أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - في مملكة الأقزام ...















المزيد.....

في مملكة الأقزام ...


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 4787 - 2015 / 4 / 25 - 19:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مملكة الأقزام ...
الزيارة التي قام بها ثلاثي البعث علاوي النجيفي المطلك إلى مملكة الأقزام، وجلوسهم بخشوع ذليل امام ملك هذه المملكة، يستجدون منه المال والسلاح، وتجاوِب هذا القزم معهم ضارباً على نفس الوتر الطائفي المقيت الذي جاءت به افكار هذا الثلاثي البعثي، إن دلت على شيئ فإنما تدل على مدى الإستهتار الذي تمارسه الفئات السياسية الحاكمة في وطننا، وعلى مدى إنغماس هذه الفئات في غيها الذي ابعدها عن كل ما ينبغي ان يكون عليه السياسي العراقي في هذا الظرف العصيب بالذات. كما تدل ايضاً على وقاحة هؤلاء البعثيين الذين لم يكتفوا بتلويثهم لكل العملية السياسية التي جرت بعد سقوطهم وسقوط دكتاتورية البعثفاشية السوداء، بل واثبتوا بانهم لا زالوا يعملون، وبكل حرية، على عودة نظامهم المقبور بكل ما تتيح لهم سياسة المحاصصات الطائفية وخنوع احزاب الإسلام السياسي وفسادها وفشلها الذريع في إدارة شؤون هذا البلد، من إمكانيات مادية ومعنوية ولوجستية تساعدهم على ذلك. ولا غرابة في هذا الأمر إذا ما علمنا بأن أحزاب الإسلام السياسي، احزاب اللصوص وناهبي ثروات البلد وكل القوى المشاركة معها في الحكم لم تستطع ان تسير على ذلك الدرب الذي ترسمه الهوية الوطنية العراقية التي تركوها جانباً بعد ان تمسكوا بهوياتهم الطائفية والعشائرية والمناطقية، وما نتج عنها من سياسة المحاصصات، التي لم تحقق إلا خراب البلد ودماره وفتح كل ابوابه امام الإرهاب البعثي والإسلاموي. وما التحالف الأخير بين البعثفاشية وعصابات الإجرام الداعشية السوداء إلا واحداً من الأدلة التي تشير إلى ذلك وبكل وضوح.
لقد ذهب هذا الثلاثي البعثي إلى مملكة الأقزام طالباً العون بالمال والسلاح لتتمكن " قواته التي يعدُّها لتحرير الأراضي العراقية المحتلة من عصابات الدولة الإسلامية !!! " من ممارسة هذه المهمة التي لم ينس هذا الوفد ان يربطها بصفة طائفية معينة للمناطق التي يروم تحريرها البعثيون هؤلاء من شريكهم في الجريمة، عصابات الدولة الإسلامية. لقد تبلورت فكرة " التحرير " هذه لدى هؤلاء البعثيين بعد ان شعروا بأن عصابات الدولة الإسلامية ظلت تسوقهم كالنعاج حيث تريد هي وحيث تتمكن من تحقيق اهدافها بالدولة الإسلامية التي لا مجال فيها لفكر آخر غير فكرها الظلامي الأسود. ولم يتوان الملك القزم هذا، سليل الأب القزم الآخرعميل المخابرات الأمريكية، عن التجاوب مع هذا النداء البعثفاشي الأهوج المغموس بالطائفية التي اراد هذا الملك ان يضرب عليها مجدداً، بعد ان فشل بتحقيقها من خلال إطروحته الهلالية العقيمة.
ومن خلال الأخبار التي إنتشرت في الأيام الأخيرة والتي تأكدت على لسان نائب رئيس جمهورية العراق الجديد اسامة النجيفي، احد الثلاثة، بأن الوفد البعثي هذا لم يقابل سيده الملك بصفة اعضاءه كمنتسبين للحكومة العراقية ويشغلون مناصب مفصلية وحساسة فيها، بل كرؤساء احزاب سياسية، ولا دخل للحكومة العراقية بهذه الزيارة ابداً. عجيب امر هذه الحكومة التي يتصرف ذوي المناصب القيادية فيها في علاقاتهم الخارجية كرؤساء احزاب ليس إلا، هل هذه حكومة حقاً ام انها والمثل العراقي المعروف ( خان إجغان) سواء؟؟؟ والأدهى والأمر من ذلك كله هو ان هذا النجيفي، وهو بالمناسبة شقيق ذلك النجيفي المسمى اثيل الذي هرب من الموصل بعد ان سلمها لعصابات الدولة الإسلامية، قال بكل صراحة ووضوح اثناء إحدى مقابلاته التلفزيونية، بأن الحكومة العراقية سواءً من خلال وزارة الخارجية او من خلال وزارة الدفاع غير معنية بطلبنا للمال والسلاح من شقيقه القابع على العرش في مملكة الأقزام. والأكثر مرارة وقساوة واستهتاراً بارواح شهداء العراق الذين سقطوا برصاص واموال الخليج السعودي القطري على وجه الخصوص، هو ما قاله هذا النجيفي بأنهم على استعداد للتوجه إلى السعودية ايضاً، بؤرة الإرهاب والمركز الأساسي لتصدير الإرهابيين إلى مختلف انحاء العالم، ليستجدوا منها المال والسلاح لمشروعهم " التحريري" هذا.
النجيفي هذا ورفاقه في الوفد البعثي الثلاثي ومن لف لفهم ينعقون ليل نهار حول المليشيات التي تملك السلاح خارج نطاق الدولة وقواتها الأمنية الرسمية. وطالما ربطوا هذا النعيق بالنهج الطائفي الذي دأبوا يسيرون عليه منذ سقوط دكتاتورية جرذهم المقبور. ونعيقهم لا علاقة له ابداً بالدعوة الوطنية الصادقة التي يدعوا لها العراقيون المخلصون لهذا الوطن ولمستقبل علاقاته الإجتماعية وتطلعاته الأمنية والتي تشير إلى مخاطر انتشار السلاح خارج المؤسسة الأمنية للدولة. فلماذا إذن يصرهؤلاء البعثيون الثلاثة في استجداءهم المال والسلاح من مملكة الأقزام التي ساهمت بقسط وافر من منفذي العمليات الإرهابية في وطننا ؟ الم تشكل القوى التي ستستلم هذا السلاح وتتصرف بهذه الاموال التي لا علاقة للدولة العراقية بها، حسب منطق النجيفي، مليشيات بنفس ذلك المفهوم الذي كانوا ولم يزالوا يرددونه دوماً في محافلهم العامة والخاصة ؟ تباً للنفاق والمنافقين العابثين بكل قيم الأخلاق ومبادئ الإنسانية.
وقد تكون هذه الزيارة مزدوجة الغرض إذا ما تدارسنا بعض الأخبار, والعهدة على رواتها، التي تشير بأن الوفد ذهب إلى هذه المملكة الطفيلية للمشاركة في تأبين المقبور زعيم حزبهم عزة الدوري الذي الحقته القوى الأمنية العراقية بزعيمه الجرذ خلال العمليات الباسلة والشجاعة لتحرير تكريت من عصابات الدولة الإسلامية وشركاءها في الجريمة البعثيين الأوباش.
ما نريد التأكيد عليه هنا هو ان نحدد المواقف ونستلهم العِبر من تطورات العملية السياسية في وطننا منذ سقوط البعثفاشية وتولي احزاب الإسلام السياسي السلطة كخَلَف لها وحتى يومنا هذا، والتي تشير كل معطياتها إلى خطورة الإستمرار على هذا النهج الفاشل لكل هذه القوى التي تميزت باللصوصية ونهب خيرات البلد وإفقار اهله وفتح باب الإرهاب امام العصابات المختلفة التي وجَدت في وطننا لقمة سائغة لها، تتعامل معه دخولاً وخروجاً وتسليحاً وتمويلاً تحت سمع وبصر شلة من السياسيين، لا هم لها إلا الإثراء الفاحش وتكديس اموال الشعب المسروقة في حسابتها المصرفية وعقاراتها خارج الوطن دون خجل او حياء، حتى وإن استمر الكثيرون من افرادها يرددون، وبلا خجل او واعز من ضمير، بسملاتهم وحوقلاتهم على مسامع الناس التي سئمت هذه الحالة المزرية التي يراوح الوطن واهله على سيئاتها منذ اكثر من عقد من الزمن.
الدكتور صادق إطيمش



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى متى سيظل العراق حقلاً لتجارب احزاب الإسلام السياسي الفاش ...
- العمق الأسود
- الرهان الخاسر . . .
- يا مُهَمَشي العراق ...... إنتفضوا
- ثالوث الجريمة
- النازيون بالأمس والإسلاميون اليوم يحققون حلم الصهيونية العال ...
- ابشع خلف لأقبح سلف
- سماسرة البترودولار
- القضاء العراقي بين المسؤولية الوطنية وتناطح السياسيين
- لتتصدر جرائم الدولة الإسلامية إحتفالات اليوم العالمي للقضاء ...
- مكسب هام آخر يحققه الشعب الكوردي لشعوب الشرق الأوسط
- تراجع المراجع
- دروس رائدة ... عسى ان يتعلم منها شعبنا في العراق
- الإسلاميون داعشيون قلباً وقالبا
- يا فقهاء إذلال المرأة ... طأطأوا رؤوسكم امام المرأة الكوردية
- - مرض - اليساريين وتمنيات العدوى به
- محنة الإسلام والمسلمين في القرن الواحد والعشرين
- الفقراء على مائدة الفقهاء ... الظاهرة المرافقة لحكم الإسلام ...
- إذا صَمَتَ الفقهاء ….. فالينطق الحكماء
- من افضال الدولة الإسلامية على الإسلام والمسلمين ...


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - في مملكة الأقزام ...