أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - كلامي فرحة من أجل الحياة














المزيد.....

كلامي فرحة من أجل الحياة


مزوار محمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 4779 - 2015 / 4 / 16 - 10:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كلامي فرحة من أجل الحياة


تبدأ الحكاية من الصرخة الأولى، من البداية الأولى، من الابتسامة الأولى، من الخطوة الأولى، من السجدة الأولى، من النبض الأوّل، من الشجار الأوّل، من الحبّ الأوّل، من الصدق الأوّل، من أوّل الأوّل وأوّل الأولى.
لقد تنبه الجميع لما جرى في حياته ما عدى الأغلبية التي تأبى أن تنظر إلى حالها من زاوية الجهل به، فكان من الممتع التحدث عن حياة للحياة، كمبدأ أوّل قبل البدء ذاته. وعلى أساس المودة والرحمة كان لكل منزل شمعته المضيئة التي تسيّر معاقل جواربها دون المساس بكومة القشّ الذي ينسج منه بومة التفكير عشّها الفلسفي؛ فكان من الجميل أن تعرّف الإنسان على ما لا يمكنه التفسير أو الأخذ به من باب أنّ لكل علامة دورها الأبجدي في تلقين الأحياء المادة الخام لكل سلسلة جريئة من التساؤلات.
ما من قدَر يحاول الإنسان الاشتغال عليه إلاّ وكان أمام البشر فرص يحاولون الأخذ بها، فتصبح مستساغة أمام الالحاح الكبير الذي يؤسس لما يبعث الراحة بين كل متأمّل بحياة أكثر حيوية مما سبق إليه من تجاعيد الأيام؛ وعلى أساس الذوق الخاص راح التعليم يسابق الزمن في كيفيات تكثيف التفاسير العامة التي لا تجد مساحة كافية لها إن ما تعلق الأمر بالإيمان الروحي العميق بكل ما له صلة بالمعطيات الفقهية الجريئة لكل فرد يحاول فهم حياته.
المسارات تختلف في نفس اطار الإنسان المعرفي، الإنسان العارف، وإنسان المعارف، كونها قائمة على التعاطي مع كل ما له الحق في تقدير القرارات الفصلية التي ما لبثت أن أصبحت حاسمة.
عندما يشهد التعريف بالإنسان إمكانية بقائه فإنه يأخذ من كل ما هو حامل لقيمة ما حسا يمكنه من البقاء فعلا، هذا ما هو قابل لأن يطبع الكثير من مؤسسات الذات العامة في اتجاه التعبير عن مكنونات تفسّر قدرات الفرد العميقة في شروط مختلفة التأثير والتكثيف؛ فلا يكون من المهم أن يتحوّل الإنسان إلى شبح بقدر ما يمكنه التأشير على كسب العوائل المستلهمة من تشارك الأحياء في الحياة.
في لحظات ذوبان الإنسان في العالم يتحوّل الناتج عنه إلى عطر يؤنس كل متأمّل في أيام الكون الأصغر؛ وكأنّ الذوبان ذاك هو غرفة انعاش تستولي على عبق التاريخ والزمن والجغرافيا الجسدية بكل ما حدس العذارى الذي لا قابلية له سوى من أجل تعليق أحكام البهاء على جدران المشاعر والأشعار في حضرة شعر المآثر الحاضرة بكل رونقها زفاف الفخر بالرجولة.
لا يحدث أن يتحوّل التلقين إلى عامل محرّض لكل قواسم التفسير، من غير المفيد أن يلهث الإنسان وراء فائدة لا تنبع من عمقه أولا، فما أبهى علوم القضاء في مواجهة تكبّر فلسفة الإعفاء، لكن في هذا تبقى الفلسفة أكثر من ضحية عندما لا يبقى للحكم من شرعية، عندما لا تنتبه التجليات إلى معاني المقولات، عندما يأتي الإنسان الحياة عاريا ثم يستهتر بكل عاري.
في ليلة دوّت فيها ثقافات الصراخ بأصوات المغنين، أعاد كل فيلسوف النظر في أحواله إن ما تعلّق الجميع بحالاته، لا أمل لمن لا يتشبث بالأمل، ففهي حقيقة الأمور كلها هناك مجال للمحاولة ولو كان ضيقا وصعب الاختراق؛ هذا ما يجعل الإنسان سيّدا بين سادة رفضوا حق السيادة.
ها قد عادة الأمور إلى معتقداتها الأولى، أين حاول الإنسان الاحتفال بالفرحة لكنه أخفق في الاحتفاء بها، أين كان لأوّل رصاصة تخترق صدرا بشريا رنينا مميزا أدى إلى تساوي الجبن بالشجاعة لتنقلب الموازين والقوى. فلا درب سوى ذاك المعبّد بالخصوصية التامة، ولا باب سوى لمن يملك معرفة بإمكانيات صناعة المفاتيح، لأنّ الإنسان لا يمكنه الاقتراب أكثر مما يرغب هو في ذلك.

ورد لدا مالك بن نبي، من أجل التغيير، دار الوعي-الجزائر، ص 72: ففي الواحة هناك حياة إنسانية، (...) هذه الحياة لها ألوانها الخاصة بها، والتي تتحدث إلى الشاعر وإلى الرسام.

ما يوجد في الحياة العملية التي يطوف بها الإنسان هو ما يمكن للبشر التحكم فيه عبر الكثير من المزايا والوصايا، ليصبح من السهل التنفيذ إن ما تعلّق الأمر بالتطبيق لما ورد في شقائق الكتاب العتيق. فحين دوى الطبل يزمجر فوق كل راية، أحب الإنسان مهالك كل غاية، وسافر بلا زاد إلى أرض الأحبة البعيدة، لا يملك في جيوبه سوى حبات معدودة من تمر، ولا يحمل في حقيبته الكبرى سوى مشاعر صغرى، لأنه يؤمن بأنّ هذه الحياة ما هي سوى مشاعر وشعير وشِعر وشعائر.



#مزوار_محمد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلما سمعتُ كلمة مثقف تحسستُ مسدسي
- بربريّ أنا
- فلاسفة بوظيفة هرمون التستوستيرون
- عمادة التفكير
- دفاعا عن التحضر
- الديموقرا-فكرية
- غوانتنامو الفلسفة الجزائرية
- لماذا أفكر؟
- حرج مشروع
- خذ دولارا واترك الميدان
- مأتم العيد
- الايروسية والفردوسية 2
- الايروسية والفردوسية 1
- أَخْشَى عَلَيْكِ مِنْ كَلِمَاتِي
- فلسفة كالخاس الجزائري 12
- فلسفة كالخاس الجزائري 11
- فلسفة كالخاس الجزائري 10
- فلسفة كالخاس الجزائري 9
- فلسفة كالخاس الجزائري 7
- فيلسوف بعقل البيشمركة


المزيد.....




- لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟
- ماسك: كان من السهل التنبؤ بهزيمة أوكرانيا
- وسائل إعلام: إسرائيل كانت تدرس شن هجوم واسع على إيران يوم ال ...
- احتجاز رجل بالمستشفى لأجل غير مسمى لإضرامه النار في مصلين بب ...
- برازيلية تنقل جثة -عمها- إلى البنك للحصول على قرض باسمه
- قصف جديد على رفح وغزة والاحتلال يوسع توغله وسط القطاع
- عقوبات أوروبية على إيران تستهدف شركات تنتج مسيّرات وصواريخ
- موقع بروبابليكا: بلينكن لم يتخذ إجراء لمعاقبة وحدات إسرائيلي ...
- أسباب إعلان قطر إعادة -تقييم- دورها في الوساطة بين إسرائيل و ...
- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - كلامي فرحة من أجل الحياة