أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - الصحاري الميتة...















المزيد.....

الصحاري الميتة...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4782 - 2015 / 4 / 19 - 20:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الــصــحــاري الــمــيــتــة
تصوروا يا عرب.. يا نيام.. هل من فترة أعتم وأسوأ وأحط من هذه الفترة التي نعيشها اليوم... منذ بدأنا نتكلم العربية حتى هذه الساعة.. منذ ما سمي بداية بدايات تاريخنا المتعب المتقوقع.. عرب يقتلون عربا في اليمن. سوريا ممزقة, نصفها داعشي.. العراق مجزأ متفجر.. يفجر أهله بعضهم البعض.. وفي ليبيا مجانين يقتلون مجانين.. بلا عقل, بلا أمن, بلا حكومة... وحماة مــكــة وأمراؤها وشيوخها يمولون القتلة.. ويدفعون ثمن كل رصاصة تقتل عربيا.. والنفط يسيل فوق القبور التي ضاقت بها حتى الجنائن المهجورة... وكلمة "مسلم" لم تعد لها أية رابطة بمعنى السلام.
كل هذا بين سنة وشيعة.. هذا السلاح الغبي الوحيد الذي برعنا باختراعه, بقلب وطن واحد ودين واحد.. ووهبناه بطوع العبيد لسيدنا الأمريكي ليختار أين يقتل بــه حين يشاء...
ما أغباكم يا عرب...
خرجتم من الصحاري الميتة...
وسوف تعودون إلى الصحاري الميتة...
بل أنتم اليوم بقلب الصحاري الميتة, رغم قصوركم وناطحات سحابكم وسياراتكم الأمريكية... لأن أفكاركم وجيناتكم صحاري مــيــتــة.
لأنكم لم تستفيدوا أبدا من أخطائكم ولم تتعلموا ولم تتطوروا.. وكنتم دوما بحاجة إلى أسياد يقودونكم كـــالـــغـــنـــم.. ولم تجدوا أبدا عبر خمسة عشر قرن من تاريخكم المعتم, كحلول لمآسيكم ونكباتكم ومصائبكم المتكررة, سوى قتل بعضكم البعض.. بعدما تتعبون من قتل الآخر......أنظروا إلى لحاكم المغبرة.. وجيوشكم الداعشية المزورة.. أنظروا إلى شرائعكم العتيقة ــ الجديدة التي تقتل الأخر.. لأنه الآخر... وفخركم أشكال (بوكو حرام), واغتصاب الأبرياء أينما تعبرون.. وكل من ازداد جنونا بقتل الآخرين, كائن من كانوا.. يعلن ولاءه ومبايعته للخليفة الجديد... فعبدتم الموت... بدلا من تطوير الحياة والجمال.. وديمومة الحياة والجمال...
*********
مـأسـاة وجـنـون :
ــ قارب مطاطي انطلق من مرفأ ليبي, حيث لا أمن ولا أمان... انطلق حاملا أربعمئة إفريقي باتجاه الشواطئ الإيطالية, تقودهم مافيات ليبية... وقبل الوصول إلى هذه الشواطئ, بدأ القارب يهرب الماء.. فما كان من ركاب الباخرة (الفقراء الهاربين اللاجئين) سوى التخلص من اللاجئين الإفريقيين (المسيحيين), ورميهم بالبحر الهائج.. لأنهم كانوا يصلون طالبين الرحمة والنجاة من إلههم, الذي لم يكن إله أكثرية ركاب القارب المطاطي الهاربين اللاجئين...إلى بــلــد مــســيــحــي : إيــطــالــيــا هذه الدولة المسيحية منذ أقدم العصور والتي تنقذ كل يوم من الموت في البحر مئات ومئات اللاجئين.. دون السؤال عن ديانتهم!!!...
هل يمكن أن نفهم هذا الجنون؟؟؟!!!...
الدين والجنون والقتل.. أصــبــحــوا مــاركــة مسجلة... على جميع وسائل التواصل (الاجتماعي)!!!...
ألا تتساءلون يا بشر من خطط منذ بداية القرن الماضي حتى اليوم.. لخلق أعداء دائمين, لديمومة تجارة الحرب وتمزيق الشعوب.. النازية.. الشيوعية.. دولة إسرائيل.. بن لادن.. التعصب الإسلامي.. أخطار التعصب الإسلامي.. داعش.. الربيع العربي.. النووي الإيراني.. الخلافات السنية الشيعية... حــمــاس... تجزيء وتفكيك وتفتيت الدولة اليوغوسلافية, والحرب الطائفية التي اندلعت فيها... المشكلة الأوكرانية... أفغانستان.. طالبان؟؟؟.... حروب.. ثورات... فــقــر... هجرات!!!...
وكلما انتهت مشكلة, بنقطة حساسة في العالم.. تخلق مشكلة جديدة بنقطة أخرى... والعالم دوما بغليان... وخوف وقلق... توزعه ببراعة شيطانية وحنكة مدروسة.. حكومات ومؤسسات ومخابرات أمريكية.. دوما خــارج الأراضي الأمريكية, والتي تنتفض دوما بدور منقذة العالم... ولكنها هي نفسها التي تدير كل أبعاد المشكلة, حتى تمتص بترول العالم.. وتبيع الموت وأسلحة الموت لكل أطراف العالم... وخاصة بالدول العربية والإسلامية, والتي ما زالت منذ سنين طويلة بالمقدمة.. بعالم عتمات الدين وجنون الدين.. والغباء...
أنظروا وراجعوا أمثالنا الشعبية التقليدية " اللي بياخد أمي بسميه عمي "... "أنصر أخاك ظالما أو مظلوما "... ومئات الأمثال اليومية المشابهة الحاملة والمتضمنة لذل وعبودية وخنوع, قابعة بأعمق أعماق جيناتنا... وآخرها كل هذه الحاضنات المحلية المنبطحة النائمة التي فتحت صدرها لداعش وحلفاء داعش وأنصار داعش.. وأبناء داعش...وشاركتها فظائعها وجرائمها اللاإنسانية.. وصفقت لها...
إلى متى سوف نبقى قابعين بغبائنا وذلنا وفقرنا الفكري والسياسي... لست أدري... لست أدري...
***********
عـلـى الــهــامــش :
ــ مقبرة البحر المتوسط :
حسب تقارير الهيئة العامة للاجئين, أن باخرة مهترئة غرق فيها على بعد ثمانين ميلا من الشواطئ الإيطالية 700 راكب مساء السبت صباح الأحد 18 ـ 19 نيسان 2015 من محاولي اللجوء إلى أوروبا بلا أوراق.. يضاف هذا العدد إلى الـ 450 هارب غرقوا الأسبوع الماضي... وهــلــم جــر... لذلك أصبح البحر المتوسط مقبرة لركاب المهربين الأتراك والليبيين الذين يديرون هذه التجارة المشؤومة التي تسبب موت المئات كل أسبوع.. نظرا لاكتظاظ هذه البواخر العتيقة المهترئة التي تديرها المافيات التركية والليبية.. والتي أصبحت منبع أخطار وقلق من هذه الهجرات الغير شرعية. وسوف يجري اجتماع عاجل للمسؤولين الأوروبيين بناء على طلب رئيس الجمهورية الفرنسية, لتجنب هذه الكارثة الإنسانية, والتي من بينها عديد من العائلات السورية الهاربة من مناطق القتال والرعب والفظائع في سوريا, بعد أن دفع كل منها حوالي عشرة آلاف دولار عن كل شخص للمافيات, آملا الوصول إلى بلد أوروبي وطلب اللجوء فيه... ولكن الموت غالبا متربصا لهم.. بهذه المقبرة البحرية.. وشــجــع المافيات التركية والليبية التي تتخلص منهم بأول بادرة.. دون الوصول إلى أي مــرفــأ أمــان.....
قلبي ومشاعري مــعــهــم........
بــــالانــــتــــظــــار...
للقارئات والقراء الأكارم الأحبة.. هـنـاك وهـنـا.. وبكل مكان في العالم.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي.. وأصدق وأطيب تحية عاطرة مهذبة...
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 17 نيسان 1963
- أنذرتكم يا أصدقائي
- أوباما حامي الأقليات؟؟؟!!!...
- المسيح يصلب من جديد...
- وعن الرأي الثابت... والمتغير...
- المئذنة والمحرقة والمدخنة...
- رسالة إلى الزميلة الرائعة مكارم ابراهيم
- رسالة إلى السيدة الكبيرة مريم نجمة
- الحرب العالمية الرابعة... فيديو تصوري... يمكن أن يحث
- راضي.. ونصف راضي.. وغير راضي...
- تغيرات في البوصلة؟؟؟...
- عودة إلى الفن والسياسة لخدمة السلام... وبعض هوامش وتساؤلات ض ...
- عودة إلى مسيو فابيوس... والسياسة الضبابية الفرنسية اليوم...
- الفن والسياسة بخدمة السلام
- تفجير التاريخ... وتدمير الحضارة
- غضب حقيقي... وتساؤلات مشروعة...
- تابع خربشات...
- خربشات سورية فرنسية...
- داعش.. وبعض من خفاياها... وغدر أبناء عمومنا العربان...
- القناص الأمريكي Américan Sniper


المزيد.....




- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...
- وسائل إعلام: الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لهجوم صاروخي وا ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع هجوم ...
- فرنسي يروي تجربة 3 سنوات في السجون الإيرانية
- اقتراب بدء أول محاكمة جنائية في التاريخ لرئيس أميركي سابق
- أنباء عن غارات إسرائيلية في إيران وسوريا والعراق
- ??مباشر: سماع دوي انفجارات في إيران وتعليق الرحلات الجوية فو ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلا عن تقارير: إسرائيل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - الصحاري الميتة...