أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هيثم بن محمد شطورو - لوثة العبادة أم نقاؤها ؟














المزيد.....

لوثة العبادة أم نقاؤها ؟


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 4780 - 2015 / 4 / 17 - 14:36
المحور: المجتمع المدني
    


لماذا اغلب المصلين حزانى؟ كأن الصلاة عنوان الجنازة. و يا ليوم الجمعة الحزين حيث تـتـدافع صرخات الخطباء بالويلات و الأموات و الجنائز و القالات و العنعنات و الإرهاب و مجمل تعابير القـلق و الارتعاب و الضرب بالعصي التي لا ترونها على العـقول المهترئة الحائرة الطالبة للإيمان بنـفس خاوية من الإيمان تـدفع إلى كل تلك الأجواء النفاقية الملتـزمة بنحر الذات..
استرسل في ضحكة عامرة بالنـشوة. حين نقول نشوة فهي تعبر تحـديدا عن تحرر و كل تحرر مبهج. تحرر من ضاغـط ما على النـفـس. الضاغـط يتبخر فجأة. استرخاء للأعصاب و سيلان نهر من الفرح داخلك يدق أجراس الابتهاج عبر إيقاعات قهقهة نشوانة. في الحـقيقة إنها دفق حياة صافية تغمر وجدانك. إنها دفعة إضافية من الأوكسجين. إنها وثبة الأسد داخلك و ما أروع الإحساس بالقوة. الإحساس الوحيد تـقريـبا الذي لا يثير خجلا كبيرا و مأتى كل خجل هو خوف من صد الآخر. الآخر أمام قهقهاتـك المرتـفعة يقـف أمام هيجان نزعة القوة و الكل يحترم الأقـوياء و إن كانوا يكرهونهم.
و تبا لأخلاق الضعـفاء. عبارة نيتـشوية ثائرة على نكـوصية التعاليم الكـنـسية بالذات الإنسانية و تمريغها بين أدخنة المذلة التي تمرر كعبادة. إذا كانت العبادة مرتبطة بالمذلة فتبا لها من عبادة.
العبادة الصحية القـويمة هي العبادة النشوانة بحب الله و بالتالي تـدفـق الحياة بين مسارات العـقـل و الوجـدان ، و بالتالي الإحساس بالذات كإلاه و لو كان الأمر لثواني معـدودات. تلك هي العبادة المعافاة من أمراض الموت و المذلة. العبادة التي لا ترى إلا الحياة، العبادة التي تـنكر الموت بما أنها اتصال بالواحد الأحد الذي لم يلد و لم يولد، أي الذي لا يموت أبدا.
إذا شارفت بعبادتـك القووية سماءات الخلود داخـلك، فانـك خالـد ليس بـواسطة الموت و التضحية و إنما بما انـك سناء من سناءات الضوء الرباني في الوجود. العبادة الصحيحة هي التي تـقودك إلى تـلمس ضوئـك الداخلي . الضوء الذي حين تـكـشفه يـرشـدك إلى سبل الحياة المعافاة من عـلل الزمان البشري الهزيل. تلك عبادة الأقوياء الذين يجـدون الله في كل مكان، يرونه في ورق الشجر و في المشية الوئيدة للخنـفـساء. يرونه في مفاتن الأجـساد الجميلة، يـرونه في ينبوع اللـذة و في كل نـشوة..
تلك النـشوة التي تـتـطلب شجاعة الصفاء و الثـقـة في الذات لأنها تـنطلق من قاعـدة تـقول ان العالم في داخلك أساسا و ليس خارجك. بل انك لا ترى الخارج إلا من زاويتـك الخاصة. لكن الفارق شاسع بين الزاوية التي تحـددها ثـقافـة بالية هـزيلة مهترئة، و الذات التي تستـنطق نفـسها باستمرار لأنها تـضع نـفـسها أمام الوجود في موقـف جدي صارم يطـلب الحـقيقة الحقة، و بالتالي النـشوة و البهجة المتـدفـقـة من الأعماق.
و هنا يجب ان لا تكون كمن يخاتـل نـفـسه عمدا، فـيـركن ذاته جانبا و ينحو نحو الجماعة بكل استسلامية مقيتة. يبحث عن السلام المذل. الذات موضع النار و السؤال و الرغبات المتلاطمة و الأفكار الصاخبة المتدافعة، أما الجماعة فموطن المعايـير السطحية المتـفـق عليها. الذات ان تـتوجه صوبها يعني ان تـقـرأ في المطلق يا من تـقول انـك تـتبع الكتاب المقـدس الذي دشن نـفسه في الوجود الأرضي بكلمة اقرأ باسم ربك المطلق الانهائي. الجماعة موضع الخضوع و ان لا تـقرا و إنما ان تكون خروفا في القطيع..



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنخطاف بالأنثى و الخطف
- جدار الدكتاتورية و مستنقع الأخوان
- مطرقة التعري على الرأس العربي المنافق
- الإرهاب و أزمة الانتماء
- دائرة الوهم في العالم العربي
- من انت؟
- الكائن و الإيروتيك
- عالم عربي يحتضر
- متى يخرج العربي من كهفه
- العالم مقذوف الى المستقبل
- ثقافة الجامع و ثقافة الكتاب
- الرأس العربي الأجوف
- المسلم الكافر
- معترك اسلامات
- النفس الواحدة القرآنية و الإسلام
- تهافت الإسلام التقليدي
- الفلسفة هي إكسير الحياة
- دائرة الإسلامي الجحيمية
- انك في عصر الإنسان العالمي
- ماذا يخفي العنوان الداعشي؟


المزيد.....




- -الأونروا- تعلن عن استشهاد 13750 طفلا في العدوان الصهيوني عل ...
- اليابان تعلن اعتزامها استئناف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئي ...
- الأمم المتحدة: أكثر من 1.1 مليون شخص في غزة يواجهون انعدام ا ...
- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...
- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات
- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هيثم بن محمد شطورو - لوثة العبادة أم نقاؤها ؟