أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - اخيرا وصل الى السماء














المزيد.....

اخيرا وصل الى السماء


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4779 - 2015 / 4 / 16 - 12:10
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



الذين يركبون الآن أعتاب الخمسين من أعمارهم عاشوا واحدا من اكثر قرون الأرض جنوناً وخصباً وسريالية وشهوة ومفارقات .
لقد كان القرن العشرين ، القرن الماسي لكل ما مضى وسيأتي ، فهل يصدق أحدكم ، أن القرون القادمة ستنتج لنا مارلين مورنو أخرى ، وسلفادور دالي آخر ، وفيروز أخرى ، وحنجرة مثل تلك التي حملتها الأسطورية أم كلثوم أو راوياً مدهشا مثل الذي فعله غابريل ماركيز ، ولكنه وللمفارقة قد تنجب لنا جنرالا مثل موسليني الذي يقول : لا أشهى من جسد وطني غيور معلق على مقصلة بالمقلوب.
ولن تنجب العصور القادمات مراهقة مثل مراهقة أبناء القرن العشرين ،ت لك التي عشقت عيون برجيت باردو وزبيدة ثروة واغاني عبد الحليم حافظ.
في سبعينات القرن الماضي كان حضور الصحافة المصرية قويا ، وكنا نجلبها الى مدرستنا لقضاء الوقت في متعة قراءتها ، ولنكون قريبين من أجفان من نحبهم من ممثلي السينما ، فكنا نجلب صحف الاهرام والجمهورية ، ومجلات الهلال وكواكب .
فبسبب السينما وهذه الصحف والمجلات صرنا نعرف طبيعة المجتمع المصري اكثر من أي مجتمع اخر ، حتى أن احد المعلمين قال مرة :انه يعرف عادات المصريين الاجتماعية اكثر من عادات اهل الموصل وتكريت.
قلت له : هذا لأنك دفعت بدل نقدي ولم تخدم في الجيش ، ولو خدمت لعرفت تفاصيل حياة الناس في كل مدن العراق.
وهكذا يصبح ورق الجرائد مثل ورق المناديل المعطرة بأحمر شفاه للقاء غرامي حار نتتبع فيها ما نحب ان نعرفه عن أولئك الذين يصنعون متعة أرق ليلنا الطويل ونحن نسمع اغانيهم أو نشاهد فتنة الجسد في مرايا صدور الممثلات ، فأحدهم كتب عن أغراء عيون زبيدة ثروة فيه قوله : عيونها والفقر توأم ، ولهذا خلق الله العشب الاخضر ليجعل من عينها سجادة خضراء اتمدد فيه معها ولكن بأحلامي فقط.
ربما عبد الحليم وأغانيه وحدها من توحد الرغبة فيها الى انتظار الجريدة والمجلة القادمة من مصر. وربما افلامه بالأسود والابيض مع زبيدة ثروت وهند رستم وبرلنتي عبد الحميد ونادية لطفي ومريم فخر الدين وصباح وكريمة مختار وشادية في معبودة الجماهير مثلت شيئا مهما من حنين الذاكرة الى ايام الصبا والمراهقة وشباب رسائل الحب الخجولة ، عندما كنا نحفظ تلك الاغاني على ظهر قلب ، ويوم ازدادت وطأة المرض على عبد الحليم جراء مرض البلهازيا المزمن الذي لازمه منذ طفولته كنا قلقين ونتابع اخبار علاجه في لندن والقاهرة وبيروت ، لكننا بسبب حاجتنا الروحية الدائمة لصوت العندليب نرفض ان نصدق أن عبد الحليم سيموت بعدما لم يصدق الكثير أن الصوت الملكي الساحر لأم كلثوم قد مات ايضاً.
ذات يوم نقل المذياع خبر موته ، حزن محبيه في ادارتنا وغير المصدقين بموته بسبب ما نقراه عن اشاعات في الصحف المصرية عن اخبار مرضه والبعض يعدها مبالغ فيها .
لكن مانشيت جريدة الجمهورية المصرية الذي وصل الى مدرستنا حسم كل تلك التساؤلات وقرأه الجميع وهو يحمل عبارة رثاء واحدة من أجل عبد الحليم ( أخيرا وصل الى السماء ) .



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بروك شيلدز وبندقية البرنو
- الغضارة وحرب الحليب
- الثناء على معونة الشتاء
- طروادة والمْطارَدْ
- معدان دوائر التجنيد
- سفينة حنا مينه
- أقراط روزا لكسمبورغ
- لاخَبرْ وعُرسِ عَنبرْ
- تعال ايها الملك
- أيثاكا كافافيس وأيثاكا شغاتي
- جاموسة موشي دايان
- التوراة تسكن في قلعة صالح
- في فطرة المعدان خلاص العالم
- ذكريات الطير المسافر
- السوابيط ومنصات ناسا
- موزارت في قريتنا
- إسكافي الخيول والعريف ديغول
- هل لدى لينين حَظْ وبَخت ؟
- مدافع أم البنين
- هناك بريمر وهنا مطشر


المزيد.....




- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...
- وسائل إعلام: الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لهجوم صاروخي وا ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع هجوم ...
- فرنسي يروي تجربة 3 سنوات في السجون الإيرانية
- اقتراب بدء أول محاكمة جنائية في التاريخ لرئيس أميركي سابق
- أنباء عن غارات إسرائيلية في إيران وسوريا والعراق
- ??مباشر: سماع دوي انفجارات في إيران وتعليق الرحلات الجوية فو ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلا عن تقارير: إسرائيل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - اخيرا وصل الى السماء