أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - منطق الله الغريب-الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت













المزيد.....

منطق الله الغريب-الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 4779 - 2015 / 4 / 16 - 17:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


- الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت (50) .

لن يكون سبيلنا فى هذا المقال لإثبات بشرية الأديان التطرق لحجم المغالطات والتناقضات فى النصوص المقدسة التى تتصادم مع العقل والعلم ولن يكون سبيلنا تناول سذاجة وتهافت الطرح الدينى وتلك القصص الخرافية فهكذا يؤمنون ويهللون ولكن سيكون إعتناءنا بالفكرة السائدة عن الإختبار الإلهى وعدل وحكمة الإله فى تعامله مع البشر أو بمعنى آخر نحن سنتعامل مع منطق الإله لنجد أنفسنا من خلال المشاهد المرصودة وهذا الرهط من الآيات أننا أمام منطق غريب يفتقد لألف باء حكمة وعدل وحسن تقدير لنُعزى هذا إلى كتابات بشرية منفعلة غير متماسكة لم تتحرى أى درجة من الدقة أو التماسك أوالتركيز الفكرى أثناء السرد .

* القتل لقوم لا يفقهون .
- ( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ( الأنفال 65 (الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) الأنفال : 66
لنا ان نتوقف أمام إشكاليات ومطبات كثيرة فى هاتين الآيتين من سورة الانفال ففى أولها أثرناه فى مقال سابق من إختلاف الحكم الإلهي , فالآية الاولى تعلن أن عشرون يغلبون مائتين ومائة يغلبون ألف أى بنسبة 1: 10 ثم فى الآية الثانية الملاصقة تماماً للأولى من نفس السورة تتغير النسبة إلى 1: 2 فكيف يبشر الله المؤمنين بتقدير ثم يتراجع عنه فى الآية التالية فهل معرفتة خاطئة أم لم يكن يعلم وهذا هو الأرجح وذلك لقوله " الآن عرف فيكم ضعفا " وهذا يعنى أنه لم يعلم وأدرك بعدها أن الآية الأولى لا تصلح لنسأل أين ذهبت معرفة الإله الكلية أم لم يُفطن مبدع النص أثناء تغييره للبشارة لتتوائم مع حال المقاتلين أن هكذا تغيير ينال من فكرة الإله المفترضة .!
ثانيا : الآية تبدأ يا أَيهَا النَّبِي حَرِضِ الْمُؤمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ , فالإله هنا يحرض على القتل وهذا فى عرف البشر والانسانية جريمة لها عقوبة جنائية عندما يحرض شخص آخر على قتل احد ولكننا سنتجاوز هذا لنتوقف ملياً أمام ثالثا.
ثالثا : تتنافى مع أى منطق عندما يكون سبب التحريض على قتل الكفار لأنهم " قوم لا يَفقهُونَ " وهذا شئ غريب وشاذ وغير منطقى ولا إنسانى فكون هناك بشر على جهل لا يفقهون فهل يكون العقاب قتلهم وما سيتبع هذا من سلب ممتلكاتهم وسبى نساءهم وإستعباد أولادهم , فأى منطق وعقل هذا , وأى عدل هذا , وأى رحمة هذه , فهل الذى لا يفقه نتيجة جهله أو إختلافه فكرياً يكون عقابه القتل بدلاً من التعليم والهداية , وهل نحن أمام منطق وحكمة إلهية أم صراعات على الغزو والنهب والشراسة .

- قصة قوم لا يفقهون هذه متكررة فى القرآن والغريب أن الله يؤكد أنه من يتعمد صرفهم عن الفهم ويضع على قلوبهم أكنه ويطبع على قلوبهم , فأين المفر , وما ذنبهم , وما هذا المنطق الشاذ الذى يحجب الفهم والمعرفة ثم يعدهم بعذاب أليم فأليس ألف باء منطق وعدل يقول فلتيسر لهم وسائل الفهم والإدراك أو تتركهم وشأنهم وحريتهم ثم تحاسبهم يوم القيامة كما يحلو لك .
ففى التوبة 127 ( وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ ثُم انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بأَنهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ ) ولنلاحظ "صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ".
( وإن الآيات تم تفصيلها لمن يفقه قَدْ فَصَّلنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ ) الأنعام98 فالإله يفصل الآيات لقوم يفقهون وليس لقوم يحتاجون للفهم والمعرفة .!
( إنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ-;- قُلُوبهِمْ أَكِنةً أَنْ يَفقهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ) الكهف 57 فالله جعل على قلوبهم أكنه وفى آذانهم وقراً .!
( وَطُبِعَ عَلَىٰ-;- قُلُوبِهِم فَهُم لا يَفْقَهُونَ ) التوبة 87 .. يؤكد الله ثانية أنه يطبع على قلوبهم فكيف يفقهون .
(ذَٰ-;-لِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَىٰ-;- قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ ) المنافقون 3 -فالذين كفروا بعد إيمان يطبع الله على قلوبهم أيضا فلا يفقهون بدلاً من يفتح السبل للفهم والإيمان ثانية .!

- منطق وأسلوب لا يليق
( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهمْ أَعْينٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهم آذانٌ لاّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ) ..هذا الاله الذى يسب هو من خلق هذا البشر وصنعهم أى منتجاته فلم يكتفى بسوء المصنعية بل هو يهدى من يشاء ويضل من يشاء ويختم على القلوب بالضلال فلا هادى , فلماذا بعد هذا الفعل القهرى القسرى يسبهم ويصفهم بالأنعام .

* الإيمان والهداية والضلال مشيئة وإرادة ومزاج إلهى محض .
( ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله ولكن اكثرهم يجهلون ) أليس هذا منطق غريب ,فالهداية والايمان لا يحصلان بإرسال الرسل , ولا بإنزال الكتب من السماء , ولا بالخوارق والمعجزات , وانما يحصلان بشيء واحد فقط هو مشيئة الله , فإذا شاء الله هدايتهم وإيمانهم إهتدوا وآمنوا , واذا لم يشاء لم يهتدوا ولم يؤمنوا وظلوا فى جهلهم وضلالهم ليكرر ثانية "ولكن اكثرهم يجهلون " فكيف التخلص من الجهل إذا كان الرسل والمعجزات لن تجدى , ثم ما معنى حرية الإختيار والكتب المقدسة والرسل المبشرين والمعجزات , وما فائدة العقل , وما معنى الإختبار الإلهى , فكل هذا ليس له أى معنى فالأمور كلها حسب مزاج الله فهى المشيئة فقط وحصراً ويؤكد هذا فى مواضع عديدة:
( يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم ) فالرحمة هنا مزاجية ذات إختصاص .
( قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا الا ماشاء الله ) فالمرء لا يمتلك تحديد النفع والضرر لنفسه فهى مشيئة الإله منفردة .
( وماكانوا ليأمنوا الا أن يشاء الله ) فلا تظن انك تؤمن بقناعات وقبول نفسى وروحى إختيارى فهى مشيئة الإله .
( ولكن يدخل من يشاء في رحمته) فالمشيئة الإلهية هى التى تختار من يدخلها فى رحمته .
‏( ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ) فالله لن يأتى كل نفس هداها فقد تعهد وألزم نفسه بمزيد من الزبائن يملأ بهم جهنم .!
( وماتشاؤون الا أن يشاء الله رب العالمين ) .

- القرآن يقول فى الانعام 125 ( فَمَنْ يُرِدِ الله أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِقًا حَرَجًا كَأَنَمَا يَصَعَدُ فِي السَّمَاءِ) - لنلاحظ أن الهداية من إرادة ورغبة الله ليشرح الصدور للإسلام كذا الضلال من إرادة الله أيضا ليجعل صدره ضيقاً , فما هذا المنطق الغريب , فالإيمان بالإسلام أو الكفر به ليس عن قناعة وإدراك ووعى بل هى رغبات ومزاج وتصنيفات إنتقائية إلهية للبشر , لذا فلا معنى للجهاد وإجبار البشر على الإيمان , فالأمور فى يد الله حصراً .

- حديث طريف
يستحضرنى فى هذا السياق هذا الحديث الطريف حيث الدنيا أثناء الخلق ضلمة وإنت وحظك فى تلقف الهداية , فالله خلق الخلق فى حته ضلمه فلم يتحقق من البشر فقام بإلقاء نوره فمن كان حظه حلو وتلقف هذا النور أهتدى ومن اخطأ التلقف ضل .!
80514 - إن الله تعالى خلق خلقه في ظلمة ، فألقى عليهم من نوره ، فمن أصابه من ذلك النور يومئذ اهتدى ، و من أخطأه ضل
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1764

- وحديث آخر طريف
طالما نحن فى فنتازيا وليس منطق فلنستمتع بهذا الحديث عن أبي موسى الأشعري قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا كان يوم القيامة دفع الله عز وجل إلي كل مسلم يهودياً أو نصرانياً فيقول: هذا فكاكك من النار) وفي رواية : ( لا يموت رجل مسلم إلا أدخل الله مكانه النار يهوديا أو نصرانيا ) وفي رواية أخرى ( يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال فيغفرها الله لهم ويضعها على اليهود والنصارى ) .!!
فهل هذا منطق وعدل أم هراء سخيف أم حقد وغل ساذج مفضوح ,فاليهود والنصارى فئران تجارب خلقهم الله لفكاك المسلمين من النار .!

- يبدو أن الآلهة ذات مزاج خاص فى تضليل البشر فالأمر لم يترك حكراً على القرآن لنجد الكتاب المقدس يشدو فى مواضع عدة بأن الرب يعشق تضليل البشر فنجد في الرسالة الثانية إلى تسالونكي 2 : 11( ولأجل هذا سيرسل اليهم الله عمل الضلال حتى يصدقوا الكذب) وفي سفر حزقيال14 : 9 (فاذا ضل النبي وتكلم كلاما فأنا الرب قد اضللت ذلك النبي) .!
كذلك فى سفر الخروج (2-4) لم يتخلص الرب من فكرة تضليل البشر : ( كلم بني إسرائيل أن يرجعوا وينزلوا أمام فم الحيروث بين مجدل والبحر أمام بعل صفون مقابله تنزلون عند البحر. فيقول فرعون عن بني إسرائيل هم مرتبكون في الأرض قد استغلق عليهم القفر. " واشدد قلب فرعون حتى يسعى وراءهم فأتمجد بفرعون وبجميع جيشه ويعرف المصريون أني أنا الرب ففعلوا هكذا" ) . فمنطق الرب تشديد قلب فرعون ليتمجد ولا يهم إبادة شعب مصر والزرع والنسل والحرث والضرع فداء مجد الله أمام رعاع الأرض ولنسأل هنا ماذنب الشعب المصرى , بل ماذنب فرعون , وكيف يكون حسابه طالما أن الله هو من شدد قلبه وأغلظه حتى يسعى وراء اليهود , فهل لهذا الفرعون أن يتحدى رغبات الإله ومخططاته ومشيئته فيكف عن مطاردة اليهود أم أنه مُقهر على فعل ذلك رغماً عنه , وأين قصة حرية الإختيار إذا كان هناك تعمد للتضليل وهل هكذا منطق إلهى يحمل فى طياته العدل والرحمة والرأفة والحكمة كما يدعون من إله كلى العدل والحكمة .
أفسر هذا بأن هناك غل وحقد وحسد شديد يعترى اليهود تجاه المصريين وحضارتهم فى ذاك الحين بل حتى الآن ليخترعوا قصة الضربات العشر ويرسموا السيناريوهات التى تفيض غل تجاه المصريين ليُقسى الله قلب فرعون حتى يكمل الشو الإستعراضى الدموى .

- الله الإسلامى لم يترك إله الكتاب المقدس يتفرد بغواية وتضليل البشر والتلاعب بهم كروبوتات فهو يحرض على الرذيلة والفسق ليتصيد الاخطاء ثم يمارس انتقامه ففى سورة الأسراء 16(وإذا أردنا أن نهلك قرية "أمرنا" مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا ) .
نلاحظ أن هناك إرادة الهية بإهلاك القرية ليعد سيناريو لذلك فيأمر مترفيها ولتتوقف هنا أمام " أمرنا مترفيها " ولنسأل هنا ماذنب القرية إذا كان مترفيها إنساقوا لإرادة وأوامر الله , وما ذنب المترفين إذا كان هناك أمر وإيعاز إلهى فهل للمترفين القدرة على تحدى المخطط الإلهى .

* منطق الله فى التعاطى مع الكافرين والفاسقين
( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بلغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) المائدة: 6-7
(منْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ الله وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ , ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتحَبوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ , أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) النحل: 1
(اسْتغفِر لَهُمْ أَوْ لَا تَستغفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ) – ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ )
لاحظ ان الله لا يهدي القوم الكافرين ,والله لا يهدي القوم الفاسقين ,و الله لا يهدي من يضل ,والله لا يهدي من هو مُسرف كذاب ..لنسال هنا متى سيهدى الله ؟! وماذا تعنى صفة الهداية والرحمة المطلقة بلا حدود ؟! ..وهل لنا أن نذكر بأن الأصحاء لا يحتاجون لطبيب بل المرضى , فما معنى ان الله يهدى كصفة من صفاته المطلقة , ومتى تتفعل هذه الصفة ,طالما أنه يتخذ هذا الموقف المنفعل العصبى من الكافرين والضالين والكاذبين فلماذا يحاسبهم طالما فقدوا كل سبل الرحمة والهداية ,فهل هذا منطق الله أم منطق من رسموا الإله على هذه الشاكلة حتى تكون حجتهم أمام الكافرين أن كفركم ليس لقوة حجتكم وبؤس إيمان المؤمنين فى صد حجتكم بل لأن الله حطكم فى دماغه وختم قلوبكم وترككم على ضلالكم .

- الغريب إن الله لا يهدي القوم الجاهلين , وإن الله لا يهدي القوم الضالين , ولنسأل هنا أى منطق يمنع الهداية عن الجاهل والضال ,فالجاهل له كل العذر فى جهله فهو لا يعلم والضال هو ضال تائه فاقد البوصلة لا يدرك الطريق.!
آية أخرى غير منطقية " لا تهدي من أحببت إن الله يهدي من يشاء " ففي هذة الآية يمنع الله النبي القيام بدور الهداية التى من المُفترض أن الأنبياء والرسل جاءوا من أجلها ليقفز سؤال هنا عن طبيعة هداية الله فهل هو شئ مزاجى فهو يهدى من يشاء ويحجب الهداية عمن يشاء بينما المُفترض عقلاً ومنطقاً أن الهداية للجميع بدون إستثناءات وهوى ولنسأل أيضاً بأى منطق سيُحاسب البشر ليخص البعض بالهداية وينزعها عن آخرين لذا نجد الهوى فى قول الله لموسى " إذهب الى فرعون إنهو طغا " ففرعون هذا الذي قتل وذبح الأطفال وأستحل النساء كمجرم أسطوري حسب السرد القرآنى يريد الله هدايته أما الجاهلون والضالون الغلابة فقد حسم مصيرهم الله بالنار لأنه رافض أن يهديهم .

- ليس لك حيلة.. هوا حطك فى دماغه .
وطالما نتحدث عن منطق الله فى انصرافه عن الكافرين والفاسقين فلى أن أستعير كتابات من مقال سابق لىّ فالأمور لا تكتفى بالإنصراف عن الهداية بل تدخل فى تخطيط الله واعتناءه بالتضليل .!
( يضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ) المدثر:31
(وما تشاؤون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما) الانسان 31
( فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ) سورة الصف 5
( وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ) سورة محمد 17
(‏وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ‏)‏ ‏سورة الأنفال 30‏‏
أى منطق إلهى هذا , وكيف يفهم المؤمن هذه الآيات فهى تتناقض مع أى مفهوم متوزان وحكيم لنرى أمامنا حالة من العناد والتصلب والعداء الإلهى لا يوجد ما يُبرره بل يتنافى مع أى زعم عن الحكمة والعدل والعظمة ,فالله يتعامل بشكل مزاجى إنتقائى إنتقامى عنيد ليضل من يشاء ويهدى من يشاء ثم يدخل من يشاء فى رحمته .
الغريب والمدهش الذى لن يجد للأسف أى صدى فى العقل الدينى أن هذه المشاهد تُفقد الله العظمة والحكمة والرحمة بدخوله فى دور عناد غريب مع إنسان بائس فمن زاغ قلبه لا يهديه أو حتى يترك له فرصة للرجوع بل يزيد من زيغان قلبه , فالماكر سيتحداه الله وينزل لمستواه ويُمكر فهو خير الماكرين , والضال بدلا من أن يحظى بهداية الله وصبره فسيزيده ضلالاً لنقول هنا لمن ومتى تتفعل صفات الهادى الغفور العزيز الرحيم طالما دخل الله فى هذا الدور من العناد .!
المؤمن لا يتوقف عند هذا المشهد الغريب ,فالضال وزائغ القلب والماكر ليس لهم أى أمل فى الهداية فالله حطهم فى دماغه وسيسخر قدراته فى ضلالهم وإزاغتهم وغيهم وإلإمتناع عن هدايتهم بل يجهز لهم العذاب الأليم فهل يستطيع هذا الإنسان التافه أن ينجو من الضلال.؟!
نسأل هنا عن أى منطق هذا يجعل إله يتعاطى بتلك العصبية والتشنج والعناد وينسى أنه أعد يوم للدينونة وما الحياة فى الأرض إلا دار إختبار ليحين يوم القيامة ليتلقف الضال والفاسق والزائغ والماكر فى ملكوته ليفعل بهم مايريده ..أليس من المنطقى أن ينتظر الله يوم الحساب وأليس من المنطقى أن يمنح الله الضال والفاسق إعتناءه فهم الأولى بالهداية فكان حرى إذا أراد أن يتدخل فليتدخل برحمته ورأفته فيهدى الضال فهو الأحق بالهداية من الهادى .. نحن أمام حالة غريبة من العناد والتحدى والإنغلاق النابع من فكر قبلى ولسنا أمام فكرة إله تتسم بالرحمة والعدل والعظمة إفتراضاً , فألا يجعلنا هذا المشهد نُفطن أننا أمام إنتاج فكر بشرى مغرق فى بداواته يهوى بمنزلة الإله للحضيض نظير غضب كاتب النص من مناهضي مشروعه .

*ماهى وظيفة الأنبياء والرسل بالضبط .
كيف تستطيع التوفيق بين هاتين الآيتين وماهو المنطق الإلهى فيهما (رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعد الرُّسُلِ وَكَانَ الله عَزِيزًا حَكِيمًا ) سورة النساء 165 (إِن تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَن يُضِلُّ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ) سورة النحل37 ففى آية سورة النساء 165 يكون الرسل للتبشير والإنذار لئلا يكون على الناس حجة بينما آية سورة النحل تنفى رسالة النبى فلن يفلح فى تبشيرهم وهدايتهم فإن الله لا يهدى من يضل .!

* يرسل الرسل ولكن ضلاله هو الفاعل .!
(ان الذين لا يؤمنون بآيات الله لا يهديهم الله ولهم عذاب أليم , إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله واولئك هم الكاذبون , من كفر بالله من بعد ايمانه الا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم ) النحل 106
ماهذا المنطق الغريب ؟! فالذين لا يؤمنون بآيات الله لن يهديهم الله .. طب من يهديهم أم هو عند وعناد وزعل منهم فأليس المفروض أن الله هو الهادى فكونهم لا يؤمنون فليهئ لهم سبل الهداية أليس كذلك وبالنسبة لمن شرح بالكفر صدراً فألا تستدعى صفة الهداية أن تتفعل معهم بدلاً من هذا الغضب ,فألا يحتاج المرضى لطبيب .

- فى نفس سياق آية النساء 165 (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ. وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) منطق غريب , فالله يرسل رسول بلسان قومه وهذا شئ طيب ليبين لهم وهذا شئ حسن أيضا ثم تعالى لترى بقية السيناريو ليتولى الله المهمة الثالثة والحاسمة فيضل من يشاء ويهدى من يشاء وهو هنا حكيم وعزيز . فما هذا العبث ؟!

- ( فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتيْنِ وَالله أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلا ) النساء 88 لتنظر لقوله أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَ الله فالله يستنكر أى فعل للهداية طالما هو يضلهم فكما نقول لا يرحم ولا يخلى الناس ترحم وليقطع أى أمل فى هداية هؤلاء البؤساء و "َمَن يُضلِلِ الله فَلَن تَجِدَ لَه سَبِيلا".!

- من يضلله الله فما له من ولي ولا سبيل أى لا فرار من مصيتده .
( وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوْا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ ) سورة الشورى42 : 44 .
( وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ أَوْلِيَاءَ يَنصُرُونَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ سَبِيلٍ ) سورة الشورى 42 : 46.!

- فى البقرة 6-7( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرتَهمْ أَمْ لَمْ تُنْذرْهُم لا يُؤْمِنُونَ خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ )
الكلام هنا واضح و صريح فوجود الرسول لا يقدم و لا يؤخر كما أن الله وضع الغشاوات ليبطل أي محاولة لإصلاح الكافر فليس دور الرسول الهداية بل التبليغ لا أكثر أى مجرد مذياع ثم يقوم الله بباقي المهمة سواء بالهداية أو الختم بالضلال على قلوبهم وأسماعهم وأبصارهم .!

- أى منطق هذا ؟!
( فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ) يعلن الله أن فى قلوبهم مرض فماذا فعل هذا الوهم السماوى " فَزَادَهم الله مَرَضًا" . لن نقول أن المرض الذى فى قلوبهم هو من الله بحكم أنه الذى يضل ويفتن ويزيغ القلوب وصاحب المشيئة فى ذلك كما فى الآيات الكثيرة التى عرضناها ولكن لو إعتبرنا جدلاً أن مرض قلوبهم من ذواتهم وإرادتهم فما هو المفترض من الوهم السمائى أليس علاج هذا المرض وبث الهداية فى قلوبهم أو تركهم لشأنهم لحين العذاب الأليم لنجد اللامنطق والنزعة العدائية الغير مبررة تفرض ذاتها فَزَادَهمُ الله مَرَضًا .!
أتصور أن النبى حرص على أن يبين أن جدال ومناهضة الكفار واليهود لرسالته ليس من قوة حجتهم ومنطقهم وذكائهم أو من هشاشة طرحه بل لأن الإله هو من يضلهم فلن يكون هادى لهم فهم أسرى إرادة الله بتضليلهم وكلما خاضوا بالنقد فهذا يرجع ان بقلُوبِهِم مَرَض فَزَادَهم الله مَرَضًا.!

- يتم تأكيد نفس التوجه بأن مخططات الله فى التضليل والفتنة هى مشيئة إلهية متفردة ( فمن يرد الله أن يفتنه فلن تملك له من الله شيئا) فمن يريد الله أن يفتنه فلن تستطيع أن تفعل شيئا تجاه إرادته هذه ولا تسأل لماذ يريد أن يفتنه فأنت هنا تتدخل فى المزاج الإلهى ولكن يمكن أن تسأل ما العدل والحكمة فى ذلك ( يَا أَيهَا الرسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنا بِأَفْوَاهِهِم وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهم وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَماعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتوكَ يُحَرفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَـذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتوْهُ فَاحْذَرُوا , وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللهِ شَيئاً أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللهُ أَن يُطَهرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ") المائدة41 ليتكرر القول (وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً) ويضيف إضافة جديدة فى نفس السياق ( أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهرَ قُلُوبَهُمْ ) لنسأل ما هذا المنطق الغريب الشاذ وما معنى الإختبار الإلهى إذا كان التضليل والفتنة إرادة ومشيئة إلهية لا مفر منها وأين ذهبت الحكمة والعدل والرحمة الإلهية .

-الإله يضلل ايضا مؤمن بعد هدايته فلا تسأل لماذا فهى مشيئة .فيقول فى سورة التوبة 9 : 115 ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ).
(وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِ شَيْء عَلِيمٌ إِنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ) وفى سورة التوبة 9 : 117 ( لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيهِمْ إِنهُ بِهِمْ رَءُوف رَحِيم ) .

- إذا كان الله اكد تكراراً ومراراً أن الضلال والفتنة بمشيئته ولا هادى إلا هو و يتحدى النبى فى هداية من أضلهم الله وختم على قلوبهم فما معنى هذه الآية من سورة التوبة 73( يا أَيُّهَا النَّبِيُ جَاهِدِ الْكُفارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظ عَلَيهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئسَ الْمَصِير ) كذلك آية سورة التوبة 29 ( قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِمُونَ مَا حَرَمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ) فما مبرر قتال الكفار والمشركين والذين أوتوا الكتاب والإغلاظ عليهم طالما أن الإيمان والهداية والضلال فى مشيئة الله حصراً , فهل من هنا نستطيع فهم منطق مُبدع هذه الآيات فهو يعتنى بالغزو والتوسع والنهب ويحث المقاتلين على ذلك ولا معنى لقضية إيمانهم حتى ولو قسراً .!

- هذا الشبل من ذاك الأسد
يبدو أن بعض الانبياء لا يريدون لقومهم أن يؤمنوا قبل ان يروا عذاب الله حاضراً فى الكفار , فهذا موسى عندما بُعث الى فرعون وقومه يطلب من الله أن يشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب وهو يوم القيامة كما نرى في الآية 88 من سورة يونس:( وقال موسى ربنا انك اتيت فرعون وملأه زينةً واموالاً في الحياة الدنيا، ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على اموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الاليم ) وليس غريباً أن نفس مغزى هذه الآية موجودة في التوراة: ( وأقسى الرب قلب فرعون ) فالله نفسه قد ختم على قلوب بعض الناس ومنعهم ان يؤمنوا قبل أن يريهم العذاب الاليم، كما نرى في الآية 96 وما بعدها من سورة يونس: " ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون، ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الاليم".

هل هذا منطق أم إله شرير أم نزعات بشرية تعبر عن إنفعالاتها ومواقفها , فالمنطق يقول أن الله يسهل طرق الصلاح والهداية للضال كونه الهادى لا أن يزيده فى ضلاله وغيه , ولنسأل سؤال آخر هل لهذا الإنسان البائس الذى خط فى الضلال أى سبيل للهداية , فالإله العظيم الرؤوف الرحيم وضع هذا الإنسان فى دماغه ليُيسر له المزيد من التورط فى الضلال .
يمكن تفسير لماذا لجأ مُبدع النص لهذه الرؤية التى تنال من الله ذاته فلن نكتفى بالقول إسقاط حالة من السلوكيات القبلية العنيدة القاسية وإذا كنا لا نستبعد بالطبع هذا من مناخ ثقافى سلوكى سائد ولكن أتصور أنها رغبة من مُسطر النص بتصوير عدم إيمان ناقدى المشروع الإسلامى أنهم فاقدى الإرادة والعقل والحجة وأن رفضهم ليس من حجتهم وذكائهم وهشاشة المطروح أمامهم فالأمور خارجه عن إرادتهم فهم فى ضلال وزيغان ومرض القلوب بواسطة الله المُضل الذى وضعهم فى دماغه فلا هادى لهم .

- في سورة البقرة ( الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدي للمتقين الذين يؤمنون بالغيب و يقيمون الصلوة ومما رزقنهم ينفقون والذين يؤمنون بما انزل اليك و ما انزل من قبلك و بالآخرة هم يوقنون أولئك علي هدي من ربهم و أولئك هم المفلحون , ان الذين كفروا سواء عليهم أنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ختم الله علي قلوبهم و علي سمعهم و علي ابصرهم غشوة و لهم عذاب عظيم ) البقرة7:1
الآيات تذكر ان هذا الكتاب هدي للمؤمنين المتقين فما فائدة الكتاب اذا كانوا اصلا للمؤمنين التقاة ! ثم يورد الكاتب أن الكافرين سواء تم انذارهم أم لم يتم إنذارهم فهم لن يؤمنوا , فإذا كان هذا الكتاب هدي فمن المفترض بداهة أنه يسعي لهداية غير المؤمنين لأن المؤمنين هم مؤمنون من الأصل والأصحاء لا يحتاجون لطبيب ولكنه بمنطق غريب آخر يقول أن الكافرين لن يؤمنوا في جميع الأحوال , فما فائدة الكتاب و الرسالة إذا كانت مبعوثة للمتقين من الأصل ولن تفلح في هداية الكافرين .!

- منطق آخر غريب .يبدل سيئاتهم حسنات .
عندما تسأل مؤمن عادى عن سبب إيمانه بوجود إله وما جدواه فى حياتنا على الأرض لتجد الإجابة التقليدية التى تُعبر عن رؤية الإنسان التى تنشد العدل فى عالم قاسى بلا معنى فوجود الإله وجدواه للإقتصاص من الاشرار والطغاة والظالمين فى يوم القيامة وبالرغم ان هذه الرؤية السائدة فى وعى المؤمنين إلا انها غير صحيحة وفقا لهذه الآية من سورة الفرقان:68-69 ( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ الله إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ الله إِلا بِالْحَق وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً , يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً ,إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً ). وهذا يعنى أن كل من يفعل الآثام والشرور ثم يتوب ويؤمن ويعمل عملاً صالحاً بعدها يُبَدل اللهُ سَيئَاتِهِم حَسَنَات وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً ,أى ينفذ المجرم والظالم والشرير ومغتصب الحقوق من العقاب بل سيبدل الله شرورهم وسيئاتهم القديمة حسنات ولا عزاء للسادة الواهمين بالعدل الإلهى والقصاص من ظالميهم .!

* منطق الله مع القوادين والعاهرات .
إذا كان الله يضل من يشاء ويختم القلوب بالضلال ولن يجد له هادى ولا سبيل فهذا المنطق الغريب يتغير ويتبدل أمام العاهرات والقوادين ففى سورة النور 33( ولا تكرهوا فتياتكم علي البغاء ان اردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرههن فان الله من بعد اكراههن غفور رحيم .) ولنعتنى فيمن يكرههن على البغاء فان الله من بعد إكراههن غفور رحيم فلمن تكون المغفرة والرحمة هل لهذا القواد أم للمومس فإذا كانت للقواد تبقى مصيبة زرقا وإذا كانت للمومس فمعناه أن أى واحدة تحكى عن قهر القواد لها والظروف الإجتماعية التى تقهرها على البغاء كأفلام حسن الإمام عن العاهرات فسيغفر لها ثم أننا أمام مشهد غريب آخر فماذا عن العاهرات التى تقبلن وتستطيبن حياة العهر فما الحكم هنا , وهل هذا يعنى أن بالإمكان إقامة بيوت دعارة فى دار الإسلام .!
هذا ما آلت إليه النصوص والتشريعات عندما تصدر عن فعل سياسى , فالنبى واجه إكراه عبد الله بن أبى سلول لفتيات تعملن لديه فى البغاء فبدلا من ان يثور ويقلب الطاولة على هذا الفعل المشبع بالآثام والشرور ويحرمه نظر إلى وضعية عبد الله بن ابى سلول ومكانته وقوته لتمر الأمور ومن يكرههن فان الله من بعد اكراههن غفور رحيم .

- منطق الله مع اليهود .
إذا كانت الرحمة الإلهية حلت على العاهرات فهى فقدت أى منطق مع اليهود فالله يعاقبهم ويحولهم لقردة وخنازير لأنهم يعملون في يوم السبت الذى يجب على اليهود الراحة فيه بلا أى عمل فى هذا اليوم إقتداء بالراحة الأسبوعية الإلهية ففى الأعراف 163 (وَاسْأَلهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَبتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانهم يَومَ سبتهِم شُرعًا وَيَومَ لا يَسبِتُونَ لا تَأْتِيهِم كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ) وفى البقرة 65 ( وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتدَوْا مِنْكُم فِي السَبتِ فَقُلْنا لَهُم كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ ).
لنا هنا توقفات كثيرة أمام منطق الله فى صورته الإسلامية فهل هو يعتنى بتحريم العمل فى يوم السبت بإعتباره راحة له بعد عناء الخلق حسب الميثولوجيا اليهودية , فهل يقر الله الإسلامى هذه الرؤية اليهودية ويعتمدها كصاحب يوم للراحة فهل هذا مقبول , ولماذا إنصرف عن ذلك فى نسخته المسيحية والإسلامية , ولماذا العقاب بهذه القسوة لمجرد أن اليهود يعملون في يوم السبت فكل ما فعلوه انهم إصطادوا من البحر حتى لا يموتوا من الجوع , فهل العمل في هذا اليوم يستحق كل هذه القسوة فى العقاب .
فلندقق ثانية فى آية الأعراف 163 مرة أخرى ( وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقريَةِ الَتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعدُونَ فِي السَبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَعًا وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ) لنتلمس منطق فى منتهى الغرابة والعناد ,فهؤلاء الصيادين البؤساء كانوا مضطرون لهذا العمل لكسب رزق أطفالهم وعوائلهم وإلا ماتوا جوعاً ,فالحيتان أى الأسماك لا تأتيهم إلا يوم السبت الذى يُفترض فيه عدم العمل والأيام الأخرى التى يحل لهم فيها الصيد لا يأتى الله بالأسماك فكيف يأكلون إذا كان الله لا يأتى بالسمك إلا يوم السبت , لنرى الله يحاصرهم ويجبرهم على هذا الفعل ثم يعاقبهم عليه ولا يمنحهم خياراً آخر لتأمين حياتهم , فهل نحن أمام منطق متهافت أم عناد إلهى غريب لأتصور أن هذا المشهد إعتنى كاتبه أن يصدر حقده وكراهيته لليهود .

-في سورة المائدة :مشهد آخر لعدم المنطق أو قل يصيب ألوهية الإله بالتخاذل والضعف وعدم العلم ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ ) فإبتلاء الله بقليل من الصيد والرزق لأنه ينتظر أن يعلم من يخافه ويؤمن به ولنسأل أين ذهبت صفة المعرفة الكلية علام الغيوب .!

* آلهة غريبة
( نَدِمْتُ عَلَى أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ شَاوُلَ مَلِكاً, لأَنَّهُ رَجَعَ مِنْ وَرَائِي وَلَمْ يُقِمْ كَلاَمِي ) هذه الآية من سفر صموئيل الأول إصحاح 15 نجد الإله يندم فألم يمتلك هذا الإله بعض الروية والحكمة ليتمهل وهل إفتقد للمعرفة الكلية لما ستؤول له الامور بدلا من التسرع ثم الندم الذى سيُهدر الألوهية ويبددها بهذا العبث ولكن رغماً عن هذا فالإله يهوا يبدو أنه يتحلى بالإحترام فهو يعترف بخطئه بينما الله فى الصورة الإسلامية يحتفظ بخطئه ويكتفى بلولا ( وَمَا تَفَرَّقُوا إِلا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن ربكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمى لَقضِيَ بَينهُم وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍ مِنْهُ مُرِيبٍ )الشوري -ف الله لديه منطق غريب عجيب فتراه يعد نفسه بأشياء ثم يكتشف أنه تسرع في قراره هذا ، ولكنه لا يستطيع التراجع فيفضل البقاء علي الوضع كما هو عليه بلا تراجع .

بالطبع لسنا بصدد تسخيف فكرة الإله وإثبات سذاجتها وتهافت وحماقة منطقها لأنه لا يوجد إله حتى يكون منطقياً حكيماً أو عابثاً أو متهافتاً بل هو فكر بشرى رسم ملامح فكرة الإله بما يتراءى له من تصورات وتخيلات لم تخلو لحظة واحدة من إنفعالاته ومزاجه ومواقفه الحادة لتأتى الصورة المرسومة للإله كمضل للبشر والخاتم على عقولهم سعياً وراء تفنيد حجج الرافضين للمشروع الدينى فحججهم ومنطقهم ليس لكونهم أذكياء اصحاب حجة ولا لخلل وهشاشة الأطروحات الدينية بل لأنهم وقعوا فى المصيدة الإلهية والختم الإلهي كما لم تخلو الأمور من مواقف عدائية منفعلة للمناهضين المشروع الدينى فالله يكرههم ولن يهديهم وسيذيقهم عذاب أليم .
من السخف أن نتصور أن هكذا منطق إلهى متهافت متخبط يفتقد للعدل والحكمة ولكن السخيف حقاً أن نجد من يتصور فى هذا العصر ان هناك إله هكذا هى أقواله ومروياته ورؤيته وانفعالاته .

دمتم بخير .
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " حلم الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخلاقنا وأخلاقهم-فى فلسفة الخير والشر
- الإسلام السياسى هو التناقض الرئيسى فى كل صراعاتنا
- مشاغبات فى التراث-الأديان بشرية الفكر والهوى
- فى ماهية الإنسان والحياة والوجود .
- علم الله بين لعل وعسى وفليعلم
- الدين عندما يُفقد المرء محتواه الإنسانى
- سقطات إلهية أم نصوص بشرية
- تأملات فى ثقافة الإيمان السالبة
- أنا فهمت الآن .
- تأملات فى ماهية الإنسان
- إنهم يزرعون الوحشية ويمنهجون الهمجية
- تأملات فلسفية من رحم طرائفنا وسخريتنا
- أسئلة ليست حائرة إلا لمن يريد أن يحتار
- إمتحان ومشاغبة على جدران الخرافة والوهم
- يؤمنون بحثاً عن لحظة جنون وهذيان!
- هوان العقل المتأسلم-الثقافة عندما تنتهك عقولنا وانسانيتنا
- أسئلة مُحرجة-35إلى40من خمسين حجة تفند وجود الإله
- بحثاً عن حلول لخروج الإسلام من أزمته .
- الأمور تمر عبر النصب والإحتيال-كيف يؤمنون
- خيبة !!- لماذا نحن متخلفون


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - منطق الله الغريب-الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت