أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح9 , المعرفة والبناء الأجتماعي














المزيد.....

المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح9 , المعرفة والبناء الأجتماعي


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4782 - 2015 / 4 / 19 - 01:17
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


المعرفة والبناء الأجتماعي

في مجتمع مدني قائم على فكرة مناقضة لصورة المجتمع السابق كما في مجتمعات المدن المسورة أو التي تعيش في قلاع ومستوطنات محمية ,نشهد نوع أخر من المنتج المعرفي يتبع خصائص تعكس طبيعة الظرف البيئي حيث الإرتباط الشديد والمقنن بالمكان والميل لفكرة الدفاع المستميت عنه ,هنا تنشأ علاقة وجودية بالأرض تصورها المعارف المجتمعية على أنها تساوي الوجود والهوية وتنشأ منها فكرة الشهادة والتقديس للرمز .
ما يهمنا أن نعرف بالنظرية هل أن النمط الوصفي عامل أولي صانع أو مساهم في صنع النظرية الأجتماعية الخاصة أم أننا نتعرف عليها من خلال التنظير المجرد والتأمل التدقيقي, الحقيقة أن فكرة النمط ترتبط من ضمن سلسلة من المشتركات الفعلية المتعددة التي تساهم بشكل أو أخر في توضيح أركان النظرية الأجتماعية ,فلسنا ندع أنها أساس النظرية الوحيد ولا كونها أهم مرتكزات النظرية حتى نبحث عن الإصالة أو عدمها .
المجتمع الإنساني حسب النظرية التي نحاول الآن رسم حدودها نتاج مشترك لعوامل عدة وأسباب مشتركة وتفاعلات دائمة كل منها يساهم في جزء من صورة المجتمع إبتدأ من نظرية الوظيفة التي نؤمن أن الإنسان ككائن واع وعاقل بالطبع عليه أن يستجيب لوظيفته الوجودية القائمة على الإعمار والإصلاح الكوني ,ولكن على أساس من أن لا تكون كل مبررات وجوده الأجتماعي هذه هي الوظيفة لسبب بسيط أن المبالغة بفكرة الوظيفة تخرج الإنسان من إنسانيته وتخدعه تحت شعار "قد يكون بالإمكان من سن هذه الوظيفه أن يفعلها دون الحاجة له".
أبضا أمامنا فكرة لنظرية أخرى وهي أن كل قوانين التكوين الأجتماعي تتبع أنساقا ثابتة في سيرورتها وهذه الأنساق في الحقيقة هي الوجه الأخر لقانون الكون الوجودي وهي(( مجموعة مفاهيم خارجة ومستقلة عن الإنسان لكنه يتبعا بناء على إنخراطة في عالم وجودي محكوم أصلا بهذا الكم الهائل من الأنساق التي تتبع مواضيع محددة بما فيها النسق الإجتماعي ولكنها جميعا تذوب وتنصر بالمفهوم الأعم وهو النسق الوجودي )) .
الحقيقة أن نظرية الأنساق هي صيغة متطورة لفكرة ولقانون الكينونة الكوني الذي وردت مفاهيمه ورؤاه أولا في الكتب الدينية المقدسة وخاصة القرآن الكريم ,نصوص تؤكد على الحتمية والوزن المتعمد والعد والضبط والإحكام والإبداع والخضوع لقانون واحد كلي مسيطر عليه من قبل القوة العظمى اللا منازعة من أحد وأن كل شيء يجري بمقدار .
كلها تعني أن فكرة النسقية التي تحدث عنها علماء الأجتماع المعاصرون تتبع نفس أسس الفكرة الأساسية وهي أن الإنسان معد بالقوة ليكون كائنا إجتماعيا من خلال الخريطة التكوينية"الفطرة" ومن خلال فكرة التسخير الألهي للموجودات والذي جعل لكل شيء سببا وهيأ للإنسان الأسباب التمكينية ليحيا أجتماعيا وأن كل شيء منضبط وليس في الخلق عبث أو تفريط أو إفراط .
إن خضوع الإنسان كمجتمع لقوانين وأطر متسقة ومتكاملة ومتشابكة وذات هدف واحد وتتبع منهجية تكوينية واحدة وتستهدف نتائج محددة دون أن تخترق هذه المنظومة هي لب نظرية الأنساق المعتمدة ولا تتعارض أصلا من النظرية الوظيفية السابقة لها ,بل أن النظرية الوظيفية هي تبرير لبعض مؤديات النسق التكويني وشرحا عمليا لها لكنها لا تبرر ولا تصلح أن تكون مستغرقة لكل الفكرة الأجتماعية لنظرية الأنساق.
هذا التخريج ليس جمعا بين نظريتين وإنما قراءة لكل منهما على حدة لنكتشف أن النظريتين معا هما جزء من نظرية أكبر وأعم وأشمل هي "نظرية الإرادة" ,التي سنشرح أركانها ومؤدياتها وأهدافها وتصوراتها من خلال قراءة كاملة للمجتمع , وهي تقوم على فكرة بسيطة متوالية ومتتابعة ومتسقة مع بعضها وإن كانت فيها بعض القوانين المثالية لكنها في إطار واقعي إنها نظرية تقترب من العلم كثيرا.
ترتكز هذه النظرية على إرادة الكائن الأجتماعي الواعي العاقل المنصرفة إلى أختيار شكل ما يعزز من وجوده من أساليب وفعاليات أجتماعية تساعده على البقاء الطويل وتمكنه من ممارسة خارطته التكوينية الأساسية على مبدأ الأحسنية والأفضلية, فهو لا يمانع من أن يجرب أي شكل من السلوكيات التي يخضع بها للإرادة سواء أكانت هذه الإرادة مختارة أو مشاءة أو مفروضه أو مستجاب لها بدواع خاصة.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق والأقتصاد والمستقبل
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح7 , الوعي والبناء الأ ...
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح8 , نظرية المجتمع
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح5 , الإنسان الأجتماعي
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح6 ,الوعي التكويني
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح4 , بناء الوعي
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح3 , الإنسان الخالق وا ...
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح1
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح2 , الإنسان أولا
- الشرطي عريف 16ج1
- الشرطي عريف 16 ج2
- الحكومة القادمة ... حكومة الجيب
- داعش الفكرة وداعش الصورة
- الشخصية الأجتماعية ج1
- الشخصية الأجتماعية ج2
- الشرطي عريف 15 ج1
- الشرطي عريف 15 ج2
- تأريخية المجتمع العراقي (ج1) دراسة في علم الأجتماع النفسي
- تأريخية المجتمع العراقي (ج2) دراسة في علم الأجتماع النفسي
- أمنيات بين الأحياء والأموات


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح9 , المعرفة والبناء الأجتماعي