أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمر سعيد - أمنية شعب















المزيد.....

أمنية شعب


سمر سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 4778 - 2015 / 4 / 15 - 22:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أمنية شعب
أ:سمر سعيد
ما أجمل أن نلتقيَ على كلمة طيبةٍ في كلَّ يوم ! ما أجملَ أن نلتقيَ لِنحقَّ حقا ، ونزهقَ باطلا ونحيي ثقافة ، وننصفَ مظلومًا ، وننقدَ واقعًا أليمًا ، ونوقدَ شمعة تمزق من حولنا الظلام .
أعزائي .. يا أنصارَ الحق ، وطلابَ الحقيقة ، ومحبي الخير والجمال أفرادًا ، وجماعاتٍ ، ومجموعاتٍ ، ومؤسساتٍ ، نساءً ، ورجالا ، فتية ، وفتيات .. يا كلَّ المؤمنين بحق شعبنا العربي الفِلسطيني في العيش باحترام ، وأمن ، وأمان فوق ثرى وطنه الغالي فلسطين .. يا كلّ شعبنا.. يا كلّ العرب .. يا كلّ المؤمنين بحق الشعوب في الخلاص من التبعية ، والاستعباد ، والاستبداد ، وبحقها في التحرر، والبناء ، والإعمار ، والسيادة على ترابها الوطني .
يكاد لا يخلو خطاب او مقال او مقابلة صحفية لهذا المسؤول او ذاك سواء من قيادتي فتح او حماس الا وافرد المتحدث حيزا كبيرا للحديث عن الوحدة الوطنية والوفاق الوطني ورأب الصدع الداخلي ونبذ الشقاق والتشرذم وغيرها من المفردات التي يحفل بها قاموسنا السياسي الفلسطيني. هذا الى جانب الحديث عن تبعات الانقسام وتداعياته وانعكاساته على الشارع الفلسطيني وعلى انجازات شعبنا وقضيتنا الوطنية بشكل عام.ولعل من المفارقات الغريبة ان يصبح هذا الحديث جزءا من الخطاب السياسي للفصيلين المتخاصمين ولكل فصائل العمل الوطني دون ان نلمس ما يقابل هذا الخطاب من سلوك يمكن ان يعزز تحقيق الوحدة او يعيد الطريق للوصول الى نقطة تلتقي حولها القوى السياسية الفلسطينية رغم مرور ما يقارب الثمن اعوام والتي عاش خلالها شعبنا اقسى الظروف وشهدت الساحة الفلسطينية احداثا كبيرة وكثيرة استوجبت وحدة الصف واللقاء المشترك. واذا كان الفصيلان المتخاصمان يكثران من الحديث عن الوحدة الوطنية ويعلنان صباحا ومساء تمسكهما بالحوار والديمقراطية كطريق وحيد لحل الخلافات ولا يتركان مناسبة الا ويؤكدان رغبتهما في طي صفحة الانقسام واعادة اللحمة للصف الوطني فما الذي يمنع تحقيق مثل هذه الوحدة اذن ؟ ما هي القوى التي تحول دون اقفال واحد من اسوأ الملفات في تاريخ شعبنا ومسيرته النضالية؟ واذا كانت الظروف التي عاشتها الساحة الفلسطينية خلال السنوات الماضية لم تدفع الفصيلين الى منصة الوحدة فما هي الظروف التي تحتاجها الساحة الفلسطينية لانضاج العامل الذاتي لكلا الفصيلين بحيث يقفزا عن حدود الفئوية التنظيمية والمصالح الذاتية الضيقة الى رحاب المصلحة الوطنية العامة ؟ متى نرأف بهذا الشعب الذي يرفض ان يقرع جدران الخزان؟ الامر المحزن في موضوع الوحدة هو السيناريوهات التي تكررت اكثر من مرة قبل وخلال وبعد كل جولة حوارية فكلما اقتربنا خطوة من الوحدة وتفاءلنا خيرا بلقاءات المصافحة والمجاملة والابتسامات العريضة في القاهرة وازدحمت صفحات الصحف وشاشات الفضائيات بالصور والقبل وبشائر الخير كلما عدنا خطوتين الى الوراء عندما يصل الحوار الى طريق مجهول حيث تبدأ الحرب الاعلامية والتراشق الكلامي المدعومة بعقلية الاسقاط التي تتقنها وسائل الاعلام الحزبية بحيث يلقي كل فصيل باللائمة على الفصيل الآخر وبحيث تضيع الحقيقة امام كثافة التلاسن المتبادل بين الطرفين عبر شاشات التلفاز او على صفحات الصحف والمدونات الالكترونية. اما الامر الاكثر حزنا فهي لغة التراشق المستخدمة في ادانة الاخر وهي لغة اقل ما يمكن وصفها بلغة "الاخوة الاعداء" دون مراعاة لمشاعر وعقل الشارع الفلسطيني او احاسيس الجماهير - وهي صاحبة الحس الوطني المرهف- وعوضا عن محاولة تهدئة خواطر الشارع والرأفة به وامتصاص نقمته بسبب فشل الحوار، يتمترس كل فريق وراء منظومة متسقة من مفردات الادانة والاقصاء والتخوين وتكفير الطرف الاخر بل واحيانا تذهب بعض المدونات الى ابعد من ذلك حين يتحول الموقف من ادانة تنظيمية الى اساءات شخصية تطال هذا المسؤول او ذاك. وما من شك ان هناك اسبابا وظروف حقيقية وعميقة حالت دون تحقيق الوحدة الوطنية بحيث ابقت الفصيلين في خندقين متقابلين متناقضين ينحاز فيها كل فصيل الى علاقة الصراع على حساب علاقة الوحدة. وللتذكير فان الانقسام الحالي يشكل اخطر ما شهدته الساحة الفلسطينية على امتداد تاريخ القضية ، اذ ان مساحات الانقسام وتداعياته لا تنحصر في الفريقين المتخاصمين وفي علاقاتهما التنظيمية المشتركة بل يتعدى ذلك ليطال كافة بنى الساحة الفلسطينية السياسية والاجتماعية والجغرافية والاهم من ذلك كله بنية المواجهة والتصدي لسياسات الاحتلال وممارساته على الارض سواء في غزة او في الضفة في ظل سياسات قضم الارض وتوسيع الاستيطان وهدم البيوت المقدسية وانتهاكات المستوطنين في الضفة وفي ظل التصعيد العسكري اليومي الخطير في القطاع. فما هي اسباب استمرار الانقسام ؟ولماذا يعجز الفصيلان عن تحقيق الوحدة حتى الان فلا بد من التأكيد على ان المصالحة الوطنية هي شرط من شروط التحرر والاستقلال فهي رافعة العمل الوطني والاداة الوحيدة لاحقاق حقوق شعبنا المسلوبة وغيابها لا يشكل عقبة نحو تقدم مسيرتنا وحسب بل ومعول هدم حقيقي لمنجزات شعبنا التاريخية وضياع احلامه . فما هي تلك الاسباب؟؟ اولا: ولعل السبب الاول يكمن في عدم نضوج العامل الذاتي وسيادة المصالح والمكاسب الفئوية لكلا الفصيلين. ثانيا: ارتباط العامل الذاتي والقرار المحلي بقوى ومصالح اقليمية ودولية: فالانقسام ضاعف من تأثير القوى العربية والاقليمية والدولية في القرار الوطني الفلسطيني سواء في غزة او في الضفة بحيث بات الفصيلان وان بشكل متفاوت رهنا لمتطلبات ومصالح ورؤى قوى خارجية لها تأثيرها السياسي ودورها المالي واجندتها الخاصة. وما يثير حفيظتنا هو عدم وجود وسائل الاتصال الفلسطينية المحلية وعجز القوى المتخاصمة عن الحوار المباشر الا بوساطة خارجية اذ انه لا حوار فلسطيني-فلسطيني الا بوجود مظلة عربية مصرية او سعودية او قطرية ومع الاحترام والتقدير والشكر لتلك القنوات غير ان الاوْلى ان يجد الحوار طريقه بين الاخوة بعيدا عن اية وصاية او املاءات او تجاذبات او اعتبارات يمكن ان تنطوي عليها ظروف البلد المضيف. ثالثا: الانقسام البرنامجي ونهج المواجهة: اذ من الواضح ان كلا من فتح وحماس باتا يمثلان نهجين مختلفين في مواجهة الاحتلال وبرامجه وسياساته ويتحركان على ايقاع برنامجين متناقضين ومتوازيين يحمل كل منها مبرراته ومقوماته في اطار موازين القوى المحلية والاقليمية كما في ظل المعادلات الدولية الراهنة. حيث تقف حماس على رأس برنامج معلن اساسه المقاومة "المقيدة" او "المشروطة" ان جاز التعبير بينما تقف فتح وراء مشروعها السياسي الذي جاء ثمرة لمفاوضات مباشرة مع اسرائيل. والرابح الوحيد في هذه المعادلة هي اسرائيل التي انتعش وتعاظم دورها في امتلاك زمام المبادرة حتى باتت اللاعب الحاسم في تحديد مجريات الصراع والتأثير على الخلاف من خلال خلق مناخات الفرقة والانقسام. فاذا رغبت اسرائيل في اضعاف الطرف الفلسطيني المفاوض مثلا تلجأ للتصعيد ضد حماس وفصائل المقاومة في غزة بينما تستمر في سياسات الاغلاق وابتلاع الارض وتوسيع الاستيطان في الضفة وخوض جولات متكررة مما بات يسمى "مفاوضات من اجل المفاوضات" بحيث يعود المفاوض الفلسطيني في كل مرة بخفي حنين ما يخلق مناخات سلبية حول نهج التفاوض. وقد تغيير قواعد اللعبة والحد من تأثير السلوك الاسرائيلي على ساحة الخلاف الداخلي بسبب قرار الرئيس عباس اغلاق بوابة المفاوضات حين حزم حقائبه وملفاته وذهب الى الامم المتحدة الامر الذي مثل عصيانا وتمردا على السلوك التفاوضي التقليدي ولاقى ارتياحا فلسطينيا وعربيا وكذا تضامنا دوليا بينما تمثل الثاني في صفقة تبادل الاسرى التي مثلت نجاحا لنهج المقاومة وفاعليته نظرا لحساسية قضية الاسرى وما تمثله في وجدان الشعب الفلسطيني والامة العربية باسرها. غير ان تلك النجاحات التي حققها نهجا المواجهة والتي تصب في خدمة القضية الوطنية بعيدا عن الاستثمارات الحزبية والفئوية تبقى ناقصة ما لم تستكمل بخطوات وحدوية تنتهي الى توحيد الجهود وتظافرها وتفضي الى التكامل والتناسق بين النهجين ما يضفي بعدا جديدا مغايرا لكافة التوقعات وتسقط كافة المراهنات التي تحاول التصيد في مياه الانقسام. رابعا: ضعف الحراك الشبابي الفلسطيني: فاذا كان الربيع العربي قد رفع شعار " الشعب يريد تغيير النظام" فقد شهد الشارع الفلسطيني "ارهاصات ربيعية" استعاضت عنه بشعار " الشعب يريد انهاء الانقسام" ورغم اهمية الشعار وحساسيته في الشارع الفلسطيني غير ان تأثيره بقي محدودا ولم يجد اصداءه او تأثيره على القوى المتخاصمة. فالحراك الشبابي الفلسطيني سواء في غزة او في الضفة لم يلبث ان خبا بريقه . خامسا: عجز القوى السياسية وبهتان دورها في الساحة الفلسطينية: ورغم ان ظروف الانقسام توفر مناخا موضوعيا لنهوض تلك القوى لا سيما اليسارية والتقدمية منها لتلعب دور بيضة القبان او صمام امان التوازنات الداخلية واستعادة دورها السياسي والتاريخي وتأثيرها الوطني وتعزيز وجودها التنظيمي وحضورها الجماهيري الذي سئم الانقسام ومل الخلافات وبات يتطلع نحو بديل انقاذي، غير انها بقيت تلوح في مكانها ولم تحرك ساكنا بحيث ظلت تتحرك على ايقاع بيروقراطية رتيبة وعقلية تعودت الهدوء والسكينة وبرنامج سياسي يكرر نفسه وغير قادر على محاكاة الواقع او استيعاب متغيراته بل ويمثل هروبا الى الامام في اغلب الاحيان ما فوت عليها فرصة ثمينة في تحقيق الامال المعقودة عليها او في التأثير على مجريات الاحداث على الساحة الفلسطينية لا سيما التأثير في تطويق الانقسام ولجمه وفي استعادة الوحدة الوطنية. وخلاصة القول فان الوحدة الوطنية تشكل ضرورة لا مندوحة عنها وقد اجتمعت اليوم العديد من الظروف التي تجعل من الوحدة امكانية واقعية قابلة للتطبيق شريطة ان يتخلى البعض عن عقلية الاقصاء وان تتوفر الاستعدادية العملية للمباشرة في اجراءات تعزيز الثقة فالشعب يريد وطنا واحدا لا وطنان.



#سمر_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمر سعيد - أمنية شعب