أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - باور أحمد حاجي - نظرية التطور بين الوهم وسوء الفهم الحلقة (2/7)















المزيد.....

نظرية التطور بين الوهم وسوء الفهم الحلقة (2/7)


باور أحمد حاجي
كاتب

(Bawer Ahmed Haji)


الحوار المتمدن-العدد: 4781 - 2015 / 4 / 18 - 15:11
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



تأثير نظرية التطور على المدارس الفلسفية
أثرت نظرية التطور في العديد من المدارس الفلسفية, فبعد انتشار هذه النظرية وذيوعها نرى أن العديد من الفلاسفة بدأو بسحب هذه النظرية من إطارها في عالم الاحياء ليطبقوها على مستوى الكون. لذا نرى تعابيير فلسفية جديدة بعد ظهور هذه النظرية وشيوعها مثل (التطور الانبثاقي) للفيلسوف "لويس مورجان" و (التطور الخلاّق) للفيلسوف الفرنسي "هنري برجسون" والشيء نفسه نلاحظه عند الفيلسوف الاسترالي "صمويل ألكساندر" . أي هناك تطور على مستوى الكون, « وأن المادة كانت في صورة بسيطة في أول أمرها ثم تطورت إلى مادة لها خواص معينة كاللون والرائحة, ثم ظهرت الحياة وبعدها العقل » .
كما استعان الفيلسوف "كارل ماركس" بنظرية التطور في نظريته الشهيرة حين كتب إلى "فريدريك انجلز" عن كتاب "داروين" (أصل الأنواع) بالقول: « على الرغم من أن هذا الكتاب كتب بأسلوب انجليزي صعب, فإنه يحتوي على الأُسس في التاريخ الطبيعي لنظرتنا » .

العوامل المؤثر لظهور نظرية التطور
ولكن هل صاغ "داروين" نظريته مباشرة من "لامارك"؟ أم كانت هناك عوامل أخرى أدت لطرح نظريته المعروفه؟. لا شك أن "لامارك" أثر فيه أيضاً كما سنبين في الآتي, ولكن كانت قبله عوامل أخرى وفي مقدمتها:
1- قيام القس الانكليزي "مالتوس" بنشر رسالته في عهد كان فيه الفقر سائداً, حيث كان "مالتوس" يرى « أن زيادة السكان يعد عاملاً من عوامل الفقر », وكان يعارض القانون الحكومي الذي يقضي بقيام الحكومة بمساعدة الفقراء من خزينة الدولة, وقام بنشر كتابه (تجربة حول السكان) عام (1798م) حيث ذكر فيه « أن السكان على سطح الأرض يتزايدون بنسبة هندسية, بينما لا تزيد مصادر الغذاء إلاّ بنسبة عددية » . و " داروين" استفاد من هذه النظرية لوضع نظريته في "الانتخاب الطبيعي".
2- العامل الثاني كان ظهور كتاب (حول القانون الذي ينظم ظهور الأنواع الجديدة) لمؤلفه "ألفريد رسل والاس" الذي كان يقوم بأبحاثه في شواطئ أمريكا الجنوبية وفي جزر ملايا في المحيط الأطلسي. وفي رسالته الطويلة التي بعثها إلى "داروين" أشار إلى « أن المخلوقات التي تبدي تكيفاً مع بيئتها هي التي تستطيع إدامة حياتها » , أي كان يشير إلى وجود صراع بين الاحياء في الطبيعة. وعندما طرح "داروين" نظريته كان يستند إلى مثل هذه الطروحات.
3- وكان "لامارك" من العلماء السابقين الذين تأثر به "داروين" واستفاد منه لوضع نظريته.

تأثير وصيت كتاب (أصل الأنواع)
يقول صاحب كتاب (داروين متردداً) في مدح كتاب داروين "ديفيد كوامن": « يمكن أن يُقال ان كتاب (أصل الأنواع) هو أحد أكثر تأثيراً على الإطلاق, أي الكتب المطبوعة تفوقه في الانتشار والتأثير؟ ربما الإنجيل والقرآن والمهابهارتا {كتاب الهندوس المقدس} والقليل غير ذلك من الكتب المقدسة الأخرى التي ألهمت ملايين الأفراد. ربما كتاب كوبرنيكوس (عن دوران الأجرام السماوية) وكتاب نيوتن (المبادئ), وإذا وضعنا في الاعتبار مقالات المجلات العلمية ربما نضم ورقتي البحث المنشورتين في عامي (1905- 1916م) اللتين وصف فيهما أينيشتاين النسبية الخاصة والعامة ».


بعض الإحصائيات حول نظرية التطور
أما احصائياً مدى تقبل نظرية التطور عند عامة الشعب فكان عندما أجرت "منظمة جالوب" الأمريكية ما يزيد عن ألف تليفوني في عام (2004م), {عن إيمان الشعب الأمريكي بنظرية التطور} وجدت بعدها أن (45%) من المجيبين يتفقون مع العبارة التي تقول: « ان الرب خلق البشر على شكلهم الحالي إلى حد بعيد, وذلك في وقت واحد خلال العشرة الآف عام الماضية أو نحو ذلك » وكان (13%) فقط مع العبارة القائلة « ان البشر تطوروا من أشكال أخرى من الحياة » . ويقول "ديفيد كوامن" مؤشراً على هذه الحسابات: « تلخيصاً لهذا الحساب إن بين 81 إلى 87 في المائة من الأمريكيين يرفضون رأي داروين عن التطور البشري » .
وفي استطلاع أحدث للرأي أجراه في يوليو عام (2005م) "مركز أبحاث بيو للناس والصحافة" ومعه منظمة أخرى شريكة له، واجد أن (42%) من بين (2000) أمريكي تم اللقاء بهم، يؤكدون « أن الكائنات الحية ظلت موجودة على شكلها الحالي منذ بدء الزمان » ، وأقرت نسبة أخرى قدرها (18%) بالتطور الإلهي على الأقل فيما يتعلق بالبشر، وقالوا تحديداً إن العملية لابد أنها جرت بإرشاد من كيان أعلى.

آلية عمل التطور الدارويني
ميكانيزمات التطور قد حددها "داروين" في ثلاثة عوامل وهي: الانتخاب الطبيعي, والانتخاب الجنسي, ووراثة الصفات الكتسبة.

1- الانتخاب الطبيعي
اعطى داروين في كتابه "أصل الأنواع" وزنا كبيرا للانتخاب الطبيعي كعامل فعال في عملية التطور. ويمكن إيجاز المراحل التي تمر بها عملية التطور بالانتخاب الطبيعي من خلال:

أ‌- الاختلافات بين أفراد النوع الواحد:
لاحظ داروين أن أفراد أي نوع من أنوع النباتات والحيوانات وحتى الإنسان تختلف عن بعضها البعض اختلافا يمكن إدراكه فيما عدا التوائم. فالانسان الفرد منه لا تشابه أفراده تشابها تاما, فمنه الذكي والغبي والوسيم والقبيح والطويل والقصير والأبيض والأسود. وهذه الاختلافات هي بثابة المادة الخامة التي يحدث بواستطها التطور.
ب‌- تكاثر أفراد النواع:
تميل جميع الكائنات الحية للإزدياد في العدد بنسبة هائلة للغاية, فمثلا: سمكة السلمون الواحدة منها تبيض في الموسم حوالي (28 مليون) بيضة. وذبابة الفاكهة المعروفة بـ (دروسوفيلا) التي تتراوح دورة حياتها ما بين (12- 14) يوما, وكل انثى منها تضع حوالي (200 بيضة).
فلوا افترضنا أن جميع البيض الذي باضته ذبابة واحدة قد فقس, وأن جميع الذرية قد عاشت وتكاثرت فوصل عدد الذباب خلال (45 يوما) إلى حوالي (200 مليون) ذبابة, فبعد سنة واحدة سيغطي الذباب سطح الكرة الأرضية.
ت‌- الصراع من أجل البقاء:
تلك هي عبارة "مالتوس" التي استعارها داروين لتفسير الثبات النسبي لعدد كل نوع من أنواع الكائنات الحية, إذ لما كانت كمية الطعام قليلة وهناك تقلبات في المناخ وانتشار الأمراض, فلا بد من أن ينشأ تنافس بين الأفراد في سبيل تلبية احتياجاتها والتغلب على ما يواجهها من عقبات, ويكون الصراع على أشده بين أفراد النوع الواحد.
ث‌- الانتخاب الطبيعي وبقاء الأصلح:
يؤدي الصراع بين الأفراد إلى بقاء تلك التي تتمتع باختلافات أو صفات تمكنها من التكيف مع البيئة أكثر من غيرها, أما تلك التي تنقصها الصفات الملائمة للحياة فتخرج عن سباق البقاء وتتعرض للهلاك.

2- الانتخاب الجنسي
وصف داروين هذه الآلية بانه "صراع الذكور على الإناث", وقد خصص كتابا خاصا لهذه الإلية وسماه (نشأة الإنسان والانتقاء الجنسي), وافترض مثلا وجود نسبة معينة من الذكور والإناث بين أفراد نوع ما, وأن كليهما مفطوران بالمثل على الصراع من أجل البقاء, حينئذ لابد وأن تنشأ اختلافات تزيد من قدرة البعض على إنجاب ومن ثم لابد وأن يكون الانتخاب لمصلحة تلك الصفات. فمثلا بعض الأفراد قد يكون لديهم أعضاء للجماع أكثر كفاءة من غيرهم, أو تكون لديهم ميزة معينة في المنافسة على الزوج مثلما هو الحال لدى بعض ذكور الطيور المهاجرة التي تصل مبكرا إلى أماكن التوالد فتكون جاهزة لاستقبال الإناث القوية تاركة تلك الضيعفة أو المتأخرة للذكور الأخرى المتأخرة في الوصول.

3- وراثة الصفات المكتسبة
تشير إلى أن التغيرات الوظيفية التي تم اكتسابها خلال حياة كائن ما (مثل تضخم العضلة نتيجة الاستعمال المتكرر) يمكن أن تنتقل إلى النسل.
لقد طرح أبقراط وأرسطو الفكرة في العصور القديمة وكانت مقبولة بصورة عامة حتى زمن لامارك, لقد طرح لامارك نظريته عام 1809 في العام الذي وُلد فيه داروين, وقد تضمنت نظرية لامارك فكرتين: الأولى كانت نظرية الاستعمال والإهمال: وهي فكرة أن أعضاء الجسم التي تُستعمل مرارًا تصبح أقوى وأكبر, بينما الأعضاء التي لا تُستعمل تضمحل تدريجيًا ثم تختفي. والفكرة الثانية هي نظرية وراثة الخصائص المكتسبة وهو المفهوم الذي يشير إلى أن التعديلات التي تقع أثناء فترة حياة كائن ما تنتقل إلى نسله, ومثاله كان الزرافة فقد اعتقد أن رقبة الزرافة الطويلة كانت نتيجة لقيام الأسلاف من الزراف بمدّ رقابهم إلى مسافات أطول وأطول أثناء محاولة الوصول إلى فروع الأشجار العالية، وكان (الوراثة المزجية) سائدا في أيام داروين والتي تقتضي القول: "أن يمتزج في النسل الأساس المادي لوراثة الأب ووراثة الأم تماما كما تمتزج نقتطان من الحبر تختلفان في اللون لينتج لون وسط". وقدم تشارلز داروين بعد لامارك وضع نظريته في وراثة الصفات المكتسبة، شمولية التخلق التي تقول: (أن القدرة التوالدية لا تكمن في الخلية الواحدة بل في مجموعة خلايا الكائن كلها) وقد رُفض المفهوم الأساسي لوراثة الخصائص المكتسبة في نهاية الأمر بصور واسعة في فترة مبكرة من القرن العشرين.
لم تكن قوانين الوراثة متاحة لدى داروين وقت أن وضع نظريته, إذ لم يبدأ علم الوراثة أولى خطواته إلا بأبحاث الرهاب النمساوي "جريجور يوهان مندل" الذي عاش ما بين (18220- 1884م) والذي كان يجري تجاربه الوراثية على نبات البازلاء الزهور, والذي نشر بحثه حول (الوحدات الوراثية) علم 1866م, والذي عرف فيما بعد بـ (الجينات), إلاّ أنها ظلت مجهولة حتى أعيد اكتشافها عام (1900م).






#باور_أحمد_حاجي (هاشتاغ)       Bawer_Ahmed_Haji#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية التطور بين الوهم وسوء الفهم
- الفلسفة الرياضية
- مفهوم الفلسفة
- نشأة المذاهب رحمة أم نقمة


المزيد.....




- سعودي يوثق مشهد التهام -عصابة- من الأسماك لقنديل بحر -غير مح ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل ضرباته ضد أهداف تابعة لحماس في غزة
- نشطاء: -الكنوز- التي تملأ منازلنا في تزايد
- برلين تدعو إسرائيل للتخلي عن السيطرة على غزة بعد الحرب
- مصر تعلن عن هزة أرضية قوية في البلاد
- روسيا تحضر لإطلاق أحدث أقمارها لاستشعار الأرض عن بعد (صور)
- -حزب الله- يعلن استهداف ثكنة إسرائيلية في مزارع شبعا
- كييف: مستعدون لبحث مقترح ترامب تقديم المساعدات لأوكرانيا على ...
- وسائل إعلام: صواريخ -تسيركون- قد تظهر على منظومات -باستيون- ...
- رئيس الوزراء البولندي: أوروبا تمر بمرحلة ما قبل الحرب وجميع ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - باور أحمد حاجي - نظرية التطور بين الوهم وسوء الفهم الحلقة (2/7)