أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - عجائبية الخلق وموسيقى التكوين . قراءة في ديوان - عالقٌ في الغمر ، كالغابةِ كالأسلاف - للشاعر : مؤمن سمير بقلم : أسامة بدر















المزيد.....



عجائبية الخلق وموسيقى التكوين . قراءة في ديوان - عالقٌ في الغمر ، كالغابةِ كالأسلاف - للشاعر : مؤمن سمير بقلم : أسامة بدر


مؤمن سمير
شاعر وكاتب مصري

(Moemen Samir)


الحوار المتمدن-العدد: 4787 - 2015 / 4 / 25 - 09:05
المحور: الادب والفن
    


عجائبية الخلق وموسيقى التكوين . قراءة في ديوان " عالقٌ في الغمر ، كالغابةِ كالأسلاف " للشاعر : مؤمن سمير بقلم : أسامة بدر

في شهادة ذاتية عن علاقته بالشعر نشرها الشاعر مؤمن سمير في موقع مجلة " الكلمة " الإلكترونية – العدد 93 . يناير 2015 تحت عنوان ( في فك خيوط اللعبة وفي الخوف كذلك ) ، يُصَّدر لنا الشاعر تحت عنوان فرعي هو " أكتب العالم لأكتبني " في عدة أسطر دالة ما يمكن أن أعتبرهُ مفتاحاً لقراءة شعر مؤمن سمير وخاصة هذا الديوان الذي نحن بصدد قراءته الآن ، حيث يقول في بداية هذه الشهادة :
" علاقتي بالشعر هي أكثر العلاقات في حياتي تشابكاً وتعقيداً .. علاقة تحتمل المحبة والشك المضنى وإغماض العين بأمان والتصارع والقتل أيضاً .. هذا الكائن الماكر يطوع جسده المرن حَسَبك أنت .. جاءني في أهابِ شحاذٍ بعينين لامعتين وعلى ظهره مخلاةً وقال لأنك وحيد وتفشل حتى في الحديث مع ذاتك افتح لي عيونك .. ولأني خائب أصيل لم أفتح عيوني فقط بل مسامي كلها ورعشتي وقوتي وضعفي فامتلكني للنهاية .. وهكذا صارت كينونتي أن أعيد صياغة وترتيب كل ما تلتقطه حواسي من كمالٍ مغرور مكتفٍ ، باقتناص النقص والفوضى الوحشية الحميمة التي كانت تتوق للانطلاق والتحليق والتي هي النظام الأول والحقيقي ، ثم أبث حديثاً مليئاً بالضحكِ والسم لنصبح أنا والموت أصدقاء فعلاً ومرة ثالثة أندهش بصدق الرعشة بعد مس قلب الأشياء المخفي المتواري عن ذاته ويقينه " .
يقول الشاعر هنا أن الشعر الذى امتلك عليه حياته كلها جعل همه الأول والوحيد تقريباً هو إعادة ترتيب الفوضى ، بما يعنى إعادة صياغة العالم وفق تصور الذات الشاعرة ، واعتبار النقص والفوضى ( التي يصفها بالمتوحشة والحميمة في آن ) هي النظام الأول ؛ بل والحقيقي أيضاً .. هو في واقع الأمر المسعى الذي كرست له الذات الشاعرة كينونتها / وجودها لإعادة صياغته / تشكيله وفق رؤية هذه الذات ، وإعادة مراجعة الإشارات الأولية التي تلتقطها حواسنا ونعتبرها ، بيقين أو بالأحرى بغرور ، حقائق .. حين تستطيع الذات الشاعرة اقتناص هذه الفوضى وإعادة مراجعة بديهيات المعرفة التي تبثها لها الحواس تبدأ هذه الذات في الإعلان عن نفسها بما أسماه الشاعر " حديثاً مليئاً بالضحك والسم " والذي أظنه يقصد به الاشتباك مع العالم عن طريق اللغة ، عن طريق القصيدة بعوالمها المتدخلة وصورها المجازية والفنية التي تمكنه من مصادقة الموت ( الوجود دائماً على حافة الفناء ) لتأتي الدهشة من صدق وحقيقية " الرعشة " والتي أظنها رؤية الذات للعالم ، حيث الرعشة هي رجفة شديدة يتبعها إفاقة ووضوح رؤية ، تأتي هذه الرعشة عند استشعار الحقائق المخفية خلف زيف الإشارات الآتية من الحواس ، تأتي هذه الرعشة / الإفاقة بعد ملامسة الحقيقي والصادق في الأشياء .
إن هذه الشفرات التي تحدث عنها وبها الشاعر في هذه الشهادة الهامة والدالة على عالمه هي مدخلي في قراءة هذا الديوان الشائك والصعب سواء في تشكيلاته البصرية ، أو جمالياته المضمنة في الغموض المحكم ، وتكنيك الكتابة المتعدد والمتداخل على مستويات وحيل فنية متنوعة .
أصبح من المفروغ منه بعد المنجزات النقدية والكتابات التي تتحدث عن قصيدة النثر المعاصرة والتي أصبحت واقعاً متعيناً وحقيقياً ومتحققاً في الثقافة العربية ، وبالتالي لم نعد نحتاج إلى مقدمات نظرية لإثبات أحقيتها في الوجود أكثر مما نطمح للتجاوب معها والتفاعل مع مكوناتها الجمالية والطاقة والمساحة الرحبة التي تعطيها للمبدع ، أقول أصبح معلوماً الآن أن تداخل الفنون المختلفة ؛ وليس الأجناس الأدبية فقط ، هو واحدٌ من أبرز الطاقات التي تحتويها قصيدة النثر وتنطلق بها إلى عوالم فسيحة لا تحد ولا تؤطر رؤيتها للعالم وقدرتها عن التعبير عن الذات الشاعرة بكل جنوحها ورغبتها في الانعتاق من الواقع الحسي المزيف إلى عوالم من الدهشة والصدق الحقيقي ، وهذا الديوان الذي بين أيدينا الآن استفاد من هذه الطاقة التي سمحت له بها قصيدة النثر في توصيل رؤية الذات للعالم بل وخلق عالمها الخاص الموازي على النحو الذي سيرد أثناء هذه القراءة ، لكن ما يهمني الآن كمدخل أَوَّلي لقراءة الديوان هو التشكيل الفني البصري الذي تم به صياغة وكتابة الديوان والذي أراه قصيدة واحدة ممتدة تحت عنوانين كبيرين وعدة عناوين فرعية تحت كلٍ منها .
• دلالة التشكيل البصري في الديوان :
للولوج لقراءة ديوان " عالق في الغمر كالغابة كالأسلاف" أرى أنه يجب أن ننظر للديوان ليس بمدخل جزئي من خلال القصائد المفردة وإنما بطريقة كلية من حيث طريقة تقسيمه وكتابته لما في ذلك من دلالة قد تساعد في فك شفرات هذا النص .
يصدر الشاعر الديوان بمقطع شعري خاص ليس إهداءً ولا تقدمة افتتاحية للقارئ ولكنه أشبه بالمقدمة الموسيقية في بداية السيمفونيات أو المشهد الأوَّلي المكتنز الذي يبدأ به مخرج الفيلم لنتعرف على المكان والزمان الذي ستقع فيه الأحداث ، أو بالأحرى ليلقينا إلى عالمه هو انسحاباً من عالمنا نحن .. هو جزء من الفيلم ضروري وحيوي رغم أنه ليس جزءاً من أحداث هذا الفيلم . يظهر لنا هذا النص بعد العنوان الكلي مباشرة :-
".... الأسـلافُ
الذين فَصَّلوا جلودَهم
خلفَ الظِلالِ الدافئـةِ
وَنَغَّموا السَكينةَ
لَمَّا شَمُّوا المخالبَ
وانتهبوها ..
سابوا في آخر الكهفِ
سـَوْطاً ..
لزيتِ الحنينِ
والحِنْطَةِ ..
.. دَقُّوا تحتَ عَصا الراعي ..
هلالَ
التَـلِّ
البعيدِ .......
.............
............."
تختار الذات الشاعرة إذن في البداية أن تتحدث عن الأسلاف ، عن البدايات الأولى لعالم الزيف والفوضى الذي سبق وأن تحدثتا عنه في السطور السابقة ، حيث تقوم الأسلاف برسم وصناعة ما يشبه الخديعة على هيئة العالم المفروض على الذات الشاعرة : لمَّا " فَصَّلوا جلودهم " ( أفكارهم ومعتقداتهم المسبقة عن العالم ) خلف مجموعة من القناعات المزيفة التي تبدوا حميمية (خلف الظلال الدافئة .. ونغموا السَكِينة ) وذلك بينما هم ينتهبوا المخالب ( القوة والبطش والسيطرة ) ثم وهم يخرجون من بدايتهم المكانية ( الكهف ) تركوا ميراثاً قاسياَ ( سوطاً لزيت الحنين والحنطة ) ثم بدءوا زمناً مزيفاً حين صاغوا زمنهم تحت عصا الراعي ( المرشد – الحامي – الدال ) أو ( بداية هذا الزمن ) هلال التل البعيد .
هذا هو إذن العالم الذي على الذات الشاعرة مجابهته .. مفروضٌ عليها ومحاصِرٌ لها ، ولكن بماذا ؟ يجيب على ذلك العنوانين الكبيرين للديوان ( برعشة السُورِ – بقرابة الموسيقى ) فلا يخفى علينا أن حرف ( الباء ) في بداية الكلمة الأولى بكل عنوان هي باء الاستعانة ( مثل قولهم كتبت بالقلم ) وهنا يمكن أن نقول : أواجه هذا العالم الذي تركه الأسلاف برعشة السور ، وبقرابة الموسيقي .
ولنبدأ بالوسيلة / العنوان الأول الذى اختارته الذات لمواجهة المزيف / الحسي المباشر للوصول إلى الحقيقي / الأصيل خلال قراءتها وموقفها من العالم :-
( 1 ) برعشة السُورِ : خلخلة العالم وإسقاط تحصيناته :-
يُصَدِّر الشاعر هذا الجزء من القصيدة / الديوان بإهداء إلى " أليس" ، ومقطع من قصيدة الشاعر اليوناني " إيليتيس "كتمهيد أَوَّلي للدخول إلى هذا العالم الذي تركه الأسلاف كفوضى " حميمة " على الذات أن تعيد ترتيبها وفق رؤيتها للوصول إلى رعشة الصدق التي تمس القلب كما سبق وأن أَخْبَرَنا الشاعر في شهادته .. إن هذه الاستهلالات التي يقدم بها الشاعر نصه ليست من باب الصدفة أو الزخرفة أو استعراض المعرفة على القارئ ولكنها ذات دلالات داخل النص الذي يليها .. تمهيد عضوي بالفعل ، فمثلاً هذا الإهداء إلى " أليس " :
إليها ..
" أَلِيس " ....
كلما تخطو إلى العجائبِ
تفوتُ رعشةً ..
ينسانا فيها
الظِلُّ ....
ثم تجده يقول تالياً :
" تم قَنْص النصوص بدءاً من 2001 "
وبعد ذلك يأتي الاقتباس من الشاعر " إيليتيس " :
" يَنْقُرُ الطائرُ البَريُّ بحثاً
عن الحقيقةِ المُتَفَلِّتَةِ من صخرةٍ لأخرى
.. واستمرَ يحسو الماءَ المالحَ بينَ الشقوقِ ..
شيءٌ آخر لابد من وجودِهِ بلا رَيْب ....
لقراءة النص يجب أن نفك الشفرات التي تلقيها لنا الذات الشاعرة على بابه ، إننا نغدو مع " أليس " إلى عالم عجائبي غير حقيقي تم تشكيله كعالم أسطوري تتحكم فيه الحيوانات والطيور والكائنات العجيبة وتصبح أليس / الذات جزءاً فاعلاً ومنفعلاً به ، حتي أن علم النفس أطلق تسمية ( متلازمة أليس ) للدلالة على تشيؤ النفس علي عكس حقيقة الذات ؛ فمرة هي عملاقة ، ومرة هي قزمة ، وفي كل مرة تخوض تجربة عجائبية تدعو للدهشة وتترك أثراً قوياً / رعشة صادقة ، بعيد عن الزيف / الظل الذي ينسانا ، حين نعود بطفولتنا وفطرتنا الأولي لنجرى وراء أليس في كل مرة تخطو فيها إلى هذا العالم .. إن هذا الطفل هو القادر إذن على فك شفرة هذا العالم العجائبي ببراءته وفطرته التي تواجه ما هو مزيف وتكشفه ( الظل الذي ينسانا ) .
ثم إن الذات الشاعرة تُنبئ بأنها لم تكتب هذه النصوص / الديوان ولكنها " اقتنصتها " عام 2001 ( لا يهم العام المتعين هنا ) بما يشي بمهمة هذه الذات وهي القنص ، فليس أدل من أن تحمل هذه الصفة ( الصياد ) كي تدخل عالماً قالت عنه إنها عالقةٌ فيه كغابة وبالتالي هي تشي لنا بمهمتها في هذا العالم وإن كان حتى على مستوى اللغة ( الكتابة ) فهي في نهاية الأمر وسيلتها المتاحة في القنص .
ثم يقتبس الشاعر مقطعاً ذو دلالة حقيقية عن طائر يبحث عن " الحقيقة المتفلتة " بين شقوق الصخر الأصم بل ويحسو الماء المالح بين شقوقه بما يشي بمحاولة هذا الطائر أن يفتت هذا الصخر بينما هو يبحث عن هذه الحقيقة التي لا تستقر ولا تبين ، هذه العبثية الشديدة هي شيء آخر لا بد من مراعاة وجوده في جسد النص ( العبث ) .
فبين عجائبية العالم عند " أليس" وبين عبثية المحاولة للوصول للحقيقة عند طائر " إيليتيس " تبدأ رحلة الذات الشاعرة في الولوج إلى هذا العالم الذي تركه لها الاسلاف وتركها عالقة فيه ، تحاول إعادة ترتيب الفوضى لملامسة قلب الأشياء والشعور بقوة الرعشة التي تبحث عنها ، لتنجو .
• عالقٌ في الغمر :
عندما شرح َ قاموس الكتاب المقدس - دائرة المعارف الكتابية المسيحية - كلمة غمر قال : الغمر غَمرُ الماء : كثر حتى ستر مثقره . والغمر من الماء خلاف الضحل ، والغمر هو الذي يعلو من يدخله ويغطيه . ( والغمارة : المياه الكثيرة .. أنظر مز 32:6، مز93:4 ، دانيال 9:26) وكلمة " غمر " في العبرية هي " تيهوم " وتستخدم للدلالة على : كتلة الماء التي كانت تغطي الكرة الأرضية عند الخليقة .. تك1:2 ، مز 104:6، أم 8:27) .. وفي ) سفر التكوين 1: ( 2 : " وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً ، وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَة ٌ، وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ " .. هذا هو الغمر الذي علقت فيها الذات الشاعرة ، علقت في كتلة الخلق الأولى حين كانت الأرض خربة وخالية وكانت كتلة من الماء يرف عليها روح الله ( بحسب الآية السابقة ) وسنجد في تفاسير الكتاب المقدس تشبيهاً بأن هذه الروح كانت طائر يحضن هذه الأرض عند رفرفته .
في بداية القصيدة التي تبدأ بهذا المقطع :
" الإقطاعيُّ
يرسمُ الغابةَ
ثم يهيمُ ..
يفوتُ الخدمَ والذهبَ والموسيقى
ويُغمغِمُ .. تحفظني حيواناتي ..
وبعدما طالَت الرقصةُ
في مَرايَا البهوِ ،
شَدَّت المخالبُ الشكَ
وقالت موتاً تموتُ ...."
الإقطاعي / السيد / الأول الذي يرسم / ينشأ الغابة / العالم ثم يهيمُ / لا يأبه لها .. حين يترك ميراثه ( يفوتُ الخدمَ والذهبَ والموسيقى ) ظناً منه أن حيواناته / خلقه يمكنهم المحافظة على ما أنشأ وصاغ .. لكن بعد دوران الزمن ظهرت المخالب / القوة وقالت موتاً تموت ، لتقضى على ما رسم الإقطاعي / الإنسان البشري الذي اغتر بقدرته على الحلم ، وذلك لأنه أنشأ عالماً فوضوياً على غير هدى حيث أن :
" ساقي العجوز
ابنة الحُفَرِ الخاسرةِ
والتي نسيتها آخرَ الأمرِ-
اختارها العنكبوتُ
لتكونَ أولَ الدنيا " .
إن أول هذه الدنيا ساقٌ عجوز وابنة حفر خاسرة ، هكذا يبدأ العالم منكسراً ضائعاً فوضوياً :
" قالت السماءُ
بكلِ فِضَّةِ شَعْرِها
لطائرٍ يشوفُ الخَرَسَ
بعدَما نُخِسَ في قلبِهِ ....
نَمْ في عيونهم ،
واهتف في شهقتهم البليغةِ ....
عَلِّمْهُم
بشالِكَ المعقودِ
قبل الذبحِ ونشوتِهِ ..
بِحَالِ الأجدادِ ..
لَمَّا تبلبلت عروقهم تحتَ البريقِ ...
لَمَّا جَمَّلوا موتهم ..،
على
هيئةِ
نهرٍ ....
..........
.. قُلْ سُرَّ قلبي وتَهلَّلَ لساني ......"
هذا هو حال الأسلاف ، شرحه المقطع السابق ، كما شرحت المقاطع الأولى حال الغابة التي أنشأها .. وهكذا إذن تعلق الذات الشاعرة في الغمر( مادة التكوين الأولى ) كالغابة ( فوضى التكوين ) كالأسلاف ( فوضوية وزيف الأوائل المؤسسين ) .
تتنقل الذات الشاعرة طوال هذا الجزء الطويل من الديوان بين واصفة ومشتبكة ، بين مهادنة وثائرة ، بين العجائبي الذى هو مكون لهذا العالم وبين العبثي الذي يحاول أن يبحث عن الحقيقة / الرعشة المنفلتة بين كائنات هي أقرب للصخور التي يقوم بمحاولة تفتيتها بالماء المالح ، لا يمكننا تتبع الصور المتداعية ولا الدراما التي يشكلها الشاعر بمهارة فائقة طوال هذا المقطع وتنقلاته بين الأنا والآخر ، وبين الخاص المباشر وبين الخارجي الغامض المُحَمَّل بتركيبات الصور التي يشتبك فيها الحسي بالمعني ، الشيء بالمعنى ، ولكننا يمكن أن نرصد حالة من خلخلة هذا العالم من خلال الولوج إلى كل تفصيلاته وكائناته وإعادة تعريفها وتغيير وظيفتها ، إن محاولة خلخلة كل ما يحيط به هذا العالم المزيف من معتقدات وتعريفات وأسماء ووظائف لمكوناته يبدو هو الفعل الذي تمارسه الذات لتثوير هذا العالم وإعادة تنظيم فوضاه للوصول إلى قلب الأشياء الصادق والحقيقي الذي تبحث عنه الذات الشاعرة ، ولنستدل علي هذا الفعل لخلخلة العالم ببعض المقاطع على التوالي :-
يقول النص :
".. مرةً وأنا شاب
ثُرْتُ على البحيرةِ الصغيرةِ ..
ثرتُ ثورةً حقيقيةً
عجنتها من نيرانِ الصيفِ
وحطبِهِ ...
أيُّ عاصفةٍ أن تكون تميمتي
" تمساحُ البحيرةِ " ؟!!
هذه اليافطة
رغم الحروبِ و التاريخِ -
لا تُكافِئُ أَلَقِي ...
لهذا رمَيْتُ رسالةً
في مفرقِ الشلالِ
مرسومٌ فيها
أهاجِرُ للبحرِ البعيدِ ....
يومها استجابوا
للتماسيحِ الخشبيةِ
التي لَقَّبها أبي ب " السفنِ " ..
وَوَأدوا ثورتي ...."
الفشل إذن هو رديف الثورة وملازمها الأثير ولكن :
" ثم إننا لا نحتملُ السهولَ
والأنهارَ الليِّنَةَ
بل نُخَضِّب تجاعيدنا
بِذَمِّ الخيانةِ ....
وأحمرِ الثورةِ ....
نحن المطاريدُ ..
الشياطينُ المُكَلَّفَةُ ..
التي تصنعُ لهذا الجبلِ
شرابَهُ الممزوج ..
التي تضعُ الظلامَ
على كَفِّ الوحشِ ..
ولا ترضى عن نفسِها حقاً
إلا ساعةَ تفتحُ الطريدةُ عينَها
لينُطَّ فينا
الشَفَقُ ..."
إذن سوف لا تتوقف الثورة أبداً ، الثورة التي قررتها الذات الشاعرة لإعادة ترتيب الفوضى كما أسلفنا ، إنها معركتها مع العالم الذي امتلكها وألصقها بالشعر واللغة ونذرها لهما كما لو كانت شياطينَ تتلبسها :
" بسقوطِهِ من الأعالي
سيحترقَ الرمزُ
الذي خدعهم
وقَرَّبَهم منا
وجعلهم يبتسمونَ
في السيركِ
وفي الخمرةِ ..
يرعونَ ...
ويجربهم السَيِّدُ ....
لِصمتِنَا ..
لشركائِنا في المذبحِ ..."
ينتهى هذا المقطع الطويل من الديوان بما لا يمكنك تسميته بنصر للذات في تحقيق سعيها الأساسي ، إذ ليس النصر هي ما تسعى إليه ، ليست ثورة تطمح إلى القضاء تماماً على " النظام الأول " كما ذكر الشاعر في شهادته التي نرتكز على شفراتها لقراءة الديوان ، لكنها ثورة لتحقق ، إعادة صياغة الوجود / الفوضى الذي أرسى دعائمه الأسلاف بمعتقداتهم وتصوراتهم الخاصة عن العالم .. ينتهي النص هكذا :
" لا تلوموا علينا
هنا قليلٌ هناكَ قليل ...
الزهورُ عمرها ما دَلَّت جِلْدَكِ الزاهي ..
إنه أمرٌ آخر ..
والمخالِبُ لا تَشُدُّ الفيضانَ ، فينا ..
ليسَ
وَلا
وَاحِدْ .....
كذلكَ
لا تُخَبِيِّنا
ستارةُ
الصندوقِ ...
نحنُ
أولادُ أمرٍ آخر ... "
نحن أولاد أمر آخر ، هكذا تعلن الذات الشاعرة بعد هذا المعترك اللغوي مع مفردات الغابة / العالم والاشتباك مع ميراث الأسلاف الثقيل الفوضوي ، وكما تلعب معنا الذات الشاعرة من أول الديوان ، بتركها شفرات للنص يمكننا أن ندخل منها للنص ، لا تتركنا في النهاية إلا بمقتبسات دالة أخرى تؤكد رؤيتنا في عضوية المقتبسات وانتمائها ل بنية النص و علائقياته الداخلية ، سواء هذه الفقرة ل " بودلير" والتي تُلفت نظرنا إلى الكائنات التي تعاملت معها اللغة وأنشأتها في واقع الأمر داخل الغابة / العالم :
" هذهِ النزوات اللغوية المتكررة بإفراط ،
وهذهِ التسميات الحيوانية المتواترة ،
إنما تشهد على ناحيةٍ شيطانيةٍ في الحب .
أليسَ للشياطين هيئة الحيوانات ؟ "
أو المقطع الدال من رواية " هِرمان هِسَّه " الذي لن نذكر حرفيته ولكن سنستدل به على دلالة ( برعشة السُورِ) كوسيلة أولى لخلخلة هذا النظام الأول ، فرواية " هسه " تحكي عن رحلة ساماني عاصر بوذا وسمع تعاليمه لكنه رفض التبعية له ولأي معلم ( هل يذكرنا ذلك بالتمرد على الأسلاف؟ ) فانتقل إلى رحلة البحث عن ذاته بنفسه ليصل إلى اليقين والسلام ، إلى “ أوم OM “الكلمة المقدسة التي تملأ الروح ( هذا ما حاولت الذات الشاعرة الوصول إليه طوال النص ، ومن خلال الشهادة التي أوردناها في البداية ) وخلال رحلة المعرفة اختبر“ سيد هارتا ” حياة الثراء والملذات التي أفقدته أهم المعاني التي كان قد اكتسبها خلال حياته كزاهد ، ليعود من حياة الترف إلى الطبيعة حيث النهر والمَلاَّح ليمر بأكثر تجاربه الروحية عمقاً ، ومن خلال إنصاته إلى النهر يتغلب على مشاعر الأبوة تاركاً ابنه ليرحل عنه ليخوض حياته دون وصاية أحد كما فعل هو بأبيه ليفهم بذلك معاناة الناس التي لم يشعر بها من قبل ” الألم من أجل من نحب”… يمكن القول بأن “ سيد هارتا ” ليس معاصراً لبوذا فحسب بل هو بوذا نفسه ، حيث نستطيع إسقاط أحداث الرواية بالإضافة إلى شخصياتها على سيرة حياة بوذا من البداية حتى النهاية ، نهاية “سيد هارتا” التي توحي بوصوله لحالة السلام والكمال ، وتترك الرواية الحرية للقارئ للحكم على تجربة “سيد هارتا ” الكامل بطريقته الخاصة ( إعادة تنظيم العالم / الفوضى الحميمة طبقاً لرؤية الذات الشاعرة وموقفها من العالم ) .. إننا بذلك نستطيع أن نؤكد ثانيةً إن كل النصوص حتى المقتبس منها تؤدي وظيفة داخل هذا النص الذي هو رداء متسع يمتح خيوطه من مناحٍ شتى ، هي شفرات لقراءة الذات وطموحاتها وحروبها ، ثورتها ورؤاها للعالم الذي علقت فيه وهو "غَمْرٌ " لما يزل يغطي مشهد الوجود .
( 2 ) بقرابة الموسيقى .. تأسيس العالم عبر الالتحام بالذاتي والخاص جداً :
ألمحنا في ما سبق بشكل موجز لتداخل الفنون في النص الشعر النثري الحديث بحيث تذوب الفوارق الجمالية في نص / منتج واحد تستطع من خلاله الذات الشاعرة الاستفادة من منجز كل نوع من الأنواع الفنية سواء تصوير أو مسرح أو موسيقى ..الخ وذلك في سبيلها لسبر أغوار عالمها وتشكل رؤياها للعالم بدون قيود اللغة ومحدوديتها .. هنا لا يطمح النص فقط للاستفادة من المنجز الجمالي للموسيقى ، من الهارمونية إلى التحليق الحر مثلاً ، وطبقا لمقولة جوتة الذى كان يقول : " كل الفنون تسعى كي تكون موسيقى " حيث أن الموسيقى أكثر هذه الفنون تجرداً والتصاقاً بالذات ، وإنما للإفادة من فلسفة الموسيقى ذاتها .. التجريد .
تسهم الموسيقى بتحرر الإنسان من كثير من قيوده الوجودية فيسود الإحساس الأعمق بالوجود، حين يقوم الإنسان بتركيز أحاسيسه في الصوت المنبعث من الآلة الموسيقية ، وخاصة أن ثمة ارتباطاً قديماً بين الموسيقى والغناء والرقص ، وكأن الموسيقى تُولِّد إحساساً جديداً باتحاد هذه الأشياء ، يُشكِّل للإنسان عالماً مستقلاً من " الحرية " ؛ وذلك حين يطلق الإنسان العنان لفكره وخياله وأحاسيسه الداخلية ، فترتقي النفس البشرية إلى درجة عالية من الوجود .. حين يسود الصمت تتكلم الموسيقى لغتها التي يفهمها كل البشر، إذ هي ليست بحاجة إلى ترجمة ، سواء كانت الآلة الموسيقية في عزف منفرد أم ضمن مجموعة من الآلات حين تصدر أصواتاً متناغمة ومرتبة بدقة لا تحتمل الفوضى ولكن تحتمل الحرية . وحين تكون الموسيقى مصحوبة بالصوت البشري ( الغناء ) يحضر الشعور الإنساني من خلال الكلمة والشِعر، مجسداً لتجربة إنسانية ما في الكون والحياة ، من خلال القدرة على التعبير عن كل حالات الإنسان التي يمر بها في فرحه وحزنه ، آماله وآلامه ، كل ذلك يجيء متناغماً مع الآلة الموسيقية . وفي كثير من الأحيان يحضر الجسد ليضيف بعداً آخر إلى الجمال من خلال التعبير بلغته الخاصة عن ذات الإنسان سواء كان المؤدي فرداً أو مجموعة . فالموسيقى تستفز الإنسان للتحررمن رتابة الحركة وتقليديتها وحصرية المكان الزمان.
في هذا الجزء / الجناح الثاني من الديوان تحاول الذات الشاعرة من خلال الموسيقى تشكيل عالمها الخاص الذي عن طريقة تتحرر من كونها عالقة في الغمر / المتاهة ، تتحول ثورتها من محاولة إلى تأسيس ، من مجابهة إلى إنشاء لذلك فهي شخصية وذاتية هنا أكثر ، لا تستخدم اللغة الغامضة المجازية في مخاطبة كائنات متخيلة وليست حقيقية كالتي خاطبتها وحاورتها وجابهتها في الجزء السابق / الجناح الأول ، ويظهر هذا بداءةً – كالعادة - من مقدمات النص مثل الإهداء الصريح والاقتباس غير الملغز :
.. إلى " مؤمنة "
اللحن المكتمل ..

( وأنتَ ؟
لقد كنتُ أَحسُبكَ أصلب عوداً .
" .. لو لم تكن دوماً تغني .. !! " )
" كاتب ياسين "

... يا عاشقة الليل
وسهرانـة ..
وهايمة في الخيال ..
يا عيـن .......
" طِلِـب "
فالإهداء هنا ليس إلى شخصية أسطورية عجائبية مثل " أليس" ولكن إلى ما يبدو أنها شخصية حقيقية من حياة الشاعر ( أم – أخت – حبيبة ) " مؤمنة " التي يسميها اللحن المكتمل الذي يدخله إلى عالم آمن مستقر من السكينة ، ثم مقطع " كاتب ياسين" الذي يشي بأن الغناء يتناقض مع العود الصلب ، نعم هذا ما لا تصبو إليه الذات الشاعرة ، هي القيم التي تعارضها فعلا عن تصورات العالم للغناء والموسيقى لذا توردها هنا لتقتص منها ، وأخيرا مقطع من أغنية شعبية للمغنى " محمد عبد المطلب " مُكَنِّياً إياه ب "طِلِب" كما يسميه الشعبيون بما يعني حميمية الغناء وقرب الصوت من الذات وتفاعلها معه ، بما يرد علي مقطع " كاتب ياسين " ويناقضه في تقليله من أمر الغناء .
في هذا الجزء من الديوان تبدأ الذات الشاعرة في الحديث / تكوين عالمها الحميم الخاص ( الشجرة – الكوب – الناي – النهر – المقص – السرير .. الخ ) وكلها مفردات تعبر عن حِسيَّات قريبة من النفس ومكونة لعالمها ، وكل ذلك مرتبط بالموسيقى ، أي أن كل مفردة مجردة تحاول وتطمح الذات لتعريفها موسيقياً :
الكوب :
تَحُطِّينَ لَيْلَتنَا
وتُقَلِّبينَ الموسيقى ..
النهر:
خَطِيَّةٌ على اليمينِ واليسارِ
تَنْخُسُ
الموسيقى ..
وتموتُ
على رجاءٍ ...
السمـاء :
السحابُ
يدفئ النغماتِ
لمَّا تَعْصِفينَ .. فيكِ
والشمسُ
تَكُبُّ الإيقاعَ ..
كل مقاطع هذا الجزء من الديوان تؤدي هذه الوظيفة بشكل أو آخر ، التعريف الشعري لدورة الموسيقى في الأشياء أو اقتناص الموسيقى من صيرورة الأشياء ، حينها يحين الوقت للاشتباك ، لتداخل الذات مع ذوات أخرى من خلال اقتباس مقاطع شعرية أو مقولات منشورة أو نصوص وأعمال أدبية تتحدث عن الموسيقى ، تساعد الذات بها على تأسيس عالمها التي تطمح لأن يكون غنياً وحتى لا تشعر أنها وحدها التي تشعل عود الثقاب هذا في هذه الظلمة الحالكة بل إنها بقعة ضوء متجاورة مع بقع أشعلتها ذوات أخرى قريبة وحميمة في هذا العالم ، فتقتبس مقطوعات شعرية وأغنيات ومقالات فنية من أشخاص عديدين ( ذكرهم الشاعر في نهاية المقطع / الجزء ، من الممكن أن نشير إلى على منصور – فتحي عبد الله – محمد عبد الوهاب – فيروز – على الحجار ... الخ ) ، كذلك من اللافت استخدام العدودات والأغاني الشعبية كمنجز ثقافي جمعي تنحاز إليه الذات الشاعرة ليكون جزء من هذا العالم القريب الحميم .
في النهاية ، وبعد هذه الدورة من الاشتباك والتشابك ، تعود الذات إلى الغناء منفردة كما بدأت هذا الجزء من الديوان عبر نصوص بعناوين دالة ، تعود لتشير إلى أسلافها :
الهنود الحمر :
لم يُبِدْنَا البرابرةُ أبداً
ويطعنونَ تميمةَ الأسلافِ ..
تلك خدعتنا الكبرى .
ننامُ ونحلمُ
ونَسِنُّ سهامنا
ونُدرِبُّ أساطيرَنَا تعدو تحتَ
التلِّ .....
في جَوْف كل نَغَمةٍ ..
مرة أخرى تحل الإشارة إلى الأسلاف ، إلى التل ، إلى السهام كما في النص التمهيدي في أول الديوان ، ولكن هنا تعدو الأساطير / الحكايات الأولى لتسكن داخل النغمة / الموسيقى / الكون المؤسس من قبل الذات .. هو نص واحد إذن يشير آخر ما فيه إلى أوله ، هي سجادة من اللغة المتداخلة عبر جمالياتها الخاصة بدون تأطير ولا حدود ولا قوانين تحد من محاولة الذات الشاعرة في الانطلاق والخلق عبر الثورة علي المقدس والمزيف والمفروض سلفاً ، أما الذات المنسحقة ، الجبانة ، التي تعيش داخل أطر مرسومة كما رُسمت الغابة من طرف الإقطاعي الأول فالذات الشاعرة ستتعامل معها هكذا وكما ينتهي النص :
" سأخنقُ هذا الولد
بجدائلي الفاحمةِ
التي آخرها موسيقى ..
فتَطْلُعَ روحُهُ
بردانةً ..
تَبْرُقُ
من البهاءِ
الجميلِ ..." ..

* " عالقٌ في الغمر ، كالغابةِ كالأسلاف " ، شعر ، مؤمن سمير، سلسلة " تجليات أدبية " العدد 17 الهيئة العامة لقصور الثقافة . مصر



#مؤمن_سمير (هاشتاغ)       Moemen_Samir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - الأبنودي وتناقضات الشخصية الكبيرة - بقلم / مؤمن سمير
- - بيوت - قصة بقلم / مؤمن سمير
- - غرفةٌ وصحاري وأشباحٌ ومدينة - كتابة بقلم / مؤمن سمير
- - اللعب مع الشيطان -
- مثل غابة وصياد وحيد ( إلي : مؤمن سمير ) شعر / أسامة بدر. مصر
- - الذي اصطادتهُ البساطةُ فأبصر و التحفَ بالأنثى فشاف -
- - ملامحُ مقطوفةٌ - شعر / مؤمن سمير
- - الصيادُ المعتزل - شعر/ مؤمن سمير
- - في فك خيوط اللعبة وفي الخوف كذلك - شهادة بقلم / مؤمن سمير
- تجليات الوحيد في- إضاءة خافتة وموسيقى - لمؤمن سمير بقلم : د ...
- - فأسٌ وحُفراتٍ في اللحم - شهادة
- ياسرالمحمدي يكتب :- عالِقٌ في الغَمْرِكالغابةِ كالأسلاف - لم ...
- - أكتب العالمَ لأكتبني - شهادة بقلم / مؤمن سمير
- - حفرةٌ .. للبكورِ الأخير - شعر/ مؤمن سمير
- - حَفْريَّةُ أسماء - .. كتابة .. بقلم / مؤمن سمير
- - صَباحٌ مُبهَمٌ .. لطائرٍ جَليديٍّ - شعر/ مؤمن سمير
- أحمد الشهاوي يكتب : - مؤمن سمير يدخل ممر عميان الحروب -
- أحمد الشهاوي يكتب : - مؤمن سمير يُطِلُّ على حواسه ببصيرة الم ...
- - يَشُدُّ الحياةَ للداخلِ - شعر / مؤمن سمير - مصر
- - أمسكتُ بي .. أمسكتُ بنا - شعر / مؤمن سمير


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - عجائبية الخلق وموسيقى التكوين . قراءة في ديوان - عالقٌ في الغمر ، كالغابةِ كالأسلاف - للشاعر : مؤمن سمير بقلم : أسامة بدر