أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد عبعوب - -اسرائيل- واقع مقيت لا يرقى الى الحق..














المزيد.....

-اسرائيل- واقع مقيت لا يرقى الى الحق..


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 4785 - 2015 / 4 / 23 - 15:33
المحور: القضية الفلسطينية
    


يردِّد البعض عبارة أن "إسرائيل حقيقة واقعة غير قابلة للزوال" وهذه العبارة فيها الكثير من الالتباس.. يرددها البعض دونما تدقيق أو فهم مفصل لمغزاها.. فيما يرددها آخرون بقناعة ذاتية لكنها ـ وفي تقديري ـ حتماً قناعة خاطئة تتجاهل أسس هذا الصراع حول فلسطين ومساراته، كما تتجاهل وقائع التاريخ القريبة والبعيدة..
فأسس الصراع في فلسطين بين أهلها من الفلسطينيين بكل أديانهم وأطيافهم وأعراقهم، وبين الغزاة الصهاينة الذين أقاموا ما يعرف بـ"إسرائيل" قبل ستة عقود بتآمر بريطاني معروف ودعم أوروبي أمريكي غير محدود، وغرَّروا بملايين اليهود -الذين كانوا يعيشون كأقليات دينية في معظم بلاد العالم ويحضون بالاحترام والحقوق كافة، باستثناء فترة حكم النازية في ألمانيا- ونقلوهم إلى فلسطين بعد أن قتلوا وطردوا ما استطاعوا من سكانها من العرب الفلسطينيين، هذا الصراع في الواقع هو صراع من أجل الوجود وليس صراعاً على حدود يمكن حلها بالتفاوض فالذين شرَّدوا الفلسطينيين من أرضهم ويقولون إنه يمكنهم العيش في أي مكان من العالم، أسألهم:
- لماذا لم يتركوا هؤلاء اليهود المساكين الذين ضللوهم بالدعاية الصهيونية واقتلعوهم من بلدانهم الأصلية كما اقتلعوا الفلسطينيين قبلهم ، لماذا لم يتركوهم في بلدانهم، ويوفروا علينا وعليهم كل هذه الدماء والجهود والوقت؟؟..
- ولماذا يدفع الفلسطينيون من أرضهم ودمهم ثمن جريمة لم يكن لهم فيها أي دور؟؟

ـ ألم تظهر النازية التي يستند الصهاينة على جريمتها ضدهم كمبرر لاقتراف جريمتهم ضد الفلسطينيين، ألم تظهر في أوروبا ؟
- ألم يقتل اليهود في شوارع المدن الأوروبية وبأيدي أوروبية، فلماذا يعيد اليهود نفس التجربة المريرة التي تعرضوا لها في فلسطين؟؟
- أليس الأجدر بهم أن يطالبوا بالعدالة لهم في أوطانهم الأوربية التي ظلموا فيها بدل أن يكرروا نفس الجريمة ضد شعب آخر؟؟
- أليست الشعوب الأوروبية هي المسؤولة عن مأساة اليهود في أربعينيات القرن الماضي؟! فلماذا لا يتم تحقيق العدالة لهم في أرضهم، ويتم تحويل الأنظار عن المجرم الحقيقي الموجود، واستدعاء خرافات تاريخية لتنويم اليهود بها وتحويل نظرهم عن أصل القضية الحقيقية؟؟
ومن هذا المنطلق نؤكد لمن يقولون"إن إسرائيل حقيقة واقعة" نؤكد لهم أن إسرائيل واقع ظالم موجود اليوم بفعل غطرسة القوة ، لكنها ليس حقيقة كما يعتقدون..
- فأين الحقيقة والحق في اقتلاع شعب وجماعات من أراضيهم لصنع كيان كهنوتي يستند على خرافات توراتية مضى عليها آلاف السنين؟
- أين الحق في طرد أكثر من 4 ملايين فلسطيني من أرضهم التي وُجدوا فيها قبل آلاف السنين ؟؟
- أين الحق في التغرير بملايين اليهود الذين كانوا يعيشون في كل بقاع العالم كطبقة غنية وناشطة ويحضون بالاحترام والتقدير كمواطنين في بلدانهم، ليتم الزج بهم في حروب يُقتَلون فيها ويَقتُلون أبرياء لا لشيء، إلا لأن كاهن مهووس بخرفات التوراة أراد أن يجسد خرافاته على أرض الواقع؟؟
-أين الحق في "إسرائيل" دولة يهودية؟؟ أليست هذه نازية جديدة بثوب ديني قائمة على النقاء العرقي؟؟ أليست هذه إعادة وسخة للتجربة النازية القذرة المريرة التي يدعي الصهاينة أنهم بمشروعهم هذا يعالجون آثارها ؟؟
وهكذا تكون "إسرائيل" واقعاً لكنها قائمة على الباطل والظلم والعدوان والدمار لليهود والعرب معاً، ولابد أن يأتي ذلك اليوم الذي يتوحد في العرب واليهود لتفكيك هذا الباطل وإعادة الحقوق إلى أهلها، ولا بد أن يعود هؤلاء المُغرر بهم يوماً إلى بلدانهم مهما طال الزمن أو قصر.
إن من يرددون عبارة أن "إسرائيل" واقع غير قابل للزوال ويُلوِّحون بعصاها النووية، يجهلون أو يتجاهلون وقائع التاريخ القريب والبعيد ولابد من تذكيرهم:
- ألم يكن نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا قبل عقود نموذجاً مماثلاً في عنصريته وعدوانيته وقذارته لـ"إسرائيل"!! أين هو ذاك النظام اليوم؟؟
-ألم يكن ذاك النظام مدعوماً وبكل قوة وصلف من قبل أوروبا وأمريكا!! ألم يكن ذاك النظام يمتلك ترسانة نووية!! هل أطال الدعم الغربي عمر هذا النظام ؟؟ هل مكنته ترسانته النووية من الاستمرار؟؟ ألم يذهب ذاك النظام إلى مزبلة التاريخ وأصبح الأفارقة أصحاب الأرض هم سادتها!!؟؟
- ألم يحكم العرب شبه الجزيرة الأيبيرية ثمانية قرون!! أين هم اليوم؟؟ وهاهي إسبانيا دولة قوية تهددهم في عقر دارهم وتجني من آثارهم التي تركوها وراءهم الأموال الطائلة..
-ألم تبق فرنسا في الجزائر 130 عاماً؟ وها هي الجزائر دولة مستقلة وعضو بالأمم المتحدة ..
- أين هي امبراطورية بريطانيا التي لا تغيب عنها الشمس؟؟؟
إن التاريخ يفيض بمئات الأمثلة والوقائع التي تؤكد لكل ذي بصيرة أن "إسرائيل" ككيان يهودي عنصري قائم على اغتصاب أرض وبيوت وحق الفلسطينيين التاريخي في أرضهم، لا بد أن يأتي ذلك اليوم الذي يزول فيه ، ولن تجديه ترسانته النووية ولا دعم الغرب له.. وأن الفلسطينيين سيعودون إلى أرضهم ولو بعد عشرة قرون حتى وإن شتتوهم إلى البرازيل وكل أصقاع الأرض..
يرفع المروِّجون للصهيونية والمنافحون عنها لافتات مزيفة لإبعاد الأنظار عن جوهر الصراع حول فلسطين، فنراهم يرفعون لافتة الإسلام السياسي والظلامي وملالي طهران كحجة للتشكيك في شرعية النضال الفلسطيني، وإلباسه ثوبا لم يصنعه ولا علاقة له به، فالشعب الفلسطيني ومن ورائه بقية الشعوب العربية والقوى المحبة للسلام يقودون معركة لا علاقة لها بالإسلام الظلامي ولا بملالي طهران، فهذا الشعب أرضه محتلة وحقوقه مغتصبة ويتعرض للإبادة على يد حركة عنصرية مدعومة بترسانة سلاح ومال غربية مفتوحة بلا حدود، فما علاقة هذا النضال بما يردده الظلاميون سواء في طهران أو غيرها من البلدان.. أقول لهم هذه حيلة باطلة لا تنطلي على أحد، ونضال الشعب الفلسطيني نضال مشروع لاسترداد حقوقه المغتصبة وحماية نفسه من الإبادة العنصرية الصهيونية..



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التفكير الجانبي*!!
- العشق من أول نظرة.. قصة عاشق الكتاب
- -الديموكتاتورية- كأسلوب للانتحار الجماعي..
- الديمقراصهيونية المخادعة..
- خواطر عابرة (5) قوة الفوضى..
- خواطر عابرة (4) الواقع يخذل العقل!!
- رهاب الضياع يحاصر ذاكرة حسين نصيب
- المحطة السابعة التي لم يطرحها المفكر طرابيشي.
- خواطر عابرة.. (3/3) يوم دفنّا جنين الديمقراطية في ليبيا..
- خواطر عابرة.. (2/3) يوم دفنّا جنين الديمقراطية في ليبيا..
- خواطر عابرة.. (1/3) يوم دفَنّا جنين الديمقراطية في ليبيا..
- خواطر عابرة (2) زنزانة الملل..
- وباء الجنرالات يستشري من جديد في ليبيا.
- خواطر عابرة.. (1) أشواق على مذبح العقل..
- بني الجبل انتبهوا.. مستقبلكم في خطر!!
- ألم أقل لكم إنها حرب بلا معنى!!
- أين تجذف إسرائيل
- ديفد هاينز قرباناً على مذبح الهيمنة..
- صناعة الفوضى.. داعش نموذجا..
- اتهام البنتاغون لمصر والامارات بالتدخل في الصراع بليبيا يمهد ...


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد عبعوب - -اسرائيل- واقع مقيت لا يرقى الى الحق..