أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عبد الرضا - { لا شيعة بعد اليوم } ... { انه لو كان هنالك مرجعا سنيا في العراق لما بقي شيعي واحد في البلاد } الجزء الأول من ثلاثة أجزاء













المزيد.....

{ لا شيعة بعد اليوم } ... { انه لو كان هنالك مرجعا سنيا في العراق لما بقي شيعي واحد في البلاد } الجزء الأول من ثلاثة أجزاء


علي عبد الرضا

الحوار المتمدن-العدد: 4785 - 2015 / 4 / 23 - 16:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الدكتور علي عبد الرضا طبله
{ لا شيعة بعد اليوم } ... { انه لو كان هنالك مرجعا سنيا في العراق لما بقي شيعي واحد في البلاد }
الجزء الأول من ثلاثة أجزاء
تتوالى الاحداث في عراقنا، و اتسمت في كل الأحيان سابقا بالكثير من مسببات القلق والتساؤلات المشروعة ، فالمسألة لا تتعلق بأمر من الأمور الحياتية العادية المملة المتكررة لحد اللجاجة. لا، ابدا، ليس الامر كذلك !
الامر يتعلق بشروط تحرير محافظات الانبار وصلاح الدين و نينوى واقسام واسعة من ديالى وكركوك، وقد لا يكون سرا على الكثيرين فأنه يشمل أيضا بعض مناطق محافظة بغداد، من براثين تنظيم داعش الهمجي التكفيري البربري والوحشي، والذي نشأ وتقوى وحصل على كل اشكال الدعم والاسناد بالسلاح والأموال والرجال من ما سمي بمعتصمي المنصات في الانبار الذين أتوا من كل تلك المناطق وغيرها وأيضا من وسط وجنوب العراق. وقد أطلت الطائفية بالتأكيد برأسها القبيح في هذه التهريجات الوحشية كما فعلت في السنوات الأخيرة، وان الكثير من الناس من اهل السنة قد عملوا جاهدين من أجل حدوث ذلك. كما قامت وسائل الإعلام والحوار والتواصل الاجتماعي بشكل أسهل من أي وقت مضى بنشر الرسائل السامة وغير المتسامحة .
منصات الاعتصام، بما مثلته من ظاهرة ادعت بتمثيلها لكل المكون السني، ومعاداتها، التي لا تقبل الحوار او النقاش، للمسلمين الشيعة، الذين لا تخلو منطقة من مناطق العراق من شماله الى جنوبه من تواجدهم على مدى قرون من الزمن. وبما افرزته من اصطفافات أحدثت شرخا عموديا وافقيا في داخل المكون السني المحصور في المحافظات الغربية الثلاث، وتم تحقيق انضمام اكثر من ثلثي العشائر والقبائل السنية وحتى من سكنة البلدات والمدن الصغيرة وانخراط اكثر من 75000 خمسة وسبعين الفا من المقاتلين السنة المدربين اعلى تدريب في المؤسسة العسكرية العراقية ابان حكم البعث وهدام البلاد والعباد، وعشرات الالاف من شذاذ الافاق الذين تداعوا من عشرات البلدان للمساهمة في هذه المهمة ( الجهادية الملزمة لكل مسلم ومسلمة للقيام بذبح وقتل ) كل من يقع بأيديهم من المسلمين الشيعة، فليس عندهم من حكم ( شرعي ) تجاه الشيعة الا القتل المهول. وبعض من ما شجع على تدفقهم الخطير، ما قاموا به من اعمال سبي واغتصاب والمتاجرة بالغلمان والفتيات الصغيرات والنساء فانه عندهم وعد من السماء حققته عصاباتهم ( بنكاح ) كل الكافرات في الدنيا ما طاب لهم وتطمين قلبوهم ان بانتظارهم الاف الحوريات الجاهزات للنكاح في الجنان العلى، فعمت المجازر والمذابح والابادة البشرية والاغتصاب والسبي واعمال لا يمكن، ابدا، لكل ذي عقل سوي قبولها او فهمها، ابدا، ومن الفواجع الكبار ان ابيد كل شيعي ظفروا به في المناطق التي داسوها بأقدامهم القذرة وانه لمن المفجع ما قاموا به تجاه الازديين والسريان والكلدان والاشوريين والكاككئية وغيرهم، واتذكر جيدا ما قاله احد المسنين من اخوتنا المسيحيين الذين تركوا بيوتهم واملاكهم وغادروا اذ قال ( ان ما يجري لنا شيء بسيط ... لقد خيرونا بين ان نسلم او ندفع الجزية او نرحل ... ولكن الشيعة، اويلي عليهم، لا يوجد أي خيار لهم الا القتل الوحشي، الله يساعدهم ! ) ونبع كل ذلك واعتمد كغطاء فكري غاياتي. ويبرر الجهاديون المتعصبون مثل تنظيم الدولة الإسلامية قتل المرتدين تحت مبدأ التكفير، وفي أوجه، استهدف تنظيم القاعدة العدو البعيد أو أمريكا على وجه الخصوص. ولكن تنظيم الدولة الإسلامية يعتبر المشاعر المعادية للشيعة في مركز أيديولوجيته السامة.
فتلك الشناعات التي قام بها هؤلاء الاوباش ستبقى علامات اكثر من سوداء بجبين فاعليها وداعميها ومموليها وسانديها ومسلحيها، وعارا ابديا يكلل رؤوس من اواهم في منازله وكل من احتضنهم ورعاهم، وكل من خطط وعمل على قيام هذا التنظيم لأغراض إبقاء او إعادة سيطرته على كل الموارد الطبيعية وإبقاء الأسواق مفتوحة امامهم واحكام القبضة على المنطقة لأهميتها الاستراتيجية والكونية ولأهميتها العظيمة، التي لا يمكن بأي شكل من الاشكال من نسيانها او التغاضي عنها او اخمادها، للكيان الصهيوني المصطنع على أراضي فلسطين. فإسرائيل كانت وما زالت تخطط وبمشاركة قوى الطغم المالية والصناعية والعسكرية في العالم لكسر قيود عزلتها الشكلية في المنطقة، وفرض هيمنتها السياسية والاقتصادية والثقافية على كل محيطها. والأخطر من هذا هو سعي إسرائيل الجاد لترسيم حدودها مع جيرانها. فإسرائيل هي ( الدولة ) الوحيدة في العالم والتي يخلوا اعلان تأسيسها وقوانينها من تحديد للحدود بشكل تام ومطلق. ولا تخفى الأوساط السياسية الإسرائيلية عن تطلعاتها ( التاريخية التوراتية ) في قيام ( دولة ) إسرائيل على كامل أراضيها، والتي هي برأيهم تمتد من نهر الفرات شرقا الى البحر المتوسط والنيل غربا وجزء كبير من الأردن حتى الوصول الى حدود نجد الشمالية جنوبا والى أجزاء تمتد في لبنان تشمل ( كل، ان امكن ) منابع المياه العذب.
وكان اقتراب او تقدم همج الجهاديون المتعصبون مثل تنظيم الدولة الإسلامية، الموغلين في قتل ما سموهم بالمرتدين تحت مبدأ التكفير في شريعتهم الخاصة بهم، من المناطق ذات الكثافة السكانية العالية وتهديدها بإبادة كل شيعي وشيعية بغض النظر عن سنهم واحوالهم وأيضا عزمهم الشديد على هدم وإزالة كل المؤسسات الدينية التابعة لطائفة المسلمين الشيعة ومنها المراقد المقدسة لديهم وفي أوجه، فقد تجاهل أبو بكر البغدادي، أو ( الخليفة )، المناشدات التي كتبها أيمن الظواهري، خليفة أسامة بن لادن، والامتناع عن القتل العشوائي للشيعة، وبدلًا من ذلك، قام بمهاجمة الأنظمة التي ( يهيمن ) عليها الشيعة والعلويون في العراق وسوريا ، وايديولوجية العداء الهمجي البربري التكفيري الذي تستند اليه داعش ات من الفكر السلفي للسلفية التكفيرية التي شاعت وانتشرت بشكل مثير ومقلق جدا في عموم الدول التي يتواجد فيها المسلمون السنة في السنوات الأخيرة، وانا شخصيا لدي الكثير من الشكوك حول ان هذه الأفكار يجري الدفع بنشرها من قيل أوساط معادية للشعوب المغلوب على امرها والتي تحتوي أراضيها على موارد طبيعية هائلة ومن قبل أوساط معادية للإسلام. وتقوم هذه الأيديولوجية معتمدة على فتاوى سنية في تكفير الشيعة، فبعض علماء المدرسة السلفية يكفرون شخصيات بارزة في الطائفة الاثنا عشرية. و هناك من السلفية من يعارض التقارب ويرفضون المعتقد الاثنا عشري مستندين لأقوال قدامى علماء السنة مثل: البخاري ومالك والقرطبي وأحمد بن حنبل وابن كثير ، وأئمة السنة من الصوفية مثل أبو حامد الغزالي وعبد القادر الجيلاني، وأبو الحسن الأشعري والإسفراييني ، بل وقد زاد البعض وأفتى بجواز قتل الشيعة، أمثال ابن كمال في عهد الدولة العثمانية، وابن جبرين (1933-2009) و ما قاله البخاري : ( ما أبالي صليت خلف الجهمي والرافضي، أم صليت خلف اليهود والنصارى ولا يسلم عليهم ولا يعادون ولا يناكحون ولا يشهدون ولا تؤكل ذبائحهم ). خلق أفعال العباد ص 125 وما قال ابن كثير عن قوله سبحانه وتعالى : ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطئه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار.. ) قال : ( ومن هذه الآية انتزع الإمام مالك رحمة الله عليه في رواية عنه بتكفير الروافض الذين يبغضون الصحابة قال : لأنهم يغيظونهم ومن غاظ الصحابة فهو كافر لهذه الآية ووافقه طائفة من العلماء على ذلك ). تفسير ابن كثير ج 4 - 219 قال القرطبي : (لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب في تأويله فمن نقص واحداً منهم أو طعن عليه في روايته فقد رد على الله رب العالمين وأبطل شرائع المسلمين).تفسير القرطبي (16 / 297) وروى الخلال عن أبي بكر المروذي قال : سألت أبا عبد الله عمن يشتم أبا بكر وعمر وعائشة؟ قال : ما أراه على الإسلام. وقال الخلال : أخبرني عبد الملك بن عبد الحميد قال : سمعت أبا عبد الله قال : من شتم أخاف عليه الكفر مثل الروافض، ثم قال : ( من شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نأمن أن يكون قد مرق عن الدين ). السنة للخلال ج 2 / 557 – 558 وساق ابن كثير الأحاديث الثابتة في السنة، والمتضمنة نفي دعوى النص والوصية التي تدعيها الرافضة لعلي ثم عقب عليها بقوله : ( ولو كان الأمر كما زعموا لما رد ذلك أحد من الصحابة فإنهم كانوا أطوع لله ولرسوله في حياته وبعد وفاته، من أن يفتاتوا عليه فيقدموا غير من قدمه، ويؤخروا من قدمه بنصه، حاشا وكلا ومن ظن بالصحابة رضوان الله عليهم ذلك فقد نسبهم بأجمعهم إلى الفجور والتواطيء على معاندة الرسول صلى الله عليه وسلم ومضادته في حكمه ونصه، ومن وصل من الناس إلى هذا المقام فقد خلع ربقة الإسلام، وكفر بإجماع الأئمة الأعلام وكان إراقة دمه أحل من إراقة المدام ). البداية والنهاية ج 5 / 252 وقال : ( ولأجل قصور فهم الروافض عنه ارتكبوا البداء ونقلوا عن علي أنه كان لا يخبر عن الغيب مخافة أن يبدو له تعالى فيه فيغيره، وحكوا عن جعفر بن محمد أنه قال : ما بدا لله شيء كما بدا له إسماعيل أي في أمره بذبحه.. وهذا هو الكفر الصريح ونسبة الإله تعالى إلى الجهل والتغيير). المستصفى للغزالي ج 1 / 110). حيث عبد القادر الجيلاني (وهو الذي تنسب له الطريقة القادرية) يؤلف كتاب الرد على الرافضة ويدلو دلوه علماء كبار معتمدين ومتبوعين من علماء اهل السنة وهنك الكثير جدا من هذه الطروحات والفتاوى الواجبة الاتباع ومنها كتابات وفتاوي الإسفراييني (وكان يلقب بركن الدين وهو أول من لقب به من الفقهاء) يؤلف كتاب "التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين وما ورد في كتاب "خمس رسائل في الفرق والمذاهب" ص 195-201: فيحل للمسلمين أموالهم ( أي الشيعة ) ونساؤهم وأولادهم. وأما رجالهم: فواجب قتلهم إلا إذا أسلموا ... وانتشرت الادعاءات والفتاوي الداعية لقتل الشيعة أينما كانوا والقول أن ( الشيعة الروافض ) هي فرقة مذهبية ضالة منشقة عن الإسلام فلغتهم الرسمية إلى الآن ما زالت : الفارسية والقول الغريب غير المتوازن من ان التغييرات التي حصلت من انها ثورة مجوسية شيعية رافضيه خالصة فالمجوس الشيعة الروافض : لا مرجع ثابت لهم في الدين فهم لا يعترفون بعلم الحديث كما يصف الخطباء السنة المتطرفون في المملكة العربية السعودية أو الكويت الشيعة بأنهم “عبدة الأوثان”. كما يسخرون من الإيرانيين بأنهم “صفويون”، في إشارة إلى السلالة الصفوية في القرن السادس عشر. ويبرر الجهاديون المتعصبون مثل تنظيم الدولة الإسلامية قتل المرتدين تحت مبدأ التكفير.
الصدامات في حقائب التاريخ : على مدار التاريخ حدثت العديد من الصدامات بين الشيعة والسنة تبادل فيها كلا الطرفين الاتهامات. فيرى الشيعة اضطهاد سني لهم في التاريخ، خصوصاً في العصر الأموي والعباسي والعثماني، وفي مقابل هذا الاضطهاد قامت ثورات شيعية أشهرها ثورة القرامطة وثورة النفس الزكية وغيرها. ولكن الصدام الذي تسبب في شق وحدة المسلمين كما يرى حسن العلوي وعلي شريعتي هو صراع الدولة العثمانية مع نظيرتها الصفوية، فالدولة الصفوية استغلت اضطهاد العثمانيين للشيعة واستمالت بعض رجال الدين البارزين في تلك الفترة أمثال علي الكركي الذي أصبح الحاكم الفعلي في زمن الشاه طهماسب، فعمل على تأليف كتابه الشهير ( نفحات اللاهوت في شتم الجبت والطاغوت ) الذي اعتبره الكاتبان حسن العلوي وعلي شريعتي بداية الخلاف العقائدي. ويقول حسن العلوي أن المرجع الشيعي في النجف في تلك الفترة إبراهيم القطيفي عارض بشدة علي الكركي وصنف حسن العلوي إبراهيم القطيفي في خانة التشيع العلوي
كل ذلك شكل احد العوامل الرئيسية لصدور فتوى الجهاد الكفائي من المرجع الأعلى لطائفة المسلمين الشيعة والتي أشار فيها انها لكل المسلمين وليس للشيعة فقط، يضاف الى هذا ما شكله داعش من تهديد خطير، تهديد وجودي لكل الشعب العراقي على اختلاف مكوناته كما هو تهديد وجودي خطير جدا على كامل الكيان السيادي العراقي ما استوجب معه اصدار هذه الفتوى الغير اعتيادية ابدا. وشكلت هذه الفتوى، واستجابة الشيعة لنداء المرجعية للجهاد الكفائي وتصدي الحشد الشعبي للإرهاب وانتصاراته في جرف الصخر وآمرلي وبيجي اذهلت أعداء الشيعة من كل الكيانات والاستجابة المليونية لها من أبناء الشعب العراقي على اختلاف أماكن سكناهم واختلاف أعمارهم، صدمة قاسية جدا وموجعة الى حد اللعنة لأصحاب الخطاب التقسيمي، ولأصحاب خطاب منصات الاعتصام سيئة الصيت، وجعيرهم الحيواني التهديدي باجتياح بغداد وإعادة حكم السنة ( هكذا وبكل صراحة ) وتطهير المناطق الشيعية من سكانها الأصليين الذين وصفوهم ( بالخنازير وبشكل صفيق وقح دنس فج وقبيح، ووقف بوجهها بشكل عدائي جلي ومستفز وعدواني الأكثرية المطلقة لممثلي المسلمين السنة، والذين يتبؤون اعلى المراكز السيادية من رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء ومجلس النواب والوكلاء والمراتب الوظيفية العالية في الدولة وبما يشكل اكثر من ضعفي استحقاقهم اذا ما احتسبنا وزنهم السكاني، والذي اعتمد كمقياس في توزيع الكراسي والمناصب السيء الصيت ومنذ العام 2003. وتشير إحصائية تقديرية حديثة العهد من معهد الشؤون الخارجية السويدي الى تسنم ممثلي السنة الى ما يقارب نصف المواقع الأشد تأثيرا في مفاصل الدولة وسلطتها الاتحادية والحكومات المحلية.
{ انه لو كان هنالك مرجعا سنيا في العراق لما بقي شيعي واحد في البلاد }
ونكون مخطئين بشكل لا يقبل التسامح معه او حتى العيش معه ان اهملنا تصريحات احد اكبر المرجعيات الدينية السنية المعتبرة في ( خانة ) المعتدلين، المعرف بالشيخ احمد الكبيسي، صدمة كبرى للعديد من اللذين عولوا على ( اعتداله ) المزعوم، او تأملوا ان يلين قادة السنة ويسحبوا مطالبيهم الخارجة عن كل منطق والمثيرة للحساسيات والارتباكات وشل عمل المؤسسات السيادية في الدولة بأكملها ! فقد صرح مؤخرا بقوله : { انه لو كان هنالك مرجعا سنيا في العراق لما بقي شيعي واحد في البلاد } ما يشكل دعوة صريحة وغير مموهة بألبته لتفعيل شعار ونهج ومسلك { لا شيعة بعد اليوم } المشؤوم. ولا يخفي أكثرية الساسة السنة تطلعهم ورغبتهم وسعيهم لإقامة كيان سني ( خال ) من الاخرين ( ! ) حتى وان تطلب الامر الانفصال عن الدولة العراقية ولهم في إقليم كردستان مثالا يحتذون به. وليس من الغريب ان تبدي إسرائيل ترحيبا بهذا التوجه بالإضافة الى الأردن التي اعلن ملكها بتصريح مباشر بوضع السنة في العراق تحت حماية المملكة التامة.
وظهور أسماء وأرقام هواتف الغالبية العظمى لقياديين سياسيين منتخبين من الشارع السني في العراق والمتبوئين لأعلى المناصب السادية في الدولة واستحواذهم على ما يقارب نصف كل المواقع السيادية والوزارات ووكلائها والمناصب الدبلوماسية والإدارات العامة على المستوى الاتحادي وما يزيد عن نصف القيادات العسكرية للجيش العراقي وفي الشرطة الاتحادية، في التلفون النقال للمنبوش المجرم الدوري وقوائم اتصالاته، وخزين المعلومات عن المكالمات المخزونة في الهاتف يشكل برهانا ماديا حسيا ملموسا ومفصلا لأدوار قادة السنة الباكين جراء التهميش الطائفي الذي اوقعه الشيعة بهم، مثل هذا البرهان هو ليس باكتشاف هذا الهاتف ومحتوياته ولكن المفجع اكثر معرفة الغالبية المطلقة من قادة المكون الشيعي بهذه الخيانات وعلمهم الأكيد بوقوف قادة السنة خلف كل التفجيرات وعددها بالألاف واعمال الاغتيالات واعمال تخريب الأداء الوزاري والقضائي والانتخابي والخدمي وغيرها الكثير، وهذا يعرفه كل عراقي أينما وجد. ورغم كل ذلك بقت ( اللحمة ) اغلى من كل الخيانات والقتل اليومي بالشيعة. وجدير بالذكر ان القوات الأمنية عثرت على اسم الهارب طارق الهاشمي، في هاتف المجرم عزت الدوري وأسماء لبعض النواب والشخصيات السياسية ومسؤولين لأحزاب وبعض الوزراء.
ومثال حي ملموس مادي معتبر ومعتمد تصريح القذر ظافر العاني عضو مجلس النواب حول مقتل المجرم عزت الدوري البعثي الفاشي الطائفي حيث يصرح عبر فضائية التغيير : { الراحل عزة الدوري عندما يخاطب أتفه الناس أشرفهم ، حار في أمره أعداؤه وعجز عن وصفه أصدقاؤه يشهد الأعداء بصدقه ويعلم الأصدقاء طهره رجل قل نظيره بين الرجال إن وعد صدق وان قال فعل .... لا أقول سوى مثواك الجنة شهيدا. } فهل هناك ما يزال مشككين بالدور القذر الذي يلعبه ما يمسى بسياسيي المسلمين السنة المنتخبين من الجماهير السنية في محافظات نينوى وصلاح الدين والانبار وأجزاء صغيرة في ديالى وكركوك.
ان التحول الذي حصل في العراق من ما بعد 9 نيسان - ابريل من العام 2003 يوم دخول الجيش الأمريكي وحلفائه واحتلالها والذي جابه مقاومة شرسة جدا من أبناء الوسط والجنوب من المسلمين الشيعة، واعتراف الامريكان بذلك مشيرين الى ان هذه المقاومة كانت الأشد عنفا وايلاما التي واجهوها في العراق مضيفين ان دخولهم الى مناطق الانبار وصلاح الدين والموصل لم تحض بأية مقاومة تذكر، شكل صدمة ( عقلية ) هائلة الوقع في نفوس العشائر والقبائل السنية التي اعتادت على ان يكون الحكم بيديها صافيا ومن دون الاستعانة باي من الشيعة الا لأعمال الخدمة والتصفيق بـ ( موافج – سيئة الصيت، تعني موافق بشكل اعمى ) ان يفقدوا السلطة المطلقة على العراق، والتي امتدت الى قرون عديدة من الزمن، ووضعهم امام معادلة جديدة هي الاحتكام الى صناديق الاقتراع كشرط في توزيع مقاليد الحكم في البلاد. لا يمكن، ولا يكون من الممكن القبول، بذلك بحسب رأي الأكثرية المطلقة من الناخبين والمسلمين السنة بشكل عام، بهذا الامر واعلنوا عدائهم المطلق لبنية الدولة العراقية الجديدة. وهذا ما اظهروه بشكل فعلي وعملي بما سموه بالعداء للاحتلال من خلال تفجير التجمعات البشرية، في الأسواق والمدارس والمحلات والدوائر، المكتظة بالأناس الأبرياء من الأطفال والنساء وكبار السن وعمال المسطر والكسبة وبالمئات والالاف في موجات من اعمال الإبادة البشرية التي تعرض لها المسلمون الشيعة في العراق. ولا ننسى مجزرة جسر الائمة في الكاظمية حيث تم تسميم اكثر من الفي زائر ديني شيعي متوجهين لأداء طقوسهم الدينية في مدينة الكاظمية الشهيرة وفي غضون اقل من ساعة. هكذا وهكذا فقط حقق المسلمون السنة الانتصارات تلو الانتصارات الباهرة الاعجازية على العدو المحتل الأمريكي من خلال إبادة الشيعة الأبرياء.
يتبع ...



#علي_عبد_الرضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- { انه لو كان هنالك مرجعا سنيا في العراق لما بقي شيعي واحد في ...
- المطلوب قرار فريد من نوعه غير مسبوق ج 3 من ثلاثة اجزاء
- فهم الصراع الوجودي شرط لحسمه ج 2 ثلاثة اجزاء
- خطابنا والصراع الوجودي المحتدم
- صراع وجودي بأمتياز يتطلب قرارا فريدا من نوعه غير مسبوق – الج ...
- العراق : مفترق طرق حاسم وخطير
- السياسي : من يستمع جيدا ويتتلمذ ويتفكر بالأمر ويعمل
- لآذاركم في الواحد والثلاثين منه
- داعش - البعث - الحاضنة المتلفعة برداء السنة زيفا ... جنود ال ...
- ارفع النداء عاليا ... نعم للوئام بين الشعوب 2 – 3
- ارفع النداء عاليا ... نعم للوئام بين الشعوب 3 - 3
- لعبة الشطرنج ... الحرب العالمية لتقسيم الأسواق والموارد - ال ...
- للوئام بين الشعوب ارفع النداء ! 1 - 3
- لعبة الشطرنج ... الحرب العالمية لتقسيم الأسواق والموارد - ال ...
- لعبة الشطرنج ... الحرب العالمية لتقسيم الأسواق والموارد - ال ...
- الا يستحق الانسان ان نتنازع عليه في حرب ضروس ... !
- لعبة الشطرنج ... الحرب العالمية لتقسيم الأسواق والموارد - ال ...
- لعبة الشطرنج ... الحرب العالمية لتقسيم الأسواق والموارد - ال ...
- يا سياف ... !
- انه حساب الربح والخسارة


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عبد الرضا - { لا شيعة بعد اليوم } ... { انه لو كان هنالك مرجعا سنيا في العراق لما بقي شيعي واحد في البلاد } الجزء الأول من ثلاثة أجزاء