أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - الفرق بين الأحمر والأسمر














المزيد.....

الفرق بين الأحمر والأسمر


مزوار محمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 4779 - 2015 / 4 / 16 - 16:30
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    





آخر حكم إسلامي في بلاد الأندلس كان لبني الأحمر، لكنني لطالما صببت غضبي عليهم كونهم فرّوا من تلك الأرض، فأصبحت من المحرمات علينا نحن سكان شمال أفريقيا، إلى أن وقفتُ على فرارهم، ووجدتُ نفسي أمام نفس المصير، لكن ليس أمام الأحمر، وإنما أمام الأسمر.
ما جعلني أكتب هي أغنية اسبانية جميلة، فكان تصويرها للذوق الاسباني بارزا جدا وملفتا، فأخذتني فتنة الجمال، ورحت أزغرد بكلماتي التي لا أجد أنقى منها في حضرة القداسة الجليلة.
لقد كبر الإنسان منذ زمن طويل عندما جعل من الفن لغة كاملة، وعنها أخذ يرسم بكل طاقة يحملها عنفوانه لوحات الحياة بشكل جعل منه أقرب إلى الأرواح من غيرها، هذا ما ألزم البشر أن يكونوا أكثر من يقظين حين يتعلق اليوم بما جال في كل الأزمان، دون ذكر لتفصيل لما قد يحدث بعيدا عن الإنسان.
فلما سمع الفرد قصته أبى إلا أن يكون راقصا على أرضية زجاجية الاعتبار، كان لامعا وهو يؤدي أجمل ما لديه من حركات، حيث بدأت الأمور تستهوي خياله، وهو يحاول بكل ما يمكنه من قدرة على حيك للحكايات وحكيها.. إنها تصرفات أفراد في الحياة: النجاة.
على تلك الرقعة القريبة من كل نفس بشرية أمر سلطان الحياة أن يرى أمامه الجمع مقبلا على سواره الذهبي بلا تردد، فاصطفت المشاعر أمام قيصرها، وراح يسرد هذا الأخير كل معاني الابهار في لحظة لم يتسن للجميع المشاركة فيها، كان القمر مضيئا للغاية لدرجة أن السيّدة التي تسمى بـ: الفلسفة، لم تتمكن من التمتع بضوئه، لترفع بعدها لتحجبه بواسطة مروحتها اليدوية، محتمية بأفكار عقلية جعلتها أسيرة سياج ثوبها الأحمر، لكن العلوم التي خرجت من بطن السيدة الفلسفة، أبت إلا أن تزور القمر وتقيم حفلة سيادة أمريكية عليه؛ مما جعل سلطان الصحراء غاضبا فراح يسب الحياة ويدعوا إلى الممات، .. ؟؟ .. لم يستجب له أحد من ذوي الحدس الحيّ، فتقدّم من آمن بالحياة نحو المعاناة، بينما فضل البعض الآخر الشهادة في سبيل النجاة. ما أعجبني في هذا كله، أنني أعيش كل هذا، حملت شبه جزيرة ايبيريا لغة كانت جميلة جدا ورقصات كانت أجمل وهي ملتحفة بالأحمر، بينما أنا حملتُ في الضفة المقابلة أو جزء منها دعوني أكون صريحا، حملتُ سمراء اللون وإن لم ترقص لي استحياء مني، بينما أرادت وتريد مضاجعتي بشدة فكفلتها أفكارها بأفكاري في هذا المجال. إنّ من يعبر معابر أنفاق الخيال لا يعاني أبدا من حالات فترات العقل بعد الاستعمال من شدة الاعمال.
ما جعلني مشاركا في حفلة الأبدية هي بشريتي، جعلتني أخطئ، جعلتني أكون أسمرا في جلد أبيض، أسمر المشاعر والأحاسيس الجارفة، وهذا ما يمكنني أن أعبّر عنه في حضرة السيّدة الفلسفة بـ: الإنسانية، إنسانيتي.
لقد ترجّلتُ في صحراء المحبة من فوق جملي الفلسفي، فصرتُ كأي مسافر بين الرمال أزداد عطشا بمفاتن المناظر السمراء أمامي، أبحث عبثا عن ماء يروي ظمأ عذبا، أبحث في كل ما أحمله من كيان عن سوقية نسق أبى وتجاهل السوقية كلما نظرتُ إليه، نظر هو إلي محدثا: يا محمد أنت أكبر وأعلى من أن تكون أصغرا صغيرا.
ما حاولتُ معالجته منذ بدايتي هو أن الذوق هو توأم الشوق، وهذا الأخير لا يسكن سوى موطنا اعتاد على المحبة والرجاء، حيث أنّ سلالم الأشواق ما هي في حقيقتها سوى علامات وأيقونات تفيد التلميح بالاشتياق من بعيد، شوق إلى قرطبة، شوق إلى لياليها، شوق إلى كل سمراء من المشاعر الحنطية، تلك التي تصنع وترعى العشق.
في كل مرة أقف فيها أمام الشجرة المباركة تلك، آخذ نفسا عميقا، وأتذكّر أن لي بهجة لا تقاس بها الأيام ولا الحيوات، لا الأرقام ولا المساحات، أحمل تواضعا كبيرا في قلبي لمن دفعني إلى الثقة في المحبة من جديد، دفعني إلى حرارة الحديد بعقل من جليد.



#مزوار_محمد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلامي فرحة من أجل الحياة
- كلما سمعتُ كلمة مثقف تحسستُ مسدسي
- بربريّ أنا
- فلاسفة بوظيفة هرمون التستوستيرون
- عمادة التفكير
- دفاعا عن التحضر
- الديموقرا-فكرية
- غوانتنامو الفلسفة الجزائرية
- لماذا أفكر؟
- حرج مشروع
- خذ دولارا واترك الميدان
- مأتم العيد
- الايروسية والفردوسية 2
- الايروسية والفردوسية 1
- أَخْشَى عَلَيْكِ مِنْ كَلِمَاتِي
- فلسفة كالخاس الجزائري 12
- فلسفة كالخاس الجزائري 11
- فلسفة كالخاس الجزائري 10
- فلسفة كالخاس الجزائري 9
- فلسفة كالخاس الجزائري 7


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - الفرق بين الأحمر والأسمر