها بغيرها". ومبروك عليك أيتها السيدة التي نقلتها حبة المانغو من حالة البؤس الى الاستقرار المنزلي.

أثارت مبادرة السيدة الفنزويلية إعجابي من حيث بديهيتها وجرأتها وعفويتها وقدّرتُ للرئيس لفتته الانسانية، لذلك خطر على بالي الدعوة لإعلان يوم المانغو العالمي. أدعو فقراء بلادي في هذا اليوم للنزول الى الشارع لرمي ثمرة المانغو على زعمائنا. تخيلوا معي ولو لمرة، تمطر سماء بلادي حبات المانغو بدل الخطابات النارية والمشحونة حقدا. تخيلوا معي ونحن نتراشق بالفاكهة بدل خطاب التخوين. تخيلوا معي عندما تضحك الشمس لنا وقد سال علينا عصير الفاكهة بعد أن غابت غمامة الحزن عن وجه بلادي. من يدري قد يكون لعصير المانغو قدرة على إطفاء النار المشتعلة في بلادي منذ سنين لا بل منذ قرون.

عندما تنزلون الى الشارع يا فقراء بلادي، ترأفوا على رؤسائنا ولا ترموهم بحبات المانغو والتي قد يكون حجمها كبيرا ومؤذيا، بل ارموهم بحبات الكرز أو ربما التوت. قد يكون للكرز والتوت مفعول أقلّ وقد تأتيكم الحبوب الصغيرة بشقّة أصغر حجما، لكنها قد تجنبكم الاساءة لرؤسائنا المحبوبين والمفديين. كيف لا وقد نشأنا على تمجيدهم والهتاف لهم ليس فقط عندما يولدون ومن ثم يتزوجون ومن ثم ينجبون صبية لخلافتهم، بل حتى عند دخولهم الحمام وخروجهم منه. بل ما أشبه هتافاتنا لزعمائنا بصلواتنا للآلهة.

أما أنتم، أيها المهجرون السوريون والعراقيون، يبدو أنكم لم ترشقوا زعماءكم إلا بحبات الخردل، لذلك لم تحصلوا على شقق للسكن من زعمائكم الذين هجروكم حفاظا منهم على القضية والوطن والدين والمستقبل، بل وأيضا حفاظا على حياتكم. لذلك كان نصيبكم منهم خيمة بدل شقة متواضعة. أيها المهجرون، أقول لكم لا بأس عليكم من التضحية بالحاضر لأجل الحصول على المستقبل الذي قد لا يأتي مطلقا.

أدعوكم يا فقراء بلادي ومشرديها للنزول الى الشارع لإحياء يوم المانغو العالمي، لكنني أحذركم أنني لن أكون مسؤولا عما قد يتعرض له القلة القليلة منكم من تعذيب وسجن وربما قتل، لأن القلة القلة القليلة من رؤسائنا لا يقدرون روح الدعابة أوقد يرون فيكم خطرا على الدولة والدين والقضية والمستقبل، أو ربما قد يرون فيكم خونة تعملون لصالح العدو الذي يريد أن يحرق بلادنا ويفتتها، ولو بحبة المانغو.



#طوني_سماحة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا أبتاه، أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون
- يسوع المفكّر 3- الانسان
- يسوع المفكّر 2- الكلمة
- يسوع المفكّر 1 مقدمة
- لماذا نحن متخلفون؟
- مات الصنم، يحيا الصنم
- من أحرق سليمان، صباح، وروعة؟
- رسالة موت موقعة بالدم إلى أمّة الصليب
- تأملات في الحرب والسلام
- صخرة الموت هي صخرة الحياة
- هنيئا لكِ يا بيلا (Bella)
- التعزية بالكفار خيانة وليست من الدين
- أنا شارلي
- الزواج في المسيحية بين النظرية و التطبيق- الجزء الاخير
- الجنة برسم البيع
- يا طفل المزود
- الزواج في المسيحية بين النظرية و التطبيق-12- تحديات الزواج
- الله أكبر
- صرخة مظلوم
- دون كيشوت التركي


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طوني سماحة - حبّة مانغو على رأس الرئيس