أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دعد ديب - يوسف زيدان بين وحدانية الإله والآلهة الأنثى














المزيد.....

يوسف زيدان بين وحدانية الإله والآلهة الأنثى


دعد ديب

الحوار المتمدن-العدد: 4784 - 2015 / 4 / 22 - 11:04
المحور: الادب والفن
    



لكل كاتب أو روائي محور أساسي أو سيالة غير مرئية تنوس حولها دلالات أعماله وتشير إلى ثوابت أفكاره بمعنى الناظم المركزي الذي يشكل مجمل رسالته التي يريد إيصالها إلى القارىء ..ذلك إذا سلمنا بأن فكر الأديب يشكل منظومة أفكار غير متعارضة وتلاقي بعضها وتتجاذب في مراميها البعيدة نلاحظ أن هذه المسألة محيرة ومربكة عند الروائي يوسف زيدان فالإله المتوحد في ذاته هي الحقيقة التي يوحي لنا بانحيازه اليها في رائعته عزازيل الحائزة على جائزة البوكر لعام 2009 فهو يجتهد في استنطاق شخصياته الآتية من عمق التاريخ وذلك على لسان نسطوريوس بطريارك القسطنطينة بين عامي 421-431ميلادية من خلال محاولة نفي قداسة الرحم الذي حمل المقدس- يسوع اذ ينحى الى نزع صفة القداسة عن مريم العذراء...واعتبار دورها يقتصر على كونها وعاء للمقدس فحسب وليست مقدسة بحد ذاتها.......وهذا ينسجم الى حد ما مع فكرة التوحيد الواردة في القص الإسلامي باعتباره الإله كائنا بذاته وكانت فكرة إعادة إحياء قداسة الأنثى في المسيحية الاولى من خلال العذراء مريم ماهي إلا محاولة لاسترجاع زمن مقدس كانت الأنثى-الأم - المرأة تعتلي أهمية مقدسة لدورها الباني والحضاري على مدار التاريخ البشري توحي به الأساطير والرقم والآثار المكتشفة من عشتار الى سميراميس الى اورنينا مالبث الفكر المهيمن لاحقاً أن سحب البساط من تحتها بالتركيز على شخصية المسيح فقط ....وان فكرة نسطوريوس رغم مقاربتها للفكر التوحيدي لكنها بالفهم السيكلوجي هي احياء للفكر الذكوري القاضي بإقصاء الانثى عن موقعها القداسي والحضاري والطبيعي كتجلي لاندحار دور الأنثى في التاريخ-الانتقال من العصر الامومي الى العصر البطريرياركي -
هذا يحيلنا الى مدى اتساق ووحدة أفكار الروائي زيدان حيث جسدت رواية ((ظل الافعى)) فكرة إحياء الآلهة الانثى والانتصار للمؤنث ببعده الاسطوري والانساني والتاريخي حيث ان الرواية نص لتمجيد الانثى واعطاءها صفة القداسة لتماهيها في حالة الانبثاق لحظة الوجود والخلق من خلال استحضار اساطير الآلهة الانثى واستثمار الفكرة في قالب روائي على درجة عالية من الجمال والصنعة و التساؤل هنا بعيدا عن الاصطفافات الدينية التي قد يتهمه به البعض هو الى أي جانب يريد ان يوصل قارئه والى أي بر يريد له ان يرسو في روايتين كل منهما توصل لمغازي ودلالات بعيدة عن الأخرى الى حد ما ولايعني ذلك تجاهل الموضوع المحوري في عزازيل ..حيث الانسان حامل الصراع الازلي بين عقله وغرائزه بين موروثه الديني والأعراف المتناسله عنه ونزوعه الفطري للحب والحياة والجمال صراع تضمنه الأصوات المتعددة للشخصية المركزية ضمن فضاءها الداخلي اذ يندر ان تجد امرءاً لم يعش ذات التناقض في حياته بين الممنوع والمرغوب ..بين المتاح والمفقود.
كما أن إعادة الاعتبار والتذكير بالعالمة الاسكندرانية الوثنية هيباتيا وقصة سحلها من قبل متشددي الدين آنذاك تعطي ضوءا على دور الأديان سابقاً ولاحقا على اختلاف تجلياتها تجاه أي شيء يهدد سلطاتها ومكاسبها الدنيوية رغم ادعاءاتها الخضوع للاله في علياءه فالتكفير والغاء الاخر ومحاربة المختلف كان وما يزال سلاح الجهلة ومحدودي الافق وكارهي الحياة
ومن الجدير بالذكر أن القالب الذي وضعت الرواية فيه على شكل رقوق أثرية اكتشفت في مدافن منطقة على مقربة من أديرة حلب لإيهام القارىء بمصداقية الحكاية وإدخاله في اللعبة السردية قد سبقه إليها ألان نادو في روايته عبدة الصفر الصادرة عام 1993 عن دار شرقيات للنشر والتوزيع الذي يورد فيها اكتشاف أوراقا كذلك في منطقة أثرية هو الآخر كما أن الأحداث والتفاصيل في رواية عزازيل مقاربة لأحداث رواية صدرت منذ أكثر من قرن (( هيباتيا)) ل تشارلز كينجسلي الأمر الذي يستدعي التساؤل هل هو نوع من التناص أو الاتكاء أو التخاطر......التساؤل مشروع والاجابة مفتوحة وان كان زيدان يمتاز بسلاسة الأسلوب وعذوبة الروح وعمق المعنى التي يصيغ بهم عمليه المميزين ببراعة الصانع المالك لادواته ...وهو الكاتب الثر الذي لا يفتأ يلقي حجارة في بحيرة أفكارنا ليتخلق عنها دوائر تتسع الى ما لانهاية .. ليكبر السؤال ..إثر السؤال



#دعد_ديب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبيل الملحم وغواية القاع في (حانوت قمر)
- خليل صويلح بين جحيم الواقع وجنة البرابرة


المزيد.....




- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دعد ديب - يوسف زيدان بين وحدانية الإله والآلهة الأنثى