أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشير خلف - بدائل معاصرة تُطيح بالمثقف التقليدي من عليائه














المزيد.....

بدائل معاصرة تُطيح بالمثقف التقليدي من عليائه


بشير خلف

الحوار المتمدن-العدد: 4780 - 2015 / 4 / 17 - 20:45
المحور: الادب والفن
    


بدائل معاصرة تُطيح بالمثقف التقليدي من عليائه
بشير خلف
كلما وقع المجتمع في مأزق، أو ألمَّ به خطْبٌ ما، أو واجه معضلة تاريخية تساءل أفراده عن المثقف، أين هو؟. لماذا هو صامت ؟. ويُسهَــبُ في الحديث عن وظيفته، وأي دور يمكن أن يؤديه ؟. وأحسب، بدءاً، أننا نُحمِّل المثقف ما لا طاقة له به، ونفترض أنه يمتلك عصا سحرية، بها يستطيع أن يغير من اتجاه ما يحصل، وكأن المثقف ليس جزءاً من المجتمع بما يشوبه من أزمات، وهو القادر على إخراج الجميع من المآزق التي لم، ولن تنتهي؛ وننسى أو نتناسى أنّ هناك بدائل أخرى أقوى من المثقف اكتسحت حياتنا، ودفعت به إلى الصفوف الخلفية .
توجد في كل مجتمع شريحة اجتماعية متميزة عن باقي شرائح المجتمع، تكون مؤهلة للتأثير في ذلك المجتمع سلباً وإيجاباً وتأخذ مواقع ريادية في رسْم هوية وشخصية ذلك المجتمع.
كما تتحمل هذه الشريحة مسؤولية كبيرة في تحديد اتجاه تكامل هذا المجتمع نحو الرشد والنضوج في جميع مجالات حياته من خلال بثّ الوعي داخل صفوف المجتمع، وممارسة النقد البناء والإيجابي للأفكار، والقيم، والاتجاهات الاجتماعية، والسياسية، والثقافية، وغيرها وتبنّي قضاياه وتحديد اولوياته. هذه النخبة ليست المثقف وحده؛ بل هناك نُخب كثيرة : عسكرية، سياسية، اقتصادية، سياسية، صحية، أكاديمية جامعية، مجتمع مدني، دينية، ثقافية،...
وقد نستأنس بتعريف للمثقف أورده الفيلسوف الأمريكي الراحل إدوارد شيلر بقوله : " المثقفون هم قطاع من بين المتعلمين يسعون إلى صياغة ضمير مجتمعهم ليتجه اتجاها راشدا، ويؤثرون على القرارات الكبرى لهذا المجتمع ."
السؤال الجدير بالطرح هنا، هل هذه النخبة بإمكانها أن تؤدي أدوارها التوجيهية والتنويرية وفْق المواصفات السالفة الذكر في عالم متغيّر، متعدّد مصادر المعرفة، وزاخر بنتاجات التكنولوجية الحديثة التي سهّلت الحصول على اصناف المعرفة بيُسْرٍ، وبلمسة زرٍّ. لا ننس أيضًا مراكز القوى الاقتصادية والمالية التي تتحكّم في القرار السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، وتوجّه الإعلام بكل مكوّناته نحو خياراتها الممنهجة.
علينا أن نُــقــرّ أن دور المثقف قد بهُت في هذا العصر الذي يشهد تراجعا لإسهامات المثقفين، أو النخبة في تنمية المجتمع، وغياب تأثيرهم الاجتماعي والثقافي في حركة الواقع المجتمعي، فلم يعودوا قادة الرأي العام، ولا هم بالاستشرافيين للمستقبل القادم، فقد رحلت تلك الأوهام حين كانوا ينظرون لعطائهم بوصفه إنارة للطريق ومنقذا للخروج من التيه الذي قد يحلّ بالمجتمع.
بكل مرارة منْ نصفهم بالنخبة ليس لهم حضور بارز في تحريك مجريات الأمور كما كانوا في السابق إبّـــان التحولات المجتمعية والفكرية بل أنهم مثلهم مثل سائر الفئات الاجتماعية.
عالمنا العربي والجزائري يمور بالأحداث اليومية لا أثر لنخبنا المثقفة حتى وهي في مواقع الأحداث للمساهمة في إطفاء نار الفتن، بل العجز حتى في إصدار بيان.. ناهيك عن التواجد والتأثير في التجمعات أو الملتقيات الوطنية والدولية في قضايا المال، والاقتصاد، والتربية، والصحة، والبيئة، والسياحة، وغيرها. حتى جامعاتنا منكفئة على نفسها ومعزولة عن المجتمع، لا أساتذتها ــــ إلاّ القلّة ــــ ولا طُلاّبها المتخرّجون لهم الرغبة في المساهمة في التأثير في المجتمع، أو حتّى التعبير عن رأي النُّخب الأكاديمية الجامعية فيما يجري محليا، وطنيا، عربيا .
لا أحسب أن المثقف الذي يُــدلي بآرائه، وتعليقاته حول بعض قضايا الساعة في الطّلاّت الفيسبوكية، أو التويترية، أو اليوتوبية ينتج معرفة، هي فحسب تنفيسٌ عن الذات، وتواصلٌ افتراضي مع الغــير.
في تقديري الشخصي طالما أنّ محنة المثقف في عالمنا المعاصر هي نتيجة عدة عوامل مؤثرة بعضها من صنعه، وأغلبها ناتجة عن ظروف موضوعية تتجاوزه فإني أقــــرّ أن المثقف الحقيقي عليه أن لا يرفع راية الاستسلام، وذلك أوّلاً بالكتابة والتأليف في حقول المعرفة وفق اختصاصه، والاّ ينتظر الجزاء المادي الآني ؛ وألاّ يتردد في الانخراط في الشأن العام، وألاّ يكون بعيدا ومعزولاً عن الحراك الاجتماعي. إذْ لم تعد النخب والأحزاب هي التي تصنع العالم، بل تصنعه الشاشات، ووسائل الإعلام، وثقافة الصورة، وأسواق السلع، وأسعار البورصة وآليات الربح، وأبطال الفرق الرياضية، ومافيات الضغط.



#بشير_خلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النص الرقمي
- النص الأدبي المتميز لا جنس له
- شيخ المؤرخين الجزائريين أبو القاسم سعد الله بأقلام أحبابه
- أبو القاسم سعد الله .. بعيون مختلفة
- البحث عن النصّ الأدبي الجزائري في الكتاب المدرسي ... !!
- عالمٌ يمور بالأحداث المتسارعة... المثقف العربي عنه غائبٌ ومغ ...
- قراءة في كتاب: الطريق إلى قنادسة
- الفن إبداع إنساني
- مبادئ الأنثروبولوجيا ..علم الإنسان
- الربيع العربي ..إلى أين؟
- النص الأدبي النسوي..تحدٍّ للمعوقات وتطلّعٌ إلى الحرية
- النصّ الأدبي الجزائري..مُقْصى من الكتاب المدرسي إلى أجلٍ غير ...
- حساسية الروائي..وذائقة المتلقي
- الكتابة .. تلك السلطة الخالدة !!
- مجلات الأطفال ..وسيط ثقافي متجدد
- شخصيات ثقافية..مآثر ومواقف ونصوص
- مرّة أخرى بين الكتاب الورقي والكتاب الإلكتروني..
- لماذا فشلنا في تدريب أبنائنا على استثمار القراءة؟
- حملة - توفير كتاب لكل مواطن في الجنوب-
- هذا هو المثقف الحق في اعتقادي


المزيد.....




- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشير خلف - بدائل معاصرة تُطيح بالمثقف التقليدي من عليائه