أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - قوة النظام القديم















المزيد.....

قوة النظام القديم


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 4779 - 2015 / 4 / 16 - 22:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عاد النظام القديم وانتصر إثر ثور تين:عام1660بعد الثورة البيوريتانية ضد ملك انكلترا(1642-1649)وعام1815بعد الثورة الفرنسية لعام1789.احتاجت انكلترا إلى ثورة ثانية (1688-1689)لكي تحقق أهداف الثورة الأولى في جعل السلطة للبرلمان ووضع الملك في وضعية:"يملك ولايحكم".احتاجت فرنسة إلى أكثر من ذلك:أزاحت ثورة تموز1830آل بوربون العائدون عام1815بحراب الأجنبي بعد هزيمة نابليون بونابرت في (معركة واترلو) وليستبدلوا ب(آل أورليان)المتحالفون مع البورجوازيين المصرفيين والرأسمال العقاريبديلاً عن تحالف الأرستقراطية الزراعية والكنيسة الذي كان وراء (آل بوربون)قبل ثورة1789وفي(عهد الإعادة).لم يشعر الصناعيون والفلاحون بأن نظام ثورة 1830يمثلهم لذلك قادوا،مع الطبقة العاملة النامية،ثورة شباط1848وأقاموا (الجمهورية الثانية)بعد تلك التي أقامها ثوريوا 1789بعد إعدام الملك لويس السادس عشر.كان تصادم قوى ثورة1848بعد انتصارها سبباً في فشلها وانتهاءها بديكتاتور نصب نفسه امبراطوراً ،هو نابليون الثالث،بعد انقلابه في 2ديسمبر1851على البرلمان.لم يعد النظام القديم لآلي (بوربون)و(أورليان)رغم أن حزبيهما كانا لهما عدداً مرموقاً في البرلمان الفرنسي وكانا تنازعهما سبباً في ذهاب العرش عنهما وفي نشوء ديكتاتورية فرد مغمور وقليل المواهب نصب نفسه امبراطوراً بحكم فراغ القوة الناتج عن تصادم القوى السياسية سواء ذات الهوى الملكي بحزبيهما أوالجمهورية أكانت يمينية(=الناسيونال)أوالقوى اليسارية الاشتراكية .ظل النظام القديم الفرنسي قوياً وكاد أن ينتصر بعد مئة عام من ثورة1789 من خلال حركة الجنرال بولانجيه ضد (الجمهورية الثالثة)،التي جاءت على أنقاض (كومونة باريس )عام1871التي أتت حصيلة لهزيمة نابليون الثالث أمام الألمان عام1870،وهو المدعوم من قوى الملكية القديمة واليمين المحافظ والكنيسة ولوكرر انقلاب 1851في عام1889لكان طبعة ثانية عن نابليون الثالث.كان الحاجز أمامه هو الراديكالي كليمنصو الذي منع تكرار ضعف جمهوريي(الناسيونال)قبل ثمانية وثلاثين عاماً ،وقد كان فشل حركة بولانجيه طريقاً إلى دفن النظام القديم الفرنسي وهو ماتكرس عام1905بفصل الكنيسة عن الدولة وبعلمنة التعليم ، الشيء الذي أعلن وضع نهاية لعالم ماقبل 14تموز1789.
في عام1856أصدر شخص فرنسي من أنصار الملكية،هو أليكسيس دو توكفيل،كتاباً بعنوان:"النظام القديم والثورة"،انبنى على أطروحة مركزية،مازال ينشغل بها حتى الآن علم الاجتماع السياسي،بأن "الثورة هي ليست أكثر من لحظة غليان انفجاري للاتجاهات السياسية الكامنة في رحم النظام القديم".يمكن تطبيق هذا على انكلترا:اتجاه نحو تقليص سلطة الملك المطلقة بدأ منذ ميثاق(الماغنا كارتا)عام1215.في فرنسة اتجاه نحو عصرنة المؤسسات يأخذ منحى المركزة وتقوية مؤسسات الدولة على حساب السلطات المحلية والكنيسة والأرستقراطية العقاريةبدأ مع لويس الرابع عشر(ت1715) وهو ماأوصله نابليون بونابرت (1799-1815)إلى الذروة ثم تابعته اصلاحات1905ثم ديغول في الجمهورية الخامسة منذ عام1958.في روسيا القيصرية اتجاه نحو (التغريب)،بمعانيه الثقافية والاقتصادية - الاجتماعية على حساب(السلافية)،بدأ منذ بطرس الأكبر(1682-1725) ثم مع (حركة الديسمبريين)عام1825 وهو اتجاه تابعته ثورة أوكتوبر1917البلشفية وأكملته إلى الذروة العليا،وهو كان عملياً مساراً تحديثياً لم يستطع فيه الشيوعيون البلاشفة سوى قيادة ثورة رأسمالية وليس اشتراكية وبحيث كان يلتسين هو الوريث الشرعي للينين وستالين وليس بريجنيف اوأندروبوف.
في العالم العربي حصلت انفجارات مجتمعية في خمسة مجتمعات عربية على التوالي:تونس،مصر،اليمن،ليبيا،سوريا،بين يومي17كانون أول/ديسمبر2010و18آذار/مارس2011.الثورة هي"تحرك عبر القلب واللسان واليد لأغلبية البالغين في مجتمع معين ضد السلطات القائمة من أجل قلب السلطة الحاكمة لاحداث تغيير جوهري في مجمل بناء الأوضاع الاقتصادية- الاجتماعية- الثقافية عبر بوابة السياسة".عبر هذا التعريف يمكن القول بأن ماحصل في تونس ومصر هو ثورة،وفي اليمن شبه ثورة،بينما في ليبيا وسوريا لم يكن كذلك وإنما (حراك) لقسم كبير من المجتمع لم يصل إلى النصف،لذلك احتاج في ليبيا لحسم الوضع إلى قوة خارجية ،وفي سوريا لهذا السبب،بسبب قوة ركائز السلطة الاجتماعية وضعف ركائز المعارضة في المجتمع مع ماانضاف لذلك من تداخل العوامل الاستقطابية الدولية- الاقليمية مع تلك المحلية المذكورة،كان هناك استعصاء سوري أمام تكرار لماحصل في تونس والقاهرة وطرابلس الغرب وصنعاء.في دمشق لم يسقط رأس النظام ولابنيته،بينما في طرابلس الغرب سقط الرأس والبنية بفعل ترجيح القوة الخارجية لصراع أخذ منحاً تعادلياً لمدة ستة أشهر بين السلطة والمعارضة.في تونس والقاهرة وصنعاء سقط رأس النظام من دون بنيته. إذا استخدمنا مقياس توكفيل:الإنفجار في البلدان الخمسة،وبغض النظر عن نتائجه،يعبر عن اتجاهات اجتماعية كامنة في رحم النظام القديم لإنشاء أوضاع جديدة تتجاوز سلطة "الفرد القائد"أو"الحزب القائد".
يلاحظ في صنعاء21سبتمبر2014-6فبراير2015أن رأس النظام القديم الذي أزيح بحكم اتفاقية23نوفمبر2011أعاد تحريك بنية نظامه القديم،العسكرية والأمنية والإدارية وحزبه ،من أجل قلب الأوضاع الجديدة التي بدأت بالتشكل بعده مستعيناً بتحالف مستجد مع خصومه السابقين،أي (الحوثيون)بعد ستة حروب من قبله معهم بين عامي2004و2010،لإزاحة وقلب الرئيس الجديد وحلفائه،أي الفرع الاخواني المحلي:"التجمع اليمني للاصلاح"واللواء علي محسن الأحمر قائد الفرقة الأولى مدرع،وقد ظهر عبر هذا التحرك بأن بنية النظام القديم كانت قادرة بسهولة،بالتحالف مع الحوثيين ومع هشاشة تحالف ثالوث(منصور هادي- محسن الأحمر- الاصلاح)،أن تزيح وتنتصر على سلطة مابعد23نوفمبر2011وأن تظهر كم أن بنية النظام القديم لأعوام1978-2011مازالت هي الأقوى في اليمن.في ليبيا يأخذ الصراع بين طبرق وطرابلس الغرب شكل صراع بين (ليبراليون- فيدراليون من برقة- عسكريون من جيش القذافي)ضد (اسلاميون)يسيطرون على الغرب الليبي.إذا عزلنا الفيدراليون فإن أغلب الليبراليون،من أمثال محمود جبريل،والعسكريون،كااللواء خليفة حفتر،قد أتوا من النظام القديم كبنية ولوثاروا على رأسه عام2011وهم يستندون الآن إلى البنية العسكرية- الإدارية للنظام القديم وإلى قاعدته الاجتماعية أيضاً ضد الاسلاميين.في تونس،وأمام صراع الحداثيين(العلمانيون واليساريون)مع الاسلاميين،بعد أن كان تحالفهم عماد الثورة ضد نظام الرئيس بن علي،برزت قوة بنية النظام القديم وقاعدته الاجتماعية كماازداد بحكم ذلك الصراع النكوص في قوة القوى الثورية لصالح ميل اجتماعي كبير لاستعادة قوة الاستقرار أمام اضطراب مابعد الثورة وهذا ماجعل هناك أرجحية اجتماعية برزت في الانتخابات النيابية والرئاسية حيث فاز فيهما حزب هو خليفة حزب الرئيس بن علي وشخصية كانت هي من رموز النظام القديم.في القاهرة لم يستطع حزب الرئيس مبارك أن يقوم بذلك بسبب هشاشة بنيته ،فيماعاد النظام القديم ،أمام اضطراب وفشل حكم(الاخوان المسلمون)، عبر قوى الدولة المصرية العميقة وأولها مؤسسة الجيش،بالتحالف مع المؤسسة الأمنية ومع القضاء والجهاز الإداري،بدعم من حركة مجتمعية كبيرة ظهرحجمها يوم30يونيو2013مماشكل الإطار الاجتماعي التي استند عليه ماحصل مساء يوم3يوليو2013في القاهرة.



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اثنا عشر عاماً على غزو العراق: الكسوف العربي الجديد
- الأكراد والمعادلة الاقليمية
- اليمن:عبء البنية والجغرافية
- نزعة الإستعانة بالخارج في السياسة العربية الحديثة
- سيرورات فشل الثورات
- محاولات تحجيم روسيا
- بين(القاعدة) و (داعش)
- رهاب الإسلام عند الغرب
- تجربة الحركة الإسلامية السورية
- بوادر انتعاش لليسار عند العرب؟
- تقلقل وضع تركية الاقليمي
- فشل -الربيع العربي-
- تحوّلات في مشهد المعارضة السورية
- تفسيران عربيان للسياسة
- اليمن:26سبتمبر و21سبتمبر
- من سيملأ فراغ انحسار تيار الإسلام السياسي؟
- محاولة في تحديد -الأصولية-
- تحديد السلفية
- داعش كمؤشر على انحسار تيار الاسلام السياسي
- من البنا إلى البغدادي


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - قوة النظام القديم