أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسين الياسين - الضياع والفوز .. بين لحظة القرار وقرار اللحظة














المزيد.....

الضياع والفوز .. بين لحظة القرار وقرار اللحظة


ياسين الياسين

الحوار المتمدن-العدد: 4779 - 2015 / 4 / 16 - 13:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان هذا موضوعنا قبلاً في بحث طويل وهو يحكي قصص الطغاة وسقوطهم السريع والمريع في نهاياته ، وربما في كثير من الحالات المسجلة تأريخياً تجد أن نهايات حكمهم وسقوط ممالكهم بدأ وإنتهى بأمر تافه قد يأخذ وقتاً منك طويلا في التمعن والتفكير لمآل نهاياتهم المروّعة تلك ، والغريب في كل تينك الحال والأحوال أن الأنسان وبسجيّته البسيطة لايتّعظ من تلك المشاهد وتكرار تلك الصور الغير مرغوب فيها من قبله ، ولاحتى يأخذ منها درساً يفيد به الآخرين ويستفيد بل نجده مكابراً في أخطائه موغلاً أكثر في أبعاد شخصيّته معطياً إيّاها ما لاتستحقّه بحكم تركيبتها البشرية من سيمات وثيمات محاولاً معها الترفّع بها عن مستوى البشر والأرتقاء بها إلى مصاف الآلهة ، وهذا هو مقتلهم الحقيقي ومرسى سفن طغيانهم والعروج من حيث لايدرون إلى رسم مشاهد نهاياتهم المأساوية والتوقيع والبصم بالهام الكبير على خارطة الأمر الواقع والرجوع إلى حضيرة البشر ولكن ليس بخفّي حنين وحسب بل بتساقط الرؤوس وهدماً مروّعاً للعروش .
وقد أغنتنا التجارب تأريخياً وأغنت فضولنا وأشبعت رغباتنا في التعرف وقراءة حياة رموز لايمكن تجاهلها أوالمرور بها مرور الكرام ، ومن تلك الرموز أباطرة مرّوا على البشرية في عصور متفاوتة ومختلفة وهذا نيرون أحد أباطرة الروم وواحداً منهم ، وقد أخذته العزة بالأثم والتكابر بشخصه وروحه حداً فاض عن كل الحدود التي تعارف عليها البشر عند الطغاة ، وتمادى إلى الحد الذي أراد به أن لايذلّ شعبه وحسب بل حتى النبلاء وأشراف البلد ونواب الشعب وشيوخه ، وكان ذلك حين أصدر أمره بمرسوم إمبراطوري بتعيين حصانه عضواً في مجلس الشيوخ الروماني ، وعادة ما يتقبل النواب المنبطحون للسلطان والخانعون خوفاً والخاضعون ذلاً له الأمر برحابة صدر وتصفيق وتهليل بهذا القرار الحكيم من لدن عظيم الأمة وإمبراطورها الكبير بتعيين حصانه لأنه وبحسب رأي العلماء والفلاسفة والمنمّقون لهفوات السلطان أنه ليس حصاناً كباقي الأحصنة وأنه بدرجة خاصّة ولاشك هبة من الرب العظيم إلى الأمبراطور المبجّل ، وهكذا كان على أعضاء المجلس الموقّر قبول زميلهم الشيخ الجديد حصان الأمبراطور ، والتهليل والترحيب به بتعاقبهم الكلمات والمدائح بحق محنّك السياسة الرومانية الجديد والذي لاشك سيغيّر وجوده عضواً وشيخاً بين الشيوخ واقعاً فاسداً إلى آخر أحسن منه بكثير بفضل حنكته وتجربته بين ظهراني قصور السلطان وإطّلاعه الكامل على القرارات الحكيمة فضلاً عن حضوره شخصياً صلب القرار الأمبراطوري المقدّس ، وتتبّعه سير تلك المشاهد والفصول السياسية والقرارات الصائبة ، وأن الشيخ الجديد والسياسي الزميل والمحنّك سيغني تجربة المجلس ويجعل منه مجلساً رائداً لم يشهد تأريخ السلطنة له مثيلاً ، وعند ذاك حار الأمبراطور والسلطان في كيف يهين شيوخه المتعفلقين والمتفلسفين بغباء نهم ، فقرر السلطان بذاته حضور إحدى جلسات المجلس إيّاه ليستأنس بآراء العضو الجديد ، وحضر واحداً منها بالفعل وإيغالاً منه بأهانة الأعضاء قال : أني لم أراكم تستريحون ولم تشربوا أوتأكلوا شيئاً ، وأمر الخدم والموظفين بأحضار وجبة طعام خفيفة للمشايخ من الأعضاء ، ولم يفكّر أحداً منهم بالحصان ولم يدر بخلده أن يشير لأحد الموظفين أوالعاملين بأن يضع للحصان عليقة من الشعير ، وكان حضور الأمبراطور قد أبهرهم وشدّهم التملّق إليه وكيل المديح له والثناء عليه عن أي شيء آخر ، وعند ذاك تمادى الأمبراطور في إهانتهم فأمر بأحضار عليقة الشعير لزميلهم عضو مجلس الشيوخ قائلاً : أن ليس من الأدب ولا من الأخلاق أن تأكلون وزميلكم ينظر لكم مكسوراً من الجوع بعد عناء من النقاشات والحوارات طويل ، وهكذا وبعد أن علّقوا كيس الشعير في رأس الحصان وبدأ يتناول شعيره بمجرشة الفكّين وأيقن السلطان بعد برهة أن ماتبقى من الشعير قد إبتل بسائل من فم الحصان يتدلى عليه عندها قال : لا أعتقد أن من الكياسة أن يأكل عضواً من الأعضاء شيئاً مختلفاً عن زملائه وهو عضو مثلهم وليس أعلى منهم درجة فأمر العاملين أن ينزعوا الكيس أوالعليقة من رأس الحصان وأن يبدأوا بتوزيع ماتبقى من الشعير في الكيس في أطباق على الأعضاء جميعاً مؤكداً على ضرورة أكل كل مافي الطبق مجاملة لزميلهم وليكون بين الجميع زاداً وملحاً ، فتناول الأعضاء على مضض كل مافي أطباقهم مع أنه رطباً بشكل مقزّز ، وبينما يتمايل بعضهم برقبته يميناً وشمالاً لتجرّح أجزاء من البلعوم جراء محاولة إبتلاع الشعير المدبّب الرأسين ، وعندها سألهم السلطان عن شعورهم بمدى طيب الطعام ، فقال أحدهم سيّدي أنّ نواب الشعب يهزّون برقابهم متمايلين جرّاء النشوة بلذّة الطعام وعدم معرفتهم قبلاً بفوائد الشعير ولذّته في الأكل ، وبات يشكر الأمبراطور العظيم على إلتفاتته الكريمة وزيارته التأريخية التي لاشك سيسجّلها التأريخ لتبقى واحداً من معالم الأمبراطورية العظيمة ..
وأخيراً .. أكل النواب الشعير بينما بات الشعب كريماً نائماً شبعاناً برغيف من خبز الطحين ...



#ياسين_الياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضيّة .. ورأي
- الدولة المدنيّة .. الخيار الأصح
- القبطان العبادي .. إلى أين يسير بالمركب العراقي
- المختار .. لماذا مقروناً بأخذ الثأر
- أميركا .. وسيناريو الحرب العالمية على داعش 4
- أميركا .. وسيناريو الحرب العالمية على داعش 3
- أميركا .. وسيناريو الحرب العالمية على داعش 2
- أميركا .. وسيناريو الحرب العالمية على داعش 1
- من هو الأشد خطراً من داعش
- الناس والمسؤول .. وإزدواجية المعايير
- قراءة .. من داخل قبة البرلمان الجديد
- العراق بين فكي .. الأنقسام والأقتسام
- لماذا .. الجهاد كفائي ؟
- التغيير .. وأبجدية الخلاف والأختلاف
- في الكهرباء .. كذبت الحكومة وإن صدقت
- أمر الولاية الثالثة حسم الآن .. ولنعمل على الولاية الرابعة
- النكوص العربي .. وقذارة التفخيخ
- المتملّقون .. ولاحسي قصاع السلطان
- قراءة مبكرة .. في نتائج الأنتخابات
- مجرّد سؤال .. إلى مفوّضية الأنتخابات


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسين الياسين - الضياع والفوز .. بين لحظة القرار وقرار اللحظة