أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - علي الأسدي - روسيا ... وحق الفيتو في مجلس الأمن...؟؟














المزيد.....

روسيا ... وحق الفيتو في مجلس الأمن...؟؟


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 4782 - 2015 / 4 / 19 - 00:25
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


الأطماع الامبريالية أتت بالبريطانيين الى الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الأولى ومع تضاءل تواجدها لا مصالحها في منطقتنا بعد الحرب العالمية الثانية تزايد النفوذ والهيمنة الأمريكية على مصالحنا وتدخلها في شئوننا وعلاقاتنا مع الدول الأخرى. وما حروب الغزو والتدخل العسكري التي افتعلتها في كل من أفغانستان والعراق وليبيا وسوريا وحاليا الحرب بالوكالة ضد اليمن الا أمثلة عن ذلك. وكما فعل البريطانيون يستخدم الأمريكيون المبدأ السيئ الصيت نفسه فرق تسد لتفتيت وحدة شعوبنا الوطنية وما يهدف اليه السعوديون من وراء تدخلهم في اليمن هو الوصول الى ذلك الهدف. فهم يسعون لبث الشقاق بين مكونات الشعب اليمني الذي عاش كل تاريخه في وئام وتسامح توحده مصالحهم الوطنية المشتركة.

التورط السعودي في اليمن لهذه الأسباب حظي بتشجيع ومباركة ودعم مباشر امريكي شمل المساعدات اللوجستية والاستخباراتية وتوريد العتاد العسكري الحديث كما جرى اقامة غرفة عمليات مشتركة تعمل 24 ساعة تقدم خلالها الاستشارة والتوجيهات الضرورية. وخلال الاسبوعين الأولين من القصف السعودي- الخليجي جرى تدمير جزء كبيرا من البنى التحتية في صنعاء وعدن ومدن أخرى شملت منشآت تخزين الغلال والأغذية وامدادات المياه الصالحة للشرب ومحطات توليد الكهرباء ومطارات وموانئ بحرية. وتردد في القنوات الاخبارية ان مستشفيات ومدارس ومجمعات سكنية قد شملها القصف وأن مئات الضحايا من المدنيين العزل بينهم أطفال ونساء قد سقطوا بنتيجة الغارات الجوية اضافة الى عشرات آلاف الناس الذين أصبحوا بدون مأوى بسبب تدمير بيوت سكناهم. كما قامت الطائرات العسكرية السعودية بمنع وصول شحنات الحبوب والأغذية وقوافل الصليب الأحمر الدولية التي تحمل الادوية والمعدات والطواقم الطبية من الوصول الى مناطق القصف لمعالجة واسعاف الجرحى. وكل ذلك يجري بعلم أعضاء مجلس الأمن الدولي ولم يتخذ اي اجراء يوقف الخرق الفظ لمبادئ الأمم المتحدة وفي مقدمتها عدم التدخل والعدوان على الدول الأخرى.

التدخل السعودي في اليمن بحجة حماية الحكومة الشرعية هي رسالة تمويهية بينما الهدف الحقيقي هو منع مجيئ حكومة تتمتع بتأييد الشعب اليمني وتعزز استقلال اليمن. أما الولايات المتحدة فتسعى من خلال العمليات العسكرية الى ضمان حكومة يمنية تمنحها وجودا شرعيا في اليمن يتيح لها تنفيذ خططها للهيمنة على مضيق باب المندب والقرن الأفريقي ولتعزيز وجودها قريبا من ايران وروسيا مستقبلا. ولهذا لا ترغب ان ترى حكومات مستقلة في الشرق الأوسط الجديد ، لأنها ببساطة تريد أن تكون لها السيادة الكاملة على شئونه.

أن ما تردد عن ارسال مصر قواتا عسكرية لغزو اليمن لقمع القوى السياسية والعسكرية اليمنية التي تقاوم التدخل السعودي هي سابقة غير مألوفة ومؤسفة لو صحت. فتوريط مصر في الحروب بالوكالة ليس الدور الذي ينتظره العرب منها ، وأقل مانتوقعه منها هو ادانة العدوان السعودي وفضح المشروع الطائفي الذي تقاد المنطقة اليه بدءا من العراق ومرورا بسوريا ولبنان وحاليا اليمن. ما نتظره من مصر الكنانة هو دورا بناء في ضمان الاستقرار في البلدان العربية لا زجها في الحروب الطائفية التي يقاتل فيها الجار جاره والصديق صديقه. الفوضى التي تسعى اليها الولايات المتحدة وتحالفها الرجعي المعادي لمصالح شعوبنا لن تسلم منها مصر ذاتها ولذا فلن نتمنى لها ذلك أبدا.

تغاضي مجلس الأمن عما يجري من انتهاكات لحدود واستقلال وسلامة الدولة اليمنية هو جزءا على ما يبدو من المؤامرة على اليمن ، ففشل المجلس في اتخاذ قرار بوقف الغارات العسكرية الأجنبية على مواطنيه فورا مخيب لآمال القوى المحبة للحرية والأمن والاستقرار في اليمن. ومن المؤسف أن تنحاز دولا أعضاء في المجلس مثل الصين الى جانب الدول المعتدية وتواطؤها معها.

أما امتناع روسيا عن التصويت على قرار مجلس الأمن حول اليمن فلم يكن متوقعا اضافة الى تجاهله التام لضرورة ادانة المعتدين ووقف الغزو الذي يهدد اليمنيين ولا يردعه احد. وهو يعني من الجانب الآخر غض الطرف عن جرائم ابادة الجنس الجارية بدون توقف ضدهم منذ بدء العدوان الاجنبي بقيادة السعودية. الامتناع عن التصويت يعني منح الضوء الأخضر للعمليات العسكرية التدميرية المستمرة للاسبوع الثالث على التوالي وهو موقف غير مقبول وسابقة محزنة في الدبلوماسية الروسية التي اعتادت كخط عام وقوفها مع دول العالم الثالث.

فالدول النامية ما تزال تنظر الى روسيا نظرتها الى الاتحاد السوفييتي السابق الذي وقف بثبات ودون مساومة مع حق الشعوب في تقرير مصيرها وضد محاولات الهيمنة الاستعمارية على مصالحها الوطنية. ان ما تتطلع اليه شعوب الدول النامية من روسيا هو الادانة بدون تحفظ للعدوان الاجنبي غير المبرر على الشعب اليمني الشقيق والوقف الفوري للغارات الجوية على مدنه وقراه ، لهذا فان موقف الحياد الذي وقفته روسيا بامتناعها عن التصويت هو تماما كمن يساوي بين الضحية والجلاد.



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يقف القادة العرب ... ضد عرب اليمن...؟؟
- سيريزا ... والفرصة التاريخية لتوحيد اليسار الشيوعي...،،،،
- الحروب الأمريكية .... الى متى ... ؟؟ ...( الجزء الأخير )
- الحروب الأمريكية ... الى متى.....؟؟ ... (1)
- من اغتال المعارض الروسي.. بوريس نيمتسوف ...؟؟
- السعودية واسرائيل ... يستعدان لقصف ايران...؟؟
- - الارهاب مآله الفشل -... لو توحدنا....؟؟
- العمل المأجور ... والعمل غير مدفوع الأجر..؟؟
- مهمة ميركل وهولاند .. وفرصة السلام الأخيرة ....؟؟
- لنقل ... - لا - ... لنتنياهو *
- طريق الشيوعيين الصينيين ... لا يمر بالاشتراكية...؟؟
- روسيا .... بين عهدين ....(2-2)
- روسيا .... بين عهدين ... (1-2 )
- العقوبات الامريكية ... أداة استعمارية قديمة ... ( الأخير)
- العقوبات الأمريكية ... أداة استعمارية قديمة .... (1)
- هل ينجح الأمريكيون ... باسقاط بوتين ...؟؟
- أوهام أوباما .. عن حلفائه العرب والترك...؟؟
- من بول بوت ... الى داعش....!!!
- الحاجة الى كورباجيف جديد ... لتفكيك روسيا ..؟؟
- قتال داعش ليس حلا .. لنجرب التفاوض معها...؟؟


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - علي الأسدي - روسيا ... وحق الفيتو في مجلس الأمن...؟؟