أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم فرات - ديوان إلى لغة الضوء















المزيد.....



ديوان إلى لغة الضوء


باسم فرات

الحوار المتمدن-العدد: 4787 - 2015 / 4 / 25 - 09:04
المحور: الادب والفن
    


ســليل

عندما رأيتُ رأسي
بلحيةٍ وشَعرٍ مُنسَدلٍ
مرفوعًا على رُمحٍ
حَلقتُ لِحيتي
وَقَصَصْتُ شَعري
تَعَطّرتُ
وَرحتُ أُغازلُ نِسْوةَ المدينةِ
هل أوهِمُ نفسي
أنني لستُ الذي في الصورةِ :
محمـولاً رأسُـهُ
على رُمْـح؟!



جَنـوبٌ مُطـلَق

... وَأَقولُ : في الأقاصي البَعيدَةِ
ثَمّةَ ما يَدعو لِلتَّذَكُّرِ
في الْمُدُنِ التي أَنْهَكَها البَحْرُ
أَردِمُ أَحْلامي
لِي مِنَ الْحُروبِ تذْكارٌ
وَمِنَ البلادِ أقصى الجِراحِ
لي مِن الأسى دُموعُ المَشاحيفِ وَارْتِباكُ القَصَبِ
تَأَوّهاتُ النخْلِ
بَوْحُ البُرْتُقالِ
دَمُ الآسِ
هَناكَ ...
تَرَكْتُ عَلى خارِطَةِ الطفولَةِ
بَراءَةً ثَقّبَتْها عُفونُة ُالعَسْكَرِ
وَمِنَ البَيْتِ سَرَقَتْني الثكناتُ
وَرَمَتْني إلى الْمَنفَى
أنا والله ُوَحيدانِ
ثَمّةَ أَبَدِيّةٌ تَسْتَظِلّ بي
ثَمّةَ نِسْيانٌ يُغادِرُني
تارِكاً رائِحَةَ القَصْفِ في مَمَرّاتِ عُمْري
وَأقولُ: في الأقاصي البعيدةِ
تَسْتَغْفِلُني الحَرْبُ ، فَتَكْنسُ أفراحي
أَمْسِكُ بالسرابِ..
بلا جَوازِ سَفَرٍ يُشْعِلُ الفراتُ أَمْواجَهُ لي
بينما جَميعُ الأشياءِ تُشيرُ إليكِ
لا شَيءَ يُذكّرُني بكِ
تَنحَني السماءُ لِتَعْبُري
خَيْطٌ مِن الفَراشاتِ يَنْتَظِرُ عندَ بابِكِ
كذلك زقزقةٌ شاسِعَة ٌ
وَهَديلٌ شَفيفٌ يُلامِسُ الوَرَقَة َ
وفي البياضِ بَوْحٌ طويلٌ

وأقولُ : في أقصى الجنوبِ جَنوب .

المرأةُ بِأَعوامِها الأربعينَ تَجْهَلُ تَمامًا
أن أبي أكثرُ القتلى بَشاشَةً
بُطولاتُهُ أوْرَثَتْنا الجوعَ واحتِفاءَ الآخرينَ
ومنذُ ثلاثينَ سَنَةً قَمَريةً تَحْتَطِبُ أمي انتظارَها
حتى غَدَتْ انتظارًا

طفولتي التي سَخّمَها الفقرُ واليُتمُ
ها هيَ تَمُدُّ لِسانَها ساخرةً مني
بعدما سَخّمَتْ حياتي الْحُروبُ والمنافي
كلَّما استلقَيْتُ حَاذَاني الفُرات ُ
مادًّا لي أحلامَهُ
فتزاحِمُها القذائفُ وصَفاراتُ الحصارِ
أخرجُ من نومي إلى الطرقاتِ
مُثخَنـًا بالذكرياتِ
أُبادلُ الشظايا بالورودِ والقصائدِ
ورُعونَةَ القصفِ بعودِ مُلاّ عثمان الموصليِّ
ومقاماتِ القبانجي

للبحرِ الذي بَلّلَتْه أناشيدُ البحّارةِ
دُموعٌ تَستَرخي على الشواطئِ
فيلهو بها العُشاقُ والأطفالُ
مَحارٌ يغفو على جَفنِِِ المَوجِ
صُخورٌ تَتّكِئُ على خاصِرتِهِ
تَعُدُّ تَساقُط َالأمنِياتِ
من المارّة

وَللحَربِ أيضًا أناشيدُها
تلكَ التي بَلّلَتْ أحضانَ الأمّهاتِ
بالعَويلِ والتَّرَقُّبِ
نَوافذُ أُشْرِعَتْ للانتظارِ
ولا تُشيرُ الى أَحَدٍ
أَبوابٌ أَكَلَتْها الْحَسْرَةُ
فَتَهَشَّمَتْ عَتَباتُها
أَحلامٌ تُسحَلُ في الشَوارِعِ
( أيّتُها الشوارِعُ مَتى أُشيّعُ حُزني على أَرْصِفَتِك )
مَصابيحُ شاحِبَةٌ أنْهَكَها البَرْدُ
وَلِلحَربِ . . .
قَذائِفُ تَتَوَسَّدُنا ، وَتَستَريحُ بأجسادِنا
قَتلى في جِيوبِهم
عَصافيرُ تُشاكِسُ الصباحَ
وَتَلهو بِنَجمَةٍ يَتيمَةٍ نَسِـيَها الليلُ
رَسائلُ دافِقَةٌ بالفَجْرِ
. . . وأقولُ :
يا لُهاثَ الْجَنوبِ
يا ابنَ الشمسِ
والأنهارِ التي تطْلقُ الكَوارِثَ من شَدَقاتِها
مَثلَما تطلقُ الكُتُبَ المُقَدَّسَةَ والأنبياءَ
ها أنتَ أخطَأتْكَ الْمَعَارِكُ غَيرَ مَرّةٍ
فَوَجَدْتَ نَفْسَكَ خارِجَ الْحُدودِ
وَحينَ تَطَلّعْتَ إلى الوَطَنِ
ابتَلَعَكَ الْمَنفَى
تَنْفُخُ سَنَواتِكَ فلا تَرى سِوى الرمادِ
وَتَخْشى على بَهائِكَ من الاندِثار
كلَّ لَيلَةٍ تُقيمُ حَفْلاً لِدِجْلَةَ في أقصى جَنوبِ الْجَنوبِ
لا جَنوبَ وَرائي لأَصيحَ : هُنا بِلادي
ولا جَنوبَ أمامي لأتَلَمّسَ لي مَنفذًا إليهِ
أنا الجَنوبُ الْمُطلقُ
عُدّتي تاريخٌ طَويلٌ من الحُروبِ والانكِساراتِ
الأمجادُ المُلَوّثَةُ بِسِياطِ الوالي
وَأوسِمَةِ الجنِرالِ
عَرّتني وَحيدًا في الأرضِ الْحَرامِ
ليلي مُشَبَّعٌ بِتَفاصيلِ الثكناتِ
سِرِّ اللّيلِ
ضابطِ الْخَفَرِ
وَفِرَقِ الإعْدامِ
كلّ النِّساءِ اللَّواتي عَرَفتُ
واللَّواتي سَوفَ أسِم شَهَواتِهنَّ بحَماقاتي
شَممْنَ صَهيلَ السَّواتِرِ في زَفيري
وَاسْتَفَزَّ أُنوثَتَهُنَّ هَذَياني في ثاكِلَةِ الليلِ
وأقولُ :
يا لُهاثَ الفُراتَيْن
كي أستطيعَ مُصافَحَةَ غُرْبَتي
هَل عَليَّ أَنْ أَحْرِقَ جُذوري ؟
وأرمي ثَلاثينَ عامًا إلى البَحْرِ
لِتَكونَ وَليمَةً شَهِيَّةً لِلأَسْماك
هَلْ عَلَيَّ أنْ أَخْلَعَ قَميصِيَ المَلِيءَ قسْرًا
بالقَذائفِ والوِشاياتِ والحِصارِ
لِتُعانِقَني سَماءٌ لَيْسَتْ لي
وأقولُ :
يا لُهاثَ الفُراتَيْنِ
في الْمُدُنِ القَصيّةِ
ثَمَّةَ ما يَدعو لِلتذَكُّرِ
في الأقاصي التي أنْهَكَها البَحْرُ
أَرْدِمُ أَحلامي
لي مِنَ الْحُروبِ تذْكارٌ
وَمِنَ البِلادِ أَقصى الجِراحْ .











عناقٌ لا يقطعهُ سوى القصف

مأخوذًا بما ستطلقُه يدايَ
من محبةٍ وذكرياتٍ، جَفَّفَها الحصارُ
أيامي تتناسلُ سوادًا
هَـأنَـذَا
أطلقُ المطرَ والخضرةَ من خريفي
بينما الحروبُ تتَفاقمُ فيَّ
تبتلُّ ذاكرتي بالمنافي
بين الرصيفِ وقلبي
عناقٌ طويلٌ
لا يقطعَهُ سوى القصفِ
الأزقةُ والجوعُ، والنظراتُ المتخمةُ بالحسراتِ
إلى النسوةِ اللائي حَمَلنَ ثمارَ الغوايةِ في سراويلِهِنَّ
فضاقتْ مثلَ بلادي
حَـمَاقاتي المتكرّرة

ينـزلقُ الانتظارُ من عُيونِنـا
يمضغُ الشوارعَ
تَتَساقطُ أوراقُ الأرصفةِ
وهي تفتحُ أزْرَارَها
تتَجمَّعُ الفصولُ في راحتيَّ
كلّ طريقٍ إليكِ يصيرُ شرارة

رمادُ أيامي
نوافذُ مشرعةُ الأمد
كسرتْ صمتَها لتطلَّ ملائكةٌ تغسلُ الهواءَ من صخبِ المدَى
بيدين منقوعتينِ بالنعناع
تُلَوّحُ لضِيائي أن يُقَشّرَ بحارَهُ من الزَّبدِ
وربما من السواحلِ أيضًا.

أيها الموجُ يا رفيقي الجميلَ
اضْرِبْ بعصاكَ السماءَ
ليتهاوَى أسلافي بأبراجِهِم ينخرونَ جبينَ النجومِ
بصحبتي تخرجُ أنتَ
لإيواءِ المتاهةِ من سُباتِها
لإيواءِ النورِ الذي ضلّ طريقَهُ لسوى غاباتي
تعالَ
نُبللُ الظلمةَ، ودَعِ الظِّلالَ تستحمُّ بنداكَ
قُلْ لي
هل من سَلْسَبيلِكَ هذهِ الحقولُ
الْجَمرةُ التي مَنْبعُها قلبي
تبحثُ عن موقدِكَ لتصُبَّ فيهِ
بينما أصابعي تجرحُها سماءٌ ليست لي
في جيوبي تستريحُ كواكبُ
خبـَّـأتـُها مع الياسمين
خشيةَ أن تأكلَهُا الحروبُ
الحروبُ التي تشتهيني دائمًا
تُعلّقُ قميصي مجدًا لغيري
ثم تنسلُّ هاربةً لطلاءِ طفولتي بالفحمِ
أمامَ اللهِ، أظلُّ وحيدًا
أُحصي أخطائي
الذي في يميني أكلتْهُ الطائراتُ
والذي في شِمالي ابتلعتْهُ السواترُ
كيف سأعانقُ الضوءَ
ظِلِّي يُرَاودُني على نفسي
فأختزلُ الجنونَ
أرمي لسنارتي الحماقاتِ، فتنهشُ الأسماكُ كلماتي
تغادرُني الحروفُ إلى الورقةِ
تقترحُ عليَّ بيتًا وامرأةً وطفلينِ
آهِ
أتذكرُ أنني بلا وطنٍ
وأنَّ الحروبَ مازالت تُلاحقُني وتُغيّرُ أشكالَها
الشظايا سُعالِيَ الْمُزمِنُ
بساطيلُ الحرسِ مَسَختْ ذكرياتي
كلُّ ما في راحتيَّ رمادٌ
أينَ سأحفظُ قُبُلاتِ النهرِ
- الذي دَخلَ المدينةَ ذاتَ يومٍ مُتَنَكِّراً بهيئةِ صَبيٍِّ
فاغتصبَه الجنودْ -.





رَجُـلُ الـدَّم

بِسَلاسلِ ذُلٍّ
وَخُطى مَهانةٍ
يَمشي إلى مَجدِهِ
الذي بَناهُ من نَشيجِِ الأمّهاتِ
وَدموعِ اليَتامى
فُطورُه دمٌ
غَدَاؤه دم
عَشَاؤه دم
شَرابُهُ نُواحُ أرملةٍ
أفراحُه حروبٌ
هواياتُه قُصورٌ
ومقابرُ جماعيّة

رجلُ الدمِ هذا
بسلاسلِهِ
لم يعد بحاجةٍ
إلاّ لحاوٍ يعزفُ مزمارَه.
يندلق الخرابُ... فأتكئ عليه

قلْ ما بَدا لكَ
وَدَعني أقلْ ما بَدا لي
الجهاتُ تتوارَى خلفَ هَذَياناتِها
والمنافي تُغْلِقُ أبوابَها بوجهِ الفراتِ

قلْ ما بَدا لكَ
وَدَعْني أقلْ ما بَدا لي
أيامي تلعَقُ أيّامي
والذي يَمْضي بَعيدا
دونَ خُضْرَتِهِ
هو الآسُ
أنتَ تُوقِدُ أوهامَكَ
بالجنونِ
تسْعَلُ
أخطاءً
وَمَحَبّة
فيَطرُقُ الندَمُ بابَكَ
لماذا تفتحهُ إذنْ؟
ألِكَيْ يُبارِكَكَ اليقينُ
أوَ ما عَلِمْتَ أنّ الشكَّ
حبرٌ اندَلَقَ عَلى عُمرِكَ
عَبَثًا صُراخُكَ
في فجرٍ شائخَةٍ مَصابيحُهُ
والذي في يَمينِكَ
في يَمينِكَ فقط
قلْ ما بَدا لكَ
وَدَعني أقلْ ما بَدا لي
أنا قلقٌ ظامئٌ
توَسّدَهُ الحنينُ
تلوذُ بي الكوابيسُ
يلوذُ الخرابُ
تَبْهَتُ طُرُقي
وصباحي مُهدَّدٌ بالزوال
تنمو الطحالبُ على ضِفتَيه
والغربة ُ تنمو أيضًا.

أُقايضُ الحربَ بالمنفى
وبابلُ لا تواسيني
تحاصِرُني البحارُ
ودجلةُ غارقٌ في العَطشِ
أغمسُ الفوانيسَ في راحتيَّ
لأمنحَ النجومَ هذا الألَق
أشيرُ للرياحِ
أن تطوفَ ببابي
وَجَعي بالهمهَماتِ أطرِّزُهُ
أرَتّقُ هَزائمي بالمَسَرّاتِ
فتَشمَئزّ المسراتُ هاربةً
عَويلُها يُلطّخُ الجدرانَ والأسِرَّةَ
أحيي مَواسِمَ آلامي
وآذنُ لحَماقاتي
أنْ تشعلَ أسرجةَ التيهِ
تدخلُ البحارُ صومَعَتي
أشيّعُها معَ نوافذي
أقودُ هياكلَ وحشةٍ أدمَنَتني
وأسئلةً ترَمّلتْ
الخريفُ يَتوَسّدُ ذاكرتي
النواقيسُ تغدِقُ المراثي علينا
أندبُكِ يا أيامي
وأزَخرفُ شاهدتَكِ بالعويلِ
أبلّ رنينَ التوهّج ِ في الذهبِ
أفركُ الحنينَ
عن فضّةِ الأنتظارِ
ليسَ على النافذةِ من أحدٍ
فسبّحْ بحمدِ منفاكَ
وقل: أفي الزبَرجَدِ كلُّ هذا الخجلِ
أندبُكِ يا أيامي
وأضِيءُ شاهدتَكِ
بالبَخورِ والآسِ
أرتّلُ في جوقةِ المنسيينَ
ذكراكِ الى الأبد
أقرأ تنهداتِ العقيقِ
في رنينِهِ
والفيروزُ
على مشارفِ الخساراتِ
يُشعلُ بالسؤالِ وحدتَهُ
تندلقُ الحسراتُ
من أصابعي
يندلقُ الخرابُ
فأتكئُ عليه.












خَريفُ المآذنِ..
ربيعُ السـوادِ.. دَمُنا...!!

تَراتيلُ كَهَنَةٍ وقدّيسين
صَلَواتُ شُهَداءَ
وتَسابيحُ عشاقِ الرَّبِّ
ما زالت الملائكةُ تطوفُ بأزقتكِ
يُشعلونَ البخورَ
ولدرءِ براءتِكِ من هَشيم ِصَرَخاتِ خمبابا
يُخضّبونَ غُبارَكِ بالحناءِ
ويُنشدون :
كربائيلو .. سيدة ٌلا تَشيخُ أبدًا
واختلاطُ حيرةِ الماءِ والأعداءِ معًا
اسْمٌ عتيدٌ يَتَوَضَّأُ تاريخًا وبطولاتٍ
حزنٌ خالٍ من الضَغائنِ
راياتُ بكاءٍ يَضيقُ بها الأفقُ
يا أعتقَ الْمُدنِ المقدسةِ
جئناكِ بالدرّ والحنينِ
لنرتشفَ من مائِكِ الطَّهورِ
سلسبيلَ أغاني الذين لاذُوا
بعفتكِ من نجاسَةِ الحروبِ
المتكئينَ على أرَائِكِ المجدِ
وشهوةِ الخلودِ
أبناءُ سبيلِكِ
لهمُ العِزةُ كلّما توَغلوا في الرفضِِ
أطعَموا الحلاجَ صَبرهمو
وأفاضوا على الْمَلأِ حِلْمًا
قايضوا بالسخاءِ العزيمة
شدّوا القلوبَ على الدروعِ
ورقصوا للموتِ جَذْلانِينَ
فتناهتْ إليهم الرؤيا
أكَلوا جُوعَهم وسَمَّنـُوا كَتِفَ الموتِ
بِطراوَتِهِم بلّلوا الندى
وَفَلَقوا الصخرَ بالرقّةِ
أكرموا الجودَ
أبوابُهُم مُشرَعَةٌ
ونوافذُهم أشاخَها الانتظار
قَسَتْ عليها رياحُ الشمالِ
أيْ سَلسَبيلَ قِبابِ اللهِ ومآذِنِهِ
أَوَ كُلّما ابْتَعَدتُ عنكِ ازددتُ قُربا
أحملُ بَوْصَلَتي
فلا تَشتَهي سِوى أنْ تُرتّلَ اسمَكِ
أفتحُ كتابي فتشيرُ كلماتُهُ إلى زخرفِكِ السماويِّ
قناديلي تغمسُ ضياءَها في قبابِكِ المُذهّبةِ
أنتِ فردوسُ الدموعِ
وبهجةُ النشيجِ
أحلامي تستوحي هديلَكِ
فتفرُكُ عن سريري النعاسَ
النعاسَ ذاتِهِ غادرني الى أنهارِكِ العبقةِ
أبلّ صمتي بخريفِ المآذنِ
فينهمِرُ الكلامُ
طفولتي أدوّنُها في ساحةِ الحرمينِ
لكنني أنسى صِبايَ
يترَعُ العباءاتِ في بابِ القبلةِ
وسنواتي في تلِّ الزينبيةِ
تلهو بالمسابحِ والعقيقِ
في شارعِ العباسِ يتَزاحمُ الجمالُ مع الأسئلةِ
أيْ حاضنةَ الرياحينِ
أنا سادنُ عشقِكِ العطشَ
صهوتي ذهبٌ مُوَشًّى بالصباحاتِ
ترانيمي بللَّها الأذَانُ
فاستحمتْ بجداولِكِ وسواقيكِ
وبهوائِكِ تعطَّرَتْ
من مشاعلِكِ أوقدتُ لغتي
بينما السودُ راياتُكِ
تُحلّقُ حولَ العرشِ
شهداؤكِ أيضًا
أخرجُ من بابِ السلالمةِ
أُلقي السلامَ كابْنٍ بارٍّ
أتوغّلُ في المطلقِ
عن يميني سدرةُ المنتهى
عن شِمالي كفّا العباسِ تُلَوِّحانِ لي
بعد أن اسْمَرَّتا من الوَجْدِ والعطشِِ
أمامي
قبابٌ تَوسّدَها التبرُ
منائرُ تغفو على راحةِ السماءِ
تداعبُ أجفانَها النجومُ والأيامُ
أبوابٌ مُعشَّقةٌ بالإبريزِ والفضَّةِ
وأكُفِّ الحناءِ المدماةِ بنشيجِ الأمهاتِ
أبوابٌ تقودُني إلى البهاءِ
أخلعُ جَسَدي قبلَ انْ أصلَ
أسوارٌ افترشتِ الحجرَ الكربلائيَّ
وتاريخٌ يَنـزُّ أسىً ودمًا
عمائمُ كستِ السهولَ
حِدادُها أشدُّ حُلْكةً
من شيخوخةِ الدهرِ
وأخرى تصفو مع الحزنِ والبَرَدِ
عباءاتٌ تكنسُ الغزاةَ
فيطعنُها ضابطُ الأمنِ
شوارعُ تَتَوالدُ في الأزقةِ
فتنمو التكايا
بساتينُ اتكأتْ على خاصرةِ المدينةِ
وحقولٌ راحتْ تحلمُ مُدَاعِبةً أصابعَها
لحىً خذلتْها طيبتُها
أسواقٌ تتناسلُ ...


.......................
.......................
.......................
وتنتبهُ في آخرةِ الراياتِ السُّودِ..
ثَمّةَ مفرزةُ تفتيش.








تـاريخُنـا
اللافتاتُ السودُ
تاريخُنا
نُدوّنُ صَمتَها من شفيفِ الهديلِ
الأمهاتُ الثكالى
تَلَفَّعْنَ بتراتيلِ النواحِ السومريِّ
بينما الطائراتُ
تَتَرصَّدُ معابدَ أورَ
لأسرِ الآلِهَةِ
أُخبيءُ تباشيرَ الصباحِ
في جيبي
وأهرولُ بعيدًا عن ساحةِ المعركةِ
الطرقاتُ بنباحِها المرِّ
تلفُّ أقدامي
أبعثُ رسائلَ شرسةً إلى دانتي
بعويلِ سنواتي اليابسةِ أحشوها
] كل سنواتي يابسةٌ [
أطلق براءتي باتجاهِ الحروبِ
كي لا يطويني علمٌ
سقطَ هو الآخرُ صريعًا قبلي
أتساءلُ :
الخارطةُ التي لها رائحةُ الصليبِ..
وَطَني
نهرانِ من الدموعِ يتوسَّدانِهِ
النخلةُ هي الأخرى
تهدرُ بالنبوءاتِ
يَهزُّها طفلُ أوروكَ
وهو يعضُّ دشداشتَهُ
أيها الْمُبجّلُ يا أبي :
الرصاصاتُ التي اخترقتْ
عُمرَكَ... اخترقتْ حياتي أيضًا.




طـينُ المحبـة
المساءاتُ المليئةُ
بنفاياتِ الحروبِ
تَطرقُ بابي عمدًا

أستلُّ من أُفقي
أُفُقًا آخرَ
وأرسمُ بالْحَسَراتِ
ما يشتَهي الطيرُ من السماءِ

أُدوّنُ طينَ المحبةِ
حذرًا
أن ترصُدَني طَعناتُ
من مسحتُ
عن إزارِهِمُ الخوفَ
وآويتُ أحزانَهم
فرمَوْني بوشاياتِهم
ولَطَّخوا حياتي بالْخِذْلان .
ولنغـتن 2004-5-6
آهـلون بالـنزيف
الذينَ أوقَدوا شَمعتكَ ناحلٌ رحيلُهم
وخرابُهم معلّقٌ في أقاصي العمر
من لي بأتونِكَ أتونٌ
شَجَرٌ يَحمرُّ لأشراقتِكَ
يُخضّبُ سَنَواتي بذبولٍ مُسِنٍّ
يُطرّزُ جداولي بنجومٍ ما لهنّ ظلال
الذين أشعلوا أحلامَهم بالمنافي
ليتهم تناسَلوا في راحتيكَ سهوًا
وما أَذِنوا للمرايا أن تَتَناسخَ فيكَ
أبوابُكَ صَدِئَتْ أكُفُّها
وما زالت على العَتَبـةِ
مستيقظةً تلويحتُها الباهتةُ
ثقّبوا قميصَكَ بالآسِ
ونسوا على الطاولةِ جُرحَكَ
مثلما نسيتَ أيامَكَ تَحرسُ خطواتِهم
علّمتَ الحناءَ الرقصَ في أصابعِهم
والقرنفلُ آيتُهُ الحنينُ
لا تَبْتَعْ لغيرِ طينِكَ الرازقيَّ
حتى لو كان الهديلُ... ذاكرةً مستفزةً
الذين أوقدوا شمعتَكَ
آهلونَ بالنَّـزيف .














1/3/1967
يا لَهُ من جنونٍ يختزلُ القصيدةَ
أعني أنتِ
يدايَ تفعلانِ كلَّ شيءٍ بِحُريةٍ مُطلقةٍ
عينايَ تُسهبانِ
وعلى شَفتيَّ انكساراتٌ
أمجادُ حروبٍ لغيري
لا أدنو، لكن قلبي يجفُّ
السرفاتُ سَحقتْ ذاكرتي
والزنازينُ جَعلتني قميصاً مُتهرئًا
على كتفيَّ تسيلُ المنافي
وفي الشبابيكِ أسئلةُ الغائبِ
في سَلةِ الألمِ تنكسرُ شموسي
وصهيلي يسيلُ هو الآخرُ قبلَ أن يصلَ
أنا باسم فرات ... يا اللهُ ...أتعرفُني ؟‍‍!
المخافرُ موشومةٌ على جلدي
وأمي لم تلتفتْ للشظايا
حين مشطتْ صِباي
فأهالت الشمعَ والآسَ فوقَ صباحي
( يا أمي اذكريني
من تمر زفة شباب
من العُرس محروم
حنتي دمي الخضاب
شمعة شبابي من يطفيها
حنتي دمي والكفن ذرات التراب )
بعباءتِها التي تشبهُ أيامي تمامًا
كانت تكنسُ الطائراتِ
لترسُمَني كما تشتهي
أَلأنِّي كنتُ أحملُ الوطنَ في جيبِ قميصي
وتحت لساني نهرانِ يهدران
أركضُ خلفَ موتي وجُثتي تتبعُني
البلادُ خريفٌ طويلٌ
سيلٌ من الغثيانِ
نهارٌ يختبئُ تحتَ القبعةِ
وعلى صدرِكِ تَتَفتحُ الأسئلةُ

أُغني للوردةِ
بينما يحاصِرُني الحزنُ

أنتِ لا تدركينَ
ماذا يعني أن نتركَ قُبلاتِنا
فوق الرُّخامِ
وينْـزلقُ الهواءُ بين ركبتَينا
من يمسِكْ بالصدفةِ يمسِكْ بكلِّ شيء

كان الأفقُ يرتدُّ
ويدِي تمرُّ فوقَهُ باردةً
أضيقُ بالبحرِ
فتسقطُ نجمةٌ أخرى أسفلَ الحلمِ

1/3/1967 سرقتُ من أبي الخلافةَ
وضربتُ فحُولتَهُ فَتَدَلّى الخرابُ من فَمِهِ

1980 مشيتُ خلفُ جُثتي
كنتُ هرمًا وطُرقاتي يثقبُها الحنينُ
بين جبلين يتيمين تركوني ومضوا
لمحتُ خطاهمُ تتثاءبُ، لم يلتفتوا إلى ندى قميصي
وهو يفركُ عن عينِهِ النعاسَ
كانت صرخاتُهُم تسبِقُهم

لماذا قلبي معطفٌ
وبين شفتيكِ تستيقظُ الحكمةُ
ويبتهجُ القمرُ
لماذا لم تدرك القبّراتُ سِرَّ رحيلِنا
ولماذا ضاقتِ الحقولُ
وبدأت أعمارُنا تسعَلُ
ومرايانا تبصقُ مراياها
لا تنحَني
هذياني
نوافذُ أوسعُ من أُفُقٍ
وأعلى من غيمِ مَسرّاتِنا
راياتُ مخذولين
العبقُ المنتشرُ كدبيبٍ فوق ساقيك
الحروف في بيتي
لكن القصيدةَ تَتهيكلُ
من أعطى المدينةَ هذا الفمَ
لتبتلعَ القصائدَ والحقولَ
فلا أجِدَ مَسربًا للحرية.















أنـا .. أبـي .. أنـا
أبي حزنٌ عتيقٌ
أُمي كتابُ الحزنِ
حينَ فَتَحَهُ أبي
خَرجتُ أنا

أبـي

كانت أحلامُكَ تصرخُ
ونحنُ نُهيلُ الترابَ عليكَ
لَمَسنا الهزيمةَ فيها

هل ستُعلَّقُ بطولاتِكَ
نياشينَ لإغْرَاءِ النساءِ
في عالَمِكَ الجديدِ ؟

هل ستُخْبِرُهُنّ عن انكسارِ
الربيعِ في حيواتِنا ؟
عن نجمةٍ
لا تُغادرُ سطحَ دارِنا
عن سيدةٍ
آوتِ الحزنَ الى صدرِها
منذُ العاشرِ من تموزَ 1969
سيدةٍ
أشعلتْ مصابيحَ صِباها
على قبرِكَ
وكلُّ خَميسٍ
تجلبُ الفراتَ
إلى مثواكَ .

أنا
أبي
دماؤكَ
التي سالتْ على الجدرانِ
على السطوحِ
المنائرِ
النواقيسِ
في الغاباتِ
في البحارِ
سالت على السماواتِ السبعِ
على الأرضينَ
دماؤكَ
التي منذ ثلاثينَ ألَمًا ونيفًا
تنـزفُ .
.
.
.
.
.
. أنا.


أنا ثانيةً

الْتَحِفْ أمانيكَ
واتخذْ من عزلتِكَ سريرًا
ها هو نُكوصُكَ يتطاوَلُ
تلثغُ براءةً
فتُطاردُها بنادقُ المدنِ الحديثةِ
أيها المليءُ بالأشجارِ والطيورِ
أنامِلُكُ تُسمَعُ فيها الزقزقةُ
وخفقاتُكَ..
قداسٌ لتموزَ البابليِّ
على كتفيكَ مَواويلُ نخلٍ ودموعُ آسٍ
وفي لسانِكَ خمسونَ قَـرنًا من النحيب
شرطيٌّ بهيئةِ شاعرٍ
جاهدًا
يَقودُ الغبارَ الأعمى
ونقيقَ الضفادعَ الى أحلامِكَ
ولا يحترفُ سوى الدسائسِ والخياناتِ
يمضغُها كما العوانسِ وقد توارتْ
خلفَ الأفقِ الخجولِ إشراقتـُهُنَّ
جنرالٌ بلباسِ ربِّ عَمَلٍ
يَسومُكَ لغةَ المنفى ورائحةَ الثكناتِ
الثكناتُ رمادٌ يستدلُّ على بهائكَ
ألمْ أقلْ ها هو نُكوصُكَ يَتَطاولُ
وبينكَ والمآذنِ
ذكرياتٌ وبحارٌ وجيوشُ غزاةٍ
فلا أرضُ السوادِ
ترمي لكَ بسعفِها وجلجامشِها
ولا أرضُ "إوي" ( ) تَمنحُكَ طُمأنينةَ "كيويها" ( )
يا هذا يا سومريُّ
أَسَدُ الترابِ ( )
سرقَ منكَ ما كدّستَ
على وسادتِكَ
من أمجادٍ
أنتَ تقولُ : النهارُ عبوديةٌ
تغرسُ مخالبَها في فمِ الوقتِ
فارقصْ على جثتِكَ الى آخرِ الوَهْمِ
كفاكَ أيها الرجلُ العتيقُ
ياابن الراياتِ السُّودِ
والأكفِّ المخضبةِ بالانتظارِ
ترثي بهجتَكَ وهي بلباسِ حِدادِها
ماضيكَ تُقرّعهُ بكلِّ فِطنةٍ
بينما أيامُكَ الْمُقبِلاتُ
تَتَسَربَلُ بمُدلهمّاتِ الثيابْ.












دون تـلفت
أنتَ أشعلتَ الحنينَ
في جهاتِكَ
وَعَلَّقتَ شوقَكَ
رايةً للقادمينَ
وللراحلينَ معًا

أنتَ لم تقلْ وَداعًا
للذينَ حَوَّلوا حياتَكَ
مُستنقعًا آهلاً بالألم

باركتَهم
ومضيتَ
دونَ تَلَفّتٍ
فَ
تَ
بِ
ع
و
كْ .
أقول أنـثى... ولا أعنـي كربلاء
كُلُّهُم ظِلالي
أَستدرجُ أحلامي إلى موقدٍ
تَتَرَنّحُ فيهِ أصابعي
مُرهَقةٌ أبوابُ الدارِ من الصراخِ
وعباءةُ أمي رايةٌ تُلوّحُ بلا أملٍ
وبلا أملٍ ستجوبُ الأزمانُ خَطَواتي
يَتآكَلُ الحنينُ في لساني
ومَنْ لاذَ بالصمتِ لا يَستبيحُ ظلّي
ويُحرّرُ غاباتي برملِهِ
النرجسُ يَتَناسلُ في يدي
ولا زَبَدٌ في مياهي
أوقدُ الغيومَ
وأعرفُ أنَّ للذكرى قواريرَ شائكةً
أحرثُ السماءَ بالبحر
وأعرفُ أن الدمعَ أكْثَرُ زُرْقةً
من بهجتي
أرقبُ حماقاتي بشغفٍ لِتَرِثَ
العصافيرُ متاهتي
أنصتُ للذينَ يأوونَ الحروبَ
من سُباتِها
فأرى دمي يَتَدَحْرَجُ بين الحدود
أَتَوَسّلُ بالكلمات أن تجمَعَهُ
على الوَرَقة

* * *
كيف لي أن أجعلَ الآسَ
لا يُشيرُ إلى أسراري وفي يمينِهِ
ما ينهشُ الرؤيا
بينما هناكَ نَسيتُ القناديلَ
مشغولةً بسريري
قلتُ هذا أوانُ حقولِكَ أن تلثغ باسمي
فاسرجْ نجومَكَ لترى ضيائي
وتقتفي الأثر
من بعيدٍ يَتَراءى فناءُ ترنيمتي
لا تُسَهّدْ سماءَكَ بأغصانِ الحكمةِ
كي لا أغرسَ حروفي وأمضي
حانقًا : كُلّهم ظلالي
* * *
الينابيعُ تُشيرُ لي
كذلك النخيلُ يُلوّحُ
رغمَ دُخانِ السجونِ الكثيفِ
المحطاتُ بتثاؤبِها الكسولِ
تأكلُ سنواتي
سنواتي ذاتُها ثقبتها الملاجئ
* * *
الذي أهالَ نرجسَهُ
متّشحًا من فرطِ سلواهُ
يَتَأمّلُ خاتمتي تصفعُ ناقوسَهُ
تغسلُ رمضاءه من الانتظار
وتومئ للأنهارِ : أن تسلقي
برزخَكِ بعنادٍ
فالسوادُ باهتٌ بلا جنون
ولاهثٌ يطرقُ بابي لعلّه
ينوشُ السماءَ
أرنو إلى النوافذِ
فأرى شغفَََها يفترشُ رئتي
حتى نَسيتُ أنَّ ذاكرتي يُؤرقُها
أنها معلّقةٌ بهديلِها
* * *
يا خطاي لا تسعُكِ البراري
فلماذا تنقرينَ أحلامَكِ بلا رحمةٍ
وتستطلعينَ هبوطَ الملاكِ
لِيَشُقّ قلبَ البلادِ ، واضعًا
نشيدي فيه
رسمتُ للطرقاتِ خطى غير خطاي
كيف اهتدت لي
* * *
كيف لي أن أطردَ الأشجارَ
من رأسي
ولا تتبَعَني الزقزقة
كيف لي أن أعرّي أبي من الخلافةِ
ولا يفيضُ الفراتُ في يدي
كيف لي أن أقولَ أنثى
ولا أعني كربلاء
وأقول مدينةٌ
ولا تشرئبّ أمي متّشحةً بكلِّ الليلِ بيضاءَ
تُقطّرُ النايَ في فمي
وتُعيدُني إلى أولِ الحكايةِ
أولِ الحكايةِ التي فيها
أغتسلُ باليقين
فأرى الياسمينَ الهنديَّ يُطوّقُ منامي
مزدحـمًا، وبصحبتِه الشوارعُ
تتهجَّاهُ النسوةُ العابراتُ
إلاّ سيدةً يَتَهَجَّاها بحياءٍ ويمضي إليّ
* * *
أنا لم أُخبئ طفولتي في قميصي
لكنها سَرَقتني من الحربِ
فأعددتُ لها قلبي فراشًا وصحوتُ
ناديتُ آلامي فأطلَّتْ من الشباك
مترعةً بهدأةِ التباريحِ
خشيةً من الجِيران
أشرتُ لها بيدي ففاضت بالدموع
وخشيةً على القصيدةِ أن تكتملْ.
عانقتُ بُـرجًا خِلتُـه مئـذنة
بينما أُحاولُ أنْ أمسكَ بالنُّـعاسِ
تَخمِشُ وجهي شَمسٌ تُطاردُ فُلولَ الليلِ
مثلَ جيشٍ أنهَكَتهُ الْهَزائمُ
يَشرئبُّ الأسَى في خَطواتي
فأصيحُ:
كم من السنواتِ أُعِدَّتْ
لكلامٍ مُتَّشِحٍ بالسوادِ
مَزهوةٌ ظلالي بي
أحدّثُ عابري الكلماتِ
عن سماءٍ أجلستُها فوقَ سريري
وأرقصتُ نُجومَها
ففرّ الخريفُ مُحتدمًا يزفرُ يَباسَه
وَشيتُ بالحدائقِ للفراشاتِ فلاذتْ ببابي
لم أدعُ غيرَ حَماقاتي لمائدتي
كيفَ طَوّقني الرازقيُّ ؟
لسنا سوى خيباتٍ صَدِئَتْ ذكرياتها
هكذا
لكي أجتازَ الوصول
لم ألْتَفِتْ لجراحي
ثيابي أطعمتُها للنهرِ
وعينايَ تَتَهَجّى رائحةَ غيابي
لم أتحسَّسْ غيرَ انتظارِهم
وقطعانِ النجومِ تُشاكسُ عربةَ الظلامِ
سأُفضي للأرصفةِ بعضَ جنوني
لكنني أخشى من العابراتِ الْحَسَدَ
أتولَّهُ بالآسِ وهو يَشبَهُني تمامًا
وأطْلِقُ للعصافيرِ حريةَ الزقزقةِ
أسْتَرْخِي فوقَ هديلٍ أؤَرِّقـُهُ بعنايةٍ
وأقولُ : لكلِّ عاصفةٍ مُتكَأٌ من النسيانِ
قلبي حقلٌ لمْ تَتَنَزّهْ فيهِ الطائراتُ كثيرًا !!
فكانَ بوصلةً وفانوسًا يَتَدلّى منهُ الصباحُ
أغويتَهُ أغويْـتُـهُ بالوشايةِ
لم يقلْ النرجسُ سلامًا ولازمَني
- كيفَ أرسلوكَ للحربِ وأنتَ مُصَفّدٌ بالحبِّ -
أُمي أشعلتْ ثلاثةَ عَشَرَ قنديلاً
تؤثّثُ لانتظاري
وعندما شاختِ النوافذُ بترقُّبِها
أشعلتُ ما تَبقّى للرحيلِ
على كلِّ بابٍ رايةٌ سوداءُ تَشقُّ فحولةَ النهارِ
كفى تَناسُلاً أيها الخرابُ
صمتٌ يطرقُ نُعاسَه ويمضي
فألمحُ طفولةَ الجمرةِ تلهو مع القِدّاحِ
أشرتُ لها
أشاحتْ ببياضِها إليَّ
أدهَشَني حُنوّها
- سأزاحمُ البردَ في أحلامِكَ -
كيفَ لي أن أشاكسَ صدرَكِ
ولا يبتهجَ الياسمينُ ؟
كيفَ لي أن أقودَ جوقاتِ البتولا ؟
- مَن لي لأقودَ -
تَتْبَعُ موسيقى ضَحِكاتٍ تحرسُ شفتيكِ من أنهاري
لاذعٌ هو الخصرُ حينَ يلثغُ عُنوةً غَرَقي
لاذعةٌ أنتِ وأنا أَطَأُ شَوارعَ عذراءَ ... لِـبُزوغي
الصهيلُ يَحفرُ بِئرًا لإيوائي
أسرابُ الضياءِ تَتَخفّى بينَ جفنيّ
بحرٌ من الأمنياتِ يُغادرُ رأسي
تَعثّرَ الهديلُ على النافذةِ
بُحَّ صوتُ المغني
كإِشراقةٍ باهتةٍ سَرّبَتنا المحطاتُ
لذنا بأهدابِ الزيزفون
نَتَوسّلُ مَصابيحَ عورًا أنْ تَستحمَّ بظلمةٍ
تسجنُ في جُعبتِها الكواكبَ
أطلقتُ شرارتي إليكِ فلم تصلْ
حدّثتُ الأسى عنكِ
فلوّحَ بنخيلِهِ
ليطردَ الأبديةَ عن إغفاءتي
ويمسحَ شطآنَه فوق جبيني
هل أصغي إلى هذياناتِها الأسرارُ وهي تَتَلوّى على الورقةِ
ثمّ أتركُ على الطاولةِ سَنَواتي تُطْفِئُ آلامَها
اخترتُ من المطرِ قواريرَ وحدتِهِ
لبِسْتُ مَتاهتي
وتوغّلتُ فيها
لم ألتفتْ لشبابيكَ خبأتْ نَظَراتي فوقَ مَخْدَعِها
لم ألتفتْ لحقولِ عباءاتٍ غادرتْها السواقي
فَمشّطتْ لياليها نزوةُ القمرِ
أجلستُ ثلاثينَ عامًا على رُكْبتيها
المرأة بسنواتها الأربعين
فأرضعتني بكاءها وأحلامَها اليابسةَ
على ساقيها تغفو ملائكةٌ
المرأةُ ذاتها
أنوثتـُها فاضتْ بينَ يديّ
فأزهرتِ السماء بالليلكِ البريّ
الجداولُ تجنحُ ببياضِها
فَتلوّحُ لي الشواطئُ بحريةٍ مطلقةٍ
أخشى على اللهِ من الطوفان
فليسَ ثمةَ نبيُّ ينقذُ ما تبقّى
تَتَلصّصُ علينا الشرفاتُ بعينٍ واحدةٍ
ظلالُنا ترشقُ الستائرَ بالقُبَلِ
الموجُ يَستجدي من المارةِ قمصانَهم
ليُعلّبَ السواحل في غثياناتِ الضبابِ
العرباتُ تبادلُهُ الخدوش والخرائط المبتلة
عانقتُ برجًا خلتَه مئذنةً

* حين لم يجدْ عدوًا
رمى الحدودَ ورائي.

* وحين آذارُ باهتٌ ، أصابعي زرقٌ
لم أدخّنْ سوى وجعي
والأقحوانُ شديدُ التلكؤِ
أمامَ النشيدِ من تعكّزَ على حيواتِنا.











أرسـمُ بَغْـداد
ما شئتُ شئت
أسكبُ الفجرَ في تلمّسِ ليلٍ غارقٍ بعماهُ
أكتبُ تاريخَ جنوبيينَ فوقَ عباءةِ أمي
وعَبَثًا أمسحُ أكفانَ الأيامِ المنسدلةِ من شعرِها
مقبرةُ السنواتِ تَتَمَدّدُ فوقَ إسفلتِ ذاكرةٍ مليئةٍ بندوبِ الحروب
حِدادٌ يُغلّفُ حَيَواتِنا
لا أتنفّسُ سوى الخراب
أحاولُ- دون جدوَى- أن أفتحَ كوّةً فيه
لا أجدني إلاّ انكسارًا يشعُّ
أطلّ على الجميعِ وأسرجُ الآفاقَ تحتي
خلفَ الكلامِ هوامشُ كثيرةُ التحديقِ
ولافتاتٌ تسألُ عن جوادَ سليم
بينما الوقتُ يُطرّزُ منفًى لعباءاتِ النخيل
أفكّ أزرارَهُ أقرأ ُ: الطفولةُ أسئلةٌ لا تنتهي- تََتَشَعّبُ-
أو أسئلةٌ تَنمو فوقَ طُحلبِ الأيامِ
يَتَأَسَّسُ المساءُ كلّما تنحدرُ الشمسُ من رَحمِ ياقوتةٍ
الانتظارُ حكمةٌ تصلُ اليقينَ بي
أمامَ اندهاشِ الغيمةِ العذراءِ
يتلوّى العمرُ على الورقة
أو
يَتبخترُ- يا لرعونتِهِ- تحتَ نزيفِ الطائرات
جسدي أدمنته الشظايا فلاذَ بقهوةِ المنفى
أنا بلا مُتَعٍ بلا أمجاد
خذلتني أحلامي
منعزلاً في أقصى الضياع
ترثيني فاجعَتي
ويقودُني حُطامي
أتتبّعُ أثارَ طفولةٍ وأُرتّقُ أماني دَهَسَتها الْمُجنـزرات
أرى مظاهراتِ الْخَوفِ تندلقُ من جيوبي
ولأنّ البحرَ مُنْـزوٍ هو أيضًا
راحَ يُوَزّعُ غربتَهُ على أمثالي فقط
لا أَحَدٌ يُغرّدُ في حنجرتي
سرقتُ ذاكرةَ النسيان
رغمَ أني حاولتُ ألفَ مرةٍ أن أُخبِّئَ الفراتَ
لكنني عانَقْتـُهُ
فَخَرّ أزيزُ الْمَدافعِ من قميصي
رسمتُ سماءً صافيةً لأنفذَ منها
محتها الصواريخُ


رسمتُ جدولاً وقلتُ : هذا نهرُ الحسينيةِ
تلصّصتْ عليه المطاراتُ
رسمتُ مئذنةً ونخلةً
ووحيدًا أوقفوني إلاّ من مرآةٍ أحمِلُها
تصفعُني الأيامُ كلّما صَرَخْتُ :
أبي يا أبي أَوَ كُلّما توغّلتَ في موتِكِ
أهلتَ الترابَ على أحلامي.

لا أخدشُ حياءَ البنفسجِ
رغمَ تورّطِ الحفيفِ بمصاهرةِ الندى
أضعُ نظاراتِ الوقتِ فوقَ فُسحةِ الأمنياتِ
فَيَرتشِفُني الصمتُ من بينِ ثنايا الوداعِ
خشيةَ أن أوقظَ الياسمينَ أُمرّرُ يدي فوق جسدِهِ بتؤدةٍ
أسمالي تهزأُ بالطائراتِ وما دونَ عَتَبَةِ الدارِ رجمٌ بالسرابِ
النافذةُ أيضًا خريطةٌ تقتصّ من الانتظار أجنحَتَهُ
وتمحو ما يُسَطِّرُهُ الخيالُ في البال
أومَأتُ للأشجارِ: أن أحمي ظليَ من نزقِ الخطواتِ
فَتَراشَقَني العَراءُ
ليعبرَ الجنوبُ ترفعُ أثوابَها الفصولُ
الأسى ذاتُهُ يفتحُ أزرارَ انكساراتِنا مبتهجًا
كيفَ لي أن أسرقَ الفرحَ من رُكامِ ما تبقَّى
هل أطلقُ الرصاصَ على شاهدتي؟
باهتٌ دفءُ يديكِ
باهتةٌ أنتِ حينَ تخلعينَ عن معصميكِ الأغاني
أطلقُ الرصاصَ على شاهدتي
تتثاءبُ في أحضانِ السمكِ النجومُ وتلوّحُ لي
أرمّمُ قلبي بيدٍ وبالأخرى أتداركُ الوردةَ من الهذيانِ
أتداركُ الشرفاتِ من السقوط ِفي مستنقعٍ حافلٍ بالسماء
البحرُ يتشبّثُ بي كلَّما تَلَكَّـأ أمامَ براءتي
تتسلّقُ الشبهاتُ حافةَ الوقتِ
أكداسٌ من الحروفِ تحفّ بشواطئ الكلمة
أسمعتُكَ نشيدي فما أسمعتَني غيرَ احتراقي
قدتُ المطرَ إلى بابِكَ فانزلقتْ أنامِلـُهُ فوق جبيني
أرخيتُ تسهيدي للحدائقِ ، لأني أمامَ أُتونِ الفراشاتِ
ودونَ خرابي الماثلِ للوردةِ والعصافيرِ
على أوراقي تستيقظُ أحلامٌ
وأنا أردمُ حفرةً في النورِ ظِلالي تَتَعرَّى
لأنَّ صهيلَ الخطيئةِ ما عادَ يَهدي النساءَ إلى جحيمي
وارَيْتُ الرياحَ فوقَ أجداثِ الآلهةِ
أكسّرُ عويلَ المساءاتِ على نوافذَ لا تُشيرُ لسواي
ولا تستكينُ لِعُري نائحةٍ لَهديرِ الانكسارات


هل لي لأُرتّبَ موعدًا أستضيفُ الأصدقاءَ
بلا بَهرجةِ الندامى أو زُخرُفِ الملائكةِ
وبلا ندًى أحمرَ يُبلّلُ رائحةَ المنفى ؟
هل حقًّا : ثلاثونَ بوصلةً أخطأتني ؟
سوى ضابطِ الجوازاتِ
تَلَكَّـأ في الخروج من ذاكرتي.
لأقوى على الانشطار داخلَ ضَلالاتِ اللغةِ
لاذَ البحرُ بسريري ولاذَتِ الصحراءُ
وفي كل حلمٍ تغرقُ الشبهاتُ
وتظمأُ الحدودُ من ضيقِ اتساعِها
يدي مدماةٌ بثلجٍ يَتَلعثمُ كلَّما قشّرَ الضبابُ رئتيَّ
عند تخومِ النسيانِ يستيقظُ البرديّ
لينوءَ بأغنيةِ المشاحيفِ
هل أستدعي أعواميَ الثلاثينَ لأَقي قامةَ النرجسِ فحولتي؟
مزيدًا من الاندهاشِ أمامَ فخاخِ النصّ
مزيدًا من الاندهاشِ أمامَ مراثي السُّكارَى عندما يطلّ الغسق
استدرجيني لأراقبَ غُرْبةَ النخيلِ
وأحتسي ثمالةَ كأسٍ
تَتَزاحمُ فيهِ مرايانا.











ليسَ أكـثر من حُـلم
تحلمُ
أَن تستيقظَ
حيث لا حروبٌ
تُعكِّرُ مِزَاجَ الصباحِ
لا حنينٌ
مُدمنٌ على الألمِ
لا مُنغصاتٌ
تُعيقُ شروقَ القصيدةِ
مثلاً :
زبونٌ لا يبتهجُ
بسَحنتِكَ,
ولُكْنتِكَ الشديدةِ الوضوحِ
كقلبِكَ وبصيرتِكَ
وتحلمُ فيما تحلمُ
أن تطوي البحارَ
تحتَ أبطيكَ
لتشمَّ ثَـرَى بابلَ
وَتُقّبلَ ألواحَ الأجدادِ
وتحلمُ....
وتحلمُ...
ولكنهُ على أيةِ حالٍ
ليسَ أكثرَ من حُلُمٍ.












عُــزلة
تَرَجَّلي عن صَهوةِ آلامي
واحْمِلي متاعَكِ
بعيدًا بعيدًا بعيدًا
سأتوغّلُ في لُجَجِكِ
وأجتثُّ
كآباتِكِ من عروقِها
أنتِ التي عَرَضَتْ
حياتي
في مزاداتِ الألمِ
بأفجعِ الأثمانِ
ملأتِ حدائقي بالأسى
وسريري أنهارَ أرقٍ
ورُحْتِ تَتلوّنينَ في دروبي
بكلِّ نزَقِكِ وطيشِكِ
أفعى تَتَرَقَّبُ ضحاياها
َتَرجّلي
تَرجّلي
تَرجّلي
عن صهوةِ آلامي
وابتلعي لحمَ فريستك
بعيدًا بعيدًا
بعيدًا ...













الذي أغـلق البـابَ وراءه

الذي أغلقَ البابَ وراءَهُ
وعلَّقَ الشرفاتِ على لهفةِ الانتظارِ
متأبطاً البحرَ والمطاراتِ
ثملٌ بالمحبة
الرغباتُ مفتونةٌ بهِ
والليالي تُهدهِدُهُ
بارٌّ بالفجيعةِ
فضائحُهُ معلقّةٌ على أعمدةِ الحيرةِ
ترتكبُ النسيانَ عمدًا
أُصغي له،
يوشكُ البوحُ أن يَتَهَجّدَ في لسانِهِ
الرقّةُ ذابلةٌ فيهِ
وآيتُهُ النقاءُ
يزهو بأخطائِهِ
لياليهِ يُطرزُهّا الأسى
وأقمارُهُ مَلأى بالبكاء .
الحياةُ تركضُ أنّى اقتنصْتَها
يا نسوةَ بابلَ
يا حفيداتِ الألمِ
أطلقنَ الريحَ في شارعِ الموكبِ
وعلى دروبِ عِشتارَ علّقنَ العويلَ
فها هو الظلامُ العميقُ يَتسلّقُ الفصولَ
حسينُ مات ( ).
بَخّرنَ المساءاتِ
وطفنَ على شبابِهِ
فوقَ نعشِهِ
انثرنَ الأنوثةَ
وأشعلنَ نزيفَ الشموعِ
وعلى اللغةِ فلْيَطُلْ نُوَاحُكُنَّ .
قلتُ له :
الحياةُ تركضُ أنّى اقتنصتَها
وأنّى تركتَ بأسَكَ يتلاشى وليمةً للترابِ
لا تتمنطق بثاراتِكَ
فقد أغلقتَ كتابَكَ دونَ الجميع
يا صبايا بابلَ
حسينُ مات
فَنَعُدّ البساتينَ على قميصِهِ
حنينَ الفواختِ
والرسائلَ التي نسِيَها القصفُ
نَعدّ أيضًا
حكمةَ أبيهِ تحتَ سَطوةِ الخريفِ
وعلى نخلاتِهِ
ونُؤذّنُ في البلادِ
حسينُ مات .

وزّعتَ علينا الفجرَ وقاسمتَنا النهارَ
أطعمتَنا الجهات
وفلقتَ لنا الجفافَ مَطَرًا
وإلى مرتعِ اليقينِ
كنتَ تقودُ الحيرةَ
ناثرًا فوقَ بكاءاتِنا
زهورًا وقُبـَلاً
وحين يُعرّشُ الخوفُ على الأكتافِ
تقيلُ عَثَراتِنا
كيف إذن ...
تتركُ للغيابِ
أن يزدري بهاءكَ فينا
غيرَ عابئٍ
بدموعِنا وهي تخطُّ:
حسينُ
مات.








رحيــل
الأصدِقاءُ يَرحَلونَ
تَتْبَعُهُمْ أَحْلامُهُم
تُضيءُ لَهُم دُروبَهُم
أُلفَتُهُم مُوحِشَةٌ
طُرُقاتُهُمْ ذابِلَةٌ
يَتَساقَطُ بَأَسُهُمْ دونَ جَدوى
أَمانيهُم تُغافِلُهُمْ وَتَنْتَحِرُ ..
الأَصْدِقاءُ مَنْ يَرْسِمونَ الربيعَ عَلامَة ً لَهُمُ
وَما يَرجِعُونَ
إلاّ لِيَجِدوا الخريفَ يَمْضغُ خَريطةَ البلادِ
اسْتَنْجَدوا بِنَهريْـنِ ،
لكنَّ الخَرابَ يُهَروِلُ في مَسافةٍ تُدْعى الوَطَن
الأصدقاءُ يَرْحَلونَ
البحرُ يَبتَلِعُ أَقمارَهُم
المَطاراتُ تُؤَرْشِفُهُم في سَلّةِ النسيانِ
الحدودُ إشاراتُ تَعَجُّبٍ في حَيَواتِهِمْ
وَذكرَياتُهُمْ لَمّا تَزَلْ في باحَةِ الدارِ
تُهَدْهِدُ طُفولَتَهُمْ
الأصدقاءُ يرحلونَ
الأصدقاء ُ
رَ
حَ
ل
و
ا









عُـواءُ ابـنِ آوَى

أُمّي آياتُ حِنّاءٍ يُغالبُها العِشقُ
فَتَرَمَّلَتْ
حُزنُ مُحِبِّينَ في آخِرةِ الليلِ
يُفرغُ الهمُّ في حِضْنِها مَواويلَهُ
ذكرياتٌ مشتْ عليها الحروبُ
ما يقولُ النخلُ للمئذنةِ
( حين يَمرّ نهرُ الحسينيةِ مصلوبًا
فوقَ ريح ِ الشماليين)
غصنُ رمانٍ يَنكسرُ من فرطِ أساهُ
كلُّ ليلةٍ تَمسحُ عن جَبينِ الفراتيِّ الدمَ والترابَ وتبكي :-
( قتيلٌ بالطفوفِ أطالَ نوحي
وأسلَمَني الى الحزنِ الطويلِ )
تَحملُ كُتُبًا من الزعفرانِ وتُخفي أُخرياتٍ من العَقيق ِ
إلى سجنِ السنديِّ حيثُ يَرقدُ أبي
أبي الذي خاضَ مائة َحربٍ منذ ميلادِ الخطيئةِ البكرِ
حتى جُنـُوحِ القبائلِ النوويةِ في الحُكمِ
كانت تَحملُ له الشمسَ والقمرَ وإحدى عشرة َرغبةً
لتشدّ من أزرِهِ
وإذ يُقتلُ أبي ويُحَزُّ رأسُـهُ
يَمسحُ العلقميُّ دموعَهَ وَيَتَوارى
حاملاً كفينِ باسقتينِ تتَوَهَّجانِ خُضرةً وَنَدَمًا
تصعدُ التلَّ لتشهدَ عُواءَ ابنِ آوَى في المدينةِ
على يدِ آخرِ القَتَلةِ
وحين طافوا برأسِهِ في الْمُدنِ
زينتْ أمي وجهَ الخليفةِ ببصاقِها
وأطفأتْ قناديلَهُ الدَّاعرةَ
فانحنى البحرُ لها مكسورًا وواستها الرياحُ
رمتْ بعِظام ِالنخيل ِورُخام ِالقِبابِ إلى السماءِ
فكانت النجومُ والكواكبُ
الشفقُ دمُ أبي
كان في جسدِهِ سبعونَ طريقًا
وكلُّ طريقٍ يؤدي إلى سبعينَ برتقالةً و (مقام)
بايَعَهُ الناسُ يومَ اشتعلتْ رؤوسُهم بالفجيعةِ
ثم أرسلوا كُتبًا مُذهبةً بالرجاءِ
ومُطعمةً بالتوسّلِ
ومُرصعةً بالأمنياتِ
ليتوِّجُوهُ رسولاً بلا كِتابٍ
لكنهم تجرّعوا البكاءَ عليهِ .... وعرَّجوا
للنسوةِ اللائي
قطعنَ أعمارَهُنَّ
وقدَّمنَها وجبةَ طعامٍ للانتظار
يُشعلنَ شموعَ أنوثَتِهنَّ كلَّ مَساءٍ
ضارعاتٍ
باكياتٍ
ناحباتٍ
يَتَوسَّمْنَ بالعلقميِّ
أن يغني للحسينيةِ ويعودُ
ويَتضرّعْنَ ( للحُرِّ)
أن يَمنحَهنَّ منديلَ أبي
(مازال معانقًا ساعِدَهُ كي يوقفَ نزفَ الخنجرِ الأمويِّ)
وأمي تمسَحُ بلورَ خديّها صارخةً:
ماذا بيمينِكَ أيها الشاعرُ
ألْقِ قصيدتَكَ
ليرتبكَ الشعراءُ
لا تنحنِ لغيرِ هذا الرُّخامِ المشرقيِّ
لا تُصلّ
لغيرِ المنائرِ والحمامِ
اقرأ
على القِبابِ الْمُذهَّبةِ تراتيلَ الملائكةِ السلام
ولكي لا يصدَأَ على لسانِكِ الكلامُ الفردوسيُّ
ترجَّلْ عن صرحِ اللغة.










الجنــوبـي

"ح"
يا صديقَ المنافي
كيفَ انزلقتْ من بينِ جفنيكَ
البلادُ عاريةً
وانسلتِ الطرقاتُ خلسةً
من بينِ خطواتِكَ
أيها البحارُ الأعمى
لا تفقأ عيونَ النساءِ بلحيتِكَ
فالأرصفةُ وحدَها ترَى ما تُخَبِّـئُهُ
الغانياتُ في أحلامِهنّ وما ...
وتشربُ ما تفضَحُهُ القصيدة ُ
من ذكرياتٍ رعوية

"س"
أيها السيدُ الشريدُ
لماذا يَتحَوَّلُ الترابُ في يديكَ
إلى كلماتٍ مقدسةٍ
والماءُ إلى موسيقى جنائزيةٍ
ورغمَ ذلك تودّ اغتيالَ لحيتِكَ المباركةِ
بدونِ قُداسٍ أو زفافٍ
لتدّعي أن الظلّ رمادُ الضوءِ
المسافةَ انتهاكٌ
لكنّ الشوارعَ عصا الجلادِ
الثلوجَ غبارُ الملائكةِ
وأنا لستُ سيدَ انكساراتي

"ن"
مازلنا نَتأرجَحُ خلفَ
عابرةٍ
ألقتِ التاريخَ
على ساقيها

"م"
نحنُ جمرُ المقاهي
وهم لَهَبُها
"ج"
لماذا مُعتمةٌ رائحةُ الألفاظِ
قبل أنْ يَنوشَها لسانُكَ

"ي"
لأننا لا نَمتلكُ ثعلبةَ الناجحين
الفشلُ يَكتُبُنا في يومياتِهِ

"د"
لأنكَ فتحتَ قميصَكَ
تناثرتِ النجومُ
في البحر.


عمّان- مطلع 1994




بِرُتبـةِ مُنكسِـر
لاجئٌّ
نعم أنا لاجئٌٌ
توعّكتُ حروبًا
فاسترحتُ بظلالِ منافٍ
وَرِثْتُ من أبي انخذالَهُ
ومن الثكناتِ طعمَ المهانةِ
سَنَواتُ الجوعِ
تَصْهلُ في شَهيقي
لي في المطاراتِ
انكساراتٌ
بَصَماتُ أصابعَ
وعلى الجوازِ صَفَعاتُ رجالِ الأمنِِ
على الحدودِ ذاكرةٌ مُنتفخةٌ بالقيحِ
لي من الماضي بُصاقُ الطائراتِ
( الذي يُحيلُنا قصعةً شهيةً للخرابِ )
قميصي مبتلٌّ بندَى المآذنِ
تَلهّفِ الأهلِ
واستغاثاتِ الأصدقاءِ
لأمي مِهنةُ الانتظارِ
الانتظارُ ذاتُه احترفَ الانتظارَ
بينما العيونُ تُؤرشفُني : لاجئٌ .. لاجئٌ
(في ظهيرةِ الثاني والعشرين من تموز 1996
احتضنَ الطَّفُّ هيروشيما، فكنتُ رقمًا في ملفاتِ الأممِ المتحدة)
أنا لاجئٌ
سَحنتي ضفافُ الألمِ
الرجالُ الأقوياءُ
الذين نَحَتوا البأسَ في أكتافِهم
غرقى بين ضفافي
الأنبياءُ يَتفيؤونَ تحتَ ضَلالاتي
أنا لاجئٌ
رعونةُ الضابطِ
وغباوةُ العريفِ
هرّبتا البلادَ
في صهاريجِ الأسى
فعدتُ من حربٍ
برتبةِ : منكسر .
دُلَّنـي أَيـُّها السَّـواد

مُزدَحِمًا
بانشِغالِ الآسِ
يُلَوِّحُ بأَصابِعِهِ للَّذينَ يَمْضونَ
وَمَعَهُمْ أَسئِلَةُ الوردةِ
مُزْدَحِمًا بأحلامي

هيَ أَيضًا مُنْشَغِلةٌ بِرَتقِ جنونِها
وَفيما الأمواجُ تَتَدَلّى مِن قَميصي
وَمن راحَتَيَّ تَتَساقَطُ نُجومٌ
وَغاباتٌ تَتَحاشى الشمسَ
كانتِ الأنهارُ تَتَوَسَّطُ الغُبارَ الأعمى

دُلَّني . . . . .
كيفَ أَرسُمُ بُروقي فوقَ سَريرِكَ
دُلّني
دُلّني أيها السوادُ .
عـبرتُ الحدودَ مصادفة

- الحروبُ التي كنتُ خاسِرَها الوحيد-
علّقتُها على مَضَضٍ
ومضيتُ أبحثُ عني
اغتسلُ بعسَلٍ
والخرابُ يصهلُ في كتفيّ
رائحةُ الشظايا
غثيانٌ يستطيلُ
أجرُّ هزائمَ متكررةً
أصفّها على الطاولةِ
كي تَجْرحَ الأوسمةَ
أعلّقُ عمري على رصاصةٍ
تَدلَّتْ من سماءٍ بعيدةٍ
أصابعي بقايا مُدنٍ غابرةٍ
وختم الموتى خطواتي
انتظريني أيتها الشمسُ
لأنتشلَ صباحاتي من رصيفٍ
ليس فيه سوى جُثتي وبقايا
جَماجمَ أكلتْها الغربة ُ
لا ترحَلي بَعيدًا
لألـُمَّ شظايايَ

من حفرةٍ في الغيومِ
وأُوزعُ سنواتي على الصحفِ
سنواتي المجففةَ كالزبيبِ
رمادُها- هذه الحروبُ- أغْلَقَ روحي
وَجَفَّفَ زيتَ طفولتي عند الباب
الأبوابُ أطلقتني
وَلسََعَتْ صَباحي
البلادُ فَرَّتْ من أصابعي
عبرتُ الحدودَ مصادفةً
أوْسِمَتي علاماتُ استفهامٍ
كانت المسافاتُ تصهلُ
بردُها يجثو فوقَ أعمارِنا
يُفتتُ أيامَنا
وغُباري يفترشُ الشبابيكَ والجدرانَ

لكنه لا يدنو من قامتي
منذ نزهةِ الحربِ الأولى
أعني حماقةَ الجنرالِ
دخلتُ المدينةَ
مثل كلبٍ
تعوي بوجههِ البيوتُ
أمّي ترمّمُ النجومَ التي اختلطتْ بشَعْرِِها
وتشربُ شايًا تُذيبُ فيه أحزانَها
الطرقاتُ تسيلُ على قدميّ
والأشجارُ
تتدلّى ثِمارُها على الأفقِ
-الأفقُ وَهمٌ لوقفِ العينِ-
مَن يُمسِكُ بظِلِّهِ؟

أخطاؤنا وَطنٌ يَتكِئُ على حربِهِ
وأحلامُنا تنمو على الشرفاتْ.


إلى لغـةِ الضوءِ أقودُ القناديل
أيُّ حُلمٍ يُجفّفُ طفولتي
أيُّ حُلمٍ يَشقُّ صَباحاتي
أنا الأخيرُ في قافلةِ العُزلةِ
صهيلي يَتكئُ على صحراءَ فاضَ حِدادُها
ويُهَرْولُ بينَ الأمطارِ وبين الشظايا
كيف لي أنْ أتركَ نسياني
يوزّعُ ذكرياتِهِ باتجاهِ الألمِ
ولا يصرخُ : يا بلادُ استرجعيني
البراءةُ عَزلاءُ إلاّ من السوادِ
وأنا أتلمّسُ دمي
وحيدًا في ساحةِ العَرَضاتِ
يُطلقُ النارَ على الريحِ
ويَفتِكُ بأوراقِهِ الصدى
لا ظلالَ لهدوئِهِ كي يستقيمَ
كيف لي أنْ أبلّ نسياني
بهزيعِ التمائمِ
والرازقيّ يَسيلُ أسىً
كانت البدايةُ
جمرتانِ تزفّانِ الأفقَ
وتصهلانِ عندَ البابِ
بلا أجوبةٍ
كانت البدايةُ
أنْ أُشذِّبَ حزني
ينوءُ
بخاصرةِ الحُلمِ
وأنا أعدّ حَرائقَ أيامي
أعدّ نُتوءاتِها في ذاكرتي
لي لُغَةُ النيازكِ
وشَهوةُ أرخبيلاتٍ تَضيقُ بهنّ القصائدُ
لا دليلَ لبوصَلتي
غـيرُ الأسى
والفجرُ مُعَبّأ ٌفي شاهدةٍ لماضيَّ
أرثيكَ يا جموحُ لأنّ جناحيكَ
أنشوطتانِ للنهارِ
بينما البحرُ يُهرّبُ الأصيلَ إلى ضفةٍ بلا هُويةٍ

الشَفَقُ جُغرافيّةُ دَمِنا

أنا وبغدادُ
نجلسُ مَعًا على شاطئٍ نَعرِفُهُ
نَحتَسي خَرابَنا
بغدادُ ...
ليلٌ يُجفّفُ عَتَمَتَـهُ بضيائي
سلامًا مناديلَ الوداعِ التي جَففَها مَطَرُ الانتظارِ
سلاماً عباءاتِ الدموعِ التي هيَ تاريخُنا بلا شك
أنتَ وحدَكَ
تَملأُ الأنهارَ أغانيَ وذكرياتٍ
وتُعرّي الموجةَ من هذياناتِها
تزهو بحُطامِكَ
وبحُطامِكَ تَفرِكُ عن طُفولتِكَ الطائراتِ والخنادقَ
لكَ مواقيتُ الآسِ في النرجسِ
وهو غارقٌ في رؤاهُ
وتكتبُ إليكَ :
أخطائي
تابوتٌ ...
يصرخُ خلفي لاهثًا
لغةٌ ضَيعتْها حُروفُها
حتى تَعَرّتْ بلا مأوى
شُعوبٌ تهَرّأتْ من البوحِ
في قفَصِ الأمنياتِ
أخطائي . . أنا
أخطائي
أبي . . خطأٌ يتناسلُ
أمي خطأٌ ينتظرُ خطأً من أجلِ خطأ
أنا خطأ ٌيَعدُّ الخطى فيخطئُ
كيف لي أن أتركَ نسياني يتشظى
وفي النخلِ
أنين ٌ ينـزّ
أنا السُومَريُّ
المدجّجُ بالأحلامِ والأسئلةِ
مُتلكئًا
أنفضُ الحنينَ عن أصابعي
أرتجفُ داخلَ حياتي
عبثًا أنزعُ الخوفَ عن وسادتي
أمسّدُ عذوبةَ الغاباتِ
أواري خجلَ البحرِ
أمامَ رعونةِ الموجِ
أقودُ القناديلَ إلى الضياءِ
وأرتّقُ صبرَها

غير عابئ بالخلود
كما غيرُ عابئ بالأفولِ
أخمشُ الآفاقَ وأمضي . . . .
أنا جنّة نفسي وقيامتُها
بتؤدة ٍ ألوّحُ للرياحين . .
بتؤدةٍ تنسابُ الحقولُ فوقَ سريري
تَنضحُ الضفافُ عويلَها بقربي
بينما النشيجُ . . يندلقُ عبرَ نوافذِ الانتظارِ
بتؤدةٍ شَغفي يَتَسَللُ خفيةً
ألمسُهُ . . .
أحْرُثـُهُ في النهار . .
ويَحْرُثـُني في الليلِ
شَغفي يجرّ النهرَ إلى صحرائهِ
والعطشَ إلى السماءِ
ثم ينتحبُ أمامَ وحدانيةِ براءتِهِ
شغفي يَتَهَجّدُ في موقدِ مشاكساتِهِ
حاملاً الجمرةَ في تباريحِهِ
أيّ الأزقّةِ تفتحُ قمصانَها للغريبِ
أعلّقُ على الجدرانِ انكساراتي
وأتوسّدُ الحنينَ
لستُ إلاّ الأخيرَ في قافلةِ العُزلةِ
ولأني بلا أمجادٍ ترصّعُ حياتي
ترَكتني أحلامي ومَضتْ
فنثرتُ على الشبابيك لهفتي
وعلى الأبوابِ خيباتي.







هو الفهرسـت إذن

مقدمة بقلم: د. صالح هويدي... ... ... ... ... ... ... ... ... (5-34)
1- سليلٌ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 35
2- جنوب مطلق... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 36
3- عناقٌ لا يقطعه سوى القصف... ... ... ... ... ... ... ... ... 43
4- رجل الدم... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 47
5- يندلق الخراب فأتكئ عليه... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 48
6- خريف المآذن ربيع السواد دمنا... ... ... ... ... ... ... ... .. 53
7- تاريخنا... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 59
8- طين المحبة... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 61
9- آهلون بالنـزيف... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 62
10- 1/3/1967... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... . 64
11- أنا .. أبي .. أنا... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 69
12- دون تلفت... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... . 75
13- أقول أنثى ولا أعني كربلاء... ... ... ... ... ... ... ... ... . 76
14- عانقت بُرجًا خلته مئذنة... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 81
15- أرسم بغداد... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 87
16- ليس أكثر من حلم... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... . 93
17- عُـزلة... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .95
18- الذي أغلقَ البابَ وراءه... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 97
19- الحياة تركض أنى اقتنصتها... ... ... ... ... ... ... ... ... ..98
20- رحيل... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 101
21- عواء ابن آوَى... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 103
22- الجنوبي... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... . 110
23- برتبة منكسر... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... . 107
24- دُلَّني أيها السواد... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... . 112
25- عبرت الحدود مصادفة... ... ... ... ... ... ... ... ... ... 113
26- إلى لغة الضوء أقود القناديل... ... ... ... ... ... ... ... . 116



#باسم_فرات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حُلمٌ فادح
- كشف أقنعة الاستشراق
- انتباهةُ طفل
- الذكرى الحادية والعشرون لخروجي من العراق
- البدايات
- عرض لكتاب ثورة العشرين: قراءة جديدة في ضوء الوثائق التاريخية ...
- قراءة في كتاب الحمس والطُّلْس والحِلَّة للباحث زكريا محمد
- بالمطر أغسل ذاكرتي
- ثلاث قصائد حب
- قراءة في كتاب ينابيع اللغة الأولى لسعيد الغانمي
- ديوان بلوغ النهر
- سُكّان أصليّون ... سكّان طارئون
- تلاميذ ُ هُندوري
- تقريظ باشو
- العراق .. الجغرافيا المُغَيّبَة 7
- العراق .. الجغرافيا المُغَيّبَة 6
- العراق .. الجغرافيا المُغَيّبَة 5
- العراق .. الجغرافيا المُغَيّبَة 4
- العراق .. الجغرافيا المُغَيّبَة 3
- العراق .. الجغرافيا المُغَيّبَة 2


المزيد.....




- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم فرات - ديوان إلى لغة الضوء