أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - غول الفساد شريك لغول الإرهاب والميليشيات















المزيد.....

غول الفساد شريك لغول الإرهاب والميليشيات


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 4780 - 2015 / 4 / 17 - 14:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا أتذكر بالضبط من قال ولو أنهم كثرُ وحتى رئيس الوزراء حيدر العبادي كررها مؤخراً أن " الفساد هو الوجه الثاني للإرهاب " وها انذا أشدّ على يديه، كان من كان لأنه ذكر الحقيقة التي كنت قبل القول مؤمناً بها، وبدوري أضيف على ما ذُكر بان المليشيات المسلحة الطائفية بمختلف أشكالها وانتمائها هي رديف للفساد والمنظمات الإرهابية إضافة إلى العصابات المنظمة والبعض من فاقدي الضمير من المسؤولين المتسترين بالسلطة والمركز الحكومي، هؤلاء جميعهم يرتدون أقنعة مختلفة في مقدمتها الدين الإسلامي " بشكل طائفي " بدون وجه حق واستغلاله لمآربهم ومخططاتهم الإجرامية، وجميعهم اشتركوا وما زالوا في خراب البلد وتدميره وأذية المواطنين وسرقتهم وهم امتداد للفكر الرجعي المتخلف الذي يرى أحقية الحياة لفئة من الناس دون غيرها، فالفساد له أوجه عديدة وطرق ملتوية وأساليب تبدو في الظاهر طبيعية وقد نمى في العراق على امتداد تشكيل الحكومات العراقية لكنه تفاقم وأصبح أكثر شراسة أثناء سلطة حزب البعث العراقي وأخذ يقاسم الشعب قوته اليومي، وبات الفساد يرتع في جميع مرافق الدولة وبخاصة بعد الحصار الاقتصادي وتفرد صدام وعائلته والحاشية، أما الحصار فقد كان أولاً وآخراً ضد الشعب لان النظام وازلامه " تركوا أكل الغنم تبطراً إلى لحم الغزلان !!"وقد أصبح رُعاة الفساد من عتاة المجرمين الذين نهبوا اقتصاد البلاد، ولم يتراجع هذا الغول بعد إسقاط النظام البعثي ألصدامي واحتلال العراق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية التي شجعت بشكل مريب اكبر عمليات للسرقة والنهب التي جرت على وزارات ومؤسسات ودوائر الدولة الاقتصادية والخدمية والصحية وحتى المتحف والآثار العراقية ما عدا وزارة النفط التي حرستها القوات الأمريكية المحتلة وأمام أعين العالم بأسره وعندما كانوا يلقون القبض على البعض من الحرامية يداعبونهم بجملة " علي بابا "، ولم تكن فترة مجلس الحكم أفضل لأنه تشكل على أساس التقسيم والمحاصصة الطائفية ثم جاءت الوزارات العراقية وتفاءل البعض بأنها سوف تقوم بواجبها الوطني وتحمي الثروات الوطنية وفي مقدمتها النفط العراقي فأنقلب التفاؤل عكساً تماماً حيث راح الفساد ينتعش من حالة لأخرى، ودخل إلى هذا المضمار حسب وسائل الإعلام وهيئة النزاهة والقضاء العراقي البعض من وزراء وقادة ومسؤولين كبار واصغر منهم وتم الاستيلاء على آلاف الملايين من الدولارات ومليارات من العملة العراقية، واستعملت أساليب خسيسة في تحقيق النهب والسرقة بما فيها غسيل الأموال وتهريب العملات الأجنبية التي ظهرتا بعد عام 2003 بشكل متزايد وأكثر حداثة عما سبقوها، وهذه العمليات تديرها مافيا مالية واقتصادية مدربة استغلت المحاصصة الطائفية ومحسوبية الأحزاب المتنفذة والأوضاع المضطربة وكذلك ظاهرة الفساد كما أنها كانت ومازالت تستفيد من دعم البعض من المسؤولين والعلاقات الحزبية والعائلية وغياب القانون وتدنى مستويات الكفاءة لدى المؤسسات والأجهزة الأمنية، ومثلما شل الفساد مرافق اقتصادية وخدمية ومشاريع تنمية عديدة في مرافق الدولة فهو ساهم في زيادة نسب البطالة والهجرة والإملاق والفقر الذي أشارت له البعض من المصادر العاملة في هذا المجال حيث أعلنت أن نسبة الفقر بلغت حوالي 30% بينما يعد العراق من الدول الغنية بما يملكه من ثروات وطنية في مقدمتها استخراج النفط الذي بلغت مبيعاته مليارات الدولارات، وفي هذا السياق صدر عن ( المركز العالمي للدراسات التنموية في لندن) أن مبيعات المنتجات النفطية العراقية التي أودعت في صندوق التنمية العراقي الذي أنشئ عام 2003 بلغت حوالي( 165 ) مليار دولار في عام 2009 وأشار التقرير"إلا أن هذه العائدات كانت عرضة للفساد حيث اختفى( 17 ) مليار دولار منها في عام 2003 في حين اختفى ( 40 ) مليار دولار أخرى في عام 2010".كما بلغت في 2013 ( 7 ) مليارات دولار وعند التدقيق اختفت ( 11 ) مليار دولار ( مثل فص ملح ذاب.. التعليق لنا ) كما أدى الفساد إلى تقليص أرصدة العراق في 2012 ليصل إلى ( 18 ) مليار دولار وأعلن عند ذاك أن " العراق من دون أرصدة " وبهذه المحصلة نجد أن العراق تعرض لازمة مالية خانقة أدت إلى تداعيات كثيرة منها التأثير على الاستثمارات وعدم دفع الرواتب أو تقليصها والذي أدى إلى تردي الأوضاع المعيشية للمواطنين، كما أعلن في هذا الصدد مسعود حيدر عضو اللجنة المالية النيابية أن واردات العراق " من بيع النفط منذ 2006 ولغاية عام ( 2014 ) بلغت حوالي ( 550 ) مليار دولار وأن 60 ٪-;- من ذلك المبلغ أي حوالي ( 360 ) مليار دولار تم بيعها في مزاد العملة الذي ينظمه البنك المركزي العراقي وجرى تحويلها إلى خارج البلد عن طريق شركات أهلية ومكاتب صيرفة" هذه المكاتب للصيرفة والشركات الأهلية المدعومة حتى بقوات عسكرية شبه حكومية لعبت ومازالت تلعب علناً وسراً ليس في تهريب العملات الأجنبية فحسب بل حتى العملة العراقية ولها علاقات بتهريب وعمليات فساد لصوصية واسعة بدأت بالنفط والآثار وقيام شركات وهمية ما عدا ممن " شمع الخيط بملاين الدولارات " وهرب بدون أية ملاحقة قانونية لا بل نسيَ البعض منهم بعدما نشأ جيل آخر أكثر فطنة وعلاقات مشبوهة من القدماء، وامتد الفساد إلى دوائر الدولة ومؤسساتها فلا معاملة تسير بشكل طبيعي بدون دفع الرشاوى ولو تسأل أي مواطن عن موضوع مراجعة المعاملات لقال لك على الفور " إذا لم تدفع المعلوم فلن تقوم لمعاملتك قائمة " .
واخبرني صديق أراد تبديل بطاقة الأحوال الشخصية القديمة حسب قرار رسمي بأنه بقى يراجع أكثر من شهر بدون فائدة وبعدما أصابه اليأس وأراد التوقف التقى بأحد معارفه القدماء الذي كان يراجع الدائرة! فقال له ناصحاً حسب قوله " إذا لم تدفع فلن تنتهي المعاملة إلى يوم الدين واقرأ على معاملتك ألف رحمة وسلام " وقال لي هذا الصديق وسمعت النصيحة ودفعت وخلال ساعة واحدة كان كل شيء جاهز ومنتهي ثم قال أن لديه " كومة " من المواطنين الذين يعرفهم ومنهم أقرباء وأصدقاء له " لو تسمع ما جرى لهم ولمعاملاتهم الطبيعية لبكيت من القهر والحزن عليهم" وعندما قلت له " لماذا لا تشتكي على هؤلاء أو لا تذهب للصحافة وتذكر حالتك وغيرك من " الكومة " ضحك وقال لي بالحرف الواحد ساخراً " أتريد أن يأخذون بطاقتي المدنية واطلع مو عراقي، تره بعض المرات من يسألوني ما اسمك أتلعثم أخاف !! "
أما السرقات العلنية وبقوة السلاح وارتداء الملابس العسكرية فحدث ولا حرج وقد أصبحت مضرباً لأمثلة عديدة لكثرتها وتوسعها وتنوعها وقد تنوعت ما بين مافيا مدعومة من قبل المنظمات الإرهابية ومافيات مدعومة من بعض المليشيات الطائفية المسلحة ومافيات منظمة تعمل بالتفاهم والتقاسم مع أطراف عديدة.. وأحدث جريمة ارتكبت الآن فقد سطا مسلحون الشهر الحالي على نحو مليار دينار من احد المصارف الأهلية في محافظة البصرة، ونستطيع أن نذكر العشرات من الجرائم المشابهة للسطو على البنوك والمصارف ومحلات الصيرفة ومحلات صياغة الذهب والبعض من دوائر الدولة وما نشر في يوم الأحد 12/4/2015 حول إلقاء القبض على عصابة تنتحل غطاء الحشد الشعبي قامت بسرقة ( 191 ) مليون دينار من " أموال جباية البصرة " واعترف أفراد العصابة على متورطين معهم يسهلون لهم استخدام السيارات الحكومية أو سرقة سيارة لمجلس المحافظة وهذا ليس هو الدليل الوحيد فهناك العشرات من الأدلة حول استخدام السيارات الحكومية أو العائدة للأجهزة الأمنية.
أن الفساد هو الشريك الفعلي للقمة عيش المواطن وهو الناهب الفعلي لثروات الوطن وهو اليد الفعلية التي تقدم الدعم المادي للإرهاب والمليشيات والعصابات والفاسدين الحرامية هؤلاء الذين يسعون دائماً لزيادة العنف والاضطراب الأمني، والفساد هو التوأم الملازم للإرهاب والمليشيات المسلحة والمافيات، فبدون التخلص من هذا الغول نقول من الصعب بمكان التخلص من الاغوال الأخرى.
بقى أمر مهم للغاية وهو إذا كان الكثير من الوزراء وكبار مسؤولي الدولة وأعضاء البرلمان لا يلتزمون بتطبيق القوانين فلماذا محاسبة المواطن العادي؟ فمنذ أن جرى مطالبة هيئة النزاهة العراقية هؤلاء المسؤولين بالكشف عن ذممهم المالية لم يستحب إلا القليل منهم مع العلم أن قانون النزاهة رقم 30 لسنة 2011 يلزم المسؤولين الكبار بالكشف عن ذممهم المالية وقد أكد صلاح الجبوري عضو لجنة النزاهة انه "منذ دورات الحكومات السابقة لم يكشف الكثير من النواب والوزراء عن ذممهم المالية " وطالب في الوقت نفسه بـ"تطبيق القانون بحق الجميع " وحسب الاعتقاد العام أن هذا الكشف سوف يسهل عمليات التقصي عن أساليب الفساد وعدم استغلال أي مسؤول منصبه الحكومي للإثراء على حساب المصلحة العامة وعدم تمكين البعض من الاستحواذ على المال العام والتلاعب بمقدرات الاقتصاد الوطني.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى يرى النور قانون الأحزاب في العراق؟
- اللجنة التحقيقية البرلمانية مطالبة بإظهار حقيقة سقوط الموصل
- دمشق حلم الحالمين
- دمشق أرومتي
- اتهام البعض منظمات حقوق الإنسان بالتحيز وتلفيق الأخبار 2
- اتهام منظمات حقوق الإنسان بالتحيز وتلفيق الأخبار
- التخلص من داعش والمليشيات يحتاج إلى التكاتف والوحدة الوطنية
- يوم الثامن من آذار لا يكفي للاحتفال فهو يوم واحد
- عقلية الاستحواذ وقمع الأقليات القومية والدينية في إيران
- هذا هو الرئيس.. هذه هي سمة التواضع سمة الأخلاق!
- معاول الظلام والتخلف تساهم في تحطيم تاريخ العراق
- إلى متى تستمر الاعتداءات على الصحافيين والصحافة؟
- الميليشيات الطائفية المسلحة بين الحقيقة والنكران في العراق
- رفض شعبي واسع لتواجد قوات أجنبية على الأراضي العراقية
- هل توقف الزمن بالنسبة للعنف و التفجيرات والاغتيالات والخطف؟! ...
- مستلزمات إعادة الثقة والتخلص من الميليشيات والإرهاب
- خطورة الانفلات الطائفي على وحدة العراق
- الحفاظ على تحرير كوباني اندحار للظلام والإرهاب والتطرف الدين ...
- التعاون بين الحكومة العراقية وفيلق القدس الإيراني
- مصيدة المتصيد


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - غول الفساد شريك لغول الإرهاب والميليشيات