أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - لوزان والاحتلال الإيراني لسوريا














المزيد.....

لوزان والاحتلال الإيراني لسوريا


عبدالرحمن مطر
كاتب وروائي، شاعر من سوريا

(Abdulrahman Matar)


الحوار المتمدن-العدد: 4778 - 2015 / 4 / 15 - 22:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يضيف إطار التفاهم بشأن النووي الإيراني، خاصّة جديدة، لطهران التي ترى فيه مكسباً جديداً ينضاف الى سجلّها القومي، من حيث إرغام الغرب على الاستجابة لمطالبها، في مفاوضات لوزان الأخيرة. تتثمثل هذه الخاصية بأن الاتفاق المتوقع إبرامه في حزيران القادم، يمنحها وقتاً مهماً من اجل إعادة ترتيب أولوياتها الاستراتيجية في المنطقة،خاصة بعد انطلاق عاصفة الحزم قبل أسابيع، وهو ما يعطيها قدرة على الملائمة مابين التحديات التي تواجه تمددها في اليمن، والحفاظ على مكانتها ودورها القائم في كل من سوريا والعراق.
من شأن هذا الاتفاق، أن يكرس الوجود الايراني في المنطقة، طالما أنه ليس مرتبطاً بأية قضايا أخرى، خارج المسألة النووية. والواقع ان واشنطن، بدرجة أساسية -على خلاف الاتحاد الأوروبي- كانت تسعى بوضوح للتوصل الى اتفاق محدد، يجعل من المسألة النووية الإيرانية، مؤشراً على صوابية السياسة الخارجية الجديدة للبيت الأبيض، المتمثلة باحتواء الخصوم، وحلّ المشكلات الدولية عبر التفاوض، دون اللجوء الى الحرب، أو استخدام القوة، وهو واحد من أسس استراتيجيات الديمقراطيين الأمريكيين الذين يأخذون بالدبلوماسية حتى لحظة استخدام القوة العسكرية، بخلاف الجمهوريين تماماً.
وفي سبيل إحراز تقدم يُحسب لواشنطن، كانت إيران على استعداد للتفاوض بحيوية في مختلف ملفات النووي، سياسياً وتقنياً، غير أنها نجحت في إبقاء القضايا السياسية والأمنية المتعلقة باستراتيجتها الاقليمية، وتصدير الثورة، وتدخلاتها الواسعة، بعيداً عن طاولة المناقشات، بل وخلف الأبواب المغلقة، الأمر الذي منح كل الأطراف تركيزاً في مسائل نووية، وعلاقات ثنائية ومصالح متعددة لإيران مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي كانت تواصل انتهاج سياسات أكثر دموية وبشاعة في الشرق الأوسط، خاصة في العراق الذي تسيطر على صناعة القرار فيه، وفي سوريا حيث تعزز وجودها كقوة احتلال مباشر.
المشهد السوري اليوم، مع حلول ذكرى الاستقلال، يوضح مدى إهدار نظام الأسد لقيمة الاستقلال الوطني لسوريا، الذي تحقق قبل 70 عاماً بالتضحيات الكبرى، وعمل البعث وحلفائه، وسلطته الأمنية – العسكرية، منذ 1970، على تفتيت بذور الدولة الوطنية السورية، وصولاً الى الارتماء في أحضان الخميني وسلطة ملالي قم، دون أي اعتبار للسيادة الوطنية التي يتحدث النظام عنها من حين لآخر.
الاحتلال الإيراني في سوريا، لم يكن وليد اللحظة. لقد استجلب النظام الأسدي التدخل الخارجي لمواجهة الثورة السورية، مثلما فعل مطلع الثمانيات عندما استقوى بطهران في مواجهة بغداد، وأحداث الثمانينات في سورية، وواصل طاغية دمشق تمكين ايران من تغلغل نفوذها الثقافي والديني، عبر أكثر من عشرين عاماً، إلى أن وضع الأسد الإبن كل مقادير الدولة السورية، مع تورثه السلطة، بين يدي ملالي قم، وأصبحت إيران هي القوة الأساسية الفاعلة والمحركة في سورية، عبر المؤسسات الأمنية، وتطورت لاحقاً مع انطلاقة الثورة السورية، الى وضع يدها بصورة مباشرة على المؤسسة العسكرية، وهي التي تقوم اليوم على وضع خطط الحلّ الأمني والعسكري، الذي اختاره النظام السوري منذ مارس/آذار 2011.
يبدو حجم الميليشيات الإيرانية، والعراقية، التي تأتمر بقاسم سليماني، إضافىة الى حزب الله اللبناني، كبير جداً، الى درجة الانتشار العسكري، على قوس المنطقة الحدودية مع اسرائيل، وصولا الى حدود شبعا اللبنانية، في ظل استراتيجية إيرانية لفرض سياسة الأمر الواقع في سوريا والعراق.
لم تكتف إيران باحتلال سوريا، وتسيير السلطات الحاكمة في دمشق كأتباعٍ لها، وتقديم الدعم والاسناد العسكري والسياسي الكامل بالتنسيق مع موسكو وأطراف أخرى، لكنها أيضاً لعبت دوراً فعالاً وكبيراً في نشوء داعش، والسماح بعبور المقاتلين عبر أراضيها الى العراق وسوريان والتغاضي عن المال والسلاح وعمليات الامداد اللوجستي التي يقوم بها تنظيم الدولة الاسلامية الارهابي، وممارساته التي تخدم سياسات إيران في التدخل في المنطقة، وسعيها الحثيث لتعويم نظام الأسد.
طالما أن المجتمع الدولي يتغاضى عن دور إيران في سوريا والعراق، ولا تثيره جرائم الأسد الذي يذبح السوريين بالبراميل المتفجرة والغازات السامة، والحصار والتجويع، فإن طهران لن تتوقف عن تعزيز احتلالها لسوريا، خاصة وأنها في المرحلة المقبلة، سيحقق لها الاتفاق النووي، انفراجاً اقتصادياً سينعكس على أدائها السياسي في المنطقة، من خلال إعادة اندماجها وتجديد علاقاتها مع الغرب والمجتمع الدولي، وسيمنحها مزيداً من القوة لاستمرار دعم نظام الأسد، والإصرار على أن تكون شريكة أساسية في جرائم الإبادة الجماعية التي ينفذها يومياً بحق السوريين.
الثورة السورية اليوم تواجه عدوين حليفين، هما نظام الاستبداد الأسدي، والاحتلال الإيراني، الذي يدفع باتجاه تدمير سوريا وإحراقها وإغراقها بالدم، كي يستعيد الامبراطورية الساسانية البائدة، التي لن ترى النور مجدداً.



#عبدالرحمن_مطر (هاشتاغ)       Abdulrahman_Matar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إطار لوزان والحقبة الإيرانية الجديدة
- العمل المدني في الثورة السورية
- تحديات أمام الثورة السورية في ذكراها الرابعة
- داعش والتحالف الدولي في سوريا
- مشاورات القاهرة : رُسُل الحرية أولاً
- أحداث باريس:الاستبداد والعنصرية وانتاج التطرف
- حُمّى التفاوض وعقيدة القتل
- أورفا ظلّ فراتيّ
- الاختفاء القسري في سورية
- المنطقة العازلة وتقاطع المصالح الدولية
- الثلاثاء الدامي في الرقة
- أفق التسوية السياسية في سورية
- شتورلسن وحالول في رائعةٍ ملحمية: سْنورا إدّا
- الشمال السوري بين فكي داعش والنصرة
- يوم في حياتي: الكتابة والعشق!
- السوريون : موتٌ..وغرباء
- المأزق التركي في الحرب على داعش
- الأسد و داعش والنزوح العظيم
- الضربات الجوية وغياب المرجعية الوطنية السورية
- المتنمرون على المدنيين


المزيد.....




- فرنسا: الجمعية الوطنية تصادق على قانون يمنع التمييز على أساس ...
- مقتل 45 شخصا على الأقل في سقوط حافلة من على جسر في جنوب إفري ...
- جنرال أمريكي يوضح سبب عدم تزويد إسرائيل بكل الأسلحة التي طلب ...
- شاهد: إفطار مجاني للصائمين في طهران خلال شهر رمضان
- لافروف عن سيناريو -بوليتيكو- لعزل روسيا.. -ليحلموا.. ليس في ...
- روسيا تصنع غواصات نووية من جيل جديد
- الدفاع الأمريكية تكشف عن محادثات أولية بشأن تمويل -قوة لحفظ ...
- الجزائر تعلن إجلاء 45 طفلا فلسطينيا و6 جزائريين جرحى عبر مطا ...
- لافروف: الغرب يحاول إقناعنا بعدم ضلوع أوكرانيا في هجوم -كروك ...
- Vivo تكشف عن أحد أفضل الهواتف القابلة للطي (فيديو)


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - لوزان والاحتلال الإيراني لسوريا