أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جعفر هادي حسن - العنف ضد المرأة في إسرائيل















المزيد.....

العنف ضد المرأة في إسرائيل


جعفر هادي حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4785 - 2015 / 4 / 23 - 14:29
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


العنف ضد المرأة في إسرائيل
جعفر هادي حسن
توجد حوادث عنف عائلي وغير عائلي في إسرائيل، كما في أي بلد آخر ،وربما كانت نسبة هذا العنف في إسرائيل أكثر من غيرها في البلدان الأخرى نسبة إلى عدد سكانها، ولذلك أسباب، لسنا في صدد الحديث عنها هنا.وتذكر إحصائيات أن واحدة من كل سبع نساء قد عانت من العنف، وان واحدة من ثلاث قد عانت شيئا من العنف، بسبب كونها إمرأة.ويعتقد أن خمسا وعشرين شريكة حياة،-زوجة أو صديقة- تقتل في كل سنة ، من قبل شريكها وبسبب تزايد العنف العائلي منذ ظهور الدولة، فقد طالبت الحركة النسوية الدولة ،مساعدتها في إنشاء مركز لهؤلاء النساء اللائي يمارس ضدهن العنف ،ولكن الدولة كانت تنكر في البداية وجود شيئ من هذا والحاجة إلى المركز ، وعندها بادر عدد من النسويات في عام 1976 من حيفا في إنشاء أول مركز لإيواء النساء، اللائي يمارس ضدهن العنف . ثم بعد اشهر أنشئ مركز آخر في هرتزيليا قرب تل ابيب.وكان هذا المركز قد أنشئ طبقا لأيدلوجية الحركة النسوية التي بدأت تقوم ببعض النشاطات لصالح المرأة. ويعتمد كل مركز على العمل الطوعي، والمساعدة المالية التي يقدمها الأعضاء .ثم انشأت ألمجموعة ستة مراكز خلال الخمسة عشر عاما اللاحقة .وأخذت الحكومة تساعد هذه المراكز وهي اليوم تخصص لها مساعدة مالية.وهناك اليوم على الأقل ثلاثة عشر مركزا، وواحد للنساء العربيات وآخر للنساء الأرثودكسيات، وآخر للحالات الطارئة للمدى القصير،وهي ليست كلها طبقا لفلسفة الحركة النسوية، ولكنها تقوم بمساعدتها كلها.
كما أن هناك اليوم ثمانية عشر مركزا للعلاج من أجل منع حدوث العنف في العائلة .وتذكر إحصائية من عام 1999أن عددا كبيرا من النساء اتصلت بالمراكز وأن 10% من هؤلاء هن من النساء العربيات . ووهناك أيضا أعداد من الرجال يعالجون في هذه المراكز ،وهم عادة يأتون بأمر من المحكمة لإيوائهم فيها، ويكون ذلك بدل فترة السجن التي يحكم بها الرجل.وتعطي هذه المراكز استشارات للأفراد وللزوجين،وللعوائل.وهدفها هو أن تهيئ فرصة لأعضاء العائلة في ان يعيشوا حياة خالية من العنف.
وبسبب انتشار حالات الإغتصاب أيضا فقد أنشأت الحركة النسوية مراكز للنساء المغتصبات،وكان أول هذه المراكز قد افتتح عام 1978 في تل أبيب ،وهناك اليوم حوالي عشرة مراكز في إسرائيل ،وقد توسعت خدمات هذه المراكز خلال العقود الماضية ،فهي تقوم بالدفاع عن الضحية وتقدم برامج تربوية ودروس في الدفاع عن النفس . كما تقوم بعض النساء من النخبة من عضوات كنيست وفنانات ،وإعلاميات بمساعدة هؤلاء الضحايا،وقد أنشات جمعية تضم هذه المراكز.
وتذكر الإحصائيات أن ثمانمئة امراة والف ومئتي طفل يدخلون المركز كل سنة، وكثير من النساء لايُقبلن بسبب عدم وجود مكان لهن،وتتراوح فترة بقاء القادمين والقادمات إلى هذه المراكز بين عدة ايام وسنة. وفي إحصائية حديثة كان هناك أكثر من خمسة آلاف اتصال عام 1998 تتعلق باعتداءات جنسية .وكان أكثر من 28% تتعلق بالإغتصاب وأكثر من 4% كانت محاولة اغتصاب وأكثر من 3% كانت المحاولة من قبل عصابة وأكثر من 6% كانت من قبل الأب،وأكثر من 3% من قبل الأخ وما يقرب من 9% من أحد أفراد العائلة وأكثر من 28% من قبل آخرين، وبقية الحالات كانت اعتداءات جنسية أخرى. وفي عام 1999 كانت هناك زيادة بنسبة 35% في الإتصالات لمراكز الإغتصاب. حيث كان أكثر من ستة عشر ألف إتصال، في هذا العام نصفها تقريبا تتعلق بحالات إغتصاب أو اعتداء جنسي أخر وقد عزي هذا إلى كثرة الحديث عن الموضوع ومناقشته في وسائل الإعلام.
Jewish Faminism in Israel (صص137-8)
الإحتلال والعنف ضد النساء
تذكر سيمونا شاروني في دراسة لها في كتاب
Studies of Israeli women مثالا على العنف الذي تواجهه المرأة الإسرائيلية وارتباطه بالإحتلال. .والمثال هو ماقام به جلعاد شيمان البالغ من العمر ثلاثة وعشرين عاما، الذي كان يؤدي الخدمة العسكرية في غزة عام 1989 .فعندما كان هناك في هذه السنة ،أطلق النار على بنت شابة فلسطينية عمرها سبعة عشر عاما كانت تقرا كتابا في شرفة شقتها فأرداها قتيلة.وكانت المحكمة العسكرية قد اتهمته باللاأبالية ،ومع ذلك فقد أطلق سراحه بعد أن استانف هو الحكم.وبعد سنتين من هذه الحادثة في عام 1991 أطلق جلعاد النار على صديقته السابقة وأرداها قتيلة.وتوضح هذه القضية كما تقول سيمونا العلاقة المتشابكة بين الرجل والمرأة والعسكرة والعنف ضد المرأة (في إسرائيل)،وهي ترى أن من الأهمية بمكان أن نضع قضية جلعاد ضمن احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية .
وقد أخذ العنف من قبل الجيش الإسرائيلي ضد المرأة الفلسطينية في الأراضي المحتلة، ينبه المرأة الإسرائيلية ويثير وعيها عن العنف في مجتمعها، بخاصة بعد الإنتفاضة الأولى .فقد أخذ عدد من المنظمات النسائية يتحدثن عن العلاقة بين العنف الجنسي كسلاح يمارسه جنود الإحتلال ضد المرأة الفلسطينية في الأراضي المحتلة ، وتزايد العنف ضد المرأة الإسرائيلية وعلاقة ذلك بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وتبين للمنظمات النسائية، أن العنف الذي يمارسه الجيش في الأراضي المحتلة، هو في الواقع نمطي ولم يتحده أحد أو ينتقده أو يثير التساؤل حوله، بل أصبح ثقافة ضد النساء الإسرائيليات يواجهنه يوميا فيشوارع إسرائيل وبيوتها. وأخذت النساء يحتججن بأصوات عالية ضد الإحتلال ،وضدالعنف الذي يمارسه الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة¬¬¬ وظهرت عدد من المنظمات تدعو النساء إلى الإحتجاج على العنف ورفض تهميشهن في الحياة الإجتماعية والسياسية وضرورة سماع أصواتهن.وكان من هذه المنظمات شبكة النساء الإسرائيليات للسلام ،ونساء ضد الإحتلال ،ونساء (موشحات) بالسواد التي تركز أيضا على إنهاء الإحتلال وغير هذه.
وتلقى عضوات هذه المنظمات الكثير من الإهانة والشتائم من قبل اليمين المتطرف،بخاصة مايوجه إلى النساء (الموشحات) بالسواد ،وتقول إحدى عضوات هذه المنظمة إن مايقوم به المعارضون مع هؤلاء النساء، يمثل أقصى نماذج االإحتقار والكره للنساء، ويعبر عن إنكار حق المرأة في التعبير علنا عن حقوقها المدنية وواجباتها كمواطنة للدولة. وتنتقد النسويات الصورة التي تعطيها الدولة للجندي بأنه المدافع عن النساء والحامي لهن بقولهن "إن صورة الجندي الذي يقتل النساء والأطفال في الأراضي المحتلة يوميا، ويأتي بالعنف إلى عائلته وأصدقائه، لايتفق مع الصورة التي ترسمها الدولة لهذا الجندي على أنه يخدم في الجيش من أجل حماية النساء الإسرائيليات والأطفال.
إن العلاقة بين التمييز ضد المرأة، والعسكرة، وبين العنف ضد الفلسطينيين والعنف ضد النساء في إسرائيل،يعتبر الآن من قبل الحركة النسوية موضوعا نمطيا .كما أن النساء الناشطات من أجل السلام،قد أصبحن على دراية ومعرفة، بهذه العلاقة منذ الإنتفاضة الأولى في ثمانينات القرن الماضي.وتربط راحيل أوستروويز، رئيسة تحرير المجلة النسوية "نوجا" بين العنف ضد النساء والإحتلال بالقول " الإضطهاد هو الإضطهاد وهناك علاقة قوية بين العنف ضد النساء والعنف في الأراضي المحتلة، فالجندي الذي يخدم في هذه الأراضي يتعلم بأنه يجوز استعمال العنف ضد الناس الآخرين ، ولذلك يكون هناك احتمال كبير أن يأتي بهذا العنف معه عند رجوعه إلى مجتمعه، وهذا له تأثير علينا كنساء".
كما أن التأكيد على الأمن القومي التي تعطيه الدولة الأولوية، ليس فقط يبقي الوضع على ماهوعليه،بل يؤكد على العلاقة بينه وبين العسكرة السياسية والعنف. وأخذت النسويات والناشطات الإجتماعيات يعين ويفهمن علاقة السيطرة الذكورية والعسكرة السياسية في الدولة.ويقلن بان التأكيد على الأمن القومي،وإعطائه الأولوية في إسرائيل يساهم في سيطرة الرجال ويبرر العنف ضد الفلسطينيين وضد النساء.
وتقول أخريات إن التأكيد على أولوية الأمن القومي ،وأنه أهم من حياة الإنسان يذكرنا بالأولويات الأخرى، مثل أن المعدات الحربية لها الأولوية بدل الأجور العادلة للمرأة،أو انفاق المال لنظام تعليم أفضل .



#جعفر_هادي_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاريخ اليهود القرائين منذ ظهورهم حتى العصر الحاضر
- تدمير دمشق في الفكر المسيحي الصهيوني
- طقس الكفاروت في ليلة يوم الكفور
- صراع الحريديم والعلمانيين على المدن في إسرائيل
- اليهود الحريديم
- تاريخ العراق الذي ينهب
- مكوياكفرقة يابانية صهيونية
- بين إيلان بابيه وبندكت سبينوزا
- من مفكري الحركة الصهيونية وفلاسفتها: يعقوب كلتزكن
- قانون العودة وهجرة اليهود غير المعترف بهم إلى إسرائيل
- جدعون ليغي الصحافي الذي يزعج اسرائيل بكتاباته
- من تاريخ الحركة النسوية اليهودية
- الصراع العلماني الديني في اسرائيل اسبابه وتجلياته
- منظمات يهودية تبحث عن -قبائل بني إسرائيل الضائعة- لتهجيرها إ ...
- احتفال اليهود بالسنة العبرية الجديدة
- هوس الديمغرافيا وظاهرة النازيين الجدد في اسرائيل
- الاحتفاء بحضارة بابل
- التغلب على الصهيونية:إنشاء دولة ديمقراطية واحدة على أرض إسرا ...
- بعد المؤرخين الجدد..ظاهرة الروائيين الجدد في إسرائيل
- اسرائيل واستقلال كوسفو


المزيد.....




- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جعفر هادي حسن - العنف ضد المرأة في إسرائيل