أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عمر بولوز - قراءة في عمق الجدل المثار حول الإجهاض والإعدام ومحاولة لبسط أطروحة توافقية‎














المزيد.....

قراءة في عمق الجدل المثار حول الإجهاض والإعدام ومحاولة لبسط أطروحة توافقية‎


عمر بولوز

الحوار المتمدن-العدد: 4786 - 2015 / 4 / 24 - 02:02
المحور: المجتمع المدني
    


يعيش المجتمع المدني المغربي بمختلف فاعليه المجتمعيين السياسيين والحقوقيين على وقع نقاش ساخن حول موضوعي الإجهاض والإعدام، بين تطرف في اتجاه نحو اليمين أو انعطاف نحو أقصى اليسار.. يؤكد عمق الخلل في تقرير مصير الشعب في ظل معركة الانتقال التاريخي نحو الديمقراطية، إذ أنه على مستوى طاولة الإجهاض يتم بسط آراء مختلفة جذريا بين مؤيد مصفق بحرارة لتقنين الإجهاض ومعارض شرس، كما الإعدام بين من يدافع عن حق المجرم في الحياة ومن يدافع عن حق الضحية.. في غياب تام لخيار توافقي وسطي..

وأمام هذه المفارقات والجدل الصاعد/النازل يطرح سؤالين أساسيين. فلماذا هدا التطرف والاعتماد على المرجعية الأحادية في تقرير مصير الشعب المغربي؟ ثم لماذا نعالج النتيجة ونغض الطرف عن الأسباب ؟

في قضية الإجهاض نموذجا، وعوض التطرف وفرض الرأي الواحد ومن ثم إقصاء الطرف الآخر. فلماذا لا يتم بسط رأي توافقي وسطي لا يؤيد الإجهاض كلية ولا يعارضه كلية، وإنما التجاوب مع الحالات على حدا، فالذي يقترح تقنين الإجهاض يثمن ذلك بأمثلة من الواقع كما الشأن بالنسبة للرافض، فهذا الذي يؤيد يعبر عن حق المرأة باعتبار السياق الاجتماعي الذي سينشأ فيه "الطفل الغير المكتمل للولادة" الغير الملائم كما يعطي تبريرات بخصوص حالات صحية قد تؤدي بالأم الحامل الوفاة أو إلى مضاعفات خطيرة، والذي يتجه ضد عملية الإجهاض يثمن هو الآخر طرحه بأمثلة من الواقع ويدافع عن حق الجنين في الحياة..وغيرهما، وتجدر الإشارة إلى أنه لا يتكون الجنين في بطن أمه وتنفخ الروح إلا بعد أسابيع, وبالتالي ففكرة التوافق وعدم التطرف يمينا أو يسارا جاهزة لتكون الكلمة الفصل أمام هدا الجدل والصخب المفتعل إذا كانت فعلا نوايا الفاعلين حسنة في سبيل نهضة الوطن.

هذا ويمكن الحديث عن نفس منهجية تقرير المصير التوافقية الوسطية فيما يخص موضوع الإعدام، فبين فاعل متطرف في اليسار يدافع عن حق مجرم إستوجب القتل بعد ثبوت إدانته، وآخر في أقصى اليمين يدافع عن حق الضحية، هناك منطقة مجالية وسطى يمكن الكلام فيها عن حالات تستوجب الإعدام، فالذي يقتل إنسانا ولا يردعه سجن فيقتل إنسانا ثانيا داخل زنزانة السجن ثم بعد إطلاق سراحه ينفد جريمة قتل أخرى فيستحيل حفظ حقه في الحياة، كما لا يمكن سلب حق الحياة في حالة الآراء السياسية وقيادة الثورات، فالكثير من الحالات التي يشهدها التاريخ دونت قادة للثورة سلبوهم حق الحياة وعندما تنجح الثورة يقفون أمام حقيقة أن الذي رحل عن الحياة عن طريق الإعدام لا يعود فهنا المشكلة.. لا يمكن فرض عقوبة إعدام في هذه الحالة وبهذا تشكل صيغة توافقية فيكون الرابح الأكبر هو الوطن .

في الختام لابد أن نشير إلى إشكال آخر يضرب في عمق الجدل المثار ألا وهو السبب والنتيجة ! فلماذا نعالج النتيجة ونغض الطرف عن الأسباب الكامنة وراءها؟ فعملية الإجهاض كما عقوبة الإعدام تعالج النتيجة.. فمتى يكون الحديث عن الأسباب التي تتلخص في الانحراف والتعاطي للمخدرات وانتشار قيم أخلاقية مشوهة، بالإضافة إلى غياب التربية على المواطنة وحب الآخر والقبول بالاختلاف؟

يستحيل تجريد الموضوع عن سياقه المرتبط بزمان ومكان وحدث.. فللأسرة دورها كما للدولة والمجتمع المدني أدوار فيما يتعلق بالتنشئة الاجتماعية، وعلى الجميع تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقه دون تبرير في سبيل تحقيق الانتقال الديمقراطي المنشود.



#عمر_بولوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشكل الهندسي للحياة


المزيد.....




- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عمر بولوز - قراءة في عمق الجدل المثار حول الإجهاض والإعدام ومحاولة لبسط أطروحة توافقية‎