أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - الوضع الفلسطيني الراهن وملامح المرحلة المقبلة















المزيد.....

الوضع الفلسطيني الراهن وملامح المرحلة المقبلة


خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 1329 - 2005 / 9 / 26 - 11:17
المحور: القضية الفلسطينية
    


الوضع الراهن وملامح المرحلة المقبلة
"ما بعد الانسحاب من غزة"

توضيحات
1. إنها المرة الثالثة التي يجبر فيها المحتلون على الانسحاب من أراض عربية كانوا قد استولوا عليها.. فالمرة الأولى كانت عندما انسحبوا من قطاع غزة عام 56 بعد العدوان الثلاثي على مصر.. والمرة الثانية عندما انسحبوا من لبنان عام 2001.. والآن يخرجون من قطاع غزة..
2. هي خطة أحادية الجانب تقدم بها شارون لاستباق أي مبادرات سياسية دولية تهدف لإلزامه بتطبيق قرارات الشرعية الدولية – وحتى يعرقل تنفيذ خارطة الطريق – مع كل الملاحظات الفلسطينية عليها
3. هي إعادة انتشار للقوات الإسرائيلية المحتلة.. وليست انسحابا حقيقيا – ولا يمكن القول أن قطاع غزة سيصبح محررا.. لأنه سيظل محاصرا ومطوقا من الخارج برا وبحرا وجوا.. وستستمر السيطرة الإسرائيلية على جميع معابره بشكل مباشر وغير مباشر..
4. الاحتلال أبقى بعد انسحابه العديد من القضايا العالقة-- كالمعابر والميناء والمطار والركام – حتى يشغل الفلسطينيين بها ويمنعهم من تكريس جهودهم للضغط في سبيل بدء مفاوضات الحل النهائي.. وسيعمل جاهدا على كسب الوقت لإكمال بناء الجدار.. وتهويد الأراضي الواقعة حوله.. لفرض وقائع استيطانية جديدة.. ويستمر بفعل ذلك حتى موعد الانتخابات الإسرائيلية القادمة.. وبذلك يفرض تجميد العملية السياسية بحجة الانشغال بالانتخابات..

موقفنا
1. نحن مع خروج المحتلين واندحارهم عن أي شبر من أرضنا
2. نحن نتعامل مع النتائج وأمامنا الآن نتيجتين قد تحققتا واقعيا: الأولى هي خروج المحتلين.. والثانية هي تكثيف الاستيطان في الضفة الغربية والقدس واستكمال بناء الجدار..
3. خروج المحتلين إنجاز تحقق بفعل تضحيات ونضالات وصمود جماهير شعبنا-- بكافة أطيافه السياسية وفئاته الاجتماعية-- منذ بداية الاحتلال ولغاية اليوم
4. أهمية هذا الانسحاب تكمن في انه يمكن اعتباره تراجعا للمشروع الاستيطاني القائم على التوسع والعدوان – وان هذا الانسحاب يتم على يد واحد من اكبر غلاة المتطرفين اليمينيين وهو شارون.. الذي ينظر له في إسرائيل كاب روحي للمستوطنين
5. خروج المحتلين بمبادرة إسرائيلية صرفة ( أحادي الجانب ).. يحمل في طياته مخطط خبيث وأكثر خطورة من كل المخططات الصهيونية السابقة.. حيث انه ( الاحتلال) يلقي بورقة لطالما استعد سابقة للتنازل عنها في وجه العالم.. ليأخذ من المجتمع الدولي اعترافا-- بأنه يسعى للسلام-- وبذلك يخفف حجم الضغوط الممارسة عليه لتقديم تنازلات أخرى – وليحصل في مقابل ذلك على مكاسب مادية وسياسية من حلفائه الأمريكان..
6. أمام رفض اليمين الإسرائيلي المتطرف لخطة شارون فان شارون سيعمل على تقديم تنازلات لإرضائهم ورشوتهم – بتكثيف الاستيطان في القدس وفي الضفة الغربية وسيعمل على إكمال بناء الجدار.. ضاما داخله كل الكتل الاستيطانية الكبيرة.. ويفرض وقائع جديدة تكون محصلتها منع إمكانية إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات السيادة ووحدة جغرافية..


ملامح المرحلة المقبلة
• دوليا
رضا دولي عن أداء شارون.. تضاؤل الضغوط على الحكومة الإسرائيلية للبدء بمفاوضات المرحلة النهائية.. وهو استجابة لإرادة بوش الذي طالب الرباعية وأصدقاء أمريكا بعدم الضغط على شارون لمساعدته على مواجهة التحديات التي تنتظره داخل حزبه الليكود.. سيكون هناك انفتاح دولي اكبر على إسرائيل... وبالمقابل ستمارس ضغوط كثيرة على الجانب الفلسطيني لتطبيق ما ورد في خارطة الطريق وخصوصا البند المتعلق بجمع الأسلحة وتفكيك الأجنحة المسلحة للتنظيمات.
• عربيا وإسلاميا
سنشهد خطوات تطبيعية بين إسرائيل وبعض الدول العربية والدول الإسلامية.. كما حدث مع قطر وتونس والباكستان واندونيسيا وأذربيجان.. بدعوى تشجيع إسرائيل على المضي قدما بما بدأته في قطاع غزة.. الأمر الذي ستستفيد منه إسرائيل كثيرا وسيشجعها ذلك على مواصلة خطتها الاستراتيجية لتأبيد الاحتلال في الضفة الغربية.. والتهرب من البدء بمفاوضات المرحلة النهائية.. وهذا الأمر هو إفراغ لقرارات القمم العربية وأهمها قمة بيروت وقمم منظمة المؤتمر الإسلامي-- والتي ربطت جميعها بين التطبيع وبين إعادة الحقوق الوطنية المشروعة للفلسطينيين والعرب.
• إسرائيليا
1. بدء ممارسة الضغوط على الجانب الفلسطيني – بهدف تجميد الأوضاع – ولمنعه من الانتقال إلى وضع الهجوم السياسي بالمطالبة بالبدء بمفاوضات المرحلة النهائية.
• المطالبة بتفكيك الأجنحة المسلحة للتنظيمات.
• التهديد بعرقلة الانتخابات لمنع حماس من المشاركة بها – إذا لم تتخلى عن سلاحها – وإذا لم تغير ميثاقها السياسي.
الهدف من هذه الضغوط هو جر الساحة الداخلية الفلسطينية إلى وضع الاقتتال الداخلي – إشغال الفلسطينيين بصراعاتهم – وبالتالي إظهارهم عاجزين وغير مؤهلين لإدارة شئون حياتهم.. وبالتالي تأجيل الدخول في مفاوضات المرحلة النهائية حتى تتضح الأمور الداخلية الفلسطينية.
2. تدخل إسرائيلي ( بالتنسيق مع أمريكا وبإسناد من الرباعية ) بشكل فاضح في الشئون الداخلية الفلسطينية... لان إسرائيل وصلت إلى قناعة تامة بان حركة حماس مقبلة على تحقيق فوز بالانتخابات التشريعية القادمة.. ولأنها فقدت الثقة-- بقدرة السلطة الفلسطينية على السيطرة على الوضع الداخلي الفلسطيني-- وبقدرتها على تنفيذ ما ورد بخطة خارطة الطريق والمتعلق بتفكيك الأجنحة المسلحة للتنظيمات ( جمع الأسلحة ) .. ولذالك قررت التدخل .. لعرقلة هذه الانتخابات..
هذا التدخل يصب في مصلحة حماس على المستوى الشعبي ويعزز من فرصها في الفوز بالانتخابات..
3. شارون ولأسباب تتعلق بشعبيته وبمكانته داخل الليكود سيلجأ إلى تصعيد خطير ضد الفلسطينيين.. للمزاودة على خصومه المتشددين.. هذا التصعيد سيكون عسكريا باستئناف سياسة الاغتيالات وتكثيف الاجتياحات وعمليات القتل والقصف لأهداف منتقاة في قطاع غزة الأمر الذي سينهي حالة التهدئة التي قررها الفلسطينيون وبالتالي إلغاء أو تأجيل الانتخابات....
4. تكثيف الأنشطة على جبهة الاستيطان والجدار... وتهويد القدس وفصلها نهائيا عن محيطها العربي...
5. تكريس تجزئة الوطن الفلسطيني بفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية.. وبتجزئة الضفة الغربية إلى كانتونات ( شمال ووسط وجنوب )...
6. إسرائيل ستمارس أقصى الضغوط العسكرية وخصوصا على قطاع غزة.. وقد ترتكب أبشع الجرائم.. لتفرض على الفلسطينيين وضعا يخرجوا به قطاع غزة من دائرة الصراع مع إسرائيل..الأمر الذي يتطلب من الحركة الوطنية الفلسطينية وضع استراتيجية جديدة للنضال الوطني والكفاح الجماهيري.. واشكالهما-- لمرحلة ما بعد الانسحاب من غزة.. وخصوصا تحديد دور قوى وجماهير غزة النضالي في المرحلة المقبلة
7. إسرائيل ستعمد إلى تصعيد الأوضاع العسكرية من جانب.. وستعمل على إشغال الفلسطينيين بما أبقته من مسامير جحا وقضايا معلقة في موضوع غزة كالمعابر والمطار والميناء من جانب آخر.. وهي ستماطل لكسب الوقت-- لإتمام بناء الجدار-- وتعزيز المستوطنات.. وستجرجر الفلسطينيين لمدة سنتين من المحادثات العقيمة حول جزئيان المطار والميناء والمعابر وتفاهمات شرم الشيخ... وذلك حتى موعد الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية.. حيث تتذرع بهذه الانتخابات كي لا تدخل بأية مفاوضات جدية حقيقية.

• فلسطينيا

سياسيا:
ستحاول السلطة الضغط باتجاه البدء بمفاوضات الحل النهائي.. لكنها ستغرق بالتفاوض على ما أبقته إسرائيل من قضايا معلقة بعد خروجها من غزة..

كفاحيا:
1. ستتعرض التهدئة الفلسطينية لضغوط شديدة قد تؤدي إلى إنهائها.. هذا ومن المؤكد أن التهدئة ستنتهي بعد الانتخابات ( هذا إذا جرت الانتخابات ).. وإنهائها سيكون على يد الأطراف التي ستخسر الانتخابات..
2. حماس ستعمل على تجيير خروج المحتلين من غزة لصالحها-- ولصالح منهجها بالعمل.. لتكرس نفسها كبديل للسلطة وفتح..
3. سيستعر الخلاف بين حماس من جهة والسلطة وفتح من جهة أخرى.. وستحاول حماس مواصلة العمل العسكري وان كان بشكل استعراضي أحيانا لتحرج السلطة أو للكسب الجماهيري.
4. ستحاول السلطة والقوى الأخرى تفعيل الكفاح الشعبي الجماهيري لمواجهة الاستيطان والجدار.. وسيكون هناك تعاون اكبر مع قوى السلام الإسرائيلية ( وهو تعاون سيتذبذب تبعا للنشاط العنيف إسرائيليا كان أو فلسطيني ).. وهذا التوجه هو محاولة لإظهار أهمية الكفاح الشعبي كشكل رئيسي للنضال في مواجهة الاتجاه الذي لا يرى إلا المقاومة المسلحة كخيار وحيد لمواجهة المحتل.


العلاقات الوطنية الداخلية:
1. ستبقى موضوعة إعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير حبرا على ورق ( على الأقل إلى ما بعد إجراء الانتخابات التشريعية ).. وستستمر جميع القوى برفع شعار تطبيق ما ورد في اتفاق القاهرة في هذا الخصوص.. لكن لطالما ظل الخلاف السياسي البرنامجي بين القوى الفلسطينية-- فلن يكون هناك إعادة بناء للمنظمة... قد تخطو حماس خطوة باتجاه الانسجام مع برنامج منظمة التحرير.. ( بإعادة النظر بميثاقها العام – وهو ما لمح إليه محمد غزال احد قادة حماس ).. وقد يكون لجوء حماس إلى هذا التغيير سحبا للذرائع التي قد تستخدمها إسرائيل لمنع إجراء الانتخابات.. لكن حماس تعتبر تغيير ميثاقها أيضا ورقة سياسية كبرى قد لا تعطيها للسلطة الفلسطينية.. بل ستساوم عليها عربيا ودوليا لتحقيق مكاسب ذاتية--- مثل شطب اسمها من قائمة الإرهاب، أو رفع الحصار عن مصادر تمويلها، أو وقف ملاحقة قياداتها واغتيالهم.
2. سترتفع حدة التنافس ما بين مكونات الطيف السياسي الفلسطيني-- وخصوصا ما بين حركة فتح وحركة حماس.. وقد تأخذ منحنيات صعبة من الصدام لان كل واحد منهما يطرح نفسه كبديل للآخر— وفتح ستدافع عن مكانتها كحزب حاكم وعن الامتيازات التي تتمتع بها من جراء هيمنتها على السلطة... وحماس ستعتبر أن مقاومتها ونهجها هما السبب في خروج شارون من غزة.. وأنها تحظى بتأييد وتعاطف جماهيري يجعل من حقها أن تكون شريكا كاملا لفتح في القرارات المصيرية.. حماس تسعى من اجل شراكة ثنائية مع حركة فتح في القرار .. مع عزوفها أي حركة حماس لغاية الآن عن المشاركة في السلطة التنفيذية-- لاعتبارات تتعلق بمرجعية السلطة ( اوسلو ) وكذلك حتى تجنب نفسها الانخراط في إدارة الشئون الحياتية للجماهير في ظل الصعوبات الاقتصادية الجمة وفي ظل الضغوط الخارجية الكبرى.
3. القوى الأخرى ستفشل في تشكيل قطب وتيار واحد ثالث-- وهذا راجع لعوامل ذاتية.. الأمر الذي ستستفيد منه حركتي فتح وحماس-- إذ أن الناخب من غير مؤيدي السلطة وحماس وعندما يرى تشتت القوى الأخرى فهو: إما يمتنع كليا عن المشاركة بالانتخابات... أو يعطي صوته لطرف قوي قد يكون في هذه الحالة فتح أو حماس.
4. هناك شكوك كبيرة في إمكانية إجراء الانتخابات التشريعية في موعدها.. فهناك مصلحة لكل من السلطة وحزبها وكذلك لحركة حماس في تأجيلها.. فالسلطة وحزبها غير جاهزين وغير مستعدين للانتخابات.. ولا يبدوا أنهم يتحركون جديا باتجاهها.. وإذا استمرت حالة التمزق والشرذمة الحالية السائدة داخل حركة فتح وصراعات مراكز القوى والنفوذ داخل السلطة.. فان الكاسب الأكبر من كل ذلك هو حركة حماس... ولذلك فان السلطة وفتح سيكون من مصلحتهم تأجيل الانتخابات.. أما حماس فإنها لن توافق على الشروط الإسرائيلية الأمريكية.. بتخليها عن سلاحها وحل جناحها العسكري وتغيير ميثاقها للسماح لها بخوض الانتخابات.. لان تنازل حماس عن نهج المقاومة يعني تنازلا عن سلاحها الذي شقت فيه الطريق لكسب الجماهير.. ويعني إظهارها كتنظيم براغماتي مستعد للمساومة وحتى على كل شيء ( مع عدم إسقاط إمكانية قيام حماس بتلبية هذه المطالب تدريجيا على مراحل زمنية طويلة – إذا ما حققت مكاسب ذاتية ).. ولذلك فان حماس وإذا شعرت باستحالة مشاركتها في الانتخابات إلا بهذه الشروط.. فإنها ستكون ميالة بل وستعمل على تأجيل الانتخابات.. خوفا من تفاقم الضغوط عليها----



الاوضاع الداخلية:
• إذا ما انتهت التهدئة فان لا شيء سيتغير على الجبهة الداخلية الفلسطينية.. بل إن التصعيد الإسرائيلي المرتقب سيقابله وضع فلسطيني داخلي صعب جدا حيث تفاقمت الأمراض التي تنخر الجسد الفلسطيني مما يضعف إلى حد كبير الصمود والمقاومة والانخراط الجماهيري في الكفاح الشعبي.
• لم يتحقق أي من وعود وشعارات الرئيس أبو مازن التي أعلنها إبان حملته في انتخابات الرئاسة.. فحالة الفوضى والفلتان الأمني آخذة بالازدياد.. والفساد ما زال مستشريا ولم تتم المعالجة الكافية لأي من ملفاته الكبرى..
• ستزداد هيمنة فتح على جسم ومقدرات السلطة-- أملا باستخدامها والاستفادة منها خلال حملات الانتخابات المحلية والتشريعية.. وسيزداد الصرف المالي.. وستزداد الضغوط على التوظيفات-- من قبل المحسوبين على حركة فتح-- استغلالا لظرف الانتخابات.. وهناك البعض داخل حركة فتح بدا يفكر منذ اللحظة في المرحلة القادمة—( إذا ما حققت حماس نصرا انتخابيا ينهي تربع فتح على عرش السلطة ).. ويفكر هذا البعض انه بامكان حركة فتح أن تفشل قيادة حماس للسلطة التنفيذية-- عن طريق تركيز كوادر فتح في كل مفاصل وأركان أجهزة السلطة المدنية.. ناهيك عن السيطرة الكاملة لفتح على الأجهزة العسكرية.. بل إن البعض الآخر يفكر منذ الآن بإمكانية عدم تسليم حماس السلطة.. بالاعتماد على: الأجهزة الأمنية وعلى السيطرة الكاملة له على السلطة المدنية.. غير مدرك بل وضاربا بعرض الحائط بإمكانية إدخال البلاد عندها بحرب أهلية—كما حصل بالجزائر.
• كما أن هناك صراع على السلطة بين فتح وحماس.. فان هناك صراع في السلطة بين مراكز القوى والنفوذ ( المدنية والعسكرية ).. صراع على الامتيازات.. صراع على المكانة والمواقع القيادية والوظيفية.. صراع على الممالك والإقطاعيات.. صراع على الخاوات والاتاوات والمحاصصة والوكالات والاحتكارات.. وهو الصراع الذي شل يد الرئيس أبو مازن لغاية الآن عن المضي قدما بتنفيذ برنامجه للإصلاح-- وبناء دولة المؤسسات-- وتوفير الأمن والأمان للمواطن-- والبدء بمسيرة التنمية.. الأمر الذي اظهر أبو مازن بصفة المتردد والغير حازم.. وأحيانا الغير جدي وخصوصا انه ظهر كمن يريد تطهير البلاد والسلطة بأيد غير طاهرة.
• سيستمر الفلتان الأمني.. وسينهش معه إلى جانب امن المواطن وطمأنينته ما تبقى من مصداقية للسلطة وثقة بها واحترام لهيبتها.. وسيؤدي إلى زعزعة الثقة بإمكانية إجراء انتخابات حرة نزيهة.. وستلعب الأجهزة الأمنية مع استمرار عملها كإقطاعيات بدون توحيد دورا سلبيا في حالة الفوضى والفلتان.. حيث أن جزء كبيرا من العناصر والمجموعات التي تتسبب بالفلتان هم إما من منتسبي هذه الأجهزة أو ممن يتلقون الرواتب منها بدعوى أنهم مطاردين.. كما أن صراعات هذه الأجهزة والتربية التي تربيها لعناصرها ( الولاء للجهاز أو لقائد الجهاز بدلا من الولاء للوطن والقانون ) تسمح بتفاقم هذه الأوضاع.
• لن يطرأ أي تغيير ملموس على أحوال الجماهير المعيشية.. البطالة ستستمر..والفقر لن يتراجع.. وكل الوعود بالانتعاش والرفاهية ستتبخر.. لان الإغلاق والإجراءات الأمنية الإسرائيلية لن يطرأ عليها أي تغير ملموس.. ولان السلطة الوطنية لن تغير من نهجها-- لا بوضع الموازنات ولا بأدائها الوظيفي أو الإداري.. وستزداد الحاجة لدعم ومساعدة المؤسسات الدولية والأهلية

مخاوفنا
1. المبالغة في تصوير ما يجري وكأنه فتح الفتوح - وكان غزة أصبحت حرة مستقلة – وكذلك المبالغة في التوقعات بان غزة مقبلة على عهد جديد من الرخاء والرفاهية الأمر الذي يتناقض مع الواقع ويؤدي إلى خيبة أمل في المستقبل تكون نتيجتها إحباط ويأٍس كبيرين.. من الضروري رفع شعار غزة المحاصرة بدل غزة المحررة..
2. تفاقم الصراعات الداخلية بما يحقق تطلعات شارون الذي يراهن على إن الفلسطينيين سيدخلون في اقتتال داخلي بما يسمح له الادعاء أما العالم إن شعبنا غير جدير بحكم نفسه بنفسه وان سلطتنا هشة ضعيفة غير قادرة على استلام زمام الأمور – وتعتبر الاستعراضات المسلحة لمليشيات التنظيمات تأكيدا على هذه المواقف.. من الضروري نقل الجدل من – من حرر غزة وكيف تحررت.. إلى.. كيف نواصل مسيرة التحرر.. ودور غزة مستقبلا في هذه المسيرة.
3. عدم جاهزية السلطة الوطنية لبسط سيطرتها وهيبتها على المناطق التي سيخليها المحتلين.. وهذا الأمر يمكن ملاحظته من عدم تنفيذ التوجه لتوحيد الأجهزة.. وضعف الضبط والانضباطية الداخلية فيها.. ورداء تجهيزها العسكري.. وكذلك تعدد المرجعيات لهذه القوات.

مهماتنا
1. الحفاظ على وحدة الوطن بجناحيه ( عدم القبول بالإدارة المستقلة لغزة ) بضمان وحدة القوانين والأنظمة.. ووحدة السلطة التي تدير غزة والضفة.
2. الحفاظ على وحدة الشعب وقيادته بالإسراع بإنجاز أعمال لجنة إعادة بناء منظمة التحرير.. وذلك بإشراك كافة أطياف العمل السياسي الفلسطيني بهيئات اتخاذ القرار – بالعمل على إقامة حكومة وحدة وطنية مؤقتة إلى حين إجراء الانتخابات ( وحتى لو تأجلت ) تشرف على مجمل العملية السياسية وعلى إدارة شؤون البلاد..
3. الاستعداد لما يمكن أن يقدم عليه شارون من تصعيد عسكري خطير..
4. الحفاظ على وحدانية السلطة وعدم القبول بوضع يكون فيه ازدواجية في السلطة أو تعدد وتنازع السلطات والصلاحيات..
5. العمل الجاد للتحضير للانتخابات باعتبارها شانا فلسطينيا داخليا ليس من حق طرف خارجي التدخل فيه.. واستحقاق سياسي ديمقراطي على طريق بناء دولة القانون والمؤسسات..
6. التأكيد العملي على مواصلة النضال وشحذ همم الشعب للاستمرار بالكفاح الوطني.. حتى تحقيق دحر الاحتلال نهائينا عن كامل الأراضي المحتلة عام 67 بما فيها القدس.. وعودة اللاجئين إلى ديارهم وفق القار الدولي رقم 194..
7. إظهار قدرتنا وأهليتنا على حكم أنفسنا ببناء نموذج لدولة القانون والمؤسسات.. حتى نسحب البساط من تحت إقدام شارون.. الذي يخطط لإظهارنا أمام العالم وكأننا شعب عاجز عن حكم نفسه بنفسه..

خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني
ندوة سياسية في معهد نعيم خضر بالزبابدة -- 25/9/2005



#خالد_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخطا الرئيس بعدم حضوره جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة
- المخيمات والانتخابات
- منح اللاجئين الفلسطينيين جنسية الدول المضيفة..اسهام في دمجهم ...
- في جوف ثلاجة
- الضرب في الميت حرام
- من ذاكرة المخيم الفلسطيني - معركة المقثاة
- كلمات في ذكرى النكبة الفلسطينية
- شعارات لمسيرة في ذكرى النكبة الفلسطينية 2005
- ذكريات لاجئ من جيل النكبة
- في الذكرى السابعة والخمسين للنكبة الفلسطينية - سلام عليك يا ...
- الاغاثة الزراعية الفلسطينية تسهم في تعزيز الديمقراطية
- هتافات في مسيرة تضامن مع اضراب المعلمين الفلسطينيين
- هتافات لمسيرات عمالية في عيد العمال العالمي
- من أدب الانتفاضة الفلسطينية.. شعارات للمجلس التأسيسي
- شعارات سياسية مطلبية - للمجلس التشريعي الفلسطيني - من اجل قو ...
- عودوا الى بيوتكم
- انهم يحاصرون نابلس بالدبابات والنفايات
- الاغاثة الزراعية الفلسطينية تطالب السلطة باعادة النظر في الا ...
- مهرجان يوم الارض في مدينة نابلس
- لتحزم السلطة امرها


المزيد.....




- ماذا قالت المصادر لـCNN عن كواليس الضربة الإسرائيلية داخل إي ...
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل
- CNN نقلا عن مسؤول أمريكي: إسرائيل لن تهاجم مفاعلات إيران
- إعلان إيراني بشأن المنشآت النووية بعد الهجوم الإسرائيلي
- -تسنيم- تنفي وقوع أي انفجار في أصفهان
- هجوم إسرائيلي على أهداف في العمق الإيراني - لحظة بلحظة
- دوي انفجارات بأصفهان .. إيران تفعل دفاعاتها الجوية وتؤكد -سل ...
- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - الوضع الفلسطيني الراهن وملامح المرحلة المقبلة