أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - أحمد الناصري - رسالة من بعيد الى شهيد جميل آخر














المزيد.....

رسالة من بعيد الى شهيد جميل آخر


أحمد الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 1330 - 2005 / 9 / 27 - 11:56
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


الى الشهيد الجميل شمس الدين الموسوي ، شهيد المعارضة الوطنية الجديدة ، المعارضة للإحتلال والإرهاب والتخلف والسرقة ، والفساد والبيع والشراء بالدين والوطن والبشر والحجر والتراب ، المعارضة الجديدة التي تؤسس لمشروع وطني ، وتدافع عن إنسانية الإنسان ووطنية الناس ووطنية الوطن بالكلمة والموقف .
أعرف أن رسالتي هذه لن تصل أليك بعد الآن كما هي العادة بسرعة على أجنحة البريد الألكتروني العابر للقارات والمسافات والحواجز المتخلفة التي تقيمها فئة الخراب والتخلف ، لكنني سأودعها في بريدك الأبدي وتصبح ضمن تركتك ، لذلك لم أكن متعجلاً في أمري ، فقد قرأت رسائلك بهدوء تام يشبة الموت الأبيض الذي تتمتع وتسبح به الآن ، رغم أنف القاتل الجبان ، والذي سرت أليه بأيدي عارية ، لأعرف من أنت ، وكيف تفكر ؟؟ وماهي طاقتك الكتابية ؟؟ وماهي مصادرك المعرفية والمعلوماتية ؟؟ وكم هي شجاعتك وجرأتك الفائقة ؟؟ لأتعرف عليك من جديد وبشكل نهائي لأعرف من الذي قتلك ؟؟ ولماذا قتلك ؟؟
كيف أهتديت لهم بالجدل والمشاكسة والفضح الصارم ؟؟ كيف واجهتهم بالكلمة ؟؟ وكيف وصلوا أليك بسرعة كبيرة ، بعملية إستخبارية عسكرية إستئصالية ، وسرقوا يدك اليمنى ، وهو عمل يكشف تخلفهم وبدائيتهم الوحشية ، كما يفضح تصورهم المتخلف من أن الكتابة الألكترونية تتم بيد واحدة هي اليد اليمنى فقط ، كما في الكتابة القديمة ، وكم قطعوا من أيدي وأصابع ، وقد قطعوا من قبل لسان المغني ، في مدن وشوارع ومقاهي كثيرة ضربها طاعون الظلام .
أية بربرية هذه التي يتعرض لها عراقنا الحبيب وبصرتنا الطيبة . وبصرياثا الفيحاء الواسعة والمنبسطة والسهلة ، من المدن المائية التي بناها وقدسها الإنسان ، وحصنها من البرابرة والعتاة السفلة ، وجعلها مدرسة نحوية وفكرية وثقافية وموسيقية ، مدينة بحرية عالمية ، مدينة الفراهيدي والحسن البصري والسياب وسعدي يوسف والبريكان وكاظم الحجاج ومحمد خضير وجنان جاسم الحلاوي وكل الأجيال والمدارس الثقافية . ولكن من أين جاء البرابرة مرة أخرى ؟؟ هل من الديلم أم من نيسابور بعد أن سقطت هذه المدن هي الأخرى ؟؟ وزحف الجهلة والقساة والرعاع واللصوص وسرقوا كل شيء في بصرياثا ، ثم سرقوا يدك ، كعلامة تقدم الى أمير الظلام القابع في أقبية وكهوف التاريخ ، وهو يمضغ الحشيش القادم من وراء الحدود ؟؟
كيف توهموا إنهم يطفأوون شمسك ونورك بأيديهم ؟؟ ، وكيف ردوا على كلماتك الجريئة بالرصاص والسكاكين والبلطات ؟؟ قد أختلف معك في الرأي ، لكن ذلك لايجعلني أتخندق ضدك عسكرياً وجسدياً ، إلا عندما تكون فاشياً قاتلاً ، وحاشاك أن تكون غير ما كنته قلم جريء ، ولسان فصيح ناطق ، وعين ثاقبة ، في وسط الظلام والخراب الرهيب ، قد أرد عليك الكلمة بالكلمة والحجة بالحجة ، وفق منطق الحياة ، أما أن يصادر حياتك أحد ما فهي الجريمة المطلقة بحقك وحق الإنسان ، كل إنسان .
هذه الجريمة الغادرة تكشف خسة وقدرة القتله على ممارسة هذا الفعل المشين بدم بارد وسط العجزوالصمت الرسمي وربما المشاركة من بعض الأطراف ، في ظل الفوضى العامة العارمة ، لكن يمكن تسجيل كل هذه الجرائم والتقدم بها الى القضاء ومتابعها الى يوم قريب آخر ، ويمكن تسجيل عناوين القتلة التي وصلت منهم رسائل التهديد والتنفيذ رغم إنها كانت تحمل أسماء مغفلة ومزورة ، وهي عادة الجبناء والأنذال في كل زمان ومكان ، لكنها يمكن أن تكون بداية الخيط والأثر الذي يتركة المجرم الجاني أو الجناة ، ويمكن الإتصال والتعاون مع شركات الأنترنيت العالمية والشرطة الدولية للوصول للجناة القتلة ولو بعد حين ، حتى لايفلتوا من الحساب . كما أدعو الى تشكيل جبهة ثقافية وحقوقية لحماية والدفاع عن مثقفي وكتاب العراق من الحملات الهمجية الجارية في بلادنا ، كما أدعو جميع الكتاب في الصحافة والمواقع الألكترونية وفي الداخل بشكل خاص الى الحيطة والحذر وإتباع أساليب تقنية سرية وتمويهية للتخلص من الملاحقة والمخاطر الداهمة التي تحيق بهم .
لا أقول للشهيد شمس الدين أحترس ، أو لماذا لم تحترس فقد أصبحت هذه الأسئلة من الماضي ، وسقطت تحت أقدام شجاعتك النادرة ، وسخريتك المرة من الموت والقتل والقاتل المتربص بك ، لكنك ستبقى علامة ناصعة في الدفاع عن الوطنية العراقية الجديدة ، بينما سيبقى القاتل متواري ومطارد وملعون الى الأبد .
أقترح على موقع كتابات وكل المواقع الوطنية الأخرى أن تعيد نشر كتابات الشهيد وتجمعها من كافة المواقع ، وأن تسمى صفحة أو باب خاص بأسم الشهيد .
الكلمة الأخيرة كل المؤشرات في الوضع الراهن ، ومن بينها هذه الجريمة الجديدة ، تؤكد إن وجود الإنسان والوطن في خطرحقيقي داهم ، وإن محاكم ومحارق التفتيش قائمة ، وإن منع الفكر بالقوة المسلحة الغاشمة هو الأسلوب السائد .



#أحمد_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة : الأربعاء الدامي ، ما قيمة الكلمات والحبر أمام الدم ال ...
- تعليقات سريعة حول بعض الأحداث الجارية اليوم
- الدستور بإعتباره عملية إجتماعية قانونية سياسية وطنية ، والول ...
- ماذا تبقى لنا ؟؟ قراءة للمشهد العراقي ولبعض التغيرات الدراما ...
- تعليق : بوش الثاني وتخريجاته الهزيلة عن العراق
- قراءة سريعة للوضع العام في ضوء النتائج والتطورات الأخيرة
- كلمة : جورج حاوي بين الشهداء والصديقين ، وفي موضع القديسين
- كربلاء جديدة في الكرابلة ، وتصريحات خرقاء لجورج بوش الثاني .
- حول المبادرة الثقافية للشاعر سعدي يوسف
- رسالة أطالب بإيصالها الى صديقي القاص المبدع محسن الخفاجي
- مساهمة في الحوارات اليسارية
- رسالة في الغربة والأغتراب لأبي حيان التوحيدي
- أسئلة الماركسية الرئيسية ؟؟
- الطائفية السياسية تحركها ومخاطرها
- في الذكرى السنوية لمجزرة بشتآشان
- الصراع الطبقي ومفاهيم الحداثة
- رحيل يوسف عبد الكريم البيض ( عبدول ) في مدينة هورن الهولندية
- حول تأسيس الحركة الشيوعية العراقية / ملاحظات نقدية
- عرض لبيان المبادرة الديمقراطية العراقية
- منتصر لن تموت .. منتصر بيننا أبداً !!


المزيد.....




- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما
- اعتقال ناشطات لتنديدهن باغتصاب النساء في غزة والسودان من أما ...
- حريات الصحفيين تطالب بالإفراج عن الصحفيين والمواطنين المقبوض ...
- العدد 553 من جريدة النهج الديمقراطي بالأكشاك
- التيتي الحبيب: قراءة في رد إيران يوم 13 ابريل 2024
- أردوغان: نبذل جهودا لتبادل الرهائن بين إسرائيل والفصائل الفل ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 551


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - أحمد الناصري - رسالة من بعيد الى شهيد جميل آخر