أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الشريف قاسي - بين البخاري الفارسي وابن رشد الأمازيغي















المزيد.....

بين البخاري الفارسي وابن رشد الأمازيغي


محمد الشريف قاسي

الحوار المتمدن-العدد: 4783 - 2015 / 4 / 21 - 21:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


انطلقت هذا الاثنين (20/04/2015) عبر جميع مساجد الجزائر قراءة صحيح البخاري و موطأ الإمام مالك بن أنس
و جرى الحفل الرسمي لانطلاق فعاليات هذه القراءة بالمسجد الكبير بالجزائر العاصمة تحت إشراف وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى بحضور عدد من المشايخ والأئمة و إطارات الوزارة والطلبة.
لست ضد فكرة القراءة لأي كتاب كان بل بالعكس أدعو إلى قراءة كل كتب الأديان والفلسفات والمذاهب البشرية، فما بالك بصحيح البخاري رحمه الله الذي يعد من التراث الحديثي والفقهي من مئات السنين لهذه الأمة، لكن ندعو إلى قراءته بالعقل النقدي والتحليلي الموضوعي الذي يجعلنا نستفيد منه في حياتنا اليومية والدينية، لا مجرد الترديد والحفظ بلا عقل ولا تدبر وتفكر. وللعلم أنني قرأته وهو موجود في مكتبتي وفهمته واستخلصت منه الكثير من الفوائد والأحكام كما سجلت بعض الملاحظات في كراسة لإعادة التدبر فيها. ولما نقرأ صحيح البخاري الفارسي لا يعني أن سنة الرسول هو كل ما جاء به البخاري، بل يوجد الكثير من الأحاديث النبوية الصحيحة لم يذكرها البخاري وذكره غيره كمسلم والترمذي وابو داود والنسائي وابن ماجة وغيرهم، بل ما جمعه الحاكم النيسابوري الفارسي أيضا من أحاديث صحيحة على شرط البخاري ومسلم ولم يخرجاها في صحيحهما، فجمع الحاكم الكثير من الأحاديث الصحيحة والغير موجودة في صحيح البخاري جمعهم في كتاب (مجلدات) اسماه المستدرك على الصحيحين ثم تبعه الذهبي في السير.
فما نريده إلا البحث عن الحقيقة وتبنيها وتنقيح كتب التراث ودراستها دراسة نقدية معمقة لا إلغائها وإهمالها، بل ندعو شبابنا إلى الحفاظ وحماية التراث الفكري والأدبي مع تنقيحه وعصرنته ، فبالماضي نبني الحاضر وبالحاضر نبني مستقبلنا، ولا حياة لأمة لا ماضي لها ولا حضارة.
تحتفل الجزائر ودول المغرب الامازيغي بكتاب البخاري الفارسي وتحتفل إيران بابن رشد الامازيغي،
إيران باعتمادها على فكر ابن رشد العقلاني تبني المفاعلات النووية وتعصرن اقتصادها وتنتج العلم والمعرفة وتفرض نفسها عالميا والند مع امريكا كل ذلك بفكر ابن رشد العقلاني .
ونحن نحتفل بكتاب البخاري الفارسي الذي جعلنا نثبت في مكاننا منذ القرن الثالث الهجري في قال وروي عن وفي الحلال والحرام وما بينهما وأن المرأة والكلب الاسود والحمار يقطعون صلاة الرجل (السيبرمان) إلى غير ذلك من الاحاديث التي يرويها لنا عن ابو هريرة وما يأتينا من بلاد الملك فهد والفهد والهرة من عائلة واحدة تسمى الهررة.
والفرق في نظري بين البخاري وابن رشد يكمن في أن البخاري مجرد حافظ وناقل لما سمعه من حديث بعد قرنين من الزمن، بمعنى (6) اجيال للهجرة، فهو عاش بين (194- 256ه) وهو لم يجتهد ويقدم علم من عصارة فكره ولم يبدع في علم غير حفظ الحديث ونقله وهو مشكور على هذا العمل، أما ابن رشد الاندلسي المغربي ( 520-595ه) فقرأ كتب الفقه والحديث والفلسفة والفكر وأتى بالجديد في الفلسفة كما جاء بالتجديد الديني وربط بين العقل والنقل واعطى اهمية الفكر والنظر والاستدلال والاستنباط والتحليل العقلي الفلسفي لفهم الدين ومقاصده وربطه بالواقع والمستقبل.
فالفرق شاسع بين الطرفين كما هو الفرق بين العقل الحفظي الببغائي والتبريري التخديري (العقل الادبي) والعقل النقدي التحليلي (العقل العلمي). فالحافظ ليس كالناقد البصير و المستنير.
ولكن المجتمع آنذاك كما المجتمع اليوم الذي مازال كما كان آنذاك وفي صراعه بين الفقهاء الحفاظ والعلماء النقاد وبتعبير آخر بين الجامدين التقليديين السلفيين المحافظين وبين العلماء والمفكرين التنويريين الحدثيين التجديديين قديما وحديثا، وانتصر في المعركة الدائرة الحفاظ على النقاد والسلفي على الحدثي والادبي على العلمي وبقيت الامة كما كانت لم تتقدم خطوة للأمام في الوقت الذي تقدم الغرب والشرق.
وها نحن المغاربة الامازيغ اليوم نحتفل بحفظ وترديد كتاب البخاري الفارسي وإيران الفارسية تحتفل بأراء وأفكار الفكر النقدي الفلسفي العلمي لابن رشد الامازيغي المغربي الاندلسي.
وهذا ما حدث عندما طردتنا أوربا من الاندلس وارجعتنا إلى حجمنا الحقيقي، ولما دخلت مكتباتنا في الاندلس وبجاية والقاهرة وبغداد وفاس أخذت كتب ابن رشد وابن سيناء وابن الهيثم وتركت لنا وأوصتنا مشكورة بحفظ والمحافظة على كتب البخاري وابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب وابن باز والقرضاوي بن لدن والخليفة الداعشي ابو بكر الثاني، والحقيقة أن الغرب نصحنا بالحفاظ على كتب تراثنا والحمد لله أنها لم تأخذ من مكتباتنا كتب التراث الفقهي والحديثي والتاريخي وإلا لما وصلت لما وصلت له اليوم من الاتحاد والوحدة الاوربية وغزو الفضاء واكتشاف امريكا.
لذلك نقول لأوروبا شكرا وألف شكر أنك تركت لنا الكتب الدينية والمذهبية التي تقتلنا كل يوم ونحن نردد الله أكبر جيناكم بالذبح وبعثت بالسيف بين يدي الساعة وجعل رزقي تحت ظل رمحي وأن المرأة خلقت من ضلع أعوج وهي والكلب الأسود والحمار سواسية. وكما جاء في صحيح البخاري في باب الجنة تحت بارقة السيوف (واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف). وقصة الحمار يعفور التي رواها ابن كثير في تاريخه (6/150) وابن الاثير في أسد الغابة (4/707) وكتاب لسان الميزان ، باب من اسمه محمد ، محمد بن مزيد .وكذلك : السيرة الحلبية ،غزوة خيبر وغيرهم من الحفاظ والفقهاء والمفسرين، وهذا نصها: عن أبي منظور قال:
لما فتح الله على نبيه خيبر، أصاب من سهمه أربعة أزواج من البغال وأربعة أزواج خفاف، وعشر أواق ذهب وفضة وحمار أسود ومكتل، قال : فكلم النبي الحمار، فكلمه الحمار، فقال له النبي : ما اسمك؟ قال : يزيد بن شهاب ، أخرج الله من نسل جدي ستين حماراً كلهم لم يركبهم إلا نبي، لم يبق من نسل جدي غيري ، ولا من الأنبياء غيرك ، وكنت أتوقع أن تركبني ، قد كنت قبلك لرجل يهودي، وكنت أعثر به عمداَ ، وكان يجيع بطني ويضرب ظهري، فقال النبي: سميتك يعفور ، يا يعفور ! قال الحمار: لبيك ، قال النبي : تشتهي الإناث؟ قال: لا . فكان النبي يركبه لحاجته، فإذا نزل عنه بعث به إلى باب الرجل فيأتي الباب فيقرعه برأسه فإذا خرج إليه صاحب الدار أومأ إليه أن أجب رسول الله، فلما قبض النبي جاء الحمار إلى بئر كان لأبي التيهان فتردى فيها ( انتحر الحمار) فصارت قبره جزعاً منه على الرسول . انتهى . فمثل هاته الروايات والاخبار والاحاديث لا يمكن أن يقبلها أو يرويها صاحبنا ابن رشد الامازيغي المغربي ومن على شاكلته من التنويريين القدامى أو المحدثين مثل جمال الدين الافغاني ومالك بن نبي وعلي شريعتي وإسلام بحيري وعدنان ابراهيم ونور الدين بوكروح. كما أنهم لن يقبلوا فتاوى مفاخذة الأطفال والزواج من القاصرات وجهاد النكاح وارضاع الكبير إلى غير ذلك من فتاوى شيوخ البخاري وغيره.
فالإسلام الذي نعرفه ونعترف به، ذلك الدين الذي يأمر بالتعقل والحكمة والاحسان والتدبر والتفكر في آيات الله في الكون وفي أنفسكم، والذي كرم الإنسان إذ أعطاه وسائل المعرفة والبحث والتحقيق والتدقيق والتحليل والتجميع ولم يحجر على عقله (آمن ثم فكر) ذلك الدين الذي أمر بالعلم والقراءة ومدح العلماء وأنكر التقليد وذم أهله واتباع الآباء والأسلاف والسابقين في غير ما آية، ولكن هل يستوي الأعمى والبصير؟
وهكذا تبقى الأمة في واد وعلمائها ( الذين يريدون اخراجها من الغرق لا أولئك الذين يريدون اغراقها في الدماء والخلافات والاوهام والخرافات) في واد، وخاصة عندما يسكت العلماء أو يسكتون وتكمم أفواههم بأي طريقة ( فكل الطرق تؤدي إلى روما) وتعدم وتحرق كتبهم ويتهمون في أعراضهم فيهجرون البلاد والأوطان (هجرة الأدمغة) وتخلو الساحة لأبو خليطة ومشايخ الحشوية كما يقول شيخنا شمس الدين الجزائري حفظه الله.
ويصبح داعش والقاعدة والنصرة ممثلين للإسلام دين الرحمة والمحبة والسلام والناطقين باسم الرب الديان.
فعلى الدنيا السلام وحيث لم يبقى للعقل مكان في بلاد الخرفان.



#محمد_الشريف_قاسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة السعودية العظمى والدور الاقليمي الواجب الاعتراف به
- المملكة العربية السعودية العظمى يجب الاعتراف بها كقوة اقليمي ...
- نفاق الإعلام العربي (العبري)
- الوهابية ...خطر على العالم أجمع
- الشيعة والتشيع
- الإرهاب الفكري في وسائل الإعلام والمنتديات التي يشرف عليها ا ...
- إسلام بحيري ومحاكم التفتيش المصرية
- المسلمون والعرب يمرون بمرحلة الاقتتال والحروب الطائفية والمذ ...
- الحمد لله لقد اتفق العرب مؤخرا
- حلف الدفاع العربي المشترك
- الجزائر ضد العدوان على اليمن الشقيق
- غزوة اليمن
- الحشوية بين قتل وتكفير العلماء التنويريين
- ضحايا بعض كتب التراث المتهافتة
- المسلمون ضحايا كتب تراث الإسلام الأموي المتهافتة
- دين جديد
- هل آل إبراهيم هم قادة العالم في الحقيقة ؟
- الحرية والإكراه في حياة المسلمين
- شكرا وألف شكر لداعش
- الكل ينقد الكل بلا بدائل


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الشريف قاسي - بين البخاري الفارسي وابن رشد الأمازيغي