أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق الحاج - الا المخيم ..........!!














المزيد.....

الا المخيم ..........!!


توفيق الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 4785 - 2015 / 4 / 23 - 14:29
المحور: كتابات ساخرة
    




في اوائل الخمسينات من القرن الماضي ولد (المخيم) على انقاض احلامنا بالعودة .. افترش السوافي البكر.. وحل لون قوالب الزفزف والقرميد الداكن محل لون الطبيعة الاصفر البهي.. كنا ندلعه بكلمة (المعسكر)..وهويحمل ذكريات طفولتنا ولجوئنا ..لعبنا وتعلمنا وضحكنا وبكينا ..تظاهرنا وهتفنا... احببنا وكرهنا فيه.. ولما كبر وكبرنا انتفضنا به..طوردنا واعتلقنا .. وسقطنا شهداء وجرحى ومعتقلين..... ومن تبقى ...واصل الحياة ..معلما ومهندسا وطبيبا وثائرا ومقاتلا أو لصا وتاجرا وزعيما ..ولم ينس احد منا ان هذا المخيم محطة مرور الى حق يجب ان يعود..!!
تجاوز عمر المخيم الستين عاما ..وظهرت عليه علامات السيخوخة ولين العظام والسمنة المفرطة .. وضاقت شرايينه وتكلست رئتاه... وتاه مابين التوسع الافقي والراسي ... فبدت ملامحه مضحكة كتضاريس وجه اسماعيل ياسين في مستشفى المجانين..!!
اتذكر اول عملية جراحية خضع لها عنوة وبدون بنج في السبعينات وهو موفور الصحة على يد الفاتح الاسرائيلي(شارون) عقابا له على تمرده... واتذكر اننا تظاهرنا في (بلوك G) وكافةالبلوكات ضد ذلك لكن تبين فيما بعد ان رب ضارة نافعة...!! فقد عافاه ذلك من حدوث جلطات واختناقات..وانفجارات لاسمح الله...
هذا المخيم الختيار...نحن ندين له بكل شيء.. وبالتالي نحن حساسون جدا من الاقتراب منه بخير او بشر ... لان وفاته او تغييبه قبل ان نعود تعني تصفية حلم وانتحار وطن ..!!
وبصراحة اكبر...نحن نتحسس من أي تصرف لوكالة الغوث التي تسحبت عبر السنوات من خدماتها المستحقة للاجىء الى ادنى حد... فلا تموين ولاتغذية ولا غراب بين...!! واولاد الحرام ماخلوا لاولاد الحلال سكة... حتى اسماء مدننا وقرانا الاصلية طاردوها في السجلات المدرسية والاجتماعية وفي الذاكرة..!!
نحن نخشى من محاولة تذويب المخيم في محيطه بتواطئ فصائلي دولي سياسي في اطارتذويب كلي للقضية.. واعطس ..يرحمكم الله!!
انا ابن المخيم فارقته جسدا بعد الاربعين ..واحن الى ازقته كل صباح ... والى عتمة عبوسه كل مساء.. ففيه لايزال اهلي واحبتي..ولولا ضاقت بي فسحته ماضقت به..كيف وانا لازلت احلم في جنباته كل ليلة..
انا ابن المخيم ..ولا فخر..لست اكثر وطنية وحرصا وغيرةعليه من ابنائه الاخرين ولا ازايد على احد ... لكن من تسول له نفسه من قلة عاقة ...ان يتاجر بعمامته...لمنفعة او ظهور ...فهو بالعداء اولى وبالتعرية الزم ..
ارفض وبشدة ان يطلق مسئول على مخيمنا وصف (عش الدبابير)..!! حتى ولو بحسن نيه.. فهذا لايعبر عن احترام والتزام... انما عن شعور بالرغبة في التخلص من عبء ثقيل..كما رغب رابين يوما في التخلص من غزة...!!
كلنا مع التطوير واجراء الجراحات العاجلة وتوسيع شوارع واستحداث ساحات لمخيم عانى من الاهمال كثيرا حتى تضخم كبده واصابه المرض العضال... بل ونشكر من يتطوع لذلك .. الا ان ذلك لن يكون مفيدا الا بعلم ورضا اللاجئ المتضرر وقناعته وانصافه..بمبدأ بيت مقابل كل بيت بعيدا عن المساومة والابتزاز كما لو كنا تجارا في سوق مواشي..!!
ولن يكون مجديا ايضا الا بتوفير الامن والسلامة للشوارع الموسعة بارصفة او حماية..صيانة لاطفال من يتبقون في حضرة المخيم ..
يدي في يد من يخلص نية وعملا ...وساكون اول الداعمين لتطوير المخيم واول المشاركين والمباركين ...
وعاش المخيم .... المجد للمخيم محطة التحدي من اجل حلم مستحق بالعودة ..!!



#توفيق_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ساخرة ام مسخرة....؟!!
- اخواني....ومش اخواني....!!
- فرخندة....................!!
- فأر ..في المجدرة..!!
- جحش ..ولا فخر..!!
- عدي رجالك عدي......................!!
- يا سلام سلم ...عنزة بتتكلم..!!
- شيء من الرعب.......................!!
- أصل الحكاية..من النهاية للبداية..!!
- ثورة ايه....يااااسعادة البيه..؟!!
- ساخر...من ..ساحر..؟!!
- لازلنا...بين علي ومعاوية....!!
- سيدي الرئيس ..اوجعتني..!!
- ارهاب..ياعرب ..ارهاب..!!
- أول الربيع ...كان غزة..!!
- الله اكبر...الله اكبر........................ !!
- يا رضا الله ...وبس..!!
- سين سؤال ..جيم جواب..!!
- كوكتيل دم.....................!!
- في بيتنا ....داعش!!


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق الحاج - الا المخيم ..........!!