أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيف كريبي - رواية -وجع- الجزء السادس















المزيد.....

رواية -وجع- الجزء السادس


سيف كريبي

الحوار المتمدن-العدد: 4787 - 2015 / 4 / 25 - 09:04
المحور: الادب والفن
    


سال الدمع وأنهرت أوجاع القلب فياضة .. الخمر ثانية هو الحارس الذي يؤرق خلوتنا .. هجرتني حبيبتي يا جدران البيت العتيق إهتزي .. هجرتني حبيبتي يا ذئاب الأرض أطلقي تعويلة الوداع .. رحلت قمر ليلتي والحب بين دروب العتمة ضاع .. لن يكون منذ الليلة بيننا وصال .. بلوغ برزخها صار معجزة ولم أكن نبيا والنبوة على بشر وضيع مثلي أمر محال .. البرد قارص الوحدة قاتلة والليل طال .. إعتكفت داخل غرفتي وأعلنت الحداد .. الليلة تأبين ليلي والسهر .. الليلة أتلحف بسواد الكفن لا فرح بعد اليوم ولا سمر .. يا رياح الشمال هبي على صحراء قلبي وإعصفي بما تبقى من الروح .. هبي وإحملي معك سموم الدنيا فلا ترياق يشفيني فل تدمى كل الجروح .. فالقلب على فراش الموت يحتضر والوجدان صار مشلولا مطروح .. اليوم أعلن الحداد قد مات سجاني .. صارت الزنزانة مظلمة مات ولم يعطيني مفاتيح الأقفال .. مات سجاني وترك السوط يجلد ما تبقى من كياني .. فلا إرتماء بين أحضان العاهرات فقبر حبيبتي منذ الليلة هو الملاذ .. ولا أكواب خمر تذهب عقلي فحبيبتي منذ الليلة تشغل البال .. لاتهلعي يا ملكة عريني فهذه المرة لن أختار الخيانة .. فالليلة أعلنت الحداد أعلنت الوحدة والإنطواء داخل زنزانتي حتى تعود يا سجاني ..
أنا حارسك يا غزالي أين أنت لقد ذبلت كل الزهور .. لقد جفت الأرض برحيلك وماتت كل السهول ..
جلست وحيدا بين الجدران علا البيت يهدم وتزهق الروح .. أقفلت كل النوافذ وأوصدت كل الأصفاد وجلست أنتظر ملك الموت لقد وعدني بالمجيء .. جلست منتظرا أخط لك سيدتي رسالة الرحيل بحروف من دم الوريد بعبق دموع لم تنزل لمناسبة .. سيدتي يا من شغلت البال برموشك وبرحيلك حل الظلام .. يا سيدتي عودي أنزلي على عبد محرابك كل العقوبات ولن يشفع لي الإنتقام .. حل بعدك الخراب فصار الواقع مرا وصار المستقبل سراب وإغتراب وعذاب .. على مسمعي نعيق غراب قربت ساعة موتي فكوني أنت من تغسل ذنوبي وكوني أنت مثواي وحددي أنت المصير .. يا سيدتي لست جنين أزقتهم فأنا بين ثنايا حضنك طفل رضيع .. لا لا تقولي ذلك لست مسخا وضيع .. لست ولن أكون ذئبا لا زلت أنا ذاك الحمل الوديع .. عودي وبين قضبان قلبك لن أكون سجينا مشاغبا ستجديني خاضعا مطيع ..
أعلم أن صوتي لن يبلغ برزخك بعد اليوم عبثا كل أحرفي سيدتي فبرحيلك دقت ساعة فتح القبور ولي في المقبرة مكان محجوز ..
ظللت على تلك الحال لأيام تليها أشهر وماعاد يعنيني لا الزمان ولا المكان .. صرت صاحب لحية شعثاء وكانت وجبتي اليومية ساعات طويلة من البكاء .. فكل تلك العزلة لم تمكن قلبي من الإرتواء .. ولازال طيف ملك الموت لم يحل بعد لا زال يتمايل في الأرجاء ..
لم أكن قادر على المغادرة بدأ الوهن يتملكني وأصابني الضر جراء إنقطاعي عن الطعام .. واشك العمر على النهاية فلم أعد قادرا حتي على الذهاب إلي المستشفى ولا حين حلت ساعتي رفضت الرضوخ لن يبعدني عنك الموت سيدتي أريد رؤيتك لآخر مرة قبل الرحيل أريد أن تغازل عيني عيناك قبل الرحيل أريد أن أراك على تلك الأريكة للمرة الأخيرة ..
صرت أحبي نحو النافذة وكانت مسيرتي تقدر بسنين من الترحال .. بلغت النافذة وكنت أصارع الوهن كي أفتح النافذة لأراها.. حاولت جاهدا منكوبا عاجزا فخر العظم مني فسقطت أرضا .. لا يا ملكة عريني ليس الآن أستسلم .. أعدت الكرة حتى سال الدم من ركبي من أثر السقوط حتى فتحت النافذة .. فاجأني نورها .. وجدتها يا ملك الموت خذ ما شئت مني فقد رأيتها .. لا العمر يعنيني ولا الصحة تعنيني فقد رأيتها .. إلتفتت لوهلة تلاقت فيها العينان لم أستطع المقاومة فسقطت على الأرض عاجزا عن الحراك .. أصبحت عاجزا عن فهم ما يدور من حولي .. وأخذ نبض القلب ينخفض وصرت ألتقط أنفاسي بصعوبة كانت قد رأتني حين كنت على النافذة .. كانت قد رأتني جيدا حين فقدت الوعي .. زعزع المشهد كيانها سارعت في الخروج من بيتها وقلبها يتلهف لعل مكروها أصابني فلم ترني منذ مدة طويلة .. كنت حينها ألتفض أنفاسي الأخيرة .. سمعت وقع أقدام مسرعة يصعد درج العمارة المتهاوية .. كنت حينها أحتضر .. صراخ يعم أرجاء العمارة وباب بيتي يكاد يكسر .. كنت حينها أحتضر .. كان صوتها يناديني .. كنت حينها أحتضر كم تمنيت لو أن بي صحة تجعلني قادرا على رد النداء .. كنت حينها أحتضر.. بدأ صوت صوتها يتضائل وصار الجو من حولي باردا جدا وصرت عاجزا عن رؤية ما يدور بي .. كنت حينها قد فقدت الوعي وأنا مرمي على السجاد بجانب النافذة وملكة عريني على الباب تنحب ما حل بي عاجزة عن إقتحام الغرفة .. كانت تتخبط كحمامة مكسورة الجناح تنزف من جراح كسر قيود قفصها .. لم تجد حلا فضربت بيدها زجاج الباب الخشبي محاولة كسره مرة تلو الأخرى .. كسر الزجاج وجرحت غزالي جرحا بليغا صار ينزف دون توقف .. لم تعر إهتمام لجرح بليغ في معصمها فتحت القفل ودخلت الشقة مسرعة نحو النافذة وجدتني مرميا بالكاد أتنفس .. كان دمها لا زال ينزف .. حملت رأسي وضعته على ركبتيها حاولة جاهدة إيقاضي .. كان دمها لا زال ينزف .. أخذت تصرخ باكية .. إستيقظ يا حارس الغزال لن أقدر على فراقك .. كيف تترك قلبا خلق لأجلك تربى بين دفئ أناملك ترعرع ليزهر في حدائق قلبك يا حارس الغزال .. تركتني مرميا وركضت لتجلب بعض الماء لمحاولة إيقاضي وعادت مسرعة .. كان دمها لا يزال ينزف .. رشتني بقليل من الماء وكانت تصرخ وتضربني على وجهي قصد إيقاضي .. لا تترك نبع إنهمر من أجل شفتيك ليروي وحدتك ووحدته .. لاتتركني في عهر أزقتهم أليست هذه كلمتك يا حارسي .. لا تتركني لمن نهشوا لحمي ومزقوا وجداني .. عدت لأتحسس لمساتها المتلهفة وعاد صوتها ليعزف عذب ألحانه في أذني المتعطشة لسماعه .. كان دمها لا زال ينزف .. حركت أناملي لألامس خدها كنت حينها في حضنها بين دفئ يديها .. نزلت دموعها على خدي فبعثت فيا الروح لوهلة علي أبلغ برزخ شفتيها قبل رحيلي .. أرجوك يا ملك الموت إنتظر .. بكت وقالت لما تركتني يا حارسي فأجبت بصوت بالكاد يسمع وكيف لي ترك الغزال .. كيف لي وقد تيم القلب بريحه وصار الفراق من المحال .. دعيني أقولها وأنا أجث على محرابك عشقت أحببتك ولازلت سيدتي يا ملكة عريني وعرشي .. فأجابت بصوت غازل الملاك رقة وأنا أحبك يا حارس وحدتي وسط قطيع الذئاب .. أعشقك يا ينبوع حنان إجتث وحدتي من برك العذاب .. كان دمها لا زال ينزف .. وكنت حينها أحتضر .. لاحضت الدم فصرخت ما حل بك حبيبتي من جرح الغزال في غيابي؟ كانت قد نزفت كثيرا وصار وجهها شاحبا .. قالت لا تهلع يا حارسي دم كسر قيود بابك يا من عشقت أناملي ملامسته .. حاولت جاهدا القيام لإسعافها دون جدوى .. فقالت لا تتعب نفسك يا حارسي وما يطلب الغزال غير الموت بين يدي حارسه واشك حلمي على التحقق .. سال دمعي مخضبا بدمائها فطلبت منها الإقتراب .. تقاربت أنفاسنا حل ريحها ضيفا خالدا عليا أغمضت عيني .. كنت حينها أحتضر .. أغمض غزالي عينه في غياهيب أنفاسي .. كان دمها لا زال ينزف .. إحساس ينتشر في عروقي شفتي ملكة عريني وعرشي يقتربان وتسارع خفقان القلب .. بضع أجزاء من الثانية تفصلني على عريني وعرشي ومملكة خلدي ..لامست شفتي شفتاها رحيق جميل يعانقني وإنهمرنا في لحظات وصالنا منذ أول لقاء وشفتانا تتراقص على ألحان أنفاسنا الملتهبة .. كان شعرها مزدلا على وجنتي وأناملي تلامس رقبة الغزال ترسم حروف عشقنا واناملها تغازل شعري .. كان دمها لا زال ينزف .. كنت حينها أحتضر .. أحتضر على عرش ملكتي .. كان رحيق شفتيها ترياق يحملني إلى جنان خلدها .. كانت تنطق بحروف العاشقين على شفتي مطلقة ترنيمة الخلود .. راح الألم وجلس ملك الموت على مقربة منا خاشعا لعاشقين فرقتهم الأيام وجمعهم الهوى .. كانت شفتاها تلهبان برود أناملي ..
أخذت حبيبتي في الذبول وأرتعشت أناملي صرت عاجزا عن معانقتها .. كف دم حبيبتي .. وكنت حينها أحتضر همدت حبيبتي وسقط كفها على صدري .. وشفتاها لازالتا تعانقان تاج مملكتي ولكن دون حراك .. حاولت تحريكها فسقطت بين أحضاني .. غزالي رحل يا رياح الشمال .. كانت قد نزفت كثيرا .. مات الغزال .. لماذا يا ملك الموت تقطع وصالنا لطالما إنتظرت هذا اللقاء .. يا ملك الموت أعد روحها دعنا نكمل المسير .. جفت دموعي وبدأت اناملي تفقد القدرة على الحراك .. كنت حينها أحتضر .. عانقتها عناق الوصال إلى جنان حلدنا صرت عاجزا عن الإحساس بما يدور حولي إشتممت ريحها العطرة لآخر مرة وكانت بين أحضانها ترنيمة النهاية ..
يا ملك الموت خذ ما شأت مني فالوصال باقي وشرعي في الهوى باقي .. خذ ما شأت فمن ملكة الروح رحلت بين أناملي .. خذ ما شأت فهو وصال حتى الخلود .. أنتفض ملك الموت مقتربا وأنا متعطش للقاء حبيبتي أشحذ منه الإقتراب .. سال دمع ملك الموت خشوعا .. وحل علي ظلام رهيب .. أنا بين أحضان حبيبتي ما عدت اليوم غريب



#سيف_كريبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية -وجع- الجزء الخامس
- رواية -وجع- الجزء الرابع
- رواية -وجع- الجزء الثالث
- رواية -وجع- الجزء الثاني
- رواية -وجع- الجزء الأول
- القطر التونسي وتداعيات المسألة الوطنية
- لن تسكت شهرزاد
- الجهل الجنسي المقدس
- الماركسية اللينينية .. والمناضلين -الجدد-
- -أبناء الفعلة-
- كهنة القرون الوسطى
- -الإرهاب لا دين له-؟؟
- -النهقة ونداء الخراب .. ضد الإرهاب-


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيف كريبي - رواية -وجع- الجزء السادس