أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - ( التحليق خارج الزمان والمكان)














المزيد.....

( التحليق خارج الزمان والمكان)


شعوب محمود علي

الحوار المتمدن-العدد: 4778 - 2015 / 4 / 15 - 23:28
المحور: الادب والفن
    


(التحليق خارج الزمان والمكان)
أحس أنّ خصلة من شعرك المثقل بالعطور
أصابع النسيم كانت بينها
تمشّط الحرير
كعرف مهر يافع
أخاف أن تنام
ما بينها
أغار من أصابع النسيم
أخاف من إشراقة الشمس ,
ومن ضوء القمر
ومن سحاب مزنة تنثال بالمطر
كيف أغطّي شعرها ؟
كيف أضم وجهها ؟
كيف اواري خيزران قامة تسرح كالغزلان
في كلّ ما املك لا اشارك الناس به
من طلعة الحمام
في روضتي
وفتنتي
ولعنتي
ونعمتي
أُكاد أن أهيم في البراري
أخاف من عيون كل الناس
حتى أخي ووالدي
وأُمّي المسبّحة..
في الليل والنهار
أخاف أن أتركها في غرفتي
نافذتي
مفتوحة للشمس والنسيم
أخاف أن تأوي العصافير,
هنا تقيم
فوق سرير نومها
فتسرق النعاس, واعطور
أخاف أن تعشقها
أخاف أن تدور
من حولها
فأفقد المرور
إلى سرير نومها
إلى سرير جنّتي وعشّي العطور
قرّرت في سريرتي
أن أمنع العصفور
وطائر الدوري , والصقور
وأمنع الفراشة الخضراء
أريد أن أذهب للبعيد
أريد أن أحملها
كرائد الفضاء
عن كلّ ما من حولنا
في الأرض , والهواء , والسماء
لأنّني مهووس
بعشقها وقربها
كالنار للمجوس
أخاف من تصوّر الرجال , والنساء
خوفي على ظلالها في الماء
حطّمت مافي غرفة النوم من المرايا
أخاف من زجاجها
من أبنوس ذلك الإطار
أخاف من سَورَةِ ما في قدحي
أن تستفيق لحظة السكر,
وأن ترقص في الخمرة كالأسماك
في قدح الزجاجِ
طليته بالقار , والأسرار
صرت ك (ديك الجن)
أخاف أن أتركها
أخاف أن أشرب ما في قدحي من خمر
من عنب أو تمر
أخاف أن أوغل
أن (ينقلب السحر على الساحر)
درت عالمي
وددت لو أرشف ما في القعر من ثمالة
لكنّما الغزالة
كادت من القعر تفرّ قبل أن آتي على الثمالة
وزنجبيل العشق
رائحة القدّاح كانت ثمناً للعتق
فصحت بالتجّار
لا سوق للدينار
فإنّني أحمل في حقيبتي إسطورة الأسرار
وقدحي في مرحي
فاسألوا ديك الجن
و(قيس ) عن (ليلى) إذا ما طلع النهار
فإنّني أرحل عن بيتي,
وعن بقيّة الديار
من دون أن اُفارق المكان
مضى زمان بعده زمان
أصيح بالأميرة
من أين أن أبحر للفردوس
خارطتي تضبّبت
وليس من يحملنا ؟
لعالم ليس له زمان
سكرت في مرارتي
وجنّتي يرسمها الشيطان
حتّى كتاب السحر فوق جلدي المنقوش بالوشم
من قِدَمِ القِدَم
فكيف لا أملك من قوادم؟
وزغب العصفور
وكنت بازاً يافعاً
لكنّما الزمان
غادرني
وغادر المكان
فصرت مثل كرة
تلقى من الشروق للغروب
أسقط فوق الأرض
وهي تدور الآن
في قفص المرجان
حول نخيل ذلك البستان
وغرفتي الخضراء والسرير
فتارة تغطس في كأسي , وفي النمير
وتارة تنام في أغطية الحرير
لتلق بالنرجس فوق جسدي
وتلق بالسوسن فوق ذلك السرير
وقبل أن تطير
أرشف مافي قدحي
من زنجبيل العشق والفرح
كأن طيرين هنا
يفتقدان الليل والنهار
يحلّقان خارج الزمان
وخارج المكان
تحت سماء ذلك السرير
فيغرقان تحت أماج من الحرير

شعوب محمود علي



#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في موكب التاريخ
- من الواح اللازورد 4
- من ألواح اللازورد
- من ألواح اللازود
- من الواح اللازورد
- (مفارقات)
- البحث عن السوبرمان
- المدن الجانحة
- (قارع الأجراس)
- الدخول من سم الخياط
- (جميعهم غوغاء)
- القصيدة المتوحّشة
- الحكمة والتآلف
- شجرة الشعر
- الرؤيا
- الى صديق
- بين الثبات والتلاشي
- السقطة
- على الضفاف
- (بانتظار القطار)


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - ( التحليق خارج الزمان والمكان)