أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - بروك شيلدز وبندقية البرنو














المزيد.....

بروك شيلدز وبندقية البرنو


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4778 - 2015 / 4 / 15 - 16:51
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بروك شيلدز وبندقية البرنو
نعيم عبد مهلهل

في ثمانيات القرن الماضي شاع جمال الممثلة الأمريكية بروك شيلدز على شاشات السينما قبل أن يغلقوها أو يجعلون عروضها نهارية بسبب الحرب ونظام التعتيم الذي اتخذته الدولة خوفا من الطائرات الإيرانية ، كانت شيلدز تمثل بالنسبة لنا سحرا خاصا في تخيل الجمال الامريكي الى جانب طائرة الفانتوم والرئيس الكابوي رونالد ريغن .
أما علاقة شيلدز مع البرنو وزفاف المعدان فهو قائم على هاجس أن شغاتي تمنى عليَّ أن انزع غلاف صورة شيلدز من مجلة الشبكة اللبنانية ليأخذها ويعلقها على جدار الطين في غرفة نومه وفوق سرير القصب الذي يتمدد فيه مع رفيقة حياته أم مكسيم التي تضحك كثيرا كلما انادي عليها بقوة :يا أم مكسيم ,
فترد :ما أدري من أين أتى شغاتي بهذا الاسم.
فيرد شغاتي بصوت عالٍ : من ابيك الذي كان ملك فرنسا والسويد.
تهرب من صوته ، وتذهب بعيدا مع جاموساتها ، فيما يعود شغاتي الى غرفة نومه يتأمل صورة الممثلة التي سحرته وقد علق صورتها الى جانب صورة موناليزا المعدان.
مع العيون الزرق للمثلة الساحرة تأتي ذكرى بندقية البرنو في حادثة جمعها نقاش ضحكنا فيه كثيرا حين قرأنا مقابلة لشيلدز تقول فيه أنا متأسفة ومتألمة لأنها لم تفقد عذريتها مبكرا . وتعلل ذلك بقولها :
إن فقدان عذريتها في وقت مبكر كان من شأنه أن يساعدها في تكوين جسد رائع خلال فترة ظهورها وهي مراهقة صغيرة، قائلة :
أعتقد أنني ما كنت سأعاني مشاكل الوزن لو كنت فقدت عذريتي قبل أن أبلغ 22 عاما.
ضحك شغاتي وقتها ، وقال هل تعلمون الهوسة التي رافقت زفافي حين جاءوا بأم مكسيم عروساً بالمشاحيف من قريتها ، وياليتكم تعرفون عنوان صديقتنا شيلدز وتترجموا الأهزوجة والتي ترددها النساء فقط ، والكلام يوجه للعريس : ( جبنالكَ برنو ما ملعوب بسركيه .)
قلت :الأن وجدنا العلاقة الجدلية بين البرنو والعذرية وبروك شيلدز وسنسجل هذا اختراعا بأسمك.
قال ريكان وقد لاحت دمعة مضيئة في عينيه : لقد تذكرت ولدي الذي قتل في حرب الشمال فهو ايضا قتل برصاصة من بندقية برنو ثقبت جبهته.
قلت : أضفنا ذكرى ولدك ياريكان للمعادلة .
شغاتي بكى أيضا ليواسي صديقه ، فتبادلا نحيب خافت كنت ارى فيه أطياف وظلال الجنود الذين راحوا ضحية هذه البندقية التي لا يُحسن استعمالها سوى المحاربين البيشمركه ولهذا اصبحت مضربا للأمثال حتى مع عذرية النساء.
بين البرنو الجيكية الصنع وبين حزن البلاد في حروبها التي جعلت ريكان يبكي تحت أجفان بروك شيلدز وهي تقدم أول عرض للأزياء في حياتها وعمرها 15 سنة ، وبين الصورة التي جعلها شغاتي هاجس دهشة المعدان للأجانب الذين يزورون الاهوار ومعهم نساتل المارس والمجلات والبسكويت المغلف بالقشطة .
أستعيد مساجلات تلك المجالس الانسانية في استراحة المعلمين بين الدروس . فأراها عالما معرفيا من الجدل والاكتشاف والتحولات.
العالم اليوم بدون شغاتي وعشقة لسركي البرنو وعيون شيلدز يبدو باهتا . فكل شيء شاخ وكبر وانزوى تاركا جمالياته لبرود التبادل الحضاري البارد التي تصنعه مواقع السوشل ميديا ، إذ نادرا ما تجد انوثة تحمل عطر اجفان الممثلة الامريكية ونسائم ذلك الصباح البارد الذي اتوا به بأم مكسيم عروسا لشغاتي تصاحبها موسيقى تلك الأهزوجة الخالدة التي تتحدث عن العذرية من خلال ماسورة بندقية البرنو.



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغضارة وحرب الحليب
- الثناء على معونة الشتاء
- طروادة والمْطارَدْ
- معدان دوائر التجنيد
- سفينة حنا مينه
- أقراط روزا لكسمبورغ
- لاخَبرْ وعُرسِ عَنبرْ
- تعال ايها الملك
- أيثاكا كافافيس وأيثاكا شغاتي
- جاموسة موشي دايان
- التوراة تسكن في قلعة صالح
- في فطرة المعدان خلاص العالم
- ذكريات الطير المسافر
- السوابيط ومنصات ناسا
- موزارت في قريتنا
- إسكافي الخيول والعريف ديغول
- هل لدى لينين حَظْ وبَخت ؟
- مدافع أم البنين
- هناك بريمر وهنا مطشر
- الفيمتو ينافس حليب الجاموسة


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - بروك شيلدز وبندقية البرنو