|
ما يقصده العبادي من تصريحاته في امريكا
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 4781 - 2015 / 4 / 18 - 12:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا يختلف احد على ان لايران الدور الكبير الذي يمكنها ان تعقد عمل العبادي داخليا و يعرقله في تحقيق اهدافه اكثر من اي احد اخر، و لم يات العبادي الا بعد موافقة ايران على ازاحة سلفه المالكي مرغما . اليوم و العراق مبتلى بحرب داعش و ليس امامه الا قبول المساعدات اينما و لمن كانت، لمحاربة داعش و تحرير المناطق المحتلة او على الاقل للوقوف ضد امتداد داعش اكثر لحين ازاحته في الوقت المناسب بالشكل المناسب . ليس العبادي في موقف يمكن ان نقول انه قوي او ضعيف ايضا لحد هذه الساعة، الا ان لامريكا و ايران الفضل عليه كشخص او كدولة لمجابهة عدوه اللدود الذي خلفه له سلفه و لذلك فانه بحاجة ماسة لترضية الاثنتين معا . و عليه فهو يحاول كل جهده لحد هذه الساعة التوازن في علاقاته بين ايران و امريكا و كانهما غريمين على ارض العراق، رغم التقارب الامريكي الايراني و قرب وقت الاتفاق النهائي الايراني الامريكي الشامل سرا و النووي علنا . و من يتابع تصريحات العبادي في امريكا، يمكن ان يقرا امرين هامين، و هو يعلن هناك في عقر دار امريكا التي يتابع العرب ما يحصل هناك، بانه ليس ببعيد عن ايران و يصرح حول اليمن و ما يعبر عنه ليس ببعيد عن موقف ايران، ليبرهن بانه لازال على عهده من انتماءه الى المحور الذي لا يمكنه ان يخرج منه من جهة، و ليضغط بهذه التصريحات على امريكا بان يشك فيه و يمكن ان يفعل ما فعله سلفه بارتماءه الى حضن ايران بشكل كامل، دون لفت نظره الى الدول الخليجية وا لعربية ليتوازن في الامر داخليا، من جهة ثانية . و على الرغم من الحاجة الماسة للعراق الى الاسلحة في هذا الوقت الا ان الضغوطات التي مورست على امريكا و من اجل الحفاظ على علاقاتها الاستراتيجيةمع الدول العربية في المحور الاخر، لازالت تماطل على تسليم الاسلحة للعراق و منها الطائرات اف 16، او الموافقة علىبيع الاباجي و طائرات درون التي ينوي العراق شرائها منها . انها صرحت و ردت امريكا على تصريحاتها حول عاصفة الحزم مباشرة، و هذا يدل ان امريكا تتعامل مع العبادي بتلميح و ليس تصريح في الامور الحساسة اثناء الاجتماعات الحساسة و حتى السرية، و منها المواقف من العلاقات الامريكية العربية و الامريكية الايرانية و حرب اليمن و ما يهم ايران في المنطقة و حرب داعش . من الزيارة و ما تجري خلالها و وفق ما تسربت من الاجتماعات و المفاوضات حول الامور السياسية و العسكرية، لم تعد هناك خفايا فيها الا بما يخص علاقات العراق مع ايران بعد الاتفاق الامريكي الايراني و موقف امريكا منها و انها و حسب المتطلعين الامريكيين و الباحثين، بحثت بسرية تامة و لم يُكشف عنها بشكل واضح و صريح لحد الان . وفق المظاهر التي بانت عن زيارة العبادي انها تشير الى عدم نجاحها بشكل كامل في امور هامة كان العبادي يقصد بان يعود بها و هو بحاجة اليها، و لم تفشل ايضا من حيث القضايا الاخرى . اي يمكن ان نستشف من ما اطلقه المسؤولون الامريكيون و العراقيون و على راسهم العبادي ان امريكا لحد الان بحاجة الى التوازن العربي الايراني للتعامل مع العراق و لم تخضع لحد اليوم لضغوط و طلب العراق لتسلم الاسلحة الاستراتيجية او لم تتاثر افعال امريكا و تعاملاتها في العراق باتفاقية امريكا و ايران النووي، و ما اطقه العبادي من التصريحات حول ما يجري في المنطقة و داخل العراق و بالاخص حول اليمن لم يكن من منظور كونه ممثل للمنطقة بشكل عام بقدر ما كان يهمه ماوراء الكلام الذي اطلقه حول اليمن من اجل ما يجري داخل العراق و علاقاته مع ايران و عدم شكوك ايران بتمايله الى امريكا بعد هذه الزيارة ليس الا، و الا فان جدول اعمال زيارته مليئة بما يمكنه ان يوضح موقفه و نظرته للمواضيع و القضايا لمرحلة مابعد المالكي للجميع و ما يجب ان يكون عليه العراق مستقبلا و كيف يمكنه ان يحيد البلد حسب التصريحات العلنية التي اطلقها المرافقون او المنظمون للزيارة .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل تركيا حليف السعودية و الغرب ام ؟
-
عراق الدولة ام المذهب
-
لماذا اكاديميا السياسة و الفكر الديموقراطي ؟
-
تداعيات الاتفاق النووي الايراني الغربي على محاربة داعش
-
منطقة الشرق الاوسط ما بعد لوزان و كامب ديفيد الجديدتين
-
هل هناك كامب ديفيد ثانية ؟
-
منفذ المرور الى العلمنة
-
الاعتراف بالخطا فضيلة يا المالكي
-
هل سيتحول الحشد الشعبي الى المهربين ؟
-
على الكورد ان يقفوا مع الامبراطورية الساسانية ام العثمانية ؟
-
سبل انقاذ العراق من محنته
-
هل تتلاقى اليسارية بالتنمية الديموقراطية في العراق
-
القائد الذي لا يُعوض ابدا
-
هل ستبتعد تركيا اكثر عن حلفائها ؟
-
العنف و العنف المضاد
-
كيف يُعوٌض فراغ المرجعية الكوردستانية ؟
-
من جسٌدَ التواكل المذموم في المجتمع العراقي ؟
-
لماذا كل هذه التصريحات في هذا الوقت بهذا الشكل
-
حتمية التغيير بين الفساد و الاصلاح
-
ازدواجية نظرة امريكا الى الارهاب
المزيد.....
-
السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا
...
-
بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
-
إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
-
هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
-
باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع
...
-
قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس
...
-
Lava تدخل عالم الساعات الذكية
-
-ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية
...
-
قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|