أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - هل تركيا حليف السعودية و الغرب ام ؟














المزيد.....

هل تركيا حليف السعودية و الغرب ام ؟


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4779 - 2015 / 4 / 16 - 14:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


النوايا التركية الانية و البعيدة المدى معلومة التوجه و المضمون اامتابع المدقق في سياساتها وخطواتها، و لم تالو تركيا جهدا في اللعب بين الموانع السياسية المنتشرة في المنطقة و البارزة تامنفلقة نتيجة المشاكل الكبرى او ناتحة من الازمات الجديدة من جهة، او الموجودة اصلا نتيجة الصراع القومي المذهبي في المنطقة من جهة اخرى . هناك توافق فكري عقيدي ايديولوجي قابض على حركة بعض الجهات و منها تركيا، نتيجة الالتزام بما هو لصالح الجهة المعنية الملتزمة بتلك الافكار و ما تتبعه من التحرك المضاد حتى لنفسها احيانا لاسترضاء الضد عقيديا و فكريا، للحفاظ على التوازن السياسي الدبلوماسي الذي يحتاجه اليوم ليس الا .
تركيا تناور دبلوماسيا خارجيا في هذه المرحلة لتعرف الى اين تصل في توجهاتها الداخلية المهتمة بالتغيير الجذري في فلسفة و الية حكمها المستقبلي و التغييرات المستوجبة لتطبيق ما تهتم و تنوي من الانتقال الى الحكم الرئاسي المستند على الخلفية العثمانية الخالطة مع العلمانية الثابتة في الارضية الموجودة كوريثة للافكار الاتاتوركية في العقلية العامة و الوعي العام، و الافكار التي تغيرت و تحولت مرحليا و استثمرت فكرا و عقلية لتصبح تركية خالصة و خاصة جدا بتركيا لوحدها، و هو نادرجدا ما يحصل مثل هذا في اي مكان اخر . اي اليوم تريد تركيا التوائم و التلائم بين ما يفيدها خارجيا مع ما تهدفه داخليا، و لم تجد طريقة الا الاعتدال و التوافق بين مجموعة كبيرة من التوجهات الاقليمية من اجل الوصول الى المبتغى داخليا اولا، و من ثم رسم سياستها الخارجية حسب المستجد المهتمة به للمستقبل المنظور ثانيا .
تركيا تريد ان تتلاعب و تحيد نفسها شيئا ما بين ايران و دول الخليج من جهة و بين ايران و الغرب من جهة اخرى و بين المحورين السني و الشيعي بشكل عام من جهة ثالثة، لانها تيقنت بانها لم تستطع ان تشرف و تدير المحور السني لوحدها بعدما برزت السعودية نفسها و انبرت ان تكون هي الاولى قبل اي اخر كان، لان السعودية اجبرت على ان تتخذ الموقف هذا نتيجة بروز دور الاخوان المسلمين الذي يتقاطع مع مصالحها و دعم تركيا لهم، و هذا ما يجعلها ان تخضع لمصالح الاخوان عند رضاها عن ان تكون تركيا الاخت الاكبر .
على الصعيد الداخلي، تركيا مشغولة بنفسها كدولة تريد الانتقال من مرحلة الى اخرى مغايرة كما هي موجودة فيها الان شكلا و مضمونا اي من السلطة البرلمانية الى الرئاسية، و هذا يكون تراجعا عن الديموقراطية و حتى العلمانية ان افلح حزب العدالة وا لتنمية في تحقيق اهدافها و مرام رئيسها في ان يكون سلطان عصر العثماني الجديد ان تمكن من ذلك . و حسب كل المؤشرات ربما تستطيع تركيا داخليا في تحقيق ما ترمي اليها الا انها لم تستطع ان تحقق ما تروم االيه مستقبلا، و ربما تجد لها عوائق داخلية ان لم تنه مشاكلها الداخلية باسترضاء و قناعة الجميع من الناحية السياسة و الاجتماعية و الاقتصادية ايضا .
على الصعيد الخارجي، اخطات تركيا كثيرا خلال السنين السابقة، اعتقدت بانها لم تجد طريق اخرى غير االتزام بالدعم الكلاسيكي لما يؤمن به حزب اردوغان، فلم تدعمها في ذلك اي في خطواتها المكشوفة الوقحة غير القطر، و في المقابل ازدادت من المعادين لتوجهاتها و لم تبقي المحايدين على موقفهم، و ابعدت المسافة بينها و بين الاخرين المنتظرين لما تنويه تركيا لبيان المواقف الواجبة اتخاذها كدول الخليج عدا القطر، و لم تكتفي بهذا فقط بل كسبت استعداء مصر و الدول العربية الاخرى السارية على نهج مصر و من اصدقائها القريبين الذي يجمعهم المصالح المتبادلة .
ياست تركيا من الاتحاد الاوربي نتيجة عدم توفر نية او حتى التلميح لقبولها كعضو حتى مراقب في القريب او البعيد، و هذا ليس نابع من عدائهم لتركيا بل لعدم توفر او توفير الشروط الواجبة وجودها في دولة تعتبر نفسها اوربية و تحب ان تتسم بسماتها، من النواحي السياسية، الديموقراطية، الاقتصادية و الحرية و بالاخص من ناحية الحفاظ على حقوق الاعراق و الاقليات و حقوق الانسان، اي في كافة الملفات الساخنة التي يعتمد عليها الاتحاد الاوربي في مسيرته و نظرته الى الحياة . و في المقابل توجه تركيا الشرقية اي ايران و روسيا لم يتم بسلام كامل بحيث يجعلها ان تدير وجهها نهائيا، بل ازدادت تعقيدا نتيجة بروز القضية الارمنية ايضا و باكثر قوة في ذكرى حدوثها في هذه السنة، من النواحي القانونية القضائية و السياسية ايضا .
و بما تجد تركيا نفسها ضالة بين القضايا الشائكة الداخلية و الخارجية لم تجد الا ربما السلطنة و استقواء الذات بها داخليا و كقشة تتشبث بها في نهاية المطاف لتنقذ نفسها من التردد و الوسطية المصلحية او اعتماد السياسة اليومية و الاستناد على التكتيك فقط لقضاء الوقت والمماطلة في اتخاذ القرارات الاستراتيجة التي تهم نفسها و مكونات شعبها و الدول المحيطة بها و الاقليم بشكل عام . اليوم نجد ان تركيا حائرة بين امرين، و هي ليست واضحة في علاقاتها و قراراتها رغم اصرارها على دعم الاخوان المسلمين و ما ينتج عما تفعل، فهي في غمرة تفكير من اتخاذ القرار حول تحديد وجهتها العربية و الاقليمة و العالمية ايضا ، فهي بين المحورين، و بين الشرق و الغرب، و بين ايران و السعودية، و بين امريكا و الدول الخمس الكبار و ايران ايضا .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عراق الدولة ام المذهب
- لماذا اكاديميا السياسة و الفكر الديموقراطي ؟
- تداعيات الاتفاق النووي الايراني الغربي على محاربة داعش
- منطقة الشرق الاوسط ما بعد لوزان و كامب ديفيد الجديدتين
- هل هناك كامب ديفيد ثانية ؟
- منفذ المرور الى العلمنة
- الاعتراف بالخطا فضيلة يا المالكي
- هل سيتحول الحشد الشعبي الى المهربين ؟
- على الكورد ان يقفوا مع الامبراطورية الساسانية ام العثمانية ؟
- سبل انقاذ العراق من محنته
- هل تتلاقى اليسارية بالتنمية الديموقراطية في العراق
- القائد الذي لا يُعوض ابدا
- هل ستبتعد تركيا اكثر عن حلفائها ؟
- العنف و العنف المضاد
- كيف يُعوٌض فراغ المرجعية الكوردستانية ؟
- من جسٌدَ التواكل المذموم في المجتمع العراقي ؟
- لماذا كل هذه التصريحات في هذا الوقت بهذا الشكل
- حتمية التغيير بين الفساد و الاصلاح
- ازدواجية نظرة امريكا الى الارهاب
- الحروب الدبلوماسية اصبحت على اشدها في المنطقة


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - هل تركيا حليف السعودية و الغرب ام ؟